Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الديني > المنتدى المسيحي

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-04-2011, 01:49 PM
المهندس نعمان صومي المهندس نعمان صومي غير متواجد حالياً
Junior Member
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 29
افتراضي مهندس المسيحية بولس رسول الامم (الجزء الرابع)

في أفسس
لقد حاول بولس مرتين ان يأتي الى افسس ليزرع الانجيل فيها، لكن الروح ثناه عن عزمه، اما الآن فشعر كأن الروح يدفعه اليها دفعاً. فشخص الى تلك المدينة التي مشى في شوارعها الأعمى البصر، المشرق البصيرة، هوميروس أبو الملاحم منشداً، وسكنها الفيلسوف هراكليت. وقبل قدوم بولس الى افسس كان قد اتاها ابولّوس الإسكندري والكثيرون من أتباع يوحنا المعمدان فقال لهم بماذا اعتمتم؟ فقالوا بمعمودية يوحنا. فقال بولس ان يوحنا عمّد بمعمودية التوبة قائلاً للشعب ان يؤمنوا بالذي يأتي بعده اي بالمسيح يسوع. فلما سمعوا اعتمدوا باسم الرب يسوع. ولما وضع بولس يديه عليهم حلَّ الروح القدس عليهم فطفقوا يتكلّمون بلغاتٍ ويتنبأُون وكان جميع الرجال نحو اثني عشر. وفي افسس غدا بولس مرجع كنأس آسيا الصغرى جميعاً، فهو وحده حامل همومها ورئيس مُبشّريها وقد كثر معاونوه والدعاة الى الانجيل من جميع الطبقات، ولكن الرأس هو حامل الاوجاع كلها. فكان يزور البيوت مبشِّراً يعمل بيديه في الصباح ليقتات، ويعمل للمسيح بقلبه ولسانه حتى منتصف الليل.. وكان اذا احتشد الناس في عيد الالهة أرطميس اغتنمها فرصة للكلام عن المسيح ولقد بلغت رسالته في افسس أوج مجدها. ولكن قوم من اليهود سوادهم من السحرة والعرّافين والمنجّمين وكتاب الأحراز ومن جرى مجراهم ممّن يعيشون على النفاق ويسلبون اموال السذّج والمساكين.. والسذّج في كل مكان وزمان هم الاكثرون عدداً، والأقربون الى التصديق بما لا يكون وإنك لتجدهم مطايا المشعوذين والدجالين والمنافقين من رجال الدنيا والدين. وكان سبعة بنين لسكاوا رجل يهودي رئيس كهنة يفعلون ما يفعله المشعوذين والدجالين فكانوا يرتِّلوا على الذين بهم الارواح الشريرة باسم الرب يسوع قائلين نقسم عليك بيسوع الذي يكرز به بولس.. فأجاب الروح الشرير وقال: اما يسوع فانا اعرفه وبولس اعلمهُ واما انتم فمن انتم؟فوثب عليهم الانسان الذي كان فيه الروح الشريرة وغلبهم حتى هربوا من ذلك البيت عُراةً ومجرّحين وصار هذا معلوماً عند جميع اليهود واليونانيين الساكنين في أفسس. وكان أولئك المرتزقون الدجالون يجنون من وراء السحر مكاسب طائلة، ولا سيما من التعاويذ، يبيعونها بأبهظ الاثمان لدفع الارواح النجسة، وطرد الاشباح، ولشفاء الأسقام، فجاء بولس يشفي المرضى باسم المسيح، فأبطل ما يأفكون، وهو لا يبتغي منهم أجراً ولا شكوراً، عاملاً بقول المعلّم مجاناً اخذتم مجاناً اعطوا. وكان بعض المرضى يسرقون شيئاً من آثاره ويستشفون بها.. ولكن بولس لم يغترّ بهذا المجد ولم يشمخ ولم يدع لشيطان الكبرياء عليه سبيلاً، اذ كان يدرك ان وراء الشعانين درب الجلجلة، وأنه مُقبل على الشدائد و الأهوال فآثر الفقر على المال. و قد كان في كثير من الاحيان ينقطع الى أداء الرسالة ويكفّ عن العمل اليدوي، إلا في ما لا بدّ منه لسدّ الرمق. أولم يكتب الى أهل كورنتوس: اننا في هذه الآونة نقاسي الجوع والبرد والعطش. وان الله وضعنا نحن معشر الرسل في آخر صفوف العالم. يُهينوننا ونُبارك، يضطهدوننا ونحتمل ويفترون علينا ونعزّى، فنحن المرذولون المنبوذون. وعندما كان يعظ عن آلام المسيح، كان يكشف عن صدره وظهره وعنقه ليريهم علامات المسيح في جسده. وكما كان العبيد يحملون في اعناقهم سمات اسيادهم، والجنود شارات فيالقهم، كان هو يحمل اوسمة المعلّم في جسده.
وبدأ اليهود يُثيرون ريح الشرّ في وجه بولس فقد حاولوا منذ فجر الكنيسة، تصديع بنائها على غرار ما نراه من شهود يهوه في زمن الناس هذا، الذين يريدون هدم اركان الدين المسيحي وليس هذا عليهم بغريب، فقد سبقهم أجدادهم الى الافتراء على المسيح، فلقد بثّوا من اورشليم قاتلة الانبياء والمرسلين، دعاةً كذبة انتشروا في غلاطية وسواها من الكنائس، فقد انتدبوهم لهذه المهمة الخطيرة، بعد ان حذقوا أحاديث الإفك وإشاعة الريب. فزعموا أن الانجيل الذي يبشّر به بولس هو انجيل ممسوخ، وان بولس لم يرَ المسيح، وان مكانته دون جلّة الرسل الألى في اورشليم، الذين أُخذ عنهم الانجيل. وقد بدّل كثيراً من جوهر البشارة فانتقص من الشريعة اليهودية الكثير وتحبّب الى الوثنيين فأسقط عنهم فريضة الختان، وانهم هم المبشرون الصادقون. وشقّ على بولس ان يرى أولئك المفسدين ينقضون ما بنى من الكنائس ولا سيما كنيسة انطاكية، حيثُ وطّد الايمان على المحبة، فجعل من الغلاطيّن الريفيّين الجفاة حملاناً أيقظ فيهم الانسانية، فبدّلهم من القسوة مرحمة، ومن العناد في الشرّ ثباتاً في الخير. وأيقن بولس الرسول أنّ اولئك المنافقين الذين انتحلوا صفات المبشّرين، كان همّهم شقّ التعليم الرسولي لمحو الكنيسة. وودّ بولس أن يطير الى غلاطية لولا انّ مشاغله حالت دون أمانيه، ورأى في هذا الموقف الخطر ما يراه القائد الحكيم، فعقد مجلس شورى دعا اليه ابناءه الروحيين الموجودين في أفسس، وكان من أعضائه تيموتاوس وتيطس وغايوس وسواهم من الوجهاء والدعاة المخلصين. وبعث الى الغلاطيين برسالته المشهورة، وهي نار موقدة حيث جاء فيها ما معناه: (فليكن ملعوناً من يكذب عليكم باسم الإنجيل حتى ولو كان ملاكاً من السماء... قالوا لكم إني شئتُ مجد العالم، كذبوا إني خادم الله. وما تلقيّتُ انجيلي من الرسل الذين شهدوا المسيح بل من الروح القدس.. ولو كانت البرارة تحصل بالناموس فلِمَ إذن مات المسيح؟ انّ مضلّليكم هم أبناء الشريعة، اما نحن فأبناء الحرية، فمتى حرركم الابن فأنتم بالحقيقة أحرار.. الشريعة كانت في عهد موسى اما المسيح فهو فوق الشريعة.. وإذا كان ثمة فخر فأنا أفتخر بصليب ربنا يسوع المسيح..).
وكان أنه في السنة السابعة والخمسين للميلاد (57 م) غادر بولس مدينة أفسس ليتفقد رعيته في كورنتوس. ولم يطل مقامه فيها. فلما قفل عائداً الى أفسس وافق عيد أرطميس إلهة الكورة كلها. وكان العيد يقع مرة في كل اربع سنين ويدوم شهراً كاملاً. وقد اختاروا ميقاتاً له شهر أيار وكان الناس يتوافدون الى هذا العيد من جهات بعيدة ومتعددة ليؤدوا فريضة العبادة غناءً ورقصاً وسكراً ومجوناً وزِناً. ففي هيكل أرطميس يتلاقى الكهّان الداعرون والبغايا والسحَرة والعرافون والمهرّجون والنافخون بالمزمار وكان ادهى من اولئك الصيّاغ والصنّاع وباعة التعاويذ وتماثيل الالهة. وما كانت الساعة ملائمة للتبشير لأن الصدور كانت تأجّج حقداً على بولس الذي زرع المسيحيّة في ذلك الاقليم وما جاوره من قصبات، فأفقد هيكل أرطميس عدداً كبيراً من حُجّاجه، الذين كانوا يعودون بالنفع الجزيل على الصيّاغ والعمّال فلقد كانت ارطميس مركز مكاسب لا ينفذ. وكان بولس سبباً جذرياً في نقص مكاسب الصيّاغ. وكان ديمتريوس وهو رجل ذو مكانة رفيعة في الصناعة والتجارة، فاقسم ان يبطش ببولس فوقف على درج الهيكل واحتشد العمّال من حوله عشرات فخاطبهم بما مؤاده: (إنكم لتعلمون علم اليقين أنّ رزقنا يأتينا من هذه الصناعة، ولقد عاينتم وسمعتم أن بولس الطرسوسي أضلّ عدداً كبيراً في أفسس نفسها وفي كثير من الاقاليم الاخرى زاعماً أنّ الآلهة المصنوعة بالأيدي ليست بآلهة. وقد بتنا نخشى أن تبور صناعتنا. وأنه لأنكى من ذلك كله أن يبيد الهيكل وتهوي أرطميس عن عزتها وجلالها) . فجرى كلامه ذاك في الأفئدة فألهبها، فِعلَ النار في الهشيم، فهتفوا جميعاً: عظيمة هي أرطميس أفسس وويل لبولس فليطرح للضواري. ثم هجموا هجمة الرجل الواحد، فالتقوا غايوس وآريسترخس المقدونيين، مُعاوني بولس الحميمين، فجرّوهما مثخنين بالجراح ودهموا بيت اكيلا وبريسلا واقتادوهما. ولقد نجا بولس لغيلبه عن البيت في تلك الساعة. وخشي اليهود الذين كان بولس في حيّهم أن تطيح بهم العاصفة، فجاءوا الى حيث يتجمعون عادةً ووقف زعيمهم يجاهر بعدوانه لبولس والمسيحيين. وتفاقم وازداد عدد الصاخبين الصارخين عظيمة هي ارطميس إلهة أفسس وكان معظمهم يجهل سبب الحشد والضوضاء فهكذا فإن الذئاب تستعوي الذئاب. وكان حاكم المدينة رجلاً عادلاً عارفاً بذهنيّة الجماهير، فأطل عليهم وقال: أن الالهة أرطميس ما زالت على جلالتها، فلم يجدّف عليها او يشتمها أحد. وما هذه إلا ثورة اقتصادية وضرر لحق بالتجّار، فارفعوا شكواكم الى القضاة المدنيين، فلمّا سمعوا ذلك تفرقوا. ولقد كان خوف ذلك التاجر ديمتريوس عى الإلهة في محله، فلقد بادت أرطميس وبقيت ذكرى بولس، وذكرى ذلك التلميذ الحبيب الذي بشّر بالمسيح في أفسس، وبلغ انجيله أقاصي المعمورة، ولقد افتتحه بقوله: في البدء كان الكلمة.
وغادر بولس تلك المدينة في ليلة حالكة، ويمّم شطر مقدونيا منقبض الصدر، واهن القوى. وهناك لقيّ صاحبه لوقا، بعد فراق تمادى بضع سنين. ولم يخفَ على الطبيب ما عاناه صديقه، فاسعفه بطبّه. ثم قدم تلميذه تيطس الحبيب فبعث اللقاء في نفسه من النشاط فوق ما بعثه العلاج، إذ اخبره تيطس بفعل رسالته في نفوس الكورنثيين، وما تلاها من دموع الفرح والشوق اليه. وزاد في عزائه التفاف صحابته من حوله في مقدونيا حيثُ نزل ضيفاً مكرماً على صديقه غايوس. واتخذا من مقامه ذاك فرصة للتأمل واستعادة الأحداث التي مرّت به، والحرب التي شنّها في ميدان المسيحية والعذاب التي تعذب من اجل المسيح منذ عشرين حولاً. ومن ذلك الماضي تشوَّف خاطره الى المستقبل، فاستقرَّ على روما سيدة العالم، برغم أن بطرس كان قد سبقه اليها. وما كان في طبعه أن يبني على أسس وضعها غيره، ولكنه أراد أن تكون عاصمة الأباطرة، وحصن الوثنية عاصمة للمسيحية. وفي ذلك الشتاء كتب رسالته الشهيرة الى الرومانيين فكانت منطلق الاهوت المسيحي في الغرب، ولكنه قبل ان يغزو روما بالانجيل، عاوده الحنين الى أورشليم قاتلة الأنبياء والمرسلين وصالبة المعلّم. وكان يدرك مبلغ المجازفة، ولكن بطولة القداسة الكامنة في ذلك الجسد العليل، والعزيمة التي لا يخمدها إلاّ الموت، والسجايا النادرات الأخَر، أنبتت لذلك الصقر جناحين لا تلويهما الزعازع
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg St-Takla-org__Maps-Paul-Journey-3.jpg‏ (35.2 كيلوبايت, المشاهدات 11)
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 24-04-2011, 08:24 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,028
افتراضي

