Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الديني > المنتدى المسيحي

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-09-2010, 07:51 AM
ابو يونان ابو يونان غير متواجد حالياً
Power-User
 
تاريخ التسجيل: Dec 2005
المشاركات: 162
افتراضي كتاب الحقائق الإيمانية للمهندس بشير يونان / ج 14

الجـــــــــــــــــــزء الرابع عشـــــــــــــــــــــــــر
----------------------------------------------

ابن الإنسان

اللقب المحبوب عند الرب يسوع




... من هو ابن الإنسان هذا ؟ (يو34:12):-

من سياق الكلام الذي دار بين الرب يسوع والجموع, يتبين أن الشعب اليهودي كان منتظرا المسيا ومتوقعا بحساب النبوات انه قد آن الأوان لمجئ السيد المسيح " المسيّا المنتظر", وانه سيأتيهم, ملكاً, لبني إسرائيل. وجبار بأس ليحارب, ويحررهم من طغيان الحكم الروماني !. فهم كانوا يتطلعون إلى المسيح الملك, المنقذ والمخلص من هذا الطراز. إن عدد النبوات التي أشارت بالرموز , الرؤوية, والتنبؤات التفصيلية الأخرى, قد تجاوز عددها الثلاثمائة نبوة في أسفار العهد القديم, فليس غريبا إذا, لو نظرت الجموع للرب يسوع, على انه "المسيا" الجبار المنتقم. ولهذا السبب بالذات كان الرب يسوع, لا يريد الإعلان عن نفسه, وعن حقيقة انه "المسيّا" أو انه, ابن الله !. حتى لما أعلن بطرس إيمانه وقال له " أنت المسيح ابن الله الحي" قال لهم لا تقولوا, لأحد (مرقس29:8-33). وذلك حتى لا يعطي لعدو الخير فرصة لتعطيل عمل الفداء, المقرر إيفاؤه بالمحبة الإلهية !. وتأليب اليهود الرافضين لتعاليمه ضده, فيحرضوا السلطات الرومانية عليه كداعية شغب, ناصبا نفسه ملكا على اليهود ومقاوما للقيصر !. واستبعادا للغوغاء, آثر وأحب لنفسه لقب ابن الإنسان.. العبارة (الغامضة 35؟!), التي توحي بالسمو المسيحاني المتعلق بالرب يسوع, وتحجبه في الوقت نفسه. وبعبارة أدق فان عبارة ابن الإنسان بالنسبة للرب يسوع المسيح, تعني انه, الله الكامل, والإنسان الكامل, أي ابن الله(الأقنوم الثاني), الذي ظهر بالجسد !. ولكنه أرادها بالإيمان, وليس بالإعلان !!.



1-ابن الإنسان في العهد القديم :

إن عبارة "ابن الإنسان" لغويا, كما وردت في أسفار العهد القديم وخصوصا, حسبما جاءت في حزقيال, فإنها تعني "ابن آدم" ,أو ابن البشر. ولكنها جاءت في الأسفار المعروفة بأسفار, الرؤيا, عزرا واخنوح ودانيال, حيث تعني هنا, ذلك الإنسان السماوي, الذي يتصف بكل صفات الله !.
" كنت أرى في رؤى الليل وإذا مع سحب السماء مثل ابن إنسان أتَى وجاء إلى قديم الأيام فقربوه قدامه. فأُعطيَ سلطانا ومجدا وملكوتاً لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة. سلطانه سلطانٌ ابدي ما لن يزول وملكوته ما لا ينقرض .(دانيال13:7-14)."
والمرادف في العهد الجديد:
".. وأيضاً أقول لكم من ألآن تبصرون ابن الإنسان جالساً عن يمين القوّة وآتياً على سحاب السماء.(متى64:26).
... .. وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر.(متى20:28)."

من هذا يتبين أن عبارة ابن الإنسان في العهد القديم, تعني وبالتحديد "ألمسيّا" المنتظر, وكل الصفات التي جاءت عن ابن الإنسان في سفر دانيال هي هي صفات الرب يسوع المسيح !.

2- ابن الإنسان في العهد الجديد:

لقد كانت عبارة ابن الإنسان, من العبارات المحببة عند الرب يسوع, وكان دائما يرددها عن نفسه. فقد وردت هذه العبارة في العهد الجديد أكثر من سبعين مرة. وحيثما وردت هذه العبارة , حملت معاني السمو الإلهي والإنسان, الله الظاهر بالجسد.

=========================================
=====================================
===============================
اطار14

استخدام المسيح للقب ابن الإنسان, هو تعزيز لبشريته واستعلان للاهوته بآن واحد. وهو يتمسك بهذا اللقب ليفرِّح قلبنا ويبهِج أرواحنا لنقترب إليه ببساطة الأطفال وفرح الحكماء. لأنه أخونا بكر القيامة من الأموات !؛ الذي ارتفع إلى اعلي السموات وصار محمَّلاً بالهدايا والنعم والبركات, يغدقها بلا كيل على كل الذين يقتربون به إلى الله. فحينما نراه وهو يضئ السموات من أقصاها إلى أقصاها سنعرفه ونحبه. ولن نخاف منه لأننا سنراه كما هو, ابن الإنسان الذي أحبنا وأسلم ذاته إلى الموت من اجلنا, واستعاد مجده في الذات الإلهية ليهب منها بلا كيل. أمّا علامة ابن الإنسان التي ستظهر في السماء وتقطع بأنه هو هو, فهي جوقة القديسين, الذين سنعرفهم بأسمائهم, من حول الرب, وبذلك لن نخطئ معرفته.
الأب متّى المسكين- سلسلة القاب المسيح-3- ص6
===============================
=====================================
=========================================



أولاً: مدرسة الآباء الأولين: يقول القديس بن الصليبي في تفسيره:
+ بأن السيد المسيح هو وحده الذي سيجلس ويدين, وانه ذاته المَعني "بابن الإنسان".(متى28:19).
+ وعندما أجاب يسوع رئيس الكهنة (متى64:26), بالحكمة البيّنة, أنت قلت !- من اجل القسم – ثم يقول له, ترون ابن الإنسان جالسا عن يمين القدرة. فهو يجعل نفسه مساوٍ لأبيه في الجلوس. وبهذا فهو يقول, لست ابن الله فقط !, بل الديان المزمع أن يأتي ويدين المسكونة بالعدل. وبتوضيحٍ أدق فقد قال بأنه هو نفسه "ابن الإنسان" الوارد ذكره في دانيال (13:7).

ثانياً: مدرسة الدراسات البيبلية:
أما رواد الدراسات البيبلية. فأنهم يقولون أن "ابن الإنسان" هنا, ما هو سوى إنسان مجرد عادي !. ربما كانت لهم رؤيتهم الخاصة, ولكنها وبكل وضوح فإنها ليست رؤية تفسيرية, بقدر ما هي مغايرة للحقيقة !. لأنهم استبعدوا, عن (عبارة ابن الإنسان) معانيها الكتابية, أي أن المقصود بابن الإنسان, في هذه النبوات ليس شخص (الرب يسوع المسيح).
• فقد جاء في الدليل لشربنتيه,(ص 76) 36" عندما نقرأ العهد القديم, يجب علينا أن نقاوم !؟, قدر ما أمكن من الوقت, ميلنا إلى رؤية يسوع فيه !!. فلا بدَّ لنا أن ننسى أولا يسوع !!, ونبحث في سفر دانيال عن معنى عبارة – ابن الإنسان – ومتى شعرنا بأننا أمام صورة جماعية وأنها تمثل مجموعة المؤمنين الذين ادخلوا إلى مجد الله لأنهم فضلّوه على حياتهم, استطعنا ان ننسبها إلى يسوع !!. وعندئذٍ تغتني معرفتنا للمسيح اغتناء وافراً. !!"
• وأيضا مما جاء في الدليل لشربنتيه, (ص 109و110)35؛ " أمّا عبارة – ابن الإنسان- فكانت توحي في بعض الأحوال بتلك الشخصية السماوية الوارد ذكرها في سفر دانيال(13:7),
والتي سيوليها الله الدينونة في نهاية الأزمنة. أي شيئاً ألهيا محضاً ؟!."
لقد تلهف بنو إسرائيل آلاف السنين, ليحل ملئ الزمان, وينظروا مجئ المنقذ المخلص, ابن الإنسان, المسيّا المنتظر, معززا بمئات النبوات والرؤى, والوصف الدقيق, لميلاده وحياته على الأرض وصلبه وقيامته, وبعد كل هذه القرائن والحجج, يقول هؤلاء الإخوة يجب علينا أن نقاوم ! ميلنا إلى رؤية يسوع فيه !.(أي في العهد القديم؟)!.

ثالثاً: مدرسة الكنائس الإنجيلية:
أما علماء الكنائس الإنجيلية37 - وهم أيضا من المعاصرين !- فإنهم يتميزون, برؤية إختبارية تفسيرية, مبنية على الدراسات الإنجيلية العلمية, كمدرسة فلسفية موضوعية. اعتمدت مبدأ, الأيمان قبل الإعلان!!. ولنقرأ بعضاً مما جاء بتفسير عبارة "ابن الإنسان"
+ أعلن يسوع أنه ملك في عبارات لا غموض فيها. وبالرغم من قوله عن نفسه دائما "ابن الإنسان", إلاّ أن جميع الحاضرين كانوا يفهمون هذا القول على انه المسيح. وكان يعلم أن في ذلك موته, لكنه لم يرهب, بل كان هادئاً شجاعاً ثابتاً.( متى64:26).
+ لقد كان جواب الرب يسوع المسيح عبارة عن نبوّة لقلب الأدوار, فالجلوس عن يمين القدرة (الله) معناه أنه سيأتي لدينونتهم. وأنهم هم الذين سيجيبون على أسئلته !. (مز1:110), (رؤ11:20-13), (مرقس62:14).
+ لقد رأى استفانوس مجد الله, والرب يسوع المسيح واقفاً عن يمين الله. وكلمات استفانوس هنا شبيهة بكلمات يسوع أمام المجلس.(متى64:26- مرقس62:14- لوقا69:22). وقد أيدت الرؤيا التي رآها استفانوس ما قاله الرب يسوع !. كما أثارت غضب رؤساء اليهود, الذين أدانوا يسوع, وحكموا عليه بالموت بدعوى التجديف. ولم يحتملوا كلمات استفانوس, فهجموا عليه وقتلوه.(أعمال56:7).
+ الكثير من تفاصيل الرؤيا عن " ابن الإنسان " تتكرر خلال بقية السفر. ويذكرنا تكرار هذه التفاصيل بأن "ابن الإنسان" مشترك بشكل مباشر في الدينونة والخلاص.(رؤيا3:1).
+ هذه صورة لما يحدث في محاكمة الدينونة. حيث يفصل فيها المسيح الأمناء عن غير الأمناء, كفلاح يحصد الحصاد, ويفصل بين محاصيله. وهو وقت الفرح للمسيحيين الذين جازوا في الاضطهاد, وعانوا الاستشهاد, حيث ينالون الأجر الذي طالما انتظروه.(رؤ14:14-17).


=========================================
=====================================
===============================
أدعوك أيها القارئ العزيز, أن تحتكم للمنطق والعقلانية , مسترشداً بالروح القدس, بعد أن تستنجده بالصلاة والدعاء. بان تميز الحقيقة والحق من كل ما جاء في أقوال المدارس الثلاث أعلاه!. بالمقارنة والاسترضاء.
+++
===============================
=====================================
=========================================



لقد عُرِفَ "ابن الإنسان" من خلال سفر دانيال بأنه " كائناً ألهيا محضاً, كرئيسٍ للجنس البشري وممثله!, سيأتي ليرفع الظلم عن شعبه, ويثأر للمضطهدين, وللذين استشهدوا من أجل اسمه". أما يسوع المسيح, فقد عرف من خلال أسفار العهد الجديد بأنه "ابن الله الحي, الله ظهر بالجسد,المخلص (يسوع), الملك, الحق والحياة, الديان, الأول والآخر, ابن الإنسان !."
تجدر الإشارة بان تعبير ابن الإنسان لم يرد ذكره في العهد الجديد, عن السيد المسيح, بعد القيامة إلاّ مرّة واحدة فقط. وتحديداً على لسان شهيد المسيحية الأول, القديس استفانوس قبيل استشهاده.(أع56:7).
لقد رأى هذا القديس الشهيد السيد المسيح "ابن الإنسان" ممجدا جالسا عن يمين القدرة!. أجل لقد شاهد وشهد عن ابن الإنسان, حقيقة منظورة, بنفس الصورة التي رآها النبي دانيال!. مؤكداً تحقيق النبوة, التي جاءت قبل أكثر من أربعة قرون ونيف من الزمن. التي رآها النبي دانيال المسبي. وأكدها الرب يسوع في الزمن القريب." قال يسوع أنا هو. وسوف تبصرون ابن الإنسان جالساً عن يمين القوّة وآتياً في سحاب السماء"(مرقس62:14).
وكما جاء بالعنوان, فان لقب "ابن الإنسان" كان من الألقاب, والتسميات المحببة إلى نفس الرب يسوع, فهذا الاسم يحمل كل المعنى الوصفي لشخص السيد المسيح. في نفس الوقت الذي يتأكد بهذا الاسم, ناسوت الرب يسوع كانسان كامل, يتأكد فيه أيضا (بحسب طبيعة وروده واستخدامه في العهدين القديم والجديد), لاهوته الكامل.
ولا نبالغ إن قلنا, بان عبارة "ابن الإنسان" هي الأكثر تَمَيُّزاً, ووضوحاً, إن لم نقل بأنها الوحيدة أو الفريدة, من بين العبارات, والرموز, والنبوات, التي وردت نصوصها في أسفار العهد القديم, عن "المسيّا"!.
حيث تأكدت بتكرارها, وبذات النص, والمعنى, (أكثر من ثمانين مرة في أسفار العهد الجديد), ومشخصاً بها الرب يسوع. بل أكدها السيد المسيح بنفسه وعلى نفسه !.



الفصل السابع
الفصح والسر المقدس


ألفصح:
سمي بالعشاء الأخير, أو العشاء الرباني, وأطلق عليه أيضاً الفصح الأخير, والأفخارستيا "سر الشكر". ومهما كانت التسميات, يبقى الفصح, أول وأهم الشعائر والطقوس الدينية التي مورست في العهد القديم, واستمرت أهميتها بل زادت قدسيتها في العهد الجديد, للخصوصية التي اتسم بها هذا السر المقدس!.
فالفصح "العبور", وهذا هو المعنى المقصود من كلمة الفصح. حيث تم العبور, لتحنن الله على شعبه, وعطفه- وتوجيهه لنبيه موسى- فأعبرهم من عبودية بني إسرائيل للمصريين إلى ضفة الحرية والتحرر.
وبفيض هذه المحبة الآلهية الفائقة أرسل الله ابنه الوحيد كي يتمم بواسطته العبور النهائي بل ألخلاصي الأعظم , من الظلمة إلى النور. ومن استعباد أولاد آدم للخطية, إلى الحرية بمجد الله.
هذا العبور الذي حقق المصالحة النهائية, بين الله الخالق, وبين آدم وأولاده, وبواسطة "ابن الله الوحيد الجنس". وبهذه المصالحة, غدونا أبناء الله بالنعمة, بل إخوة الرب يسوع المسيح, ومن ثَمّ ورثةً لملكوته.

