Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > منتدى فرعي خاص بالأديب الشاعر صبري يوسف > شعر

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-12-2008, 01:40 AM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي رحلة في بهاءِ المروجِ

رحلة في بهاءِ المروجِ

التفَّ إخضرارُ النَّاردينِ وعبّادُ الشَّمسِ


حولَ مرافئِ البحرِ


رقصةُ الموجِ تنمو في شغافِ البدنِ


تهرعُ مجامرُ الحرفِ


نحوَ خصوبةِ الحُلُمِ


حلمٌ فسيحٌ على مدى اللَّيلِ!



بخارٌ يتصاعدُ من ثغرِ الأرضِ


غطَّى معالمَ الأرجوانِ


بسمةُ طفلٍ تستقبلُ صباحَ العيدِ


رقصَ البحرُ على ايقاعِ القصيدِ!



عبرَتْ أفعى معالمَ الغاباتِ


توارَتِ الحشراتُ الصغيرةُ


بعيداً عن شراهةِ الالتهامِ!



يحنُّ الثَّلجُ إلى ابتسامةِ البحرِ


إلى هرجِ الأطفالِ


إلى خفقةِ الطَّيرِ


يتهاطلُ فوقَ أسرارِ الأشجارِ


تفرُّ الأيامُ من برزخِ العمرِ


بعيداً عن ظلالِ الأماني


عمرُنا رحيقُ وردةٍ غافية


على صدرِ اللَّيلِ!





تنتعشُ الكائناتُ استقبالاً لدفءِ الشَّمسِ


خرَّ الماءُ من ثغورِ الجبالِ


يسقي مآقي أرضٍ مجبولة


بولعِ الانتظارِ


بسمةٌ تعلو فوقَ هلالاتِ الشَّفقِ


مدَّقاتُ الوردِ ترهفُ السَّمعَ


لأسرارِ النَّسيمِ المندّى بوداعةِ الغيمِ


نامَتِ الجبالِ فوقَ آبارِ الهوانِ!



تمايلَتْ غيمةٌ تائهة


فوقَ أرضٍ عطشى لزهوةِ الشِّعرِ


لأزاهيرِ التُّفاحِ


تناثرَ خيرُها فوقَ عجينِ الزَّمانِ!



تكلَّلَ مطرٌ فوقَ جباهِ الفلاحين


قشعريرةٌ منعشةٌ تغلغلَتْ في شفاهِ الأرضِ


مرحى لوئامِ الأرضِ والسَّماءِ


لمحراثِ خطِّ الأمانِ!



خرَّتْ نجمةٌ في فضاءِ اللَّيلِ


السَّماءُ غضبى من شوائبِ الأرضِ


من وشوشاتِ الحربِ


من شموعِ البكاءِ


فرَّت فراخُ البطِّ إلى أعماقِ الأدغالِ


وحدُها القصيدة تسلِّطُ حبرَها


فوقَ شفيرِ الجنونِ


جنونُ الحربِ من أعتى الجنونِ!


ارتعدَتِ الأشجارُ من جذورِهَا


غيومٌ ملبَّدة ببقايا الأنينِ


تبدَّدَ ضياءُ البدرِ


طفلةٌ حالمة في ألقِ الأزاهيرِ


غافيةٌ بينَ خيوطِ الضُّحى


تنتظرُ دفءَ النَّهارِ!



ارتطمَتْ أمواجُ البحرِ بأجنحةِ فراخِ البطِّ


ولّتِ الفراخُ بعيداً


متواريةً بينَ جفونِ الغاباتِ


السَّماءُ مصفاةٌ فسيحةٌ


مبلسمة بندى الحياةِ


تمتصُّ رعونةَ الشَّظايا


تمحقُ نارَ الأرضِ!



نطَّ جرادٌ فوقَ براعمِ الخزامِ


تعلَّقَ قرنُهُ الأيسرِ بحُبيباتِ الطَّلعِ


فرحٌ في وداعةِ النَّهارِ!


خرجَتْ أصغرُ الكائناتِ من شقوقِ الأرضِ


تنعمُ باشراقةِ الشَّمسِ


دفءُ الحياةِ يغمرُ وجنةَ الأرضِ!



حلَّقَتْ أسرابُ الحمائمِ فوقَ مدائنِ الحزنِ


تبشِّرُ بغديرِ الخيرِ


ازدانَتْ براري القمحِ بأسرابِ العصافيرِ


تشنّجَتْ من دبيبِ الأرضِ


حباتُ الحنطةِ هديّة مرصّعة


بوهجِ الخيرِ لكلِّ الكائناتِ



رنّمَ أطفالُ الحيِّ ترنيمةَ العيدِ


عابرينَ الأبوابَ بانشراحٍ


سكاكرٌ وبسماتٌ


تنشرحُ خدودُ الطُّفولة فرحاً


مرحى لترتيلةِ العيدِ


فيروز بوابةُ فرحٍ إلى ينبوعِ الأماني


تسمو عالياً في تجلِّياتِ الأغاني!


أينعتْ براعمُ اللَّوزِ


تمايَلَتْ فوقَ طراوةِ اللَّيلِ


رحلةُ الحرفِ تنسابُ عميقاً


في بهاءِ المروجِ



عاشقان منتعشانِ ببهجةِ العناقِ


تحتَ ظلالِ البيلسانِ


صفَّقتْ السماءُ من روعةِ الوئامِ


عشقٌ على مدى هبوبِ النَّسيمِ


عشقٌ يحلّقُ عالياً كأجنحةِ اليمامِ!



مرَّ طفلٌ


يحلمُ أن يخبِّئ ألعابه بينَ أجنحةِ الرِّيحِ


نامَ بينَ جفونِ اللَّيلِ فوقَ ندى الاقحوانِ



قمرٌ ساطعٌ في فيافي الحلمِ


رقصةُ الموجِ


ترتسمُ فوقَ شراعِ الأماني!


*****
تمحقُ قيثارةُ الحبِّ شدقَ الحربِ


تزرعُ في قلبِ الضُّحى بوحَ المزاميرِ


هدهداتِ الأغاني


هاجتِ الرِّيحُ مثل أشواقِ عاشقة


هائمة في اقتلاعِ شوكٍ


تنامى في طريقِ الهيامِ


جرفتِ الرِّيحُ رمالَ الصَّحارى


هدوءٌ يناغي إغفاءةَ اللَّيلِ!


قوةُ العشقِ تنمو مثلَ اهتياجِ الرِّيحِ


قوّةٌ معرّشةٌ في جفونِ السَّماءِ!



هجمَتِ الدَّبابيرُ على أقراصِ العسلِ


جنَّ جنونُ النَّحلِ


طارَتِ الملكاتُ إلى أعماقِ البراري


تبحثُ عن خلاصٍ من رعونةِ الدَّبابيرِ



حطَّ مالكُ الحزينِ فوقَ روعَةِ الشَّاطئِ


غاصَتْ ساقاهُ في نعومةِ الرِّمالِ


تقافزَتِ الضَّفادعُ جذلى



فراخُ البطِّ تداعِبُ وجنةَ الموجةِ


تلملمَتِ الحساسينُ حولَ دروعِ السَّلاحفِ


تسمعُ شخيرَ فُقمةٍ غافية تحتَ دفءِ الشَّمسِ!



ركبتْ أميرةُ الغاباتِ هودَجَاً


مزيَّناً بأزاهيرِ الرُّمّانِ


حطَّ باشقٌ فوقَ بيرقِ الهودَجِ


فرحٌ في شغافِ الرُّوحِ ينمو


رقصَتْ الأزاهيرُ رقصةَ فرحٍ


حلّقتِ البلابلُ فوقَ بهجةِ العبورِ


مغردِّةً على إيقاعِ الغمامِ


عَبَرَتِ الأميرةُ حنينَ البراري


تهادى الهودجُ


كأنّه يسيرُ فوقَ انسيابِ الموجِ


سارَتْ فوقَ طراوةِ العشبِ


قلبٌ مفعمٌ بأزهى الأماني!



طارت أسرابُ الزَّرازيرِ


فوقَ اخضرارِ السَّنابلِ


السَّماءُ تموجُ بأريجِ الزَّيزفونِ


طفلٌ يهفو إلى قبلةِ العيدِ


وداعةُ الصَّباحِ تلوِّنُ وجنةَ الطُّفولةِ


بندى الخميلِ!



عاشقةٌ مكلَّلة بأزاهيرِ التفَّاحِ


تحلمُ باغفاءةٍ متوَّجةٍ بالعناقِ


فوقَ أعشابِ المحبّةِ


تنعشُ الفؤادَ تحتَ ظلالِ القرنفلِ!



أوراقٌ مضمّخة بنضارةِ النّدى


فصوصٌ مهفهفة كبياضِ الثَّلجِ


اصفرارٌ فاتح على أطرافِ بتلاتٍ


كأنّهُ لهيب شمعةٍ


يداعبُه نسيمُ الصَّباحِ


تحنُّ موجاتُ البحرِ إلى تناثرِ النَّارنجِ


فوقَ رذاذاتِ الموجِ


يهرب مرجانُ البحرِ من سرطانِ الماءِ


هاجتِ الرِّيحُ


اغبرَّت قيافةُ السَّماءِ!



أريجُ النّرجسِ امتزجَ معَ عبقِ الزَّنبقِ


اسرعَتِ الدَّلافينُ تبحثُ عن صغارِها


جميلٌ نقّارُ الخشبِ


يعطي بهاءً لحفيفِ الأغصانِ



ابتسمت براعمُ النَّسرينِ لمهجةِ اليراعِ


انبعثَتْ قُشَعْريرةُ انتعاشٍ في خفقةِ شاعرٍ


حلّق عالياً مثلَ نسرٍ


حالِماً أن يكتبَ شعراً فوقَ وميضِ الشَّفقِ


دبَّ حنينُ الرَّوضِ في أرجوحةِ غربتي


لم أجد أجدى من العبورِ في مروجِ الآسِ


أشتمُّ عبقَ السَّوسنِ


فارشاًً قلبي فوقَ أسرارِ اللَّيلِ!



ضحكَ الحرفُ ألقاً


تمايلت أزاهيرُ الغاردينيا فوقَ أجنحةِ فراشاتٍ


حطّتْ لتوِّها على شفاهِ الحنينِ



تعرَّشَ اللبلابُ فوقَ أسوارِ حوشي العتيقِ


مرشرشاً شوقَ القصيدةِ فوقَ أجنحةِ السِّمرمرِ



ما هذا النحلُ الغائصُ في تويجاتِ العوسجِ


ينمو الإنسانُ على الأرضِ


كما تنمو أعشابُ البراري


يرحلُ تاركاً خلفه أسراراً


تُجْفِلُ مرابعَ الألقِ


وحدُهُ الشِّعرُ قادني إلى خزامى


تبهجُ القلبَ


تنعشُ خمائلَ البدنِ



حلَّقَ باشقٌ فوقَ غابةٍ


مكلَّلةٍ بالكينا ونكهةِ السِّمسمِ



حطََّ طائرُ البلشون بعد رحلةٍ طويلةٍ


فوقَ قرني غزالةٍ برّية


عبرَتِ الغزالةُ في أعماقِ الأدغالِ


توقَّف بلبلٌ عن تغريدِهِ


عندما رأى طيراً


فوقَ قرنَيِّ الغزالِ!


نامَ طفلٌ تحتَ ظلالِ الدَّالياتِ


تعرَّشَت أغصانها في تلافيفِ التِّينِ


نحلةٌ في أعلى الغصنِ


تنتظرُ امتصاصَ حنينِ الغربةِ


ضلَّتِ النحلةُ عن نكهةِ الرَّحيقِ


تاهتْ بينَ خيوطِ الغسقِ!



تفرّعت وريقاتُ البابونج


متمايلةً فوق أعناقِ زهورٍ ورديّة


مرتسمة على شكلِ هلالٍ في قبَّةِ السَّماءِ


تهفو إلى تجلِّياتِ شاعرٍ


يكتبُ بماءِ البحرِ


قصيدةً من وحي خيوطِ الشَّفقِ


يرسمُ بوحاً من وحي ابتسامةِ طفلٍ


لعبَّادِ الشَّمسِ!



تخبِّئُ تويجاتُ الزَّهرةِ بينَ تلافيفِها


مهاميزَ بوحِ القصيدةِ


خيوطَ الشَّوقِ إلى مروجِ الحياةِ


تخبِّئُ أسرارَ همهماتِ اللَّيلِ


بياضَ الرُّوحِ لخيراتِ السَّماءِ



ما هذا الدَّبقُ المشرشرُ


على ساقِ الوردةِ؟


هل زارَها عاشقٌ


يركنُ حولَ دنانِ العسلِ؟!
... ... .. ... .... .....!

ستوكهولم: صيف 2008
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
sabriyousef1@hotmail.com

التعديل الأخير تم بواسطة SabriYousef ; 29-12-2008 الساعة 01:47 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29-12-2008, 03:37 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,885
افتراضي

اقتباس:
جنونُ الحربِ من أعتى الجنونِ!



ارتعدَتِ الأشجارُ من جذورِهَا



غيومٌ ملبَّدة ببقايا الأنينِ



تبدَّدَ ضياءُ البدرِ



طفلةٌ حالمة في ألقِ الأزاهيرِ



غافيةٌ بينَ خيوطِ الضُّحى



تنتظرُ دفءَ النَّهارِ!

ليس للحربِ الجنونُ
إنّما الحربُ الجنونُ

هذا ما يبدو عزيزي
إنّه القولُ الأمينُ.

يُشعِلُ الحربَ الجنونُ
تلتوي منهُ الظنونُ.

راغبٌ في الفتكِ ظلماً
في حياةٍ إذ يخونُ

ليس من خلقٍ و نبلٍ
بل هوى حقدٍ يصونُ.

شأنُهُ أمرٌ فظيعٌ
يغتني منه المنونُ

لا يرى القانونَ إلاّ
بعض أوهامٍ تكونُ.

إنّهُ حكمُ الجناةِ
إنّه كفرٌ مجونُ

ليس للحربِ انتصارٌ
إنّها خزيٌ حزينُ.

أيّها الآتي بحربٍ
هل لك ربٌّ معينُ؟

أنظرِ الأجسادَ كيف
تشتوي كيف تلينُ

تحتَ قصفِ الموتِ تهوي
يستوي دينٌ و طِينُ؟

يا إلهي هل سيأتي
ذلكَ اليومُ المُبينُ

عندما الإنسانُ تسمو
منه أخلاقٌ و دينُ؟

إنّها حربٌ جنونٌ
إنّها موتٌ مشينُ.

تحلّق معاني كلماتك في سحر غامر لتفصح عن مكنون الحرف و عن سرّ معاناته. سلمت مشاعرك الإنسانية النبيلة كما سلم قلمك و لسانك المغرّد يا شاعرنا الجميل و صديقنا الحبيب صبري.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:51 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke