Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الثقافي > المنبر الحر ومنبر الأقليات

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-08-2006, 11:01 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,743
افتراضي لو تُرك القطا لنام..! قلم: مشاري الذايدي

لو تُرك القطا لنام..!

«لو ترك القطا لنام»! مثل عربي قديم، جديد، صلح في الماضي ويصلح الآن.
لو ترك القطا لنام، وهو تلخيص مكثف وتفسير مركز لحالة معاصرة، حالة الثوران السهل الحدوث في الحراك السياسي والاجتماعي لدى العرب، حراك غير رشيد ولا مستنير، لأنه مشدود بحبال الطائفة والعشيرة، يثور لها، ولها فقط.
«قطا» حسن نصر الله يثور في لبنان، ويشغب ويطلق الهتافات، لأن «السيد» هوجم بـ«نكتة». وهذه النكتة أصبحت إهانة تتعلق بهوية طائفة كاملة، لأن «السيد» هو فوق التنكيت، حتى ولو كان هو يسخر من خصومه، كما في المظاهرات والمتخندقات اثر اغتيال الحريري، ومباهاة «السيد» نصر الله أمام جموعه الحاشدة بعدد شارعه طالبا من الكاميرات وهو يبتسم بسخرية أن تصور الجموع بـ«كلوز اب» «وكلوز ان». وبالمقابل سخرية الشارع الآخر من شارع «السيد» كما تجلت في اللوحات الظريفة المرفوعة مثل «فاجأناكم... مووو؟!». وهكذا.. شارع أمام شارع.. وسخرية في مقابل سخرية، و«ساسة» لا «سادة» في مقابل «ساسة» مثلهم.
هكذا جرى الأمر، ولكن، ومع تواصل المواجهة بين الفريقين، تم اللجوء إلى كامل العدة والأسلحة، بما فيها سلاح «العصمة» الدينية، أو «هالة الشخصية» كما عبر أحد حراس هذه الهالة، عضو كتلة «التغيير والاصلاح» النيابية، النائب عباس هاشم.
قبل أن نكمل حديثنا هذا عن تحصين اللاعب السياسي بهالة الدين أو الكاريزما التاريخية، دعونا نمر سريعا على حكاية «القطا» الذي لو ترك لنام.
القطا نوع من الطيور، صورته في الذاكرة الشعرية العربية صورة الطائر الحذر، والمثل يحكي قصة من تاريخ عربي قديم تقول إن امرأة يقال لها «حذام» كانت زوجة رجل، كان عدوا لأبيها، ولما سار لقتاله ليلاً، طلبا للسرية والمباغتة، وكانوا قريباً من مضارب الأب «العدو» أثاروا طيور «القطا»، فمرت بمضارب والد المرأة «حذام» وخرجت حذام إلى قومها، محذرة بطريقة الشفرة، وقالت:
ألا يا قومنا ارتحلوا وسيروا * فلو تُرك القطا ليلاً لنامـا.
أي أن القطا لو تُرك ما طار هذه الساعة وقد أتاكم العدو، فلم يلتفتوا إلى قولها، وناموا، فقال شاعر من قومها:
إذا قالت حذام فصدّقوها * فإنَّ القولَ ما قالتْ حـذامِ. (مجمع الأمثال للميداني 3 / 82)
وهذا القول، اشتهر أكثر حينما نسب، كما في التراث «الكربلائي» الشيعي حول فاجعة قتل الحسين بن علي، إلى الحسين نفسه حينما تعلقت به أخته زينب لما رأت عزمه على المسير الى المعركة وهي تولول وتبكي، فقال ?لها: يا أخيَّة ! لا يذهبن بِحلمك الشيطَان! لو تُرك القطا لَنام». ومضى إلى ما يعرفه الجميع.
نعود لحديثنا الأصلي، وندع طيور القطا النائم منها والهائج.
يجب أن نعترف أننا نشهد حالة من الحساسية البالغة حول أي أمر يتعلق بالهوية الطائفية والدينية والاجتماعية، حساسية في أعلى حالات تهيجها، بحيث لو مرت عليها نسمة ضعيفة من الهواء لفتحت الجرح، فلماذا هذا؟! والسؤال الآخر، هل يحق لرجل أن يمارس السياسة بكل شروطها، وفي نفس الوقت يطلب حصانة الرمز الديني؟!
بالنسبة للسؤال الأول، فنحن مجتمعات «توهَّمت» أنها خلقت هوية وطنية جديدة، وأنها غادرت دكان الطائفة وخيمة العشيرة من اجل حديقة الوطن، غير أن هذا لم يكن إلا وهما، وتمثالا من شمع ذاب تحت شمس الاحداث ونار التحولات. فارتكس لبنان رياض الصلح وبشارة الخوري وصبري حمادة.. إلى مستنقع طائفي كلما قيل لنا إنه جف، رأيناه يحيا من جديد. وما أحداث العنف الطائفي التي وجهها انصار «السيد» نصر الله من الشيعة الى اهداف «مسيحية» في بيروت بعد بث البرنامج الساخر «بسمات وطن» على قناة «الـ بي سي» المحسوبة لسانا للمسيحيين الموارنة، إلا دليل على رخاوة الحالة الوطنية، وليس الشيعة وحدهم في لبنان من يعاني ذلك، بل اغلب الأطراف وشوارعها، ولعلنا نذكر أحداث الشغب التي قام بها الشارع «السني» اللبناني، ضد أهداف مسيحية في بيروت الشرقية قبل أربعة أشهر، بـ: «دعوى الاحتجاج آنذاك على رسوم كاريكاتورية نشرت في صحيفة دنماركية، مسيئة الى الرسول الكريم»، كما ذكر بيان الرابطة المارونية الأخير أمس الاثنين.
وبدورهم، فان طائفيي المسيحيين اللبنانيين، لم يقصروا في الإسهام، وبكرم، في السوق الطائفي، خصوصا أثناء غليان الحرب الاهلية اللبنانية.
هذا حصل ويحصل في لبنان، الذي عد يوما ما منارة الشرق الأوسط في التعددية والمدنية.
سمعنا كلام نصر الله في مؤتمره الصحفي أمس، وقوله إن الحزب قد «لم» الشارع وضبط المشاعر، وان انتفاضة الأنصار لم تكن لحماية هالته الشخصية، بل لحماية رمزية المقاومة التي يمثلها هو، غير أن هذا التفريق، بين الحالتين، يبدو تفريقا لفظيا، لا يحمل تمييزا صارما في النتيجة العملية، فإذا كان حسن نصر الله هو رمز المقاومة، والمقاومة مرمزة بحسن نصر الله، فأيهما ينتقد؟ بل ومن قال إن هناك اتفاقا على هذا الترميز، حسب وصفة حزب الله، بين قوى لبنان؟!
وسمعنا أيضا، من يقول إننا لسنا ضد حرية التعبير، ولكن ضد المس بالكرامات الشخصية، ثم تختلف الأقوال بعد ذلك، فمن قائل انه ضد خدش الرموز الدينية أو إضعاف «الهالات» الشخصية، وغير ذلك، ومع انه لا يمكن لعاقل أن يساند القدح أو القذف في حق الشخصيات، العامة منها والخاصة، أو يتساهل معه، إلا انه يجب ان نكون حذرين في تمييز وتحديد النقد الساخر، المباح، والذي قد يزعج البعض، وبين الإهانة الشخصية، مع أن الامر لا يمكن ان يجري على مسطرة واحدة في كل الأحوال والمجتمعات، فسقف السخرية السياسية في الإعلام اللبناني نفسه يرتفع وينخفض ويتمدد حسب قوة او ضعف الطرف الذي يقع عليه فعل السخرية.
ولعل من شاهد فيلم «لاري فلينت» ناشر مجلة «هسلر» الإباحية في أمريكا، وكيف دخل معركة دستورية كبرى وصلت الى المحكمة العليا، من اجل الدفاع عن مقال في المجلة هوجم فيه القس التلفزيوني جيري فالويل، الذي كان دائم الهجوم على «هسلر»، واتهم القس بتهم إباحية مذهلة، لعل من شاهد ذلك الفيلم يدرك طبيعة الفروق التي نعنيها هنا في مسألة الكرامة الشخصية والهالة الخاصة، خصوصا ان المحكمة الدستورية العليا، حكمت لصالح فلينت، رغم انها تعرف انه يعمل في مجال الإعلام الهابط.
وفي مشهد بالغ الإيحاء، قال فلينت، للصحافيين خارج المحكمة: اذا نجحنا، نحن من تصفوننا بالحثالة، في ضمان حقنا في التعبير، فأجدر ان تكون حقوقكم مصانة!. مؤكدا أن المثال الأمريكي هذا لا صلة له بنا، ولكن أحيانا تكون الأمثلة المتطرفة، خير وسيلة للشرح، ثم إن الغرض منه هو إيضاح عدم صلابة الحدود بين القمع ومنع الاستخدام السيئ للإعلام.. مسألة شائكة فعلا.
وهنا ندخل على جواب السؤال الثاني الذي ذكرناه: هل يحق لرجل أن يمارس السياسة بكل شروطها، وفي نفس الوقت يطلب حصانة الرمز الديني؟!
والجواب هو: لا، فما دام أن هناك برنامجا سياسيا، واختلاف مصالح بين قوى معينة، ورؤية ليست محل اتفاق بين الجميع، وما دام أن هناك شاشات تلفزيون وصحفا تعبر عن كل طرف، وما دام هناك قوى أخرى محايدة تراقب، وتعبر عن ملاحظات الشارع العام، فلا توجد حصانة لأحد، إلا إذا اخترق احد نص القانون وقذف أو افترى، وهذه تحسم في المحاكم والجهات التي منوط بها النظر في مشكلات الإعلام، فقط.
ولذلك فقد كان مفهوما أن يتعرض الدكتور محمد الطبطبائي عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في الكويت الى حملات نقد صحافية حادة في الصحافة المحلية بعد ما «نُسب» اليه من فتوى تحرم على المرأة أن تنتخب مرشحا غير ما يختاره زوجها.
اذن، فلو ترك القطا لنام، لو ترك رجل الدين (السيد أو القس أو الشيخ) الدخول الى المعترك السياسي، لما مس أحد مقامه، ولظل عنصر إجماع، أو احترام في الأقل. وفي المقابل لو ترك القطا «الطائفي» الغض، ولم يهيج برسم كاريكاتوري أو مشهد تلفزيوني، لنام، ولكن لا ندري، هل من الخير لنا ولثقافتنا ومصيرنا الحضاري، أن يترك كل شيء على ما هو عليه، أم أن بعض الأوهام يجب أن تطير، أو لا تترك حتى تطير، وألا يبقى معصوما من النقد إلا ما يرى «كل» المجتمع أنه معصوم، لاحظوا: قلت «نقد» ولم أقل قذف، حتى لا يطير قطا آخر..!
mshari@asharqalawsat.com
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-08-2006, 02:17 PM
simar simar غير متواجد حالياً
Banned
 
تاريخ التسجيل: Jun 2006
المشاركات: 798
افتراضي

تذكرني هذه المقالة بزرقاء اليمامة بعينيها الزرقاوين
حين حسان بن تبع موه جيشه باغصان الشجر تجنباً لما قيل عن رؤية زرقاء اليمامة الثاقبة وهي من قبيلة جديس فتحسب لها وموه جيشه لانها كانت ترى الاشياء من بعد مسيرة ثلاثة ايام وحين رات من بعيد شيئ ما يتحرك قالت :
ما للجمال مشيها وئيدا
أجنداً تحمل أم حديدا
وانذرت قومها ولم يصدقوها حتى داهمهم الغزو وندموا حين لم يعد ينفع الندم وسباها حسان بن تبع وسمل عينيها الجميلتين
تسلم ابو نبيل لنقلك هذا الخبر فيه الكثير من الافكار والاخبار
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 23-08-2006, 11:20 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,743
افتراضي

تشكري يا غاليتنا سيمار على مشاركاتك الجميلة دائما.
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:18 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke