Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
خلودُ الضّوء. بقلم: فؤاد زاديكه
خلودُ الضّوء ها أنذا على قابِ قوسين أو أدنى من ملامسةِ سحرِها. أذوبُ في حلاوةِ عشقها, أتلاشى أماني جميلةً تخصبُ ترفاً, تتشعّبُ بؤراً من الحنوّ الراسي في حضن الشمس, تتحرّقُ لقاءً. كتمتُ خوفي, أطلقتُ حممَ صمتي, فتراجعتْ صدى خيبةٍ لم تدركْ شواطئ اليقين.
تهلّل الفرحُ على شفاهِ قوس قُزح, والفتْ مشاعري هدوءها, و تآلفتْ أحاسيسي مع صورتها في انسجامٍ أثملَ عروسَ البحرِ, و أغرى وسائدَ الرّبيع. استمطرَ خجلي بقايا بوحٍ عالقٍ بين مقاصدِ فكري, فارتعشتْ قطراتُ جموحه تتقلّصُ و تتراجعُ شجاعتها إلى ما خلف غيومِ المتاهاتِ المنبسطةِ على صفحةِ السّكينة. رذاذٌ حفلَ بكلّ غوايتي الشيطانيّة, تعتّق بكلّ بخور الأسحار الأبديّة, فاض شلاّلاتِ عذوبةٍ روّتْ حدود الزّمن, أنابتْ عنها عزفَها, تألّق في بعضِ أدوارهِ, ولم يفلح في بعضِها الآخر, نحتُّ في صخورِ الأملِ رغبةً ملحّةً, رغبةَ عنادي و قلعتُ لِحاءَ الافتقارِ, أعلنُ عن حدقٍ مضيءٍ يُخصبُ فجرَ الفرحِ, و يبدّدُ عتمةَ التشاؤمِ, منّيتُ نفسي, و لا أعلمُ ما إذا كنتُ أخدعُها من جديد, مثلما فعلتُ ذات مرّةٍ! أحسستُ بنفسي منجرفةً إلى خصوبةِ بلاهتي, يتلعثمُ معها جوابي, يصمتُ فيها حرفي, و تَيبسُ عندها رصانتي. نفسي طريحةُ حزنها في عالم الفراغ المقيت, خوفٌ من سطوةِ الزّوالِ, و انحدار مع هياكل الفرح على قيعان اليأس المثقل بإرهاصات الإحباط. اقتفيتُ آثارَ الضّوءِ أبحثُ عن موعودٍ لا ينالُهُ الزّوال! |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|