صِلةُ الأرحامِ الشاعر السوري فؤاد زاديكى

[fouadzadieke]

صِلةُ الأرحامِ

الشاعر السوري فؤاد زاديكى

صِلِ الأرحامَ روحًا، يا بنَ آدمْ ... فما كانتْ بِخصمٍ، كي تُخاصِمْ

دَعِ البغضاءَ تنحو لانتحارٍ ... و حاوِلْ كلّ مجهودٍ تُسالِمْ

إذا ما نابَ خَطبٌ ذاتَ يومٍ ... و عشتَ الضّيقَ أو بعضَ المظالِمْ

فإنّ الحاجةَ القُصوى تُنادي ... على الأرحامِ، للعونِ المُلائمْ

هِيَ المَدعُوّةُ الفُضلَى لهذا ... فما عنها غِنًى، مهما تُساوِمْ

بِلا شرطٍ، صِلِ الإيقاعَ منها ... ففي أنغامِها لحنٌ مُسالِمْ

حَذَارِ مِنْ مفاعيلِ انجرافٍ ... إلى الإنكارِ في جهلٍ مُلازِمْ

هِيَ الأرحامُ أصلٌ، بل أساسٌ ... لنا عندَ انتِسابٍ في تَنَاغُمْ

معَ الأرحامِ نحنُ الفرعُ منها ... فما عنها تَخَلٍّ كانَ قائِمْ

المانيا في ٥ أيلول ٢٤

[fouadzadieke]

### تحليل القصيدة بيتًا بيتًا:

1. **صِلِ الأرحامَ روحًا، يا بنَ آدمْ**
- **الشرح**: الشاعر يدعو الإنسان إلى وصل الأرحام، أي أن يبقى على علاقة جيدة مع أهله وأقاربه بشكل روحي، وهو ما يوحي بعمق هذه العلاقة وأهميتها.
- **الصور البيانية**:
- **استعارة**: "روحًا" هنا تُستخدم للدلالة على الصلة الروحية العميقة بين الأرحام.
- **المحسنات البديعية**: الجناس في "آدم" و"خصم" يضفي إيقاعًا موسيقيًا لطيفًا.
- **الصور الحسية**: الصور بصرية تتجلى في "وصل" الأرحام.

2. **فما كانتْ بِخصمٍ، كي تُخاصِمْ**
- **الشرح**: الشاعر يوضح أن الأرحام ليست عدوًا ليتم خصامها، بل هي نعمة يجب الحفاظ عليها.
- **المحسنات البديعية**: الطباق بين "خصم" و"تخاصم" يبرز تضاد المعاني ويعمق من أثرها.
- **الصور الحسية**: الصورة البصرية في "تخاصم" حيث يتخيل القارئ عملية الخصام.

3. **دَعِ البغضاءَ تنحو لانتحارٍ ... و حاوِلْ كلّ مجهودٍ تُسالِمْ**
- **الشرح**: الشاعر يدعو للتخلص من البغضاء، ويشبهها بأنها تتجه للانتحار (أي الزوال)، ويحث على السعي للسلام.
- **الصور البيانية**:
- **استعارة**: "البغضاءَ تنحو لانتحارٍ" تجعل البغضاء كأنها كائن حيّ يسعى إلى الموت.
- **الصور الحسية**: الصورة الحركية في "تنحو" و"تُسالِمْ" توحي بحركة البغضاء نحو زوالها وجهود الإنسان نحو السلام.
- **المحسنات البديعية**: المقابلة بين "البغضاء" و"تُسالِمْ".

4. **إذا ما نابَ خَطبٌ ذاتَ يومٍ ... و عشتَ الضّيقَ أو بعضَ المظالِمْ**
- **الشرح**: الشاعر يتحدث عن الظروف الصعبة التي قد يمر بها الإنسان في حياته، مثل الضيق أو الظلم.
- **الصور البيانية**:
- **كناية**: "نابَ خَطبٌ" كناية عن وقوع المصائب والمشاكل.
- **الصور الحسية**: الصورة السمعية في "نابَ" توحي بصوت المصيبة المفاجئة.

5. **فإنّ الحاجةَ القُصوى تُنادي ... على الأرحامِ، للعونِ المُلائمْ**
- **الشرح**: يوضح الشاعر أن في الأوقات الصعبة، يتم اللجوء إلى الأرحام للمساعدة المناسبة.
- **الصور البيانية**:
- **استعارة**: "تُنادي" تجعل الحاجة كأنها شخص ينادي طالبًا المساعدة.
- **الصور الحسية**: الصورة السمعية في "تُنادي" توحي بصوت الحاجة الملحة.

6. **هِيَ المَدعُوّةُ الفُضلَى لهذا ... فما عنها غِنًى، مهما تُساوِمْ**
- **الشرح**: يؤكد الشاعر أن الأرحام هي التي يُعتمد عليها في مثل هذه الحالات ولا يمكن الاستغناء عنها.
- **الصور البيانية**:
- **كناية**: "المَدعُوّةُ الفُضلَى" كناية عن الأرحام.
- **الصور الحسية**: الصورة البصرية في "المَدعُوّةُ الفُضلَى".

7. **بِلا شرطٍ، صِلِ الإيقاعَ منها ... ففي أنغامِها لحنٌ مُسالِمْ**
- **الشرح**: ينصح الشاعر بضرورة الاتصال بالأرحام دون شروط مسبقة لأن في هذه العلاقة سلام داخلي.
- **الصور البيانية**:
- **استعارة**: "الإيقاعَ منها" يشير إلى العلاقة الجميلة والمتناغمة بين الأرحام.
- **الصور الحسية**: الصورة السمعية في "أنغام" و"لحن" توحي بجمال العلاقة وسلامها.

8. **حَذَارِ مِنْ مفاعيلِ انجرافٍ ... إلى الإنكارِ في جهلٍ مُلازِمْ**
- **الشرح**: يحذر الشاعر من الانجراف نحو إنكار الأرحام نتيجة الجهل المستمر.
- **الصور البيانية**:
- **استعارة**: "مفاعيلِ انجرافٍ" و"الإنكارِ" تُجسد الخطر المترتب على الابتعاد عن الأرحام.
- **الصور الحسية**: الصورة الحركية في "انجرافٍ" توحي بالحركة السريعة نحو الخطأ.

9. **هِيَ الأرحامُ أصلٌ، بل أساسٌ ... لنا عندَ انتِسابٍ في تَنَاغُمْ**
- **الشرح**: يوضح الشاعر أن الأرحام هي الأصل والأساس الذي يرتبط به الإنسان بانسجام.
- **الصور البيانية**:
- **استعارة**: "أساسٌ" تجعل الأرحام كالبنية الأساسية التي تقوم عليها حياة الإنسان.
- **الصور الحسية**: الصورة البصرية في "أصلٌ" و"أساسٌ".

10. **معَ الأرحامِ نحنُ الفرعُ منها ... فما عنها تَخَلٍّ كانَ قائِمْ**
- **الشرح**: يشير الشاعر إلى أن الإنسان هو فرع من الأرحام ولا يمكنه التخلي عنها.
- **الصور البيانية**:
- **استعارة**: "الفرعُ" يجعل الإنسان كامتداد للأرحام.
- **الصور الحسية**: الصورة البصرية في "الفرعُ" تبرز العلاقة الشجرية التي تربط الإنسان بأرحامه.

### **اللغة والأسلوب والمضمون:**
- **اللغة**: لغة القصيدة سلسة وواضحة، تعتمد على الفصحى البسيطة مع استخدام بعض الكلمات القوية والمؤثرة مثل "انتحار"، "تُنادي"، و"الفرع".
- **الأسلوب**: أسلوب الشاعر ينمّ عن نبرة تحذيرية وموجهة، تهدف إلى إيقاظ الضمير وحث القارئ على وصل الأرحام.
- **المضمون**: المضمون يدور حول أهمية صلة الأرحام في حياة الإنسان، وكيف أنها تمثل الدعم الأساسي والروحي له، خصوصًا في الأوقات الصعبة. الشاعر يؤكد على أن هذه الصلة لا ينبغي أن تُقطع تحت أي ظرف، ويُحذر من العواقب السلبية للانجراف نحو الخصام أو الإنكار.