فصح أم وليمة وداع؟
من المسَلَّم به, وعند كافة المدارس اللاهوتية المسيحية, وعلى وجه الخصوص الكنائس الرسولية. بأن الرب يسوع المسيح, قد أسس سر الأفخارستية, في عشية الفصح باللقاء الرباني مع تلاميذه الأثني عشر. مستبدلاً خروف الفصح ألناموسي ودمه, "بالخبز والخمر"!. اللذين استحالا بمفاعيل الروح القدس إلى, جسد ودم الرب يسوع المسيح, وبهذا أصبح فصحنا الجديد, "... لأن فصحنا أيضاً المسيح قد ذبح لأجلنا (1كور7:5).", "عالمين أنكم افتديتم لا بأشياء تفنى, بفضّةٍ أو ذهب من سيرتكم الباطلة, التي تقلدتموها من الآباء. بل بدمٍ كريمٍ كما من حملٍ بلا عيبٍ ولا دنَسٍ دمِ المسيح. (1كور7:5)".
لقد أثير وعبر تاريخ اللاهوت الكنسي, ولأكثر من مرة, هذا السؤال: هل كان ذلك اللقاء, بمثابة حفل وداعي, تخللته الوليمة؟. أم أن السيد المسيح وتلاميذه, اجتمعوا لإقامة, وأداء شعائر الفصح ألناموسي فقط؟. فأكلوا خروف الفصح الطقسي, مع الأعشاب المرّة, والفطير؟!.
في أواخر القرن العاشر الميلادي, خرج أيفوليطوس الروماني, باستنتاجه, بأن السيد المسيح وتلاميذه, لم يأكلوا الفصح ألناموسي!. إنما كان عشاءً وداعيا وحسب. تخللته توصيات الوداع!.

واليوم يعيد التاريخ نفسه, وكأن هؤلاء الإخوة المجددين!, يتبنون أفكار أيفوليطوس الروماني هذا!.
" حيث جاء عن شربنتيه – الدليل ص216– [[ إن ذلك اللقاء كان بمثابة عشاء وداع, أعطى يسوع تعليماته لتلاميذه, بأن يبقوا, متحابين متحدين!. ]]. كأني به يقول ومن خلال مثل الشيخ وولديه وعشية الوداع الأخير38 , الذي أورده, بهذا الخصوص, بأن يسوع قد وعد تلاميذه, بتوزيع ارث مجده عليهم في هذا اللقاء!. مؤملاً إيّاهم.. برجاء القيامة.. في الأزمنة الأواخرية !!.
أمّا سكورانيك39 فيقول: [[3- سياق فصحي: مهما كانت التناقضات! بين يوحنا والإزائيين, بشأن دقة تاريخ العشاء؟, لا يسعنا إلاّ أن نكتشف إرادة الإنجيليين الإزائيين! في جعل رواية التأسيس, في سياق الفصح اليهودي والعهد. فضلاً عن رغبتهم في إضفاء بعد فصحي على الحدث!!. ]]
وجاء في نفس المصدر40 :[[ لا يرى المفسرون في العشاء الأخير, عشاءً فصحياً للأسباب التالية: 1ً- يتحدث الإزائيون كثيراً عن الفصح, ولكنهم لا يدلون بأية معلومات عن تفاصيل هذا العشاء الطقسي!. الذي لم يرد فيه قط ذكر الحمل الفصحي41! . الذي يحتل مكانة القلب في العشاء الفصحي!.
2ً- إذا كان العشاء قد تم بحسب الإزائيين, ليلة الفصح, فمعناه أن أحداث الآلام والصلب, قد تمت في عيد الفصح!, وذلك يستحيل بحكم فريضة العيد!.
3ً- يحدد إنجيل يوحنا, محاكمة يسوع عشية الفصح (يو14:19), مما ينفي كون العشاء الأخير عشاءً فصحياً! – ويمنح المفسرون ثقة كبيرة لإشارات إنجيل يوحنا التاريخية والجغرافية!-.]]"
لقد أوردنا في أعلاه, بعض من أفكار, علماء المدرسة البيبلية, فيما يخص العشاء الأخير, أو العشاء الفصحي, والمحصورة بين العلامتين ("[[...]]").
ولنطلع عزيزي القارئ على آراء علماء آخرين, ولأزمنة متفرقة ومتباعدة أيضاً!!؟. ولنأخذ الرأي المعتمد, بالنسبة للكنيسة الأرثوذكسية, (وممكن القول وبثقة بأن جميع الكنائس الأرثوذكسية تعتمد الآراء التالية بهذا الخصوص),
من لاهوتيي الكنيسة الأجلاء المعروفين, القديسين يوحنا ذهبي الفم, ولوسابيوس, وموسى بن الحجر, ويوحنا أسقف دارا. ومن الجدير بالقول, أن القديس العلامة مار ديونيسيوس يعقوب ابن الصليبي , قد جمع آراءهم في هذا الصدد, مدونا إياها وآخذاً بها في مؤلفه, الدر الفريد في تفسير العهد الجديد. ومما يخص الفصح ألناموسي يقول:
1. يقول ابن الصليبي, أن خروف الفصح كان موجوداً, وإن لم يرد ذكر ذلك بصريح العبارة!. مستنتجاً ذلك من حياة يسوع, ومن ممارساته الناموسية, كالختان, و دخول الهيكل كَـ (بِكر), وحضوره في الهيكل بعمر الـ(12) سنة. وكذلك من سياقات الحوار والحدث فيستطرد قائلاً؛
2. يتضح من سؤال التلاميذ "أين نُعِدُّ لك الفصح؟" (متى17:26), أنهم لم يكن لهم بيت, لتركهم الأهل والبيت أولاً. و لازدحام مدينة أورشليم في هكذا أيام ثانياً. ولا بدَّ أن يكون فصحه هذا بحسب الناموس. لأن السيد قد أوعز إلى "فلان!" بأن يعدُّ له الفصح, "الخروف!". وقد أعلمه مسبقاً بعدد الأشخاص الذين سيكونون مع الرب يسوع المسيح, في تلكم العلية, وبحسب الشريعة ثالثاً. فيكون هذا الـ"فلان"(متى18:26), قد أعدَّ شيئاً "أي الفصح", يكفي للجميع أي للسيد المسيح وتلاميذه. وأن لا يبقى منه شيءٌ - علماً أنه لم يكن عشاءً للشبع, بل ممارسة طقسية ناموسية وحسب-.
3. ولو أن السيد المسيح لم يأكل الفصح ألناموسي, لتوجب على التلاميذ أن يسألوه, - أو على الأقل أن يذكروه, أو حتى يطالبوه! لأنهم اعتادوا ذلك-, إن كان يريد أن يأكل الفصح أم لا؟. وبذلك يتضح انه كان يأكل الفصح كل سنة وهذه السنة أيضاً .
4. ويؤكد القديس ابن الصليبي قائلاً, أن سيدنا أكل أولاً الفصح ألناموسي, كما يجب! هو وتلاميذه. وبعد ذلك اتكأ على المائدة, (أي جلس ) للعشاء.
5. وبعد وجبة العشاء بدأ يكلمهم(متى22:26-29و لوقا15:22-16) . وقام عن العشاء وغسل أرجلهم (يوحنا4:13-11).
أما علماء اللاهوت المحدثين, في غضون القرنين التاسع عشر والعشرين ومن عموم الكنائس الإنجيلية . فلهم رأيهم المدروس بهذا الخصوص. حيث جاء بالتفسير التطبيقي- ص 290- لوقا7:22-8 ما يلي:
"... وكان على بطرس ويوحنا أن يُعِدّا الحمل (الخروف) للفصح, وكذلك الفطير وكل ما يلزم للاحتفال !."
أي انه كان هناك خروف فصح, وكان فصح العلية ناموسياً لا ريب في ذلك. أما في ما يخص التوقيت, وما أوردته البشارة الإنجيلية الإزائية, (متى, مرقس, ولوقا), من جهة و(يوحنا) من جهة أخرى, فإنه:
أ‌- يقول الكتاب أن السيد المسيح, أتى إلى بيت عنيا,"ثم قبل الفصح بستة أيام أتى يسوع إلى بيت عنيا, حيث كان لعازر الميت, الذي أقامه من الأموات.(يوحنا1:12)". يعني ذلك, بان الفصح في ذلك العام, كان موافقاً يوم الجمعة. مما كان يتوجب على اليهود بأكل الفصح يوم الخميس ليلة الجمعة. وبذلك ينطبق قول القائلين, بان السيد المسيح قد أكل الفصح, في زمنه ألناموسي, وهو بعد غروب يوم الخميس ليلة الجمعة. دليلهم في ذلك, ما قاله القديس مرقس, من أنه أكله (الفصح) يوم الفطير, الذي كانوا يذبحون فيه (خروف) الفصح(مرقس1:14)46 .
ب‌- الدليل الثاني هو أن تسليم الرب يسوع المسيح, والحكم عليه بالإعدام, كان يتزامن قبل الفصح اليهودي. حيث نرى بيلاطس, (وكما هو متبع في كل عيد), يسأل اليهود, من تريدون أن أطلق لكم, من السجناء - الشخصيات اليهودية - في هذا العيد ؟. أتريدون أن أطلق لكم يسوع, أم باراباس47 (متى15:27-16).

