اسطيفو ميخائيل حردو في ذمة الخلود

[د. جبرائيل شيعا]

بشم آبو وبرو روحو قاديشو حاد آلوهو شاريرو آمين

"من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية. ولا يأتي إلى دينونه بل قد أنتقل من الموت إلى الحياة".

ها هو الشماس الشاب اسطيفو يلبي طلب خالقه، بعد ان كان قد سمع كلام الرب وامن به في حياته الأرضية. يا له من مصاب أليم وفاجعة حزينة حلت بين أبناء شعبنا السرياني في ألمانيا، بين أبناء آزخ، وفي عائلة آل حردو. ببالغ الأسى والحزن تلقينا النبأ الفاجع المحزن، خبرا أثار المشاعر وقشعر الابدان، حادث سيارة راح ضحيته المغفور على شبابه المرحوم الشماساسطيفو ميخائيل حنا حردو، الذي انتقل من هذه الحياة الزمنية الى الحياة الأبدية، نصلي من أجله. فقدان حبيبنا الغالي اسطيفوا سيترك أثرا كبيرا في قلوبنا جميعا. غيابك يا اسطيفو سيترك جرحا عميقالايندمل بقلوب أهاليك وأقربائك وأصدقائك ومحبيك وكل معارفك. لقد سمعت الخبر الأليم الخازي ويا ليتني لم اسمع، خبرا شغل بالي وحلقني إلى تلك الأيام والحظات التي كنا معا في جلسات مجلس الأبرشية (أبرشية كنيستنا السريانية في ألمانيا)، نناقش ونتحاور معا من أجل رفع شان كنيستنا. كان المرحوم يمثل لجنة كنيستنا السريانية في المدينة المقيم فيها (جماعة كوبينكن). وكم كنا نتناقش حول مواضيع كثيرة متعلقة بأوضاع آزخ وعن ماضيها وحاضرها. عرفته ذاك الشاب الشماس النشيط المحب للتعاون ومساعدة المحتاجين، يتقدم ويعرض المساعدة لمن يشعر بانه محتاج. هناك حادثة جرت بيني وبين المرحوم استطيفو. أول مرة ألتقينا فيها لم أعرفه وهو أيضا لم يعرفني. من حديثه ولفظه عرفت أنه من آزخ. تلكلمنا معا في البداية باللغة السريانية وثم أنتقلنا للحديث بالعربي عن آزخ عن العائلات وبعض الحواث المشهورة في عندا أهالي آزخ. كان جدا متعجبا كيف أن إنسان غير آزخيني يعرف عن آزخ الكثير. فيقول من أين انت تعرف هذه المعلومات عن آزخ؟ لم أقر له في البداية أنني أيضا آزخيني من ديريك ولي أهتمامات عن آزخ. فكان بعض الشباب هم أيضا آزخينيين يعرفهم وهم أيضا يعرفونني. لكن هم أيضا أرادوا يعرفوا ما هي ردت الفعل التي سيقوم بها استطيفو. فكان جدا مستغربا عن معرفتي بآزخ، فأصر على أنني أكيد آزخيني أو أن لي جذور آزخينية. ففي النهاية اقريت له عن الحقيقة، فأخذني بالاحضان وقبلنا بعضنا بعضا. وفيما بعد أصبحنا جدا قريبين من بعض وفي كل مرة يراني كان يريد المزاح ويقول ها دكتور أنت آزخيني، فأقول له أنني سرياني سرياني. فيقول كلنا سريان، نعم نحن سريان من آزخ. عرفت فيه الإنسان الخلوق الأمين، الصادق، الصريح، المحبوب، المتواضع، وإلى جانب ذلك كان يتحلى بسيرة حسنة ومعاملة طيبة. كان إنسانا غيورا بكل معنى الكلمة على كنيسته وعلى شعبه، فقدم الكثير من حياته من أجلهما. كل من عرف الفقيد اسطيفو يحزن على غيابه من بيننا وعلى فقدان أفعاله الصالحة وأعماله الخيرة ونشاطه الكنسي والشعبي. انه خسارة لكنيستنا السريانية ولأبناء آزخ ولجماعتنا السريان المقيمين معه في مدينة كوبينكن. أعلن عن حزني الشديد هذا، على فقدان شاب نشيط تقي مؤمن آزخيني – سرياني. أطلب من الله القدير أن يتغمد روحه الطاهرة بواسع رحمته. واطلب منه تعالى أن يمن على زوجته وأولاده وجميع أهله واقاربه وكل معارفه بالصبرو والسلوان. عزائنا هو إيماننا بالرب يسوع المسيح وبما قاله لنا: " تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا اريحكم ". ليكن لنا عزاء في أن ذكرك الطيب وسيرتك الحسنة وإيمانك القوي بالله سيبقى بيننا. ليتغمدك الله يا أيها الفقيد الغالي استطيفو برحمته الواسعة، ويسكنك فسيح جناته مع الابرار الصالحين والقديسن وانه سميع ومجيب الى الابد. اتقدم باسمي وباسم جميع آل شيعا في الوطن وبلاد المهجر بأحر التعازي القلبة لكل أهل الفقيد آل حردو في ألمانيا وفي الوطن والمهجر وإلى الصديق الغالي الدكتور فيليبحردو ابن عم المرحوم. رحمه الله واسنه فسيح جناته 16-03-2006 د. جبرائيل شيعا