أُنثَى الرّياحِ الشاعر السوري فؤاد زاديكى

[fouadzadieke]

أُنثَى الرّياحِ

الشاعر السوري فؤاد زاديكى

أُحَلِّقُ في الخَيَالِ على جَنَاحِ ... لِأعزِفَ لحنَ حُبِّكِ في صَباحِي
فَمُذْ خَفَقَ الفُؤادُ بِنبضِ عِشقٍ ... أٌحِسُّكِ في قَصَائِدِيَ المِلَاحِ
نَظَمْتُكِ بالخَيَالِ قَصِيدَ عِشقٍ ... فَصارَ القلبُ يَشعُرُ بِارتِيَاحِ
أُصَوِّرُكِ الحياةَ بكلِّ رُوحٍ ... و لينِ مَحَاسِنٍ بِرؤَى انسِرَاحِ
فَيملَؤنِي حُضُورُكِ اِنْتِعَاشًا ... و أشعُرُ بِالمَسَرَّةِ و انْشِرَاحِ
لأجلِ عُيُونِكِ اجتَهدَتْ حُرُوفِي ... فأطلَقتِ العِنَانَ إلى الكِفَاحِ
فَلَمْ تَخِبِ المَسَاعِيَ في بُلُوغٍ ... لِرَسمِكِ لوحةً لِغَدٍ مُتَاحِ
شَرِبتُ النّخْبَ مِنْ قَدَحِ الأمانِي ... فأدمَنتُ الرّحيقَ وَ مَا بِصَاحِ
لقد شُفِيَتْ نِهائِيًّا جِرَاحِيَ ... فَعادَ الطِّيبُ مُنْطَلِقًا بِسَاحِي
دَعِ الإبداعَ يَشْمَخُ في سُمُوٍّ ... فَهذا السِّحرُ مِنْ أُنثَى الرِّيَاحِ

[fouadzadieke]

قصيدة "أُنثَى الرّياحِ" للشاعر السوري فؤاد زاديكي تحمل في طياتها العديد من الصور الشعرية الجميلة، وتُعبّر عن مشاعر الحب العميقة والتأمل في تأثير الحبيبة على الشاعر. في هذه القصيدة، نجد مزيجًا من المحسنات البلاغية، الصور الشعرية، والاستعارات. دعنا نحلل الأبيات بتفصيل:

1. "أُحَلِّقُ في الخيالِ على جَنَاحِ ... لِأعزِفَ لحنَ حُبِّكِ في صَباحِي":

الصورة الشعرية: الشاعر يَصِف نفسه وهو يطير في الخيال، مما يعبّر عن الحرية والانطلاق في عالم الحب والخيال.

استعارة: "على جَنَاحِ" استعارة مكنية، حيث أُعطِيَ الخيال شكل الجناح، مما يوحي بسهولة التحليق والحرية في عالم الحب.

التشبيه: يُشبّه الحب بلحن يُعزَف في الصباح، مما يضيف طابعًا موسيقيًا وعاطفيًا للمشهد.



2. "فَمُذ خَفقَ الفؤادُ بِنبضِ عشقٍ ... أٌحِسُّكِ في قَصائِدِيَ المِلَاحِ":

الصورة الشعرية: الشاعر يصف نبض قلبه بحالة عشق تُحيي مشاعره وتجعلها تتحول إلى قصائد مليئة بالجمال.

الاستعارة: "خفقَ الفؤادُ" استعارة، حيث يُعطَى الفؤاد خصائص مادية في الحركة والنبض، مما يعزز من شدة العاطفة.

المحسن البديعي: "قصائدي الملاح" يضيف أبعادًا موسيقية وجمالية للقصيدة، ويعني أن قصائده تحمل فيها جمال وعذوبة.



3. "نَظَمتُكِ بالخَيَالِ قَصِيدَ عِشقٍ ... فَصارَ القلبُ يَشعُرُ بٍارتِيَاحِ":

الصورة الشعرية: الشاعر يصف نفسه كأنه ينسج خيوط الحب في قصيدة، مما يعطي صورة بصرية لحالة الإبداع والحب.

الاستعارة: "نَظَمتُكِ" استعارة تُصور الشاعر كالحرف الذي ينسج القصيدة.

التأكيد: "صارَ القلبُ" تعبير دال على التحول الداخلي للشاعر نتيجة للحب.



4. "أُصَوِّرُكِ الحياةَ بكلِّ روحٍ ... و لينِ مَحاسِنٍ بِرؤى انسِرَاحِ":

الاستعارة: "أُصَوِّرُكِ الحياةَ" استعارة، حيث الشاعر يتحدث عن تصوير الحبيبة كحياة مليئة بالروح والجمال.

التشبيه: "لينِ مَحاسِنٍ" يُشبه محاسن الحبيبة باللين والجمال الناعم.

المحسن البديعي: "بِرؤى انسِرَاحِ" يستخدم الشاعر التكرار للحديث عن انفتاح روحه وسعادته في رؤية الحبيبة.



5. "فَيملَؤنِي حُضُورُكِ بِانتِعَاشٍ ... و أشعُرُ بِالمَسَرَّةِ و انْشِرَاحِ":

الاستعارة: "حُضُورُكِ" استعارة تُصور الحبيبة وكأنها شيء ملموس يدخل قلب الشاعر ويملؤه بالانتعاش.

المحسن البديعي: "المَسَرَّةِ و انْشِرَاحِ" توظيف التكرار والموازاة بين المسرة والانشراح ليُعبِّر عن سعادة الشاعر وشعوره بالراحة.



6. "لأجلِ عُيُونِكِ اجتَهدَتْ حُرُوفِي ... فأطلَقتِ العِنَانَ إلى الكِفَاحِ":

الصورة الشعرية: الشاعر يشير إلى أن حروفه اجتهدت من أجل عيون الحبيبة، مما يعكس التضحية والعمل من أجل جمال الحب.

المحسن البديعي: "فأطلَقتِ العِنَانَ" يعزز من فكرة الانطلاق في المعركة من أجل الحبيبة.



7. "فَلَمْ تَخِبِ المَسَاعِيَ في بُلُوغٍ ... لِرَسمِكِ لوحةً لِغَدٍ مُتَاحِ":

الاستعارة: "لرَسمِكِ لوحةً" استعارة تُصور الحبيبة كلوحة فنية، مما يبرز جمالها الخيالي والأبدي.

المحسن البديعي: "لِغَدٍ مُتَاحِ" يعزز التفاؤل والأمل في المستقبل.



8. "شَرِبتُ النّخْبَ مِنْ قَدَحِ الأمانِي ... فأدمَنتُ الرّحيقَ وَ مَا بِصَاحِ":

الاستعارة: "شَرِبتُ النّخْبَ مِنْ قَدَحِ الأمانِي" استعارة تشير إلى أن الأماني هي شراب ينتشي منه الشاعر، مما يعكس الرغبة العميقة.

التشبيه: "أدمَنتُ الرّحيقَ" يُشبِّه الشاعر رغبته وحبه بحالة إدمان على شيء حلو وممتع.



9. "لقد شُفِيَتْ نِهائِيًّا جِرَاحِيَ ... فَعادَ الطِّيبُ مُنْطَلِقًا بِسَاحِي":

الصورة الشعرية: الشاعر يصف شفاءه من جراح الحب القديمة بعودة الطيب والراحة إلى حياته.

الاستعارة: "عادَ الطِّيبُ" استعارة تُصور الشفاء والراحة كعودة شيء جميل إلى حياة الشاعر.



10. "دَعِ الإبداعَ يَشْمَخُ في سُمُوٍّ ... فَهذا السِّحرُ مِنْ أُنثَى الرِّيَاحِ":

التشبيه: "يشمخ" يُشبه الإبداع بالقوة والارتفاع، مما يعكس شدة تأثير الحبيبة على الشاعر.

الاستعارة: "هذا السِّحرُ مِنْ أُنثَى الرِّيَاحِ" استعارة عظيمة، حيث تُصور الحبيبة كـ "أنثى الرياح"، مما يضيف طابعًا سحريًا وقويًا لها.




المحسنات البلاغية:

الجناس: "الرحيق وما بصاح" (وجود التكرار الصوتي في الكلمات "الرحيق" و "بصاح").

التورية: في "شُفِيَتْ جِرَاحِيَ" حيث قد تحمل دلالة على جرح عاطفي ناتج عن الحب.


الخلاصة:

القصيدة مليئة بالصور الشعرية التي تعكس مشاعر الشاعر تجاه الحبيبة، وقد استخدم الشاعر العديد من الاستعارات والتشبيهات التي تبرز عمق العاطفة والخيال المبدع في تصوير الحب والعشق.

[fouadzadieke]

Sabah Drwish شكري و امتناني و تقديري باعمق ما يكون لشخصكم الكريم استاذة صباح درويش و الهيئة العليا لرابطة شعراء ديوان المبدعين العرب لتوثيق نصي أنثى الرياح

https://mynewbloadressbogsoot.blogsp...foZk1Hvn2jKPdg