Arabic keyboard |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
مشاركتي على موضوع دموع المرأة في البرنامج الاسبوعي حديث الساعة على أكاديمية رياض الشع
مشاركتي على موضوع دموع المرأة في البرنامج الاسبوعي حديث الساعة على أكاديمية رياض الشعر و الأدب
بقلم الشاعر السوري فؤاد زاديكى إنّ الدّموعَ تغسل محاجر العين. و تُطفئُ لظى القلوب و تُريح النّفوس. تُزيح عبءَ معاناةِ أثقالٍ عن كاهل البشر . الدّموعُ تعبير صادق عمّا بداخل الإنسان عندما تكون صادرة عن نفوس سليمة و عن صدق في المعاملة. و قد يكون لبعض النّاس وجهات نظر مختلفة في أسباب البكاء و انحدار الدمعة. خاصّة عندما تكون صادرة عن النّساء فمنهم مَن يقول عن دموع المرأة :"إنّه بحرٌ يغرق فيه أمهرُ السبّاحين" أو يقول عنها " دموع التّماسيح" و هذا النّوع من الأحكام يكون صادرًا عن أصحاب نفوس لا تحبّ المرأة بل هي تحمل لها مشاعر الكراهية و عدم الاحترام و هذا النّوع من البشر موجود بكثرة في مجتمعاتنا العربية و الإسلامية بحكم النّظرة الذكوريّة السائدة و الغالبة على هذه المجتمعات. بكلّ تأكيد لا يبكي أيّ شخص بدون سبب. علمًا أنّه ثبتَ علميًا أنّ البكاء ظاهرة صحّيّة فهو أفضل من أن يحصر الإنسان في نفسه دون بكاء حين يحاول حبس دموعه ممّا يسبّب له أمراضًا نفسية و جسدية كثيرة. وللأسف هناك مقولات و أمثال كثيرة تسود المجتمعات الشرقية و تؤثر بها وهي خاطئة جملةً و تفصيلًا كقولنا " عيب على الرّجل أن يبكي" لماذا يكون عيبًا على الرجل أن يبكي؟ أليس مخلوقًا من مشاعر و أحاسيس يتأثر بما يجري حوله من أحداث و حوادث و أمور؟ أجل من حقّه بل من الصّواب أن يبكي ليعبّر عن شعوره و يكون قد أخطأ خطأ كبيرًا إن هو لم يبكِ في هكذا مواقف صعبة توجب على الإنسان أن يبكي. في مجتمعاتنا يتمّ التّركيز على المرأة أكثر من الرجل فهي مراقبة في كلّ تحركاتها و سلوكها و تصرفاتها و أقولها و حتى في جلستها و مشيتها وطريقة حديثها. أمر عجيب أن يكون كل هذا الاهتمام و الانشغال بأحوالها دون مراعاة ظروفها و احترام كيانها الإنساني و إحقاق العدالة و المساواة بينها و بين الرجل. ألم يكن من الأولى بنا و الأجدر أن نهتمّ بها كمخلوق انساني جميل هو السبب في استمرار الحياة و خلق الفرح و السعادة للاسرة و الرجل بدل أن نضع تصرفاتها و حياتها تحت مجهر المراقبة و الفحص لتوجيه النقد لها؟ أمور غريبة مستهجنة و غير معقولة إذ لا شيء من المنطق بها. لماذا تكون المرأة على الدوام في موقف ريبة؟ لماذا لا نثق بها ثقة تجعلها تشعر بكياتها وامكانياتها و وجودها ككائن فاعل متفاعل في الحياة؟ لماذا نحاسبها اذا بكت أو صرخت أو قالت أيّ كلام تريد قوله؟ إنّنا بشر غريبي الطباع و سيئي الأحكام ظالمين لهذه المخلوقة دون وجه حق. إنّ أكثر مَنْ يحقّ له البكاء في مجتمعاتنا هي المرأة لانّها مظلومة في كلّ شيء و مهضومة الحقوق. ننظر إليها على أنّها العضو الأضعف وقد غاب عنّا أنّ المخلوقة التي تأتي بحياة جديدة ليست ضعيفة على الإطلاق. وقد أثبتت المرأة الاوروبية صحةّ هذه المقولة الحقيقية بما انجزنه و ما قامت به من أعمال و انشطة في مختلف مضامير الحياة الخ... المرأة تبكي لكونها مخلوق لأسباب كثيرة و أغلب أحوال و أسباب بكائها هو العنف الذي تتعرّض له و الكبت و الحرمان اللذين تعيشهما والمعاملة السيّئة والتّهميش والعنف الأسري. هي تبكي لأنّ البكاءَ سلاحُها وهو تعبيرها الواضح عمّا تعيشه من معاناة على مختلف الأصعدة. إذا كان للرجال قلوبًا نابضة بالشعور فإنّ المرأة هي أحقّ من الرجل بذلك لكونها أعمق و أصدق إحساسًا من الرجل. بسبب طبيعة خصوصية الامومة و التي هي عالم كامل من العطف و الحنان و المحبة و التضحية. دموع المرأة ليست كاذبة بل هي أكثر صدقًا من غيرها. فلا تظلموا المرأة بإطلاق أحكام جائرة غير صحيحة و لا تتناسب مع طبيعة المرأة. تحية لكلّ امرأة لأنّها تستحقّ كلّ تقدير و محبة و احترام فهي الامّ و الأخت و الزوجة و الصديقة و الحبيبة و زميلة العمل. |
#2
|
||||
|
||||
شكرا كثيرًا لاكاديمية رياض الشعر و الأدب بشخص الدكتور مها يوسف نصر و مجلس الإدارة الموقر لمنحي درع دموع المرأة لمشاركتي على فقرة دموع المرأة لتكن أيامكم فرحًا و سعادة و المزيد من النجاحات
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|