الفشل بقلم/ فؤاد زاديكى

[fouadzadieke]

الفشل

بقلم/ فؤاد زاديكى

في مسيرة حياتنا تقفُ في طريقِنا عوائقُ كثيرةٌ و تعترضُنا مصاعبُ شتّى في جميع مناحي الحياة, منها ما نستطيعُ قهرَه و التّغلّبَ عليه و إزاحته من طريقنا و منه ما نُخفِقُ في السيطرةِ عليه, فهو يأخذُنا إلى ما يؤلمُ و يُحزنُ و يُصيبنا بخيبةٍ مريرة, إنّه الفشلُ هذا الكابوس الذي يخشاه كثيرٌ من النّاس.

يُعتبر الفشل من أصعب المشاعر المؤثّرة على سعادة الإنسان, خاصّةً عندما يصل به إلى مرحلة الإحباط. لكن هناك حقيقة تقول: إنّ الفشل يجعل النّجاح أفضل مذاقًا, عندما نسعى بكلّ ما لدينا من قوّة و إمكانيّة و معرفة و خبرة كي نتغلّب على هذا الفشل, وعلى الرّغمِ مِن أنّ أسباب الفشل كثيرةٌ و متعدّدة و مختلفة إلّا أنّه توجد إمكانيّة للإنسان بأنْ ينجح في مسعاه للتغلّب عليه, وهناك نصائح كثيرة علينا العمل بها كي نتمكّن من غلبته و قهره, ومن أهمّ هذه الجهود و المساعي هي عدم الوقوف عند الفشل و النّظر إليه على أنّه حالة مستعصية لا يمكن قهرها و بهذا فإن حالة الضعف الشّعوري لدى الإنسان ستغلبه و بهذا لن يقوى على فعل شيء.

لا يجب أن يغيبَ عن بالنا بأنّ الفشل جزءٌ من الحياة, إذ أنّ الحياة ليست كلّها نجاحًا و تفوّقًا بل فيها مراحل من الإخفاق و الفشل, لذا يجب التّعايش مع ذلك و محاولة تجاوزه قدر المُستطاع, ومن العوامل الأخرى التي تساعد في تجاوز الفشل هو محاولة استبعاد العوامل التي أدّت إلى حصول الفشل, و التّعامل بإيجابيّة، والقدرة على التحكّم بالانفعالات؛ فعند التعامل بإيجابيّة، وضبط النفس والانفعالات تجاه ما تتمّ مواجهته من تجارب ومصاعب؛ يمنع ذلك الاستسلام للظروف، ويقوّي المناعة تجاه الفشل، ويفيد في استخلاص التجربة منه, ثمّ لا ننسى أنّ الثّقة بالنّفس هي حصان طروادة بالنّسبة لأيّ شخصٍ منّا يسعى إلى تجاوز الفشل و التغلّب عليه, وهناك أمرٌ آخر في غاية الأهمّيّة ألا وهو عدم تحميل الآخرين أسباب الفشل وجعلهم شمّاعةً للرّكون إليها، وعدم تعليق أسباب الفشل على الآخرين.