Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-12-2014, 12:35 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,595
افتراضي هذا رأيي، فكِّرْ به بقلم: فؤاد زاديكه

هذا رأيي، فكِّرْ به

بقلم: فؤاد زاديكه



ليس من المنطقي و لا المعقول، كما ليس من العدل و لا السلوك الإنساني الحضاري السليم، أن تبقى أعلام معظم الدول العربية تحوي على ألوان ترمز إلى عصور إسلامية تتباهى بها و تبقي عليها لتجعل هذه المجتمعات تعيش ببصمة الدين الاسلامي دون غيره، و هذه الألوان تدلّ على عصور هذا الدين المعروفة و المختلفة كما يلي:

اللون الأسود لكل من راية الرسول الاعظم وراية العرب في صدر الإسلام وراية العرب في العراق
اللون الأخضر لراية العلويين
اللون الأبيض لراية العرب في الشام
اللون الأحمر العاتك لثورة 14 تموز58 ولراية العرب في الأندلس

و كأن هذه المجتمعات العربية لا تحتوي فيها على غير المسلمين، إنّ هذا الظلم لا يمكن اعتباره سوى مظهر من مظاهر إغفال حقوق الآخر و هو فرض لمفاهيم و معايير تحمل في باطنها صورا من التمييز بين المواطنيين، كما أنها تغفل ماضي هذه الشعوب العريقة و الأصلية كسكان لهذه البلاد، إنه مظهر من مظاهر الجور و هو يقع على من هم من غير المسلمين، و يدل على فرض الواقع الاسلامي على شعوب هذه البلدان لإذلالها و لتهميشها و للتعامل معها على أنها مكوّنات غريبة عن هذه المجتمعات.

أجل هناك أمور كثيرة غير محقة و غير عادلة و غير سليمة لا تزال تسيطر على هذه المجتمعات و تفرضها فئة واحدة على فئات المجتمع الأخرى، و أمور أخرى كثيرة تندرج تحت هذه السلوكيات منها وجوب أن يكون رئيس الدولة مسلما أو أن يكون دستور هذه الدول نابعا من مبادئ و تعاليم الشريعة الاسلامية، تلك التي ثبت فشلها و تأكد عدم تحقيقها للعدالة الاجتماعية و لكونها مفروضة و سائدة فهي تقوم تلقائيا بإلغاء الآخر و بعدم الاعتراف بحقوقه و لا بشخصيته و بمكونه القومي أو الديني. و يمكن القول بصراحة أنها تحمل في جوانب كثيرة منها مبادئ شريعة الغاب بل و أسوأ منها. و منها أيضا نوعية المناهج السائدة و التي يتم تعليمها و تدريسها في مختلف المراحل الدراسية، فالأدب و الشعر يخضع للدين الاسلامي و التاريخ و الجغرافيا حيث يتم تدريس حروب و غزوات الاستعمار الاسلامي كما يتم تدريس الدعوة المحمدية و كأن تلاميذ و طلاب هذه المدارس كلهم من المسلمين، و غير ذلك و على هذا الاساس تتم تنشأة مجتمعات مشبعة بالفكر الاسلامي و هو ما يبقيها على حالات تخلفها و جهلها لأن الاسلام دين جامد غير قابل للتطور، و لا يتفاعل مع التقدم التكنولوجي و العلمي و الثقافي الذي يتصدر واجهة الحياة، إذ يعتبر كل هذا غزوا ثقافيا للفكر الاسلامي و له تأثيرات سلبية على العقيدة المحمدية، لهذا يتم دائما التخويف من أي تقدم علمي أو فني أو ثقافي و يتم كذلك تكفير كل عمل فني و جمالي لا يتوافق مع فكر الاسلام الجامد و المتخلف و المتقوقع على ذاته.

إنّ جميع الشعارات و الأفكار التي تدعو إلى العلم و وجوب تلقي العلم و تشجيعه و الأخذ به، لا تتعدى حدود كونها شعارات فضفاضة لا تعمل بأي من مضامينها، و يبقى الأمر مجرد نظريات مثالية في الهواء ليس لها تطبيق عملي و حقيقي على أرض الواقع في هذه المجتمعات.

إن كلّ ما ذكرناه و ما ينحو نحو هذا يهدف بالغاية و بالنتيجة إلى سعي محموم و شرس من أجل أسلمة المجتمعات العربية كلها و بجميع شعوبها المختلفة المشارب الدينية و المتنوعة المذاهب و المعتقدات، على كل من يدعو إلى شراكو وطنية و إلى ما يسمى سلم أهلي و إلى ما يجب أن يكون من مساواة و من عدالة و من انفتاح بعيدا عن التطرف و عن أحادية القطب، أجل على الجميع أن يسعوا جاهدين و بروح المواطنة الحقة و العقل المنفتح غير الإقصائي أو المتزمت من أجل إلغاء جميع هذا المظاهر و الأمور التي تعرقل السير السليم و النهج الصحي و الصحيح لمسار هذه المجتمعات، لا يجوز حشر الدين و إدخاله في كل صغيرة و كبيرة من حياة الناس و المجتمعات، إن سلوك النحو الجاري سوف يبقي على دعوات تجميد الفكر بتكفيره و على نهج العلم و التعامل مع مصادره بروح التفهم و الوعي و العقل المدرك و المنفتح.
إن أسباب تخلف العالم الإسلامي و تراجعه و عدم استطاعته التجاوب مع كل متطلبات العصر المتحضر و الذي نرى مفعول نتائجه و كيف حقق تقدما مذهلا في حضارة و فلسفة و حياة شعوب كثيرة. و لكي يكون المسلمون على قدر كاف من الشعور بالمسؤولية و على حرص واع للتفاعل مع كل جديد يؤثر على الفكر و الحياة، فإنه ينبغي عليهم أن يتخلصوا من كل مظاهر الشذوذ هذه و من سلوكيات لن ترقى بمجتمعاتها بل هي تبقيها على حالها مكانك راوح، تلزم تضحيات من أجل العبور إلى مستقبل مشرق و مزدهر لكي يشعر الناس بالمواطنة الحقيقية و ليس بالغبن المفروض عليهم في واقعهم الحالي.
إنّ هذه الألوان الزاهية التي ترفرف بها أعلام هذه الدول لم تحمل سوى العار و الغدر و المؤامرات و الخيانات و غيرها من سلوكيات العنف و الإرهاب، و التي ما تزال تعيش في هذه المجتمعات، فمن العار أن يتم العمل بهذه الالوان وفق ما تعنيه لغاية اليوم، و ما تفخر به و كل ما فيه انحدار و انحطاط و سلبيات.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:32 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke