Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى العام > منتدى الحوادث و الأحداث و الجرائم وغيرها

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-09-2010, 02:42 PM
kestantin Chamoun kestantin Chamoun غير متواجد حالياً
Master
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 6,847
افتراضي اعترافات رجل شجاع أمام حبل المشنقة ,,,بقلم: المحامي هائل منيب اليوسفي ,,

اعترافات رجل شجاع أمام حبل المشنقة -حكم العدالة

حين تأبطه شرطيان من ذراعيه وتقدم شرطيان آخران شرعا يلبسانه القميص الأبيض التفت سعيد واستدار برأسه إلي وقال: أمانة يا أستاذ تكتب قصتي ليتعظ منها كل من لا يخاف الله .....
زائر الليل
ذات ليلية باردة لن أنساها ما حييت نظرت إلى الساعة فوجدتها تقارب الحادية عشرة وهو وقت متأخر شتاء بالنسبة لي ألقيت التحية على أفراد أسرتي تصبحون على خير ودخلت غرفتي وأنا اذكر زوجتي وبصوت عال ألا تنسى إغلاق الباب جيدا .
داخل الفراش ظنتني ما أزال يقظا لولا صوت جرس الباب يرن في أذني مرات عدة عندها عرفت أنني كنت نائما أزحت اللحاف قليلا عن وجهي فسمعت دقات الجرس مرة أخرى وعرفت أن الطارق ملح أن نفتح له الباب..
إذن الباب يقرع حقيقة وليس ما سمعته مناما أضأت المصباح الذي في جانب السرير ونظرت إلى الساعة فوجدتها الواحدة بعد منتصف الليل أو بالأصح الواحدة صباحا.
سالت نفسي في ريبة ودهشة من عساه يكون؟؟؟ من هذا الطارق المنتاب ؟؟؟؟نهضت مسرعا نحو باب الدار فوجدت أولادي وزوجتي يهرعون أيضا معي والدهشة تعلو وجوههم نحن لم نعتد أن يطرق باب دارنا احد بعد أذان العشاء.
أشرت إليهم بيدي أن يرجعوا إلى الوراء قليلا ليفسحوا لي المجال لألقي نظرة من منظار الباب وكل واحد منهم يريد أن يفعل ذلك نظرت عمقت النظرة أكثر تمعنت بوجه الواقف وراء الباب فتبينت رجلا اعرفه وبصحبته أخر لم أتبين معالم وجهه تماما.
يا الهي إني اعرف هذا الرجل معرفة تامة ولهذا السبب ازددت دهشة واستغرابا معقول ما الذي سيأتي به إلى داري وفي هذا الوقت المتأخر وفي عتمة الليل البهيم !
قطع علي هذا التساؤل صوته المجيب من وراء الباب يا الله افتح أستاذ هائل ما عنا وقت.
ثم اتبع جملته.
أنا المحامي العام كنج شو ما عرفت صوتي ؟؟؟
وبإشارة صامتة من يدي طلبت من أفراد أسرتي أن يعودا والى الداخل ثم أزحت المزلاج وفتحت الباب ودعوتهم إلى الدخول.
في صالون المنزل الم تعرف فلان؟ أشار بيده إلى الرجل الذي كان بصحبته ولم ينتظر مني الإجابة وتابع: انه المساعد القضائي فلان شو بنا يا أستاذ ما عرفته؟ كاتب الضبط في ديوان النيابة ....
أجبت بفضول كاد يمزقني إربا إربا قلت:
اللهم اجعله خير أهلا وسهلا
ما في شيء كله خير جايين نشرب عندك فنجان قهوة.
*قهوة ؟؟؟
ابتسم الأستاذ سليم ثم تابع بهدوء وكأنه أدرك الحالة النفسية التي أوصلني إليها فأشفق علي وقال :نحن نعرف أن زيارتنا لك وفي مثل هذا الوقت كلها غلاظة ولكن ليس باليد حيلة سأحكي لك ماذا نريد ؟
*هات من الأخر يا أستاذ سليم .
حاضر رح أبدا معك من الأخر مليح ؟
*تفضل وبسرعة أرجوك.
ستصحبنا إلى السجن ....
وبسخرية شديدة أجبت: نعم؟
نعم سنقوم بتنفيذ حكم الإعدام بحق رجل محكوم منذ زمن طويل وأخيرا صدقت الحكم محكمة النقض.
