Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
ماهر و بشار هما سر أبيهما في القمع و الدم و الاضطهاد
ماهر و بشار هما سر أبيهما في القمع و الدم و الاضطهاد الكاتب محمد اللمداني الثلاثاء, 05 يوليو 2011 19:13
من خلال الأفكار البسيطة و الوطنية التي يطرحها الحزب، توافد الكثير من السوريين و العرب و انتسبوا إلى الحزب، و خاصة الأقليات الدينية كالعلويين و الإسماعيليين و المسيحيين ، و كانت قيادات الحزب تعمل من أجل بناء وطن سوري حر، و تعمل لصالح وطني بعيدا تماما عن رؤيا ضيقة طائفية أو عشائرية، ففي عام 1958، يقرر حزب البعث حل نفسه و ذلك بعد قيام الوحدة بين سوريا و مصر عبد الناصر، و لكن الوحدة لم تستمر أكثر من ثلاث سنوات حيث تم الانفصال، و عاد الحزب إلى الوجود، و تسلم السلطة في سوريا في مارس/ آذار 1963، و منذ ذلك الوقت حكم البعث سوريا بيد من حديد، و حولها إلى محمية حزبية، ثم أصبحت محمية عائلية مع قدوم الرئيس السوري حافظ الأسد عام 1970، والذي توفي عام 2000 بسكتة قلبية، أثناء تحدثه على الهاتف مع إلياس لحود، رئيس لبنان السابق، وجاءت وفاته بعد ثلاثة عقود من الحكم المطلق في سوريا، و بعد جرائم لا تنتهي في تدمر و حماة و لبنان. · الأب و الابن جاء الأسد الابن إلى السلطة، و تم تغيير الدستور في دقائق من أجل منحه السلطة، بعد أن كان عمره لا يتجاوز الـ34 عاما، و حكم سوريا عام 2000، بعد أن قام في دفن أبيه في مسجد الناعسة في منطقة جبلة، و هو مسجد تم بناؤه من طرف حافظ الأسد وأسماه على اسم أمه. لم يواجه الأسد الابن أي عقبات في توليه السلطة، حيث كان أبوه قد رتب الوضع له تماما، من خلال بناء نظام يعتمد على الأجهزة الأمنية و الحرس الجمهوري الذي يدين بولائه إلى آل الأس، و إقصاء أي شخص يرفض التوريث. كان صهر الأسد، أصف شوكت، الذي تزوج من الأخت الوحيدة لبشار الأسد، بشرى، و تسلم في البداية جهاز المخابرات، ثم أصبح نائب رئيس الأركان بعد اغتيال رفيق الحريري في عام 2005 في عملية تفجير أودت بحياته و حياة عشرين شخصا من مرافقيه، حيث كان ذلك السبب في طرد الجيش السوري من لبنان، و بداية مرحلة صعبة بالنسبة للنظام القائم في سوريا، لكن النظام استمر، بعد أن شدد قبضته الحديدية ضد كل من يرفع صوته ضد النظام، فزج النظام العشرات في السجن، و قام بترهيب أي شخص يسعى لنقد النظام أو تهديده. كانت أكبر الضربات ضد النظام جاءت من عبد الحليم خدام الذي شارك في الحكم منذ تأسيس النظام، و قد أعلن انقلابه على النظام بعد اغتيال الحريري، و أعلن خدام تأسيسه لجبهة الخلاص الوطني، و التي لم تستمر طويلا بسبب أن البعض اتهم خدام بأنه يمارس نفس الطرق التي كان يمارسها من قبله حافظ الأسد، حيث تسلم ابنه جهاد خدام زمام المبادرة، و عمل بشكل جدي من أجل إنشاء محطة تلفزيونية ومن ثم سعى بكل قوة لأن يقوم بأعمال ضد النظام في سوريا، و لكن كل المحاولات تم تحجيمها بعد أن جاء التقارب السعودي- السوري، الذي منع خدام و ابنه من القيام بأي عمل ضد النظام في سوريا و بعد أن قامت المخابرات السورية باعتقال مجموعات كان تعمل لصالح الأمير بندر بن سلطان، رئيس الأمن القومي السعودي، الذي تم إقالته من منصبه لمدة عامين تقريبا و نفيه خارج السعودية حيث أقام في المغرب بعد أن قام الأسد بمواجهة الملك عبد الله بالمؤامرة التي يقوم بها ابن أخيه ضد النظام في سوريا، و لم يكتف الأمير بذلك بل حاول الانقلاب على عمه الملك عبد الله، فما كان من هذا الأخير إلا نفيه، و عزله عن منصبه، و لكنه عاد بعد نفيه في المغرب، ليمارس مهامه و يعود للقيام بكافة مهامه بعد أن بدأت ملامح التغيير في العالم العربي تتبدل و تنذر بتغيير عاصف حتى في السعودية نفسها. · بشار سجين أبيه على الصعيد الداخلي في سوريا، بدأت المظاهرات، وبدأت تتصاعد يوما بعد يوم، فما كان من النظام البعثي في سوريا سوى مواجهة هذه الموجهة من الانتفاضات بالسلاح الحي، و وقتلت أكثر من ثلاثمائة شخص في جميع أنحاء الوطن، و هو ما جعل الثورة تستمر و تشتعل يوما بعد يوم، حيث أكدوا جميعا أنهم( أي الشعب) يريدون أن يُسقطوا النظام و أعمدته الفاسدة، خاصة رامي مخلوف، رجل الأعمال السوري و ابن خالة بشار الأسد، الذي يقوم بإدارة أعمال ماهر و بشار الأسد، و هو ليس أكثر من واجهة للنظام، حيث بلغت قيمة أعماله أكثر من مليارين و نصف المليار دولار هذا في سوريا، غير الأملاك المنتشرة في إمارة دبي. ماهر الأسد رئيس الحرس الجمهوري، و المعروف بأنه لص وضيع، يقوم مثل عمه رفعت الأسد، بسرقة آثار سوريا و بيعها إلى الخارج، حيث حقق من ذلك ثروة بالمليارات من الدولارات، كما أنه هو من أشرف على قمع انتفاضة سجن صيدنايا، وهي ما تشبه مجزرة سجن تدمر التي قام بها عمه رفعت بقتل الآلاف من معارضي النظام في سوريا. بشار الأسد هو سجين أبيه كما قال عنه الملك الأردني عبد الله، حيث أنه قام بإعطاء الأوامر لتصفية كل معارضيه و زجهم في السجن و إطلاق النار على المتظاهرين العزل، و هو ما قام به أبيه حيث قتل كمال جنبلاط في لبنان، لأنه كان يعارض الممارسات السورية في لبنان، في حين قتل بشار الأسد، رفيق الحريري، رئيس وزراء لبنان، لأنه لم يوافق على سياسات بشار في لبنان، قام الاب بقتل أكثر من ثلاثين ألف في حماة، و الابن بشار أعطى الأوامر لقتل المتظاهرين المدنيين دون أي رحمة أو شفقة، قام الأب بسرقة أموال البترول السوري و تحويلها إلى أرصدته في الخارج، حيث بلغت 18 مليار دولار، و قام الابن بنهب ثروات سوريا من خلال عقد صفقات مشبوهة و إعطاء جزء من الأموال لاستثمارها على يد قريبه رامي مخلوف. سياسة واحدة في النهب و الترهيب، و إقحام جزء من الطائفة العلوية بالقتل و النهب، رغم أن غالبية الطائفية العلوية تعاني مما يعانيه الشعب السوري. حاول أن يزرع الطائفية بأي شكل من الأشكال من أجل أن يُخيف الشعب السوري بأنه في حال سقط النظام فإنه ستندلع حرب أهلية في سوريا، و لكن نتيجة لوعي الشعب السوري، خرج الشعب و أعلن أنه وحدة متكاملة ضد النظام و لا طائفية بين أطياف الشعب السوري المختلفة الذي يعد 18 طائفة مختلفة. · إسقاط المشروع الطائفي الشعب السوري أثبت أنه واعي تماما، و أنه جاء من رحم إبراهيم هنانو، صالح العلي و سليمان باشا الأطرش، إنه الشعب الذي اختار أن يسقط النظام سلميا، و بصدور عارية من أجل أن تحيا سوريا أبية و حرة. تاريخ سوريا القومي و الوطني معروف، فقد كانت أول جمعية لحقوق الإنسان في العالم العربي قد تشكلت في سوريا، بعد الحرب العالمية الثانية، و كانت سوريا بعيدة عن الطائفية حيث سلمت السيد فارس الخوري و هو مسيحي رئاسة الحكومة السورية وهناك قصة شهيرة معه، حيث جاءه عدد من الناس يطلبون منه أن تخفض المساجد صوت الميكروفونات حيث أنها تزعج الناس خاصة في صلاة الفجر، فقال لهم: إن آذان الفجر جميل! هذه هي سوريا التي كانت قبل مجيء حزب البعث إلى سوريا، و قبل أن يأتي الطائفيون باسم البعث ليحكموا سوريا، و يدمروا بنية الوطن و المجتمع السوري. انتفض الشعب بعد نصف قرن، و هو يضحون من اجل نيل حريتهم و تحرير وطنهم من رجس الطائفية و العنف التي بذرها آل الأسد و أعوانه الانتهازيين. م.ا كاتب و صحفي مونتريال/كندا |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|