Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
التعبير عن شعور الفرح بقلم فؤاد زاديكي
التعبير عن شعور الفرح بقلم فؤاد زاديكي الفَرَحُ شُعُورٌ عَذْبٌ يَنْبَعِثُ مِنْ أَعْمَاقِ القَلْبِ، يَشِعُّ نُورًا فِي الوُجُوهِ وَ يَمْلَأُ الرُّوحَ بِالسَّعَادَةِ. إِنَّهُ ذَاكَ الإِحْسَاسُ الجَمِيلُ، الَّذِي يَرْفَعُ الإِنْسَانَ إِلَى آفَاقٍ بَعِيدَةٍ مِنَ الهَنَاءِ، وَ يَجْعَلُهُ يَنسَى هُمُومَ الحَيَاةِ اليَوْمِيَّةِ. وَ عِندَمَا يَغْمُرُ الإِنْسَانُ هَذَا الشُّعُورَ، يَتَبَدَّلُ وَجْهُهُ، وَ يَتَلَأْلَأُ فِي عَيْنَيْهِ بَرِيقٌ مِنَ السَّعَادَةِ لَا يُخْفَى عَلَى أَحَدٍ. إِنَّ الفَرَحَ لَيْسَ مُجَرَّدَ حَالَةٍ عَابِرَةٍ، بَلْ هُوَ سِرٌّ مِنْ أَسْرَارِ الحَيَاةِ. قَدْ يَكُونُ الفَرَحُ نَتِيجَةً لِحَظَةِ نَجَاحٍ أَوْ إِنْجَازٍ، أَوْ لِخَبَرٍ سَارٍّ طَالَ انتِظَارُهُ، أَوْ حَتَّى لِمُجَرَّدِ لَحْظَةٍ بَسِيطَةٍ مِنَ الجَمَالِ أَوِ الهُدُوءِ. لَكِنَّ مَهْمَا كَانَتِ الأَسْبَابُ، يَبْقَى الفَرَحُ هُوَ النُّورُ الَّذِي يُنِيرُ أَيَّامَنَا، وَ المَاءُ الَّذِي يَرْوِي قُلُوبَنَا. عِندَمَا نَشْعُرُ بِالفَرَحِ، فَإِنَّنَا نَشْعُرُ وَ كَأَنَّنَا نَطْفُو فِي الهَوَاءِ، لَا تَكْبُلُنَا الأَرْضُ وَ لَا تَثْقُلُنَا الهُمُومُ. قَدْ يَتَجَسَّدُ الفَرَحُ فِي ضَحْكَةٍ صَافِيَةٍ، أَوْ فِي كَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ، أَوْ حَتَّى فِي لَمْسَةٍ دَافِئَةٍ تُعَبِّرُ عَنِ الحُبِّ وَ الِاهْتِمَامِ. الفَرَحُ يَجْعَلُنَا نَرَى الحَيَاةَ مِنْ مَنظُورٍ مُخْتَلِفٍ، فَنَشْعُرُ بِأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ مُمْكِنٌ وَ كُلَّ حُلْمٍ قَابِلٌ لِلْتَّحْقِيقِ. وَ مِنْ أَبْرَزِ مَظَاهِرِ الفَرَحِ هِيَ الِابْتِسَامَةُ، تِلْكَ الَّتِي تَزَيِّنُ الشِّفَاهِ وَ تُضِيءُ الوُجُوهَ. كَمَا أَنَّ الفَرَحَ يَظْهَرُ فِي تِلْكَ اللَّحَظَاتِ، الَّتِي نَلْتَقِي فِيهَا بِأَصْدِقَائِنا وَ أَحِبَّائِنا، فَنَشْعُرُ بِأَنَّ الدُّنْيَا بِأَسْرِهَا قَدْ اجْتَمَعَتْ فِي تِلْكَ اللَّحْظَةِ. قَدْ نَنْسَى كُلَّ شَيْءٍ مِنْ حَوْلِنَا، وَ نَغْرَقُ فِي لَحْظَاتِ الفَرَحِ الَّتِي لَا تُقَدَّرُ بِثَمَنٍ. الفَرَحُ لَهُ أُسْلُوبٌ خَاصٌّ فِي التَّعْبِيرِ، فَهُوَ لَا يَحْتَاجُ إِلَى كَلِمَاتٍ مُعَقَّدَةٍ أَوْ تَقْنِياتٍ بَلِيعَةٍ. أَحْيَانًا يَكْفِي أَنْ تَكُونَ فِي المَكَانِ الصَّحِيحِ مَعَ الأَشْخَاصِ الَّذِينَ تُحِبُّهُمْ، فَتَشْعُرُ بِالسَّعَادَةِ دُونَ حَاجَةٍ إِلَى تَفْسِيرٍ. فِي تِلْكَ اللَّحَظَاتِ، يُصْبِحُ الوَقْتُ وَ كَأَنَّهُ يَتَوَقَّفُ، وَ يَغْمُرُنَا الرَّاحَةُ الَّتِي لَا تُوصَفُ. الفَرَحُ يَجْعَلُ كُلَّ شَيْءٍ يَبْدُو أَجْمَلَ، وَ يَمْنَحُنَا القُدْرَةَ عَلَى مُوَاجَهَةِ تَحَدِّيَاتِ الحَيَاةِ بِرُوحٍ جَدِيدَةٍ. إِنَّ الفَرَحَ لَيْسَ حَالَةً ثَابِتَةً، بَلْ هُوَ شُعُورٌ يَتَجَدَّدُ فِي قُلُوبِنَا بِاسْتِمْرَارٍ، نَخْتَبِرُهُ فِي مُنَاسَبَاتٍ مُخْتَلِفَةٍ، وَ نُحَاوِلُ أَنْ نَزْرَعَهُ فِي كُلِّ مَكَانٍ نَذْهَبُ إِلَيْهِ. وَ مَعَ كُلِّ لَحْظَةِ فَرَحٍ نَعِيشُهَا، نَزْدَادُ قُوَّةً وَ أَمَلًا، وَ نَشْعُرُ بِأَنَّ الحَيَاةَ تَسْتَحِقُّ أَنْ نَعِيشَهَا. الفَرَحُ يَجْعَلُنَا نُغَنِّي بِأَرْوَاحِنَا، وَ يَمْنَحُنَا قُدْرَةً عَلَى التَّغَلُّبِ عَلَى كُلِّ مَا يُوَاجِهُنَا. إِنَّهُ شُعُورٌ نَادِرٌ وَ لَكِنَّهُ مَوْجُودٌ فِينَا، يَكْفِي أَنْ نَحْتَسِي عَلَيْهِ فِي كُلِّ زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَا حَيَاتِنَا. الفَرَحُ هُوَ الَّذِي يُعِيدُ لَنَا الأَمَلَ فِي العَالَمِ، وَ يُذَكِّرُنَا بِأَنَّ الحَيَاةَ لَيْسَتْ سِوَى مَجْمُوعَةٍ مِنَ اللَّحَظَاتِ الجَمِيلَةِ الَّتِي يَنْبَغِي أَنْ نَعِيشَهَا بِكُلِّ حُبٍّ وَتَفَاؤُلٍ. وَ فِي النِّهَايَةِ، الفَرَحُ هُوَ جَنَّةٌ صَغِيرَةٌ نَعِيشُهَا فِي عَالَمِنَا المُزْدَحِمِ. فَإِذَا شَعَرْتَ بِهِ، فَإِنَّكَ تَشْعُرُ بِأَنَّكَ تَمْلِكُ العَالَمَ بِأَسْرِهِ. المانيا في ٣ ديسمبر ٢٤ التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 05-12-2024 الساعة 12:50 AM |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|