أجبت على الفور ولهجتي لا تخلو من التمرد والرفض :وما علاقتي بالموضوع أعدموه يا أخي لحالكم.
أنت المحامي ويجب أن تكون حاضر وفقا لمراسم التنفيذ أنت والطبيب الشرعي ورجل الدين الشيخ ومندوب وزارة العدل بالإضافة إلى أشخاص آخرين.
الم تجدوا محاميا أخر سواي والبلد فيها أكثر من خمسة آلاف.
أجاب وقد علت ابتسامة شامتة وساخرة :
هيك بدو وزير الداخلية نائب الحكم العرفي هو الذي طرح اسمك....
*شو هالحكي ....
قال انك قريب من وسائل الإعلام
نظر إلى ساعة يده واستعجلني قائلا تأخرنا أستاذ شو بنا؟
في مكتب مدير السجن
في مكتب مدير السجن التفت المحامي العام بالسؤال إلى العقيد ادهم عكاش أن كان بقي احد ممن يفترض وجوده أجاب العقيد على الفور: كلا سيدي ها نحن كلنا أصبحنا موجودين.
عاد يسال المحامي العام: كم بقي من الوقت على موعد آذان الصبح ؟
أجاب الشيخ بشير عقلة :اقل من نصف ساعة .
إذن احضروا لنا المحكوم عليه لنباشر الإجراءات أومأ العقيد برأسه إلى الحاجب الذي يقف عند الباب فلاحظت أن ثمة من الشرطة بانتظار تلقي هذا الأمر ساد الغرفة صمت ثقيل جدا ، البعض ينظر إلى سقف الغرفة والبعض الأخر إلى الأرض كل يشغل نفسه بشيء ما ولا يقطع هذا الصمت إلا حبات المسبحة التي كان يحملها الشيخ عقلة وتنهداته التي كان لا يتبعها إلا .. لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
في ظل هذا الجو المهيب دقائق شعرنا بها دهرا من الوقت إلى أن سمعت وقع أقدام عدد من الرجال عرفت أن عناصر المفرزة أحضرت الرجل المحكوم بالإعدام.
الرجل الرجولة
دخل رجل مهيب طويل عريض المنكبين متقدم في السن ذو شارب كث مفتول يداه إلى وراء ظهره مكبلتان بالقيد.
أمر المحامي العام بفك القيد وبسرعة تحررت بدا الرجل وراح يحرك معصميه بارتياح ثم دعاه إلى الجلوس واخرج من محفظته الجلدية القرار القضائي وبدأ يتلو مضمونه قاطعه الرجل على الفور وبأعصاب باردة تثير الأعصاب:
يكفي لا داعي أن تكمل .. فانا اعرف كل شيء تفضلوا ، ها أنا أمامكم وأشار إلى رقبته وكأنه يريد أن يقول ضعوا حبل المشنقة وانتهوا..
أجابه المحامي العام بصوت خفيض متهدج :اعذرنا ليس في اليد حيلة يا رجل ولكنها مشيئة الله.
اعرف الحمد لله الذي سيميتني على دين الإسلام.
من حقك أن تطلب منا ما هو في استطاعتنا قبل أن يلقنك فضيلة الشيخ الشهادتين.
المشهد القنبلة
وقف سعيد ثم تقدم بخطوة إلى الأمام وبلهجة حزينة ولكنها مشبعة بالثقة والصدق لم اسمع مثيلا لها في حياتي:
لن أتوسل إلى احد منكم ولن استرحم احد منكم فزمن التوسل والاسترحام قد فات وأنا اعرف انه بيني وبين لقاء ربي دقائق فلتكن دقائق صدق.
أقول لكم أني بريء... بريء من هذا الجرم الذي حكمتم به علي بالإعدام فانا لم اقتل "فلان" حين دخلت داره وجدته مقتولا يتخبط بدمائه وتضافرت الأدلة ضدي وأنا وعلى خمسة عشر عاما وحتى الآن اصرخ إني بريء ولم يصدقني احد.
هل تعرفون لماذا ؟
لأني استحق الإعدام فعلا نعم استحقه.
نطق سعيد كلمة نعم استحق بقوة وثبات وصوت يحمل كل معاني الصدق كلمة الصدق لا تخفي نفسها .
ساد الغرفة صمت رهيب والكل يحملق في وجه سعيد ماذا سيقول أيضا
سأحكي لكم لماذا استحق الإعدام؟
الحكاية المرعبة
في نهاية عام 1945 حين كانت القوات الفرنسية تقاتل بعضها على الأرض السورية قسم منها يتبع إلى الجنرال ديغول والأخر يتبع للمارشال بيتان الموالي لقوات المحور ألمانيا وكنت وقتها شابا يافعا في حدود الثامنة عشرة التحقت بسلك الدرك حديثا وكان تعينني في مخفر أبو الشامات على تخوم البادية.
ذات ليلة كنت مناوبا وحيدا في المخفر وقفت سيارة جيب فرنسية نزل منها ضابط برتبة ملازم أول وانزل معه بدويا مكبلا وسألني إن كان سواي في المخفر.
فأجبت بالنفي ..
فطلب مني أن استبقي هذا البدوي في المخفر أمانة عندي لأنه محكوم عليه بالإعدام وسيعود بعد أن ينتهي من مطاردة الجاسوس الأخير ثم ركب سيارته واقلع بها ينهب الأرض بلا وعي.
مخفر أبو الشامات لم تكن فيه وقتئذ سوى غرفة واحدة هي مكتب رئيس المخفر بل هي المخفر كله ثم إسطبل للخيل اقتدت هذا البدوي وأودعته الإسطبل وأحكمت عليه إغلاق الباب بالمفتاح.
في صباح اليوم الثاني أول ما قمت به فتحت باب الإسطبل لأتفقد البدوي الموقوف دخلت بخطى حذرة فلا صوت ولا حركة سوى صهيل حصاني تفحصت الإسطبل جيدا فإذا بي ألحظ دخول حزمة ضوء خافتة من فتحة حديثة في طرف الجدار تقدمت فتأكدت من أنني أرى كارثة السجين قد هرب....
ماذا افعل ؟ والضابط الفرنسي سيعود بين لحظة وأخرى ماذا أقول له والدنيا فوضى والجيش الفرنسي يعيث فسادا في البلاد دون حسيب أو رقيب قطعت هذا السؤال المرعب وأمسكت بالبارودة ووقفت أمام المخفر أترقب المجهول في تلك اللحظة ساق القدر أمامي بدويا يركب جملا يهيم وحيدا في متاهات هذه البادية فركت عيني حذرا من أن يكون ما أراه حلما ناديته فاقترب دعوته فنزل عندها استضفته بالترحاب وقدته إلى الإسطبل وهو لا يعلم من أمر ما يبت له شيئا.
لم يطل الأمر كثيرا وإذ بالسيارة العسكرية تمخر من بعيد عباب رمال البادية وتحط رحالها أمام باب المخفر وفيها جنديان والضابط نفسه نزل الضابط الفرنسي بسرعة وسألني بنزق شديد عن الجاسوس السجين هرعت فورا وبسرعة فائقة وأحضرت له البدوي البديل وقدمته للضابط الذي امسكه من شعره وجره وراء واركبه معه بالسيارة ودون أن يصغي إلى كلامه واستفساره وانطلقت السيارة بنفس السرعة التي جاءت بها وملأت وراءها الدنيا غبارا وعفارا وقفت أشيع السيارة بنظرة أخيرة.
ما هي إلا لحظة حتى توقفت على بضع مئات من الأمتار ونزل منها البدوي ثم سمعت طلقات نارية ترديه.
عبرة الندم أم دموع العبرة
حين انتهى سعيد من سرد ما جرى معه كانت الدموع تسيل على خديه هادئة صامتة وحزينة تقدم من الشيخ بشير العقلة ووقف قبالته تماما وهو ينطق الشهادتين أمام ذهول الحاضرين.
وها إني أوفيت العهد والوعد وكتبت لقصة ولو بعد حين فهل يرتدع من يظلم ولا يخاف الله ؟!!!

http://www.syria-news.com/
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 20-09-2010, 05:54 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,820
افتراضي

لقد اعترف هذا الرجل بما فعل بكل صراحة. لكن السؤال الذي يمكن أن يطرحه أي شخص هنا هو: لماذا لم يصرّح, و قبل هذا التاريخ, بأنه تسبب في إعدام شخص بريء لا يعرفه؟ لكنه عاد و قال: إنني أستحق الإعدام.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:54 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke