منح جائزة الملفونو توما نهرويو هذا العالم للملفونو يعقوب حنا من المالكية بمهرجان كبير

[ابو سومر]

عضو اللجنة الشاعر عيسى رشيد يشخص الواقع القومي الكلدوآشوري السرياني
كميل شمعون/زهريرا من المالكية: من على ضفاف دجلة . . دقلاث . . التي طالما وردت في أشعار نهرويو وفاضت على إيقاع أغانيه ، أطل الملفونو يعقوب حنا وحلّ ضيفاً على مداولات لجنة أصدقاء الشاعر توما نهرويو ، مع كتاب وشعراء كلدوآشوريين سريان آخرين ، ليتم اختيار واحد منهم لمنحه جائزة نهرويو لهذا العام . وكانت نتيجتها اختيار الأديب الملفونو يعقوب حنا من المالكية .
واحتفاءً بهذه المناسبة في الذكرى الخامسة لرحيل نهرويو ، وبالتزامن مع ذكرى الملفان الكبير نعوم فائق ، أقيم مهرجان كبير في المالكية مساء الأحد 3 / 2 / 2008 في صالة أخوية الأرمن ، ا أقامته لجنة أصدقاء نهرويو بالتعاون مع مركز التربية الدينية بالمالكية . وهو التكريم الخامس في مسيرة هذه اللجنة . وهو يقام بالتزامن مع ذكرى نعوم فائق وغيره من الكتاب ورجالات هذه الأمة ، للدلالة على إن عمل هذه اللجنة لا ينفصل عن الشأن القومي العام بل هو من ضمنه .
هذا وقد شهد هذا المهرجان حضوراً جماهيرياً كبيراً من كافة ألوان الطيف السوري ومن كافة مناطق تواجد أبناء شعبنا ، ووفود رسمية تمثل الأحزاب : حزب البعث العربي الاشتراكي ، الحركة الديمقراطية الآشورية / زوعا ، المنظمة الآثورية الديمقراطية ، التجمع الآشوري الديمقراطي ، المنظمة الآثورية الديمقراطية/تيار الإصلاح ، والجمعيات : جمعية إنليل الثقافية ، الجمعية الثقافية السريانية في سوريا ، والمجالس الملي للسريان في القحطانية ، والمجلس الملي للسريان في المالكية الذي رعى هذا الاحتفال .
وقد استهلت فعاليات هذا المهرجان بالترحيب بالحضور ، من قبل مقدمي البرنامج : غسان جرجس ونانسي غرو ، وبنبذة عن حياة الشاعر توما نهرويو ، تناولت محطات اجتماعية وأدبية وثقافية مهمة في حياته ، ألقاها عضو اللجنة غسان حنو .
تليها كلمة لجنة نهرويو ألقاها رئيس اللجنة عزيز توما ، الذي أكد فيها على استمرار اللجنة في مسيرتها الثقافية منوهاً إلى إن اللجنة قلمت وستقوم بتكريم أشخاص لهم باع كبير في حقلي اللغة والثقافة السريانية مراعية التوزع الطائفي والجغرافي ، منوهاً إلى إن ذلك ينبع من أيمان هذه اللجنة بأن الهوية ، أو ما أسماه بالخصوصية اللغوية والثقافية هي واحدة ، وهي مشترك تاريخي بني على الأكادية ومازال مستمراً .
وفي أجواء ومشاهد كهذه لا بد أن يكون للشعر السرياني مكان يجول فيه ، وللشعراء منصة يعتلونها ، فألقى عضو اللجنة الشاعر عيسى رشيد قصيدة معبرة بعنوان ( بحمرو دسبوثيخ تشعيثي كثولي ) بخمر شفتيك كتبت قصتي ، وهي حملت معاني كثيرة ، تمكن فيها رشيد من تشخيص الواقع القومي ومعاناة الإنسان الآشوري في خضم تناقضاته ، محملاً الطبقة السياسية الأشورية مسؤولية كل الإحباطات والإنكسارت التي يعانيها على الصعيدين العام والخاص . وإن هذه الطبقة حسب رشيد هي بحاجة إلى تفكيك ليتم تركيبها لاحقاً بعد أن تقوّم نفسها من جديد ، لأنها تقدم نفسها ( رسمياً ) على عكس ما هي عليه في الواقع ، وبصورة لا تنسجم مع الواقع القومي الآشوري ومتطلباته راهناً .
ثم ألقى الشاعر عيسى ماروكي عضو اللجنة قصيدة بعنوان ( قيثورو ) ، أما الشاعر ميشيل فيلو الذي يردد في أحيان كثيرة ، إن عواصف تهب مع على وقع إلقاء قصائده ، فقد ألقى قصيدة أهداها للمكرم الملفونو يعقوب حنا وعدد فيها مناقبه وهنأه على حصوله على الجائزة ، أما القصيدة الثانية فكانت حوارية تدور ( بينه وبين زوجته ) يصف فيها فيلو حباً كبيراً بينهما , إلى درجة أنها لم يكن بمقدورها تحمل بعده عنها لإلقاء هذه القصيدة في المالكية . وعرج فيها أيضا على مناقب المكرم واصفاً إياه بسليل اليعاقبة ، وبمقتفي آثار الرهاوي والسروجي والبرادعي . ومن المالكية ألقى الشاعر كريم دنحو رئيس مركز التربية الدينية بالمالكية قصيدة حيا فيها لجنة نهرويو وعملها الكبير ، وهنأ فيها الكاتب يعقوب حنا لحصوله على الجائزة ، ولجنة نهرويو لتخليدها ذكرى شاعر كبير كنهرويو .
وشارك كورال ما ر أفرام بالمالكية بأنشودة سريانية من تأليف الملفونو كريم دنحو .
بعد ذلك كانت لحظات التكريم للكاتب يعقوب حنا حيث سلمه الملفونو عزيز نوما رئيس لجنة أصدقاء نهرويو الجائزة مع شهادة تقدير وذلك لخدماته الجليلة في مضمار اللغة والثقافة السريانية .
والكاتب يعقوب حنا هو من مواليد عام 1948 في قرية الجسر التابعة لمنطقة المالكية ، تعلم اللغة السريانية والطقوس الكنسية ورسم شماساً عام 1958 ، بدأ بإلقاء المحاضرات الثقافية والدينية منذ عام 1963 ، يدرس السريانية منذ عام 1966 ، حصل على الإجازة في اللغة العربية وآدابها من جامعة دمشق عام 1972 ، يعمل كرئيس للمركز الثقافي العربي في المالكية منذ عام 1979 ، واهم مؤلفاته : قراءة في لغة الكتابات التدمرية القديمة ، أسماء الأعلام عند قدماء التدمريين ، نظرات لغوية في ألفاظ آرامية تدمر ، مذكرات في قواعد الآرامية التدمرية ، قطوف من آرامية معلولا ، آرامية الحضر ، الألفاظ اليونانية في اللغة العربية ، الألفاظ المعربة في العصر لجاهلي .
وعبر السيد يعقوب حنا في كلمة مقتضبة عن بالغ تقديره للجهود الجبارة التي تبذلها هذه اللجنة من أجل أحياء الأدب والثقافة السريانية من خلال تكريم الأدباء والكتاب .
وبعد منح الجائزة ، عبر أبناء المالكية عن فرحهم بهذا التكريم بأغاني من التراث السرياني لكورال مار أفرام ، وغناء منفرد لليال كوركيس وموسيقى بهيج استيفو، وبدبكات ولوحات فلكلورية قدمتها فرقة أورشينا .
وقدم الملفونو أفريم نرمو كلمة المجلس الملي السرياني بالمالكية ، أستهلها بتوجيه التحية لأصدقاء نهرويو ومركز التربية الدينية بالمالكية لقيامهما بهذا النشاط الثقافي ، وأشار فيها إلى إن الملفونو يعقوب حنا يستحق هذه الجائزة ة وهذا التكريم الذي تقيمه اللجنة كل عام وذلك لجهوده في مجال اللغة والثقافة السريانية ، وقدم الشكر للجنة على مبادرتها هذه .
هذا وقد وردت للمهرجان برقيات تهنئة من آل نهرويو التي جاء فيها : أن ما تقوم به لجنة أصدقاء الملفونو توما نهرويو لهو عمل جميل يستحق الثناء والتقدير.
آل الملفونو توما نهرويو يقدمون كل الشكر لهذه الكوكبة من الشباب اللذين يكرسون الوقت والجهد لتذكير شعبنا بان ما تركه الملفونو ( الشاعر نهرويو ) هو ارث أدبي يضيف رونقا للغتنا السريانية الحبيبة.
أجمل التهاني نقدمها للسيد يعقوب حنا لنيله جائزة نهرويو لهذا العام متمنين أن يكون ذلك حافزا له ليعطي المزيد . وفقه الله لخير هذا الشعب .
ومن الحركة الديمقراطية الآشورية / مكتب العلاقات في سوريا ، هنأت فيها زوعا الملفونو يعقوب حنا بهذه المناسبة ، وعبرت عن تقديرها لجهود أعضاء لجنة أصدقاء نهرويو ، وتمنت لهم المزيد من النجاح في ما يقومون به .

[fouadzadieke]

ألف مبروك للملفونو يعقوب حنا صديقنا الحبيب و استاذنا القدير على نيله لهذه الجائزة التكريمية فهو يستحقها بجدارة نتمنى له المزيد من الصحة و العافية و المزيد من التقدم و الإنجازات الفكرية و الكتابية التي يبدع فيها. و كان صديقنا الأستاذ سهيل شمعون قد غطى قبل عدة أيام هذا الحدث شاكرين جهوده كما نشكر الأخ أبا سومر على هذه المشاركة و فيها إضافات لم تكن في المشاركة السابقة لذا ففيها الفائدة كلتاهما تكمل كل الأخرى شكرا لكما معا و هنيئا لأبناء شعبنا و لجميع هذه النشاطات الثقافية و الرياضية و الفنية الهادفة و المعبرة و التي تزيد اللحمة بين الأشقاء و الإخوة. مبروك لنا جميعا بملفونو يعقوب حنا الرائع وفقه الرب.