إن بولس الرسول لم يتقاعس يوما عن تأدية الواجب و عمل بجد و اجتهاد و سهر و علّم و تلمذ و حارب أصحاب البدع و الأفكار الغريبة عن روح المسيحية. إنه فيلسوف المسيحية الذي كان له دور كبير جدا في انتشارها و قوتها. الشكر الكبير لك يا استاذ نعمان على هذا الجهد الجميل و الغني بالمعرفة و بالمعلومات. لتكن صلوات الرسول بولس معنا في ايام حياتنا. كما أسلفت لك سابقا فإني قمت بتثبيت الموضوع لقيمته الهامة.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 26-04-2011, 07:11 PM
المهندس نعمان صومي المهندس نعمان صومي غير متواجد حالياً
Junior Member
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 29
افتراضي

مشكور جداً يا استاذنا الغالي فؤاد على مرورك الكريم..
الصور المرفقة
نوع الملف: gif 709598698.gif‏ (41.7 كيلوبايت, المشاهدات 4)
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 26-04-2011, 07:57 PM
الياس زاديكه الياس زاديكه غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 14,102
افتراضي

يدرك مبلغ المجازفة، ولكن بطولة القداسة الكامنة في ذلك الجسد العليل، والعزيمة التي لا يخمدها إلاّ الموت، والسجايا النادرات الأخَر، أنبتت لذلك الصقر جناحين لا تلويهما الزعازع
أستاذ نعمان المحترم ليس بالإمكان إلا أن نقول : بأنه سرد رائع عن حياة ومجازفات وماعاناه بولس الرسول في مشوار حياته التبشيرية بأسم رب المجد سيدنا يسوع المسيح الذي كان مجنونا بإيمانه القوي بالسيد المسيح حاملا إنجيله بيديه طائفا كل أقاصي العالم بحرا وبرا دون أن يدخل الخوف قلبه ولا يزعزعه الموت عن هدفه السامي لتوصيل كلمة المسيح إلى الورى !!!
تشكر ياطيب لهذه النفحات والجماليات الإلهية !!
تقديري ومحبتي
الياس زاديكه

__________________
www.kissastyle.de
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 29-04-2011, 02:13 PM
المهندس نعمان صومي المهندس نعمان صومي غير متواجد حالياً
Junior Member
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 29
افتراضي

أخينا الغالي الياس دمت سالماً..
مشكور جداً على مرورك الكريم..
مع مودتي.. وتصبح على وطن..
الصور المرفقة
نوع الملف: gif 709598698.gif‏ (41.7 كيلوبايت, المشاهدات 2)
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:59 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke