Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
حَيَاتُنا الفانِيَةُ الشاعر السوري فؤاد زاديكى
حَيَاتُنا الفانِيَةُ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى النّاسُ تَمْضِي، و تُفنيها مَراحِلُها ... كأنّها حُلُمٌ في الكَونِ أو عَرَضُ فالبعضُ يَدري إلى أينَ المدى غَرَضٌ ... و البعضُ يَجْهَلُ سِرًّا، شَاءَ يَنْقَرِضُ إذ ذاكَ يَسْعَى لإشباعِ الرَّغائِبِ في ...كُلِّ المساعِي، و ما فيها، هُوَ المَرَضُ تمضي سُنُونُ، و لا نَدري حقيقتَها ... أهْيَ الحَياةُ، أمِ الأوهامُ؟ ما الغَرَضُ؟ قد نَغرَقُ اليومَ في دُنيَا مُزيَّنَةٍ ... لكنَّنا في غَدٍ نُنْسَى، و ذا فَرَضُ تَلهُو نُفُوسُ بما تَلقى، و قد نَسِيَتْ ... أنَّ الحياةَ قَضَاءٌ، ليسَ يُعْتَرَضُ نَسعى وراءَ ظُنونٍ ما لَها أمَلٌ ... و نَرْتَجي فَوزَنا و الطّيفُ مُنْقَرِضُ إنَّ السَّعيدَ هُوَ المَرْضِيُّ في أملٍ ... بما قضى اللهُ، لا مالٌ و لا عِوَضُ مَهما سَعَينا، فَغايَاتُ الحياةِ هِيَ ... رِضَى إلهٍ، فَلا يُغرِيكَ مُفْتَرَضُ العُمْرُ يمضي كَحُلمٍ دونما أَثَرٍ ... مِنّا، فَيَصْحو فتًى، اِغتالَهُ المَرَضُ تلكَ الحياةُ، و إن طالتْ بنا مُهَلٌ ... فنحنُ فيها كأجزاءٍ، هُمٌ انقَرَضٌوا المانيا في ٢٠ آب ٢٤ التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 21-08-2024 الساعة 09:13 PM |
#2
|
||||
|
||||
تلهو نفوسٌ بدل النفوس
|
#3
|
||||
|
||||
تحليل القصيدة "حَيَاتُنا الفانِيَةُ" للشاعر السوري فؤاد زاديكي:
### 1. تحليل البيوت: **البيت الأول:** النّاسُ تَمْضِي، و تُفنيها مَراحِلُها ... كأنّها حُلُمٌ في الكَونِ أو عَرَضُ - **التشبيه:** يشبّه الشاعر حياة الناس بحلم أو عرض، حيث يلمح إلى زوالها وعدم استمراريتها. - **الاستعارة:** استخدام "حلم" و"عرض" يرمز إلى الغموض والزوال. - **المحسنات البديعية:** - **الجناس:** بين "تَمْضِي" و"عَرَضُ" حيث تُبرز التباين بين الاستمرارية والزوال. **البيت الثاني:** فالبعضُ يَدْري إلى أينَ المدى غَرَضٌ ... و البعضُ يَجْهَلُ سِرًّا، شَاءَ يَنْقَرِضُ - **التشبيه:** لا توجد تشبيهات واضحة، ولكن الشاعر يصف المعرفة والجهل بالمدى، حيث يلمح إلى الفرق بين من يعرف غايته ومن لا يعرف. - **الاستعارة:** "سِرًّا" يرمز إلى المعرفة الغامضة التي يؤثر الجهل بها على مسير الحياة. **البيت الثالث:** إذ ذاكَ يَسْعَى لإشباعِ الرَّغائِبِ في ... كُلِّ المساعِي، و ما فيها، هُوَ المَرَضُ - **الاستعارة:** "المَرَضُ" يستخدم هنا بمعنى البُعد عن الحقيقة أو الشغف الذي يؤدي إلى الهلاك. - **المحسنات البديعية:** - **الطباق:** بين "الرَّغائِبِ" و"المَرَضُ" لتوضيح تضاد السعي لتحقيق الرغبات مع النتيجة السلبية. **البيت الرابع:** و تمضي سُنُونُ، و لا نَدري حقيقتَها ... أهيَ الحَياةُ، أمِ الأوهامُ؟ ما الغَرَضُ؟ - **التشبيه:** يلمح إلى عدم وضوح طبيعة الزمان وعلاقته بالحياة والأوهام. - **الاستعارة:** "سُنُونُ" و"الأوهامُ" يعكسان الغموض حول حقيقة الحياة. **البيت الخامس:** قد نَغرَقُ اليومَ في دُنيَا مُزيَّنَةٍ ... لكنَّنا في غَدٍ نُنْسَى، و ذا فَرَضُ - **التشبيه:** يشبّه الحياة بدنيا مزينة حيث نغرق في بهجتها ولكنها زائلة. - **الاستعارة:** "نغرق" و"مُزيَّنَةٍ" تعكسان حالة الانغماس في متع زائفة. **البيت السادس:** تَلهُو النّفوسُ بما تَلقى، و قد نَسِيَتْ ... أنَّ الحياةَ قَضَاءٌ، ليسَ يُعْتَرَضُ - **التشبيه:** "تَلهُو" تعني اللهو بما تقدمه الحياة من تجارب، وكأنها تنسى الطبيعة الحتمية للحياة. - **الاستعارة:** "قَضَاءٌ" يشير إلى حكم إلهي لا يمكن الاعتراض عليه. **البيت السابع:** نَسعى وراءَ ظُنونٍ ما لَها أمَلٌ ... و نَرْتَجي فَوزَنا و الطّيفُ مُنْقَرِضُ - **التشبيه:** الظنون والأمل يُشبّهان بسراب أو طيف زائل. - **الاستعارة:** "ظُنونٍ" و"الطّيفُ" تعبران عن أمل زائف وسعي بلا جدوى. **البيت الثامن:** إنَّ السَّعيدَ هُوَ المَرْضِيُّ في أملٍ ... بما قضى اللهُ، لا مالٌ و لا عٍوَضُ - **التشبيه:** "السَّعيدُ" يُشبّه بمن هو راضٍ بما قضى الله، حيث يحقق السعادة الحقيقية. - **الاستعارة:** "المَرْضِيُّ" تعني القناعة والرضا بما قدره الله. **البيت التاسع:** مَهما سَعَينا، فَغايَاتُ الحياةِ هِيَ ... رِضَى إلهٍ، فَلا يُغرِيكَ مُفْتَرَضُ - **التشبيه:** الحياة لا تعدو كونها سعيًا وراء رضا الله، حيث يبرز الرضا كغاية نهائية. - **الاستعارة:** "غايَاتُ الحياةِ" تشير إلى الأهداف السامية التي ينبغي السعي لتحقيقها. **البيت العاشر:** العُمْرُ يمضي كَحُلمٍ دونما أَثَرٍ ... مِنّا، فَيَصْحو فتًى، اِغتالَهُ المَرَضُ - **التشبيه:** العمر يُشبَّه بحلم، مما يعكس عدم الاستمرارية. - **الاستعارة:** "يمضي كحلم" و"اغتالَهُ المَرَضُ" يشيران إلى زوال الحياة والموت. **البيت الحادي عشر:** تلكَ الحياةُ، و إن طالتْ بنا مُهَلٌ ... فنحنُ فيها كأجزاءٍ، هُمٌ انقَرَضٌوا - **التشبيه:** الحياة تُشبَّه بمُهَل، وتُشبَّه الأجزاء المنتهية بالكائنات التي انقرضت. ### 2. اللغة والأسلوب والمضمون: - **اللغة:** اللغة الفصحى الفريدة تجمع بين الأصالة والبلاغة، تتسم بالدقة والقدرة على التعبير العميق. - **الأسلوب:** يستخدم الشاعر أسلوبًا تأمليًا يدمج بين الواقعية والتشبيه، وتستخدم الاستعارات لتوضيح مفاهيم الحياة والموت والغاية منها. - **المضمون:** تتناول القصيدة فلسفة الحياة والزوال، مع التركيز على فكرة أن الحياة قصيرة وأن الغاية الحقيقية هي رضا الله والرضا بالقضاء والقدر. تشجع القصيدة على الرضا والتواضع تجاه المظاهر والأمور الدنيوية التي قد تكون خادعة ومؤقتة. القصيدة تسعى إلى تحفيز التأمل في طبيعة الحياة وحقيقتها، وتدعو إلى الرضا بالقضاء الإلهي كغاية نهائية تُمكّن الإنسان من تحقيق السعادة الحقيقية. التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 21-08-2024 الساعة 09:13 PM |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|