لقد أقرَّ غالبية العلماء, اليونان والسريان بان مخلصنا, قد تناول الفصح ألناموسي في زمنه الصحيح . بخلاف اليهود الذين تأخروا عن أكله ليصلبوا المسيح!. وهذا ما أكده القديس ابن الصليبي, حيث يقول," بأنه كان يتوجب أن يؤكل الفصح في ليلة الجمعة من تلك السنة, لأن الجمعة قد توافقت كأول يوم من أسبوع الفطير. وكان وقوعها في الخامس عشر من القمر. والناموس يأمر بذبح الفصح في الرابع عشر!. وهكذا يكون السيد المسيح قد أكل الفصح في مساء الخميس, ليلة الجمعة. أما اليهود فتركوه إلى ليلة السبت. وذلك من قول القديس يوحنا, بأنهم لم يدخلوا الديوان, كي لا يتنجسوا48 !. "
ثم جاؤا بيسوع من عند قيافا إلى دار الولاية, وكان صبح, ولم يدخلوا هم إلى دار الولاية لكي لا يتنجسوا فيأكلون الفصح. (يوحنا28:18) . مما يدل على أنهم لم يكونوا قد أكلوا الفصح بعد49 .
مما سبق يمكن أن تتبين خلاصة الحقيقة, بأن السيد المسيح, قد أكل الفصح ألناموسي- الخروف والحشائش المرة والفطير- مع تلاميذه وفي زمنه الشرعي الصحيح. وأن اليهود هم الذين قد تأخروا يوماً كاملاً عن أكل الفصح, كي ينفذوا فعلتهم ويتخلصوا من يسوع!. تؤكد لنا أسفار العهد الجديد, أن الرب يسوع كان ملتزماً, بالتطبيقات الطقسية الناموسية. حيث أدخلته أمه الهيكل لتقديم النذور الناموسية, من حمام أو يمام!. والختان, وصعوده إلى أورشليم في العيد وهو في الثانية عشرة من عمره. حتى بعد موته على الصليب, وهو في القبر!,حيث ذهبت النسوة بالحنوط بحسب الناموس الموسوي, فجر اليوم الثالث إلى القبر ليحنطن جسد الرب يسوع!!. وهو الذي صرح قائلاً, جئت لأكمل الناموس لا لأنقضه. مما يدل دلالة قاطعة بأن الرب يسوع المسيح كان في حياته الناسوتية, ناموسياً, بل ناموسياً ملتزما!.وطقسياً أيضاً!.

===========================

الجزء السابق

الجزء التالي

===========================




الهوامش :
-------------------------------------
35 / المعجم اللاهوتي
-------------------------------------
36 / النص منقول من كتاب, قراءة مجددة في العهد الجديد/أ.بيوس عفاص
------------------------------------
37 / التفسير التطبيقي الصفحات: 104-183-432-897-927
------------------------------------
38 / الملحق م12
------------------------------------
39 / جاء في كتاب قراءة مجددة- أ. ب.عفاص –ص236,اطار40 – والنص الذي بين قوسين مقتبس.
------------------------------------
40 / النص منقول من كتاب, قراءة مجددة في العهد الجديد/أ.بيوس عفاص – ص231- هامش21
------------------------------------
41 / وفي أول أيام الفطير تقدم التلاميذ إلى يسوع قائلين له, أين تريد أن نعد لك لتأكل الفصح. فقال اذهبوا إلى المدينة إلى فلان وقولوا له. المعلم يقول إن وقتي قريب. عندك أصنع الفصح مع تلاميذي. ففعل التلاميذ كما أمرهم يسوع وأعدّوا الفصح. (مت17:26-19) !؟
------------------------------------
42 / وهو العلامة مار ديونوسيوس يعقوب ابن الصليبي, مطران آمد في القرن الثاني عشر الميلادي. ومن الجدير بالذكر بأن تفاسيره قد اعتمدها الكثير من اللاهوتيين الذين أتوا بعده. ومنهم اللاهوتي الكبير المعروف توما الأكويني.
-------------------------------------
43 / جاء بناموس موسى, أن يكون خروف الفصح مشويا, وعلى الذين يأكلوه, أن يكونوا واقفين, واحقاؤهم مشدودة, وأحذيتهم في أرجلهم, وعصيهم في أيديهم, ويأكلون على عَجَل. وكأنهم متهيبين, متهيئين للرحيل!. وكان يؤخذ مع الخروف حشائش مرّة مع خبز الفطير.
-------------------------------------
44 / ومن ثم يجلس الجميع لتناول وجبة العشاء, التي كانت تعتبر يومئذٍ, الوجبة الغذائية الرئيسية في حياة العائلة اليهودية اليومية, وتؤخذ بعد الغروب مباشرةً.
-------------------------------------
45 / دعيت بالكنائس الإنجيلية, لأنها اعتمدت النص الإنجيلي, ورفضت الطقوس والشعائر والآبائيات والتقليد المتبع في الكنائس الرسولية, كالكنيسة الأرثوذكسية والكاثوليكية. علما أن جميع كنائس المسيح في العالم تعتبر إنجيلية أيضا!, لأنها تتبع وتعتمد إنجيل المسيح الواحد, ولا تعليم سواه!!.
-------------------------------------
46 / يعتبر بدء اليوم في العهد القديم, بعد غروب الشمس, لأن الكتاب يقول وكان مساء وكان صباح, وهكذا أيضاً اعتبرته الكنيسة.
-------------------------------------
47 / باراباس لص شقي, ولشراسته, كان اليهود يأملون فيه بطلاً قومياً, لمواجهة الرومان!.
-------------------------------------
48 / حسب شريعة اليهود, كان دخول يهودي إلى بيت أممي, ينجس اليهودي طقسياً. وكنتيجة ذلك لا يسمح له أن يشترك في العبادة في الهيكل أو في الأعياد- التفسير التطبيقي ص 376-
-------------------------------------
49 / تفسير متى19:26-20 لأبن الصليبي ص 487
-------------------------------------
__________________
أبو يونـــــــان
________
الله محبـــــــة

التعديل الأخير تم بواسطة ابو يونان ; 30-09-2010 الساعة 01:11 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:35 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke