Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-04-2020, 05:32 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,035
افتراضي المسيحيون إلى أين؟ بقلم/ فؤاد زاديكى

المسيحيون إلى أين؟


بقلم/ فؤاد زاديكى



نقول المسيحيون إلى أين كما هو واضح من عنوان هذا الموضوع ولا نقول المسيحيّة إلى أين؟ لأنّ المسيحيّين شيء والمسيحيّة شيءٌ آخر. أمّا لماذا؟ وكيف يكون ذلك؟ فإنّنا سوف نجيب عليه بتجرّد وبكلّ موضوعيّة بعيدًا عن التزمّت والتعصّب لأنّهما يحرفان مسار البوصلة عن الاتجاه الصحيح والحقيقي. إنّنا في هذه الأيّام نمرّ بهذه المشكلة التي عجز آباء الكنيسة عن حلّها لأسباب شخصية وربّما لتعصب عقائدي أعمى لا جدوى منه. يولد المسيح أكثر من مرة ويموت أكثر من مرة كلّ عام فهل هناك ما هو أسوأ من هذا؟
من الملاحظ أنّه كلّما قَرُبَ موعد الأعياد يبدأ كثيرٌ من المسيحيين الغيارى على إبداء شعور الحزن والأسف و المرارة لِما آلت إليه أوضاع الكنائس المسيحية من خلال هذا الانقسام الذي شرذم الكنيسة الواحدة و جعل منها كنائس متعددة و ربّما مختلفة أحيانًا في بعض الطقوس على الرغم من محافظة أكثرها على أسرار الكنيسة المعروفة كسرّ المعموديّة و سرّ الزواج و سرّ الاعتراف الخ... وهنا وقبل الدخول في روح الموضوع يمكن أن نطرح بعض الأسئلة الوجيهة راجين مِن كلّ مسيحي مهما كان انتماؤه الكنسي أن يفكّر مليًّا بها و يتفحّصها بشكل منصف و دقيق بموضوعية و روح المنطق الذي لا يمكن أن يخذل العامل به و الداعي له.
أولًا: ألّا يقول الجميع في قانون الإيمان المسيحي "نؤمن بكنيسة واحدة جامعة مقدسة رسولية؟" إذًا ما هو داعي أن تكون هناك كنائس عديدة؟
ثانيًا: هل المسيح هو الذي كرّس الأعياد التقليديّة المعروفة لدى جميع الكنائس والتي يحتفل بها المسيحيون بحسب كنائسهم؟ أم أنّ رجال الدين المسيحي هم الذين وضعوا هذه الأعياد بحسب التقاويم؟ اليس بالإمكان أن يتمّ تغيير مواعيد هذه الأعياد وهذا لا يمسّ بجوهر الدين في شيء؟
ثالثًا: أليست مواعيد الأعياد مرتبطة بالتقويم وليس بالعقيدة؟ فما المانع من أنْ تتمّ العودة إلى ما كانت الكنيسة عليه في القرنين الرابع والخامس الميلاديين أو ما بعد ذلك بقليل؟ هل ستنهار العقيدة؟ هل سيؤثّر ذلك على المسيحية كممارسة حياة؟
رابعًا: ألم يقل بولس الرسول منظّر المسيحية وواضع أسسها الصلبة و المتينة أنتم جسد المسيح وكل واحد عضو فيه و قال أيضًا إذا تألم عضو تألمت معه سائر الأعضاء، وإذا أكرم عضو سرّت معه سائر الأعضاء ألا يدعو الرسول بولس بهذا الكلام على أنّنا جميعنا إخوة أعضاء في جسد واحد هو الكنيسة؟ هل قال أعضاء في جسد كنائس؟ كما قال كذلك: يسرّني الآن ما أعاني لأجلكم فأتمّ في جسدي ما نقُص من آلام المسيح في سبيل جسده الذي هو الكنيسة لا فرق بين صغير و كبير. بين فقير و غني. بين يهودي و غير يهودي؟ (غل 3: 26-28) «لأَنَّكُمْ جَمِيعاً أَبْنَاءُ اللهِ بِالإِيمَانِ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ. لأَنَّ كُلَّكُمُ الَّذِينَ اعْتَمَدْتُمْ بِالْمَسِيحِ قَدْ لَبِسْتُمُ الْمَسِيحَ. لَيْسَ يَهُودِيٌّ وَلاَ يُونَانِيٌّ. لَيْسَ عَبْدٌ وَلاَ حُرٌّ. لَيْسَ ذَكَرٌ وَأُنْثَى، لأَنَّكُمْ جَمِيعاً وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ»

خامسًا: ألم يقل المسيح له كلّ المجد لبطرس : " أنت الصخرة و على هذه الصخرة أبني كنيستي؟" هل قال أبني كنائسي؟
سادسًا: أليست الانقسامات التي حصلت في الكنيسة خلال المجامع المتعددة هي وليدة تلك المجامع؟ أي اجتهادات شخصية وتفسيرات لاهوتيّة ربّما فيها الكثير من الشطط والضلال والانحراف العقائدي. لماذا لا يتوافق آباء الكنائس الحاليون على خطوات عمليّة فعلية تطبيقيّة لا كلاميّة إنشائيّة فارغة من أي مضمون أو معنى على وحدة الكلمة و الموقف ليس بخصوص الأعياد فقط بل وحدة الكنيسة ككلّ؟ أم أنّ كلًّا منهم مرتاح و راضٍ بالعرش الجالس عليه كي يمارس سلطانه و نفوذه و يستعرض عضلات شهرته ناسيًا أنّ الربّ قال: "إنّ مملكتي ليست من هذا العالم" كلّ آباء الكنائس اليوم يتصرفون على مبدأ إنّ مملكتهم هي من هذا العالم و هذا ما يتناقض فعلًا وعملًا مع مقولة المسيح. فما هو العائق أمام إنشاء لجان للحوار اللاهوتي تنكبّ على دراسة وبحث الخلافات وتلافى أسباب الانشقاق للوصول للوحدة الكاملة؟
سابعًا: برأيي المتواضع والحريص على مصلحة الكنيسة لمحبّتي لها أنّ يقوم الآباء بخطوات عملية مثل توحيد الأسرار والطقوس (هذه كلّها من وضع البشر) ومن ثمّ الأعياد بالتدريج وبأسرع وقت ممكن لتعود الكنيسة إلى سابق عهدها من الوحدة كما كانت أيام الرسل وتلاميذ الرسل. دون العودة إلى تقويم معيّن بل الاتفاق على تقويم واحد ومن المعروف أنّ هناك تقويم قبطي وتقويم غريغوري وتقويم يولياني لسنا بصدد الحديث عنها فهي تقاويم وضعها أشخاص سواء كان منهم الامبراطور أو البابا أو غيره. كلّ هذه الخلافات شكليّة وليست جوهريّة. إنّ الفرق بين التقويمَين 13 يومًا تقريبًا، وهذا ما أثَّر في تحديد الركيزة الأولى، اللازمة لتحديد عيد الفصح بحسب القاعدة المذكورة آنفًا، أي الاعتدال الربيعي في 21 آذار/مارس. فعندما يأتي هذا اليوم في التقويم الغريغوري، يكون التاريخ في التقويم اليولياني 8 آذار/مارس بدل 21. هذا هو أصل الاختلاف في تحديد العيد. يُعتبر العيد بالنسبة إلى كثيرين من المسيحيين، إحياءَ ذكرى. ولا فرْق في العمق، إن جرى الاحتفال بهذه الذكرى اليوم أو غدًا أو بعد أسبوع، بحسب هذا التقويم أو ذاك. ومع أنّ الاختلاف في تحديد موعد العيد، والتمسُّك بتقويمَين مختلِفَين، يُعبِّران عن التنوع في الثقافات، وفي النظرة إلى الأمور، وإلى تأثيرات تاريخية شتَّى، إلَّا أنه يَخلق في الحقيقة شرخًا مؤلمًا بين مسيحيِّي المجتمع الواحد.
أمّا بالعودة إلى الفرق بين المسيحية والمسيحيين فإنّ الأمر واضح تمامًا فالمسيحية هي علاقة وشراكة مع الله القدوس والحيّ خلال السيد المسيح المتجسد الذي بفدائه لنا غُفرت خطايانا. فهو مخلّصنا ومن الخطأ القول بأنّها ديانة لأنّها حياة وممارسة تعتمد على الإيمان بمعجزات الربّ يسوع وبفدائه من أجل البشر أما المسيحيون فهم من حيث التسمية أولئك المولودون في أسر مسيحية وربّما من المعتنقين للمسيحية كعابرين من أديان أخرى وقد يخطئون ويصيبون أما المسيحية فلا تخطئ لأنّها قائمة على تعاليم الرسل وأعمال الرب يسوع ومعجزاته. ورجال الدين القائمون على رأس كنائسهم إنْ هم لم يعتبروا بحياة المسيح وفدائه ويقومون بالتضحية من أجل وحدة الكنيسة فهم لا يستحقون لقب المسيحي أجل لا يستحقون أن يحملوا لقب الربّ الفادي الذي ضحّى بنفسه من أجلهم بينما هم لا يضحون بمناصبهم ومراكزهم من أجل المسيح. لقد قال غاندي: " أحبّ مسيحكم لا مسيحيّتكم" كما قال: " لولا المسيحيون لصرتُ مسيحيًّا" وقال أيضًا: " إنّ الذي بهرني في شخص المسيح هو الناموس الجديد الذي أتى به" وقال كذلك: "خذوا مسيحيّتكم واعطوني مسيحكم" بعد الذي رآه من أوضاع المسيحيين وأفعالهم. وقال أيضًا: "لولا تعاليم المسيح لكانت حياتي ناقصة" وقال البرت آينشتاين:" وانا طفل تلقيت تعليم سواء في الكتاب المقدس أو التلمود. أنا يهودي، ولكن أنا مسحور بالشخصية المضيئة للناصري …. لا أحد يستطيع قراءة الانجيل دون الشعور الفعلي بوجود يسوع. شخصيته تنبض في كل كلمة. لا توجد خرافة تمتلئ بمثل هذه الحياة".

قال ويلبر سميث: "كان هذا يسوع نفسه، المسيح الذي من بين أشياء كثيرة أخرى ملحوظة، لقد قال وكرر الأمر الذي، لو قاله أي كائن آخر من شأنه أن يدينه في الحال كمغرور او شخص غير متوازن … عندما قال انه نفسه سيقوم مرة أخرى من بين الأموات في اليوم الثالث بعد الصلب، أنه ليس هناك سوى أحمق يتجرأ ويقول مثل هذا ، إلّا إذا كان متأكدًا من أنّه سوف يقوم. لا يوجد مؤسس لأيّ دين في العالم تجرأ و قال شيئًا مِنْ هذا القبيل" أفلا يستحق شخص بهذه القوة والعظمة والروعة كشخص المسيح أن يضحي هذا البطريرك أو ذاك بمنصبه من أجل وحدة الكنيسة؟ لهؤلاء قال المسيح له كلّ المجد: "ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كلّه وخسر نفسه" و إنّي اليوم أكرّر ما قاله يسوع بهذا الخصوص لأسالهم: هل يبدو توحيد الكنيسة أمرًا مستحيلًا متى توفّرت النيّة الحسنة و محبّة الرب يسوع و مخافة الله في قلوبكم؟ منذ سنواتٍ وسنوات ونحن نسمع من هنا ومن هناك دعوات بهذا التوجّه والاتجاه لكنّنا نسمع جعجعةً ولا نرى طحنًا يا آباء الكنائس الأفاضل. أنتم مجرمون بحق كنائسكم ورعاياكم وكيف لكم أن تواجهوا ربّكم وأنتم على هذه الهيئة من محبّة الذات والأنانيّة والطمع و الجشع والبعد عن الإيمان؟ فليبدأ أحدكم بالخطوة الأولى ربّما تصحو ضمائر الآخرين فيقومون بمثل ذلك وعندها ترتاح نفوس الشعب وتهدأ وتصبح الكنيسة أقوى ممّا هي عليه اليوم ففي الوحدة والاتحاد قوّة وفي التمزّق والتشرذم والتفرقة ضعف هذا يعلمه تلميذ المدرسة الابتدائية.

وأخيرًا أقول لكم: هداكم الربّ وفتح بصائركم وأراكم إحدى عجائبه لتعوا وتفهموا ومن ثمّ تبادروا إلى العمل الجادّ والصادق. إذ بإمكانكم أن تربحوا أنفسكم وشعوبكم لكن عندما تكون لديكم الرغبة الحقيقيّة, غير تلك الكاذبة والمنافقة والمرائية, التي أنتم عليها اليوم.
ألمانيا بتاريخ
10/4/2020
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:06 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke