Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى العام > منتدى الحوادث و الأحداث و الجرائم وغيرها

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-10-2012, 11:54 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,567
افتراضي رويتر احتجاجات في أفغانستان وباكستان على الفيديو المعادي للإسلام التطرف والغرائزية ا


احتجاجات في أفغانستان وباكستان على الفيديو المعادي للإسلام التطرف والغرائزية التي نراها اليوم فاقدة لأي إحساس بالأولويات. كيف مثلا تخرج كل هذه العشرات من الألوف للتظاهر ويتلاعب بها مخرج سافل لفيلم رديء ولا تخرج مئات من هؤلاء لنصرة اخوانهم الذين يموتون في سوريا بالمئات كل يوم؟ وكيف لا يخرج عشرهم لنصرة القدس التي تتهود كل يوم ولا لغزة التي تخنق تحت الحصار؟ الغرائزية الجماعية والانجرار نحو ثقافة القطيع الهائجة تنحي العقل جانبا وتسلم القيادة للغباء وتسير وراءه بثبات! الفيلم المذكور كان يمكن ان يمر وان لا يسمع به احد وينتهي إلى سلال المهملات الخاصة بالافلام الردئية, وبالتالي تُحبط الاهداف التي انتج من اجلها وهي تحقيق اكبر قدر ممكن من الإساءة والتعريض بالاسلام والمسلمين.

بيد أن "عبقرية" الرد الغرائزي انقذت الفيلم من ذلك المصير المحتوم ومنحته شريان الحياة إلى الأبد ودفعت مئات الملايين الى ان يروه او يحاولوا كل جهدهم لمشاهدة اي جزء منه. تُرى كيف انتصرت الغرائزية بردودها الطفلية للرسول الذي تريد ان تنتصر له عندما دفعت تلك الملايين كي ترى تلك الشتيمة؟ والمشكلة هنا هي أن درس الغباء في الرد يتكرر كل سنة ومن دون أن يتم الاستفادة منه. تثوير الغرائزية وإطلاقها الى ابعد مدى بدأ مع فتوى الخميني ضد سلمان رشدي مؤلف كتاب "آيات شيطانية" في الثمانينات من القرن الماضي. الخميني الذي كان مهجوسا بإمامة المسلمين في كل الأرض والنطق بإسمهم اطلق غول الغرائزية كي يقول إنه المدافع عن الإسلام ونقل كاتبا وكتابا من الدرجة الرابعة إلى مصاف الكتاب الأكثر شهرة والكتب الأكثر مبيعا في العالم.
التطرف المتسارع

الغرائزية والتطرف يحكمان المجتمع العربي في ردود الفعل على فيلم "براءة المسلمين"، كما يرى الحروب
الكتاب الذي كان ربما سيقرأه عدة مئات من الناس قرأه مئات الملايين. ذات الدرس يتكرر تباعا ولا تزال "الحرب العالمية الغرائزية" التي اطلقناها على رسام الكاريكاتير الدنماركي قبل عدة سنوات طازجة في اذهاننا. رسام واحد وبعدة رسومات عنصرية وتافهة استطاع ان يحرك ملايين المسلمين ويستفزهم ويتسبب في مقتل الكثيرين وتدمير ممتلكات لا تعد ولا تحصى في مدن العالم الإسلامي. تلك الغرائزية حولت الرسام المغمور الى بطل كوني, وانتشرت رسوماته العنصرية في طول وعرض العالم.


تطول الأمثلة والنماذج وكلها محزنة ومثيرة الغثيان لكنها كلها تؤشر الى شيء مقلق وخطير يضرب في بنية مجتمعاتنا وهو التطرف المتسارع. مجتمعاتنا تسير في منحنى متصاعد من التطرف الديني تسرع فيه نتائج انتخابات ما بعد الربيع العربي. عقلاء هذه الاوطان وقادة الرأي فيها يجب أن يضعوا "التطرف" نصب اعينهم كأهم عدو يحيق بهذه المجتمعات ومستقبلها – اخطر من كل الاعداء الخارجيين. الجماعات التي تنطلق في الشوراع تدمر وتدك ما تلاقيه في وجهها مستعدة لأن تدمر أي شيء وربما تقتل أي أحد. البنية الفكرية المتعصبة لهذه الجماعات قائمة على اقصاء الآخر وعدم الاعتراف به واستسهال التخلص منه وهذا كله وسط مجتمعات متنوعة دينيا واثنيا وسلوكيا. الكارثة في التطرف والغرائزية إنهما يحطمان الذات خلال السير نحو الآخر لتحطيمه وهو بالطبع يبقى سليما معافى لأن الحطام الناتج عن تدمير الذات لا يترك أساسا اي مجال للسير نحو أي اتجاه.



خالد الحروب
تحرير: هشام العدم
حقوق النشر: قنطرة
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:35 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke