Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الأزخيني > ازخ تركيا > شخصيات و رجالات

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-10-2016, 09:10 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,720
افتراضي نشر اليوم الصديق وديع القس شعرًا عن المرحوم عبود اسحق تحلكو فأشعرني بالألم لكوني عشت

نشر اليوم الصديق وديع القس شعرًا عن المرحوم عبود اسحق تحلكو فأشعرني بالألم لكوني عشت تلك الماساة من يومها الأول حتى يومها الأخير فهو أحد شهدائنا في البحرية السورية اثناء حرب تشرين في عام 1973 و قمت بالتعليق على شعر الصديق وديع بما يلي:
كيف لي أنا شخصيا أن أنسى عبود فلقد كان من أقرب الأصدقاء لي و كنا دائما معا هذا قبل الذهاب لتأدية خدمة العلم و تشاء الصدف أن نكون معًا في البحرية السورية بل و أكثر من ذلك ضمن اختصاص زوارق الطوربيد فهو كان ميكانيك و أنا كنت عامل رادار و حين وقعت حرب تشرين 1973 كنا على موعد و قد تمّ القصف من قبل طيران الهيلكيوبتر الإسرائلية لمصفاة النفط في بانياس و أنقذنا الله من موت محقق في تلك الأثناء. و تشاء الصدفة أن تكون مهمة الشهيد الصديق عبود إلى طرطوس مع وحدة زوارق الطوربيد و الزوارق الصاروخية فيما كانت مهمة وحدتنا حماية ميناء بانياس. في اليوم الأول و الثاني لم تتحرك القطع البحرية الإسرائلية باتجاه الساحل السوري و رأت قيادتنا في البحرية السورية (محمد مصباح الشهابي) أنّ البحرية الإسرائلية لن تقوم بمهاجمتنا فأرسلوا إلى عرض البحر زورقي طوربيد و زورق صاروخي رباعي و كاسحة الغام و كان المرحوم عبود من ضمن طاقم تلك المهمة لأنّ المهمة بالأصل أوكلت إلى وحدتنا لكن و بسبب عطل فنّي في محرك زورق الطوربيد الذي كان عائدًا لنا, لم يتم إرسال زورقي و بدلا عنه تم إرسال وحدة الطوربيد من طرطوس حيث كان المرحوم عبود من ضمن تلك الوحدات و لم تكد قطعنا البحرية تخرج إلى عرض البحر حتى تمّ تدميرها بالكامل في عرض البحر و خسرنا بذلك 4 قطع بحرية من ضمنها 3 زوارق و بهذا يكون قد تمّ المكتوب لهذا البطل الصديق و الشجاع في أن ينال إكليل الشهادة. و في اليوم التالي طُلِب منا الذهاب إلى مكان المعركة في مهمة ميدانيّة قتاليّة للبحث عن الجثث و ذهبنا في مجموعة تضم عدة زوارق حربية سورية بحماية طائرات الهليكوبتر و بحثنا بين الحطام حيث كان يغطي مساحة واسعة من سطح البحر خشب متناثر و زيوت و امتعة و اشياء أخرى لكننا لم نعثر على أيّ من شهدائنا لا أحياء و لا موتى و كان كل زورق طوربيد يضم 8 عناصر و المجموع 16 عنصرًا من مجموعة الطوربيد بينما الزورق الصاروخي الذي تمّ تدميره لنا كان يضم أكثر من 25 بحريًا مقاتلًا. عدنا أدراجنا و عانينا المتاعب الكثيرة في عمليات البحث حيث كانت الأمواج عاتية, و الصورة التي لا يمكن لي أن أنسى ذكرياتها هي أنه و بعد عدة أيام ظهرت جثث بعضُ شهدائنا على الشواطيء التركية حيث جرفتها الأمواج و الرياح فقامت يومذاك السلطات التركية بواجبها الإنساني و هي مشكورة بأن أكرمت هؤلاء الشهداء و لفّت جثثهم بأعلام سورية الوطنية و أرسلت معهم وفدَا رفيع المستوى يضم القائمقام و ضباطا من البحرية التركية و مسؤولين أمنيين و إداريين لتسليم جثامين شهدائنا فما كان من القيادة السورية في ذلك الوقت إلّا أن أرسلت مختار القرية ليتسلّم الجثث و حين رأى الوفد التركي الرفيع المستوى هذا التدنّي من احترام أرواح الشهداء من الجانب السوري فهم تركوا الجثامين على الأرض و غادروا مستغربين هذا التصرف غير الوطني و غير الإنساني فلقد كان احتفارًا لهؤلاء الذين قدّموا أرواحهم في سبيل الوطن. كان ذلك صعبًا جدًا علينا كعناصر بحريّة و أدركنا حينها أنّه لا قيمة للمقاتل و لا للمواطن في بلد كهذا. إنّ تلك الصورة بقيت في ذهني و ذاكرتي و هي ستبقى لسنوات طويلة لن تزول أو تُمحى أو تُنسى. الإنسان له قيمة و خاصة الرجل الذي يدلفع عن وطنه و أرضه, فهل يجوز أن تتمّ معاملته على هذا النحو غير المبالي و غير الأخلاقي. كنت في كلّ مرّة آتي فيها إلى ديريك قادمًا في إجازة يأتي العم اسحق والد المرحوم عبود ليسألني عن مصيره و هل من جديد؟ لأن هناك جثثًا لم تظهر و اختفت إلى الأبد حيث صارت طعمًا لحيوانات البحر, كنت أحزن كثيرًا كلما ألتقي واحدًا من آل تحلكو و خاصة أنني كنت من أقرب الأصدقاء لعبود و فيما أذكره أنّني أرسلت معه ذات يوم رسالة غراميّة لحبيبتي سميرة (أم أولادي اليوم) و هو ذهب إلى طرفهم في القامشلي و اعطاها الرسالة حيث كان قادمًا في إحدى إجازاته الرسمية. ليس بمقدوري البتة أن أنسى الشهيد البطل و الصديق الجميل و المهذب و الرائع عبود اسحق تحلكو فلقد كان وفيًّا و محبًّا, كانت بيننا أسرار كثيرة كشباب و كنا دائمي التجوال و المشاوير في شوارع ديريك قبل العسكرية و عشنا أيامًا جميلة معًا في مدينة اللاذقية و في طرطوس و في بانياس و ارواد و غيرها و إنّي كصديق مقرّب للمرحوم عبود عانيت أكثر من غيري من ناحية الشعور لكوني عشت في مكان الحدث و كنت اتذكر أيامنا معًا في البحرية السورية و قد كان معنا في البحريّة أيضا الصديق و زميل المهنة جوزيف نيسانه شكّرِه زوج معلمة حسينة أخت ابو حيان رئيس بلدية ديريك الأسبق. و كان معنا من ديريك لكن بسلاح المدفعية قريبي و صديقي افرام ابن سوسِهِ ملّوسِه. الرب يرحم روحك يا صديقي الغالي و المحب عبود اسحق تحلكو و إلى جنان الخلد فذكراك لا يمكن لي أن أنساها, لقد كنت الإنسان الطيّب و النبيل و المحبّ و المرح.








__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:04 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke