Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الديني > أخبار ومتفرقات منوعة أخرى

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-02-2015, 03:22 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,583
افتراضي من هو الرسام المجهول؟ 08 July, 2012 01:43:00 الاب منصور المخلصي حجم الخط: Decrease fo

من هو الرسام المجهول؟

08 July, 2012 01:43:00 الاب منصور المخلصي
حجم الخط:


لوحات دينية من القرن التاسع عشر ما بين ماردين والموصل
(هذه المقالة منشورة في مجلة بين النهرين السنة 40 العدد 157- 158 لعام 2012 الصفحات 58- 88)

في هذا المقال نبحث عن هوية رسام، عمل في تلكيف قبل أكثر من مئة سنة، وتبدأ القصة في مناطق سهل الموصل، إذ تمتد مسافة نحو 30 كيلومتراً، ويحتوي من الجنوب إلى الشمال على القرى المسيحية التالية: تلكيف، باطنايا، باقوفا، تللسقف، أشرفية، ألقوش. وباستثناء أشرفية فإن هذه القرى كلدانية. وشكّلت هذه القرى، مع قرية كرمليس، نواة مهمة للكنيسة الكلدانية.
في الستينيات، أخذني قس كلداني وهو عبد الأحد هوزي، في رحلة إلى هذا الجزء من شمال العراق، وفي الطريق مررنا بدير مار كيوركيس القريب من الموصل. في كنيسة هذا الدير أعجبتنا لوحة (قياس 1م x 1،5 م) وتمثل شفيع الدير: مار كيوركيس على حصانه، يطعن التنين، الذي يهدد الأميرة الصغيرة.
بعد بضع سنوات (في سنة 1970-1971)، في رحلة عبر هذه القرى، باحثاً عن أيقونات "قديمة"، وجدنا أن لوحة مار كيوركيس قد احترقت، باستثناء جزء صغير تظهر فيه الأميرة ورأس الحصان. ولكن تحت سقف كنيسة القلب الأقدس في تلكيف، تركت لوحتان في حالة سيئة للغاية. ولحسن الحظ، سمح الأب لوسيان جميل بترميمها، وما تزال اللوحتان حتى يومنا هذا تزينان كنيسته. لسنوات عدة، كانت اللوحات هناك متروكة وملفوفة بإتقان يصعب فتحها. حيث اختفت الألوان في أجزاء مهمة من اللوحة. وقد رُسمت لوحة القديس يوحنا بمواد رخيصة، إذ احتوت اللوحة على نحو30 شق أو ثقب كل شق بقياس، حوالي 5 سم.



كنيسة تلكيف مع مواقع اللوحات المرقمة
A: كنيسة القلب الأقدس
B: كنيسة القديسين بطرس وبولس
C: كنيسة مريم الطاهرة
إن الجدير بالذكر أن حتى الثلاثينيات، كانت الكنيسة القديمة في القرية مخصصة لمار قرياقوس، وقد اختفت بسبب إعادة تشكيل الكنيسة كلها. فبدلاً من كنيسة واحدة، أصبحت ثلاث كنائس متصلة مع بعضها البعض على شكل مستطيل، حيث الكنيسة الرئيسية، كنيسة القلب الأقدس، على اليمين (بُنيت في 1931)، وكنيسة القديسين بطرس وبولس في الوسط، والكنيسة الثالثة على اليسار مخصصة لمريم الطاهرة. كان مكان اللوحتين في كنيسة القديسين بطرس وبولس (بُنيت في 1876)، حيث علّقت لوحة القديس اسطيفانوس في الجانب الأيسر من المذبح، وعلى الجانب الآخر، لوحة يوحنا المعمدان بقرب من جرن العماذ. ولكن نتساءل لماذا وُجدت لوحة القديس اسطيفانوس في تلكيف؟ قد يكون هناك سبب واحد، وهو أن اسم "تل كيف"، والتي تعني: "كومة من الحجارة"، قد ألهمت الرسام لرسم القديس اسطيفانوس وهو يُرجم بالحجارة الكثيرة، كما تظهر على الجانب السفلي من اللوحة. ولكن أحد الأسباب الأكثر احتمالاً هو أن بجانب القرية كان هناك اثنان من المزارات على مقربة من بعضها البعض: الأول مكرّس ليوحنا المعمدان، والثاني للقديس اسطيفانوس. أما بالنسبة للوحة القديس يوحنا المعمدان فيظهر ماشياً ومرتدياً وبر الإبل، وله أجنحة، مع عكاز في يده اليمنى، ولفيفة في يده اليسرى، حيث تمت كتابة نص من الإنجيل "أبعث ملاكي أمامك، ليسهّل طريقك قدامك..." مكتوب بالعربية بطريقة بدائية وبتاريخ 1889. لقد حقق ترميم اللوحة سابقاً، عدة مرات، بحيث اختفت اللمسة الأصلية للرسام ما عدا قطعة صغيرة تمثل رسماً يشبه سلة، على الجانب الأيمن من القديس، الذي يحتوي على أقراص العسل. إذ ربما يكون مؤشراً على الغذاء الذي كان يتناوله القديس يوحنا في الصحراء.
في تلك اللحظة طُرح سؤال وهو: كيف يمكن لمثل هذا الرسام الذي يعرف النمط التقليدي الشرقي، أن يكون من سكان هذه القرية الكلدانية؟ إذ لم يُعرف شيئاً عن الفن التشكيلي الكلداني في القرون الماضية، ما عدا بعض الرسوم البدائية في بعض المخطوطات النادرة في الآونة الأخيرة. إن لوحة رجم اسطيفانوس أيضاً أثارت بعض الأسئلة منها: مَن هو الملك- القاضي الغريب الجالس على عرشه، ذي العينين الزرقاوين، والصولجان في يده؟ وماذا عن ملابس الجنود، وأربطة أحذيتهم الخاصة؟ وماذا عن عدم وجود هرار الشماس الخاص باسطيفانوس؟ وإلى الجانب الآخر ملابسه النبيلة؟ ربما لا تشير إلى أنه القديس اسطيفانوس، وإنما مار قرداغ، شهيد أربيل، الذي كان قد رجم بالحجارة من قبل الأب- القاضي، والذي قبل الاستشهاد رأى مار اسطيفانوس في رؤيا؟
في العلية لأسقفية الموصل، تم اكتشاف 30 لوحة متكدسة، ولوحة أخرى صغيرة للفنان نفسه، تمثّل مار كوركيس، الذي ينتمي أصلاً إلى كنيسة مار كيوركيس في الموصل. بعد الترميم علّقت هذه اللوحة في أسقفية الكلدان الجديدة ولكنها اختفت في الانفجار الذي دمر البناء بالكامل (عام 2005).
لم يسفر البحث عن المزيد من الأيقونات في الكنائس الكلدانية عن أي نتيجة، باستثناء لوحة جميلة للقديسة بربارة في مزارها في كرمليس. حيث تم ترميمها عام 2009. وهناك تشابه بين ركوع القديسة في هذه اللوحة وركوع القديس اسطيفانوس. حيث تكون هي راكعة وكلتا يديها متقاطعتان على صدرها ووجهها أكثر حيوية بكثير من القديس اسطيفانوس. ويظهر هنا أيضاً الملك أو القاضي الجالس على عرشه بنفس الطريقة مثل القاضي في لوحة تلكيف. أما الجلاد الذي يستل سيفه، فهو أكثر شراسة، مع الشارب المفتول ورأسه مغطى بقبعة مزينة بالريش. من الممكن ملاحظة ان هذا الرسام المتدرب على الفن الشرقي، كان يعمل لبعض الكنائس الكلدانية في الموصل وحولها في المنتصف الثاني من القرن 19. وقد كيّف نفسه مع تقاليد القديسين المحليين ومزاراتهم. ولكن هل كان كلدانياً حقا وممثّلاً للفن الشرقي في تلك البلد؟


كنيسة القديسة بربارة في كرمليس
في ذلك الوقت أدى اكتشاف آخر إلى فرضية جديدة. وهو إن طالباً في مدرسة القديس بطرس الكلدانية التي تقع في منطقة الدورة، اكتشف في قريته تللسقف، قطعة صغيرة من الخشب، وأحضرها إلى المدرسة لفحصها. وبعد إزالة الأوساخ منها، بدت وكأنها نصف قطعة من أيقونة. فطُلب منه العودة للبحث عن النصف الآخر. ولحسن الحظ قد وجده، وكانت النتيجة، بعد جمع النصفين، أيقونة صغيرة ملونة تمثل مريم العذراء جالسة والطفل في حضنها، بين اثنين من القديسين، كل واحد منهم يمسك برأسه في يده. ويمكن رؤية بناء لكنيسة صغيرة فوق رؤوسهما. وقد تم كتابة اسميهما باللغة العربية بخط بسيط، على اليمين: يوحنا، وعلى اليسار: يعقوب. وبعد المزيد من التدقيق وجدنا سلسلة أو شريط ينزل من رأس يوحنا المعمدان نحو جانبه الأيسر، مع نص باللغة الأرمنية القديمة، تبدأ بكلمة "صوت...". وهكذا، يظهر أن رساماً أرمنياً كان يعمل في تللسقف. وهل من الممكن ان هذه القطعة الصغيرة مع صورة يوحنا المعمدان كانت مصدر إلهام للوحة الكبيرة في تلكيف؟ أو لماذا رُسم هذين القديسين في تللسقف؟
في الواقع هناك كنيسة قديمة في تللسقف، هي الآن في حالة خراب، تحمل اسم القديس يعقوب المقطّع، إذ تحتوي في جانب منها على هيكل مخصص ليوحنا المعمدان. نتساءل هنا مرة أخرى: كيف يمكن لفنان أرمني أن يرسم للكنائس الكلدانية، حيث تتآلف نفسه عميقاً مع تقاليدهم؟


كنيسة تللسقف
A: كنيسة القديس يعقوب المقطع
B: هيكل ليوحنا المعمدان
إن هذه الصورة ليست غريبة على التقليد الأرمني إذ حُفظت لوحة مثلها في متحف اتشميازين (راجع دليل المتحف لسنة 1984)، وهي لوحة زيتية تمثل مريم العذراء جالسة مع الطفل، بين اثنين من القديسين، ممسكين برأسيهما في أيديهما مع نقش لاسميهما: يوحنا ويعقوب، مؤرخة في سنة 1771. ومع ذلك هناك شك في مَن هو "القديس يعقوب" المقصود هنا؟ هل هو مار يعقوب المقطّع شهيد الاضطهاد الفارسي، المذكور في التقليد الشرقي؟ أو هو يعقوب الرسول الذي استشهد في القدس، "أخو ربنا"، وهو قديس مشهور عند الأرمن؟ فربما خلط رسامنا هذا بين القديسَين. ومن الجدير بالذكر أن شكل الكنيستين الصغيرتين في لوحة تللسقف، تظهر أيضاً في بعض اللوحات في مجموعة متحف اتشميازين، مؤرخة في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. وأخيراً في أعلى المشهد، في أيقونة تللسقف، يظهر الثالوث الأقدس في سحابة على شكل نصف دائرة، وفيها يجلس إلى اليسار الابن المسيح مع الصليب بيده، وإلى اليمين الآب الجالس العرش مع هالة مثلثة حول رأسه، وبينهما يرفرف الروح مثل حمامة. هذا التمثيل يمكن مشاهدته في أيقونات أرمنية عديدة من القرن الثامن عشر والقرن التاسع عشر.


كنيسة القديس هرمزد / ماردين
مع مواقع اللوحات المرقمة
فكيف يمكن أن نفسّر وجود رسام أرمني عاش في بيئة تلكيف، خلال السنوات 1850-1890؟ في الواقع، يبدو أن تلكيف في تلك السنوات أصبحت مكاناً للجوء المسيحيين من كل الأطياف، الذين اضطروا إلى الهجرة من وطنهم بسبب المصاعب والاضطهاد، ومن بينهم القادمين من ماردين ودياربكر. فهل كان الرسام الأرمني الذي رسم في تللسقف وفي تلكيف لاجئاً من بلد آخر؟
لقد وُجد اثنين على الأقل من الأعمال الفنية الأرمنية في الموصل أيضاً. إذ كان الاب يوسف حبي يمتلك لوحة مريم العذراء مع نقش بالأرمنية، ولوحة أخرى هامة تمثّل الدينونة الأخيرة، مع أسماء الرسل بالأرمنية. وهذه اللوحة الكبيرة زينت مدخل مدرسة القديس يوحنا الحبيب، التي كان يديرها الآباء الدومنيكان.
بعد ثلاثين سنة وفي عام 2010، في زيارة لجنوب تركيا، أراد حارس كنيسة الكلدان في ماردين أن نرى ورشته. وكان هناك رسام من الشيشان يقوم بترميم بعض اللوحات التالفة. عرفنا مباشرة لمسة ذلك الفنان "التلكيفي" في لوحات ماردين للكنيسة الكلدانية.
كنا هناك في الوقت المناسب لنرى شيئاً من الأصل القديم قبل انتهائه تحت ألوان الترميم، ولكن أيضاً لاحظنا كيفية عملية الترميم. إذ يُرسم، في بعض الأحيان، فوق الرسم القديم، بحث أن تختفي اللمسة الأصلية. وهذا ما تواجهه بعض من هذه اللوحات المرمّمة، فيجعل الشاهد أن يتردد ويشك في نسب هذه اللوحات إلى الرسام نفسه. لكننا كنا مقتنعين أن حوالي سبع لوحات هامة كانت من يد رسامنا الذي نبحث عن اسمه. لقد اكتشفنا بعض الخصائص في أسلوبه، مثلاً: افتقاره للتشريح الدقيق، وطريقته في رسم الوجوه، كما ان أكثر العيون كبيرة ومفتوحة، ورسم اليدين الخص، أو منظر طبيعي مع أشجار ونبتات محلية. ولكن على الرغم من هذه المحدودية، يعلم كيفية تقديم موضوع معروف بطريقة أصيلة غير متوقعة.
لنلقي نظرة على بعض من هذه اللوحات التي كانت معلقة في الكنيسة الكلدانية لمار هرمزد. في الواقع، كانت اللوحات المرممة في نفس مكانها الذي عُلّقت فيه قَبل يوم تجديد تكريس الكنيسة في حزيران2011، على يد المطران شليمون وردوني من بغداد. كان هناك رسم للربان هرمزد الذي يمثل شفيع الكنيسة، برفقة مار بثيون. والجدير بالذكر أن الكنيسة الكلدانية في دياربكر مكرسة لمار بثيون، لكن في كنيسة ماردين جُمع بين الشهيدين في لوحة واحدة(1). ومع ذلك، يلاحظ شيء غريب في لوحة الكلدان هذه، وهو أن ملابس الشهيد الفارسي، ألبسة خاصة لأساقفة الأرمن، إذ تشبه كثيراً طريقة رسم رداء القديس غريغوريوس المنور كما يظهر في لوحات متحف اتشميازين، حيث تعزى الصورة لرسام أرمني غير معروف من النصف الثاني من القرن الثامن عشر. حيث يرتدي مار بثيون رداء الكاهن اللاتيني. وفي أسفل الصورة يظهر التاريخ مع نقش الأسماء بالعربية والأحرف البسيطة ("هذه هي صورة الشهيدين مار هرمزد ومار بثيون صلاتهم وحمايتهم تكون مع كل واحد منا.1823").
بين الصور المختلفة المعلقة في هذه الكنيسة، تحفظ أيضاً صور من يد فناننا، تمثل مشاهد من حياة يسوع المسيح (سجود المجوس، والتقدمة في الهيكل، وفاة القديس يوسف)، وصور الشهداء (مارت شموني وأطفالها، ومار قرياقوس، والشهداء الأربعين من سبسطية).
وقد تمت إعادة رسم لوحة "سجود المجوس" من يد الرسام الشيشاني بطريقة شديدة، "لأن اللوحة كانت قد تضررت كثيراً جداً". هذا التصليح الشامل سبب صعوبة لاكتشاف اليد الأصلية في اللوحة. ذكرتنا الزخرفة في تيجان المجوس، بزخارف عرش الملك وتاجه في تلكيف، مع أشكال بيضوية صغيرة حمراء وزرقاء مثل اللؤلؤ، وكذلك السحابة السماوية على شكل نصف دائرة مع نجمة نازلة، إنها موضوع مألوف في لوحاته. تحفظ لوحة مماثلة في كنيسة الأرمن الكاثوليك في ماردين، التي علقت بالقرب من السطح، في هذه الكنيسة العالية جداً، حيث من المستحيل أن تُرى بوضوح، لكنها في حالة سيئة جدّاً. إن هذه الصورة هي الأصلية، ولوحة الكلدان نقلت منها. لكن لا يتبين أن الصورة الأرمنية "الأصلية" هي أيضاً من يد رسامنا، أو بالأصح هي صورة غربية مثل بعض الصور الغربية الأخرى التي تزين هذه الكنيسة؟ من المحتمل أن هذه الصورة الجميلة المتوازنة لا تعود إلى يد الرسام الذي نقلها لكنيسة الكلدان، لأنه غير ماهر جداً في التشريح ورسم الأعضاء. هذا المشهد مع، من اليسار إلى اليمين، القديس يوسف ومريم مع الطفل، أمام الملوك الثلاثة، إنه شعار البطريركية الكلدانية، التي تعود جذورها إلى هذه المناطق من دياربكر وماردين. ويحتمل أن هذه اللوحات ليست بدون علاقة بالحركة الكاثوليكية من ذلك الوقت.
في مشهد "تقدمة المسيح في الهيكل" تظهر لمسة الرسام مرئية أكثر. لكن ما يسترعي الانتباه هي فتاة صغيرة أمام المذبح، تقدم قرباناً من الحمامتين، عوضا عن مار يوسف. إنها تشبه الأميرة في لوحة مار كيوركيس في دير الموصل. ربما تمثل خادمة مريم كما ورد في الإنجيل المنحول. أما بناء الهيكل مع صلبان صغيرة على الأبراج، فيذكرنا بأيقونة كنيسة تللسقف. شكل مار يوسف ومريم العذراء، التي تقدم الطفل، يشبه شكلهما في لوحة "سجود المجوس". وهناك كتابة بالعربية تشير إلى نشيد شمعون: "الآن يا سيد أطلق عبدك بسلام لأن عيناي قد أبصرتا خلاصك". ولكن لماذا رُسم هذا المشهد في الكنيسة الكلدانية؟ هل متعلق بعيد شعبي مع الموكب، في الثاني من شباط ، وفقاً للتقويم الكاثوليكي الغربي؟
لوحة "وفاة مار يوسف" إنه موضوع نادر التقديم خصوصاً في التقليد الشرقي. إذ يجب أن يكون هناك سبب خاص لرسامنا أن يرسم مريم ويوسف، والآن مع يسوع إلى جانبهما. تشبه مريم العذراء إلى حد كبير تلك الموجودة في لوحة سجود المجوس. يسوع لا يبارك بأصابعه كما عند الأرمن. في هذه اللوحات الثلاث يبدو الرسام أنه يعطي بعض الأهمية للمار يوسف. ربما يرجع ذلك إلى كونه قديساً مفضلاً له في ذلك الوقت. يذكر بطاركة دياربكر بهذا الاسم، مثل البطريرك يوسف السادس أودو الشهير (1848-1878) في تلك الفترة. كما خصصت العديد من الكنائس لهذا القديس، مثل الكنيسة الكلدانية في ميافرقين (1892)، وكنيسة الأرمن الكاثوليك في ماردين (1894). مع ذلك يمكننا القول إن هذه اللوحات الثلاثة ترجع إلى نفس اليد، وهي يد الرسام "التلكيفي" الذي رسمها نحو سنة 1823، عندما رسم لوحة شفيع الكنيسة.
هناك 3 لوحات من يد نفس الرسام التي حققت في نفس الفترة الزمنية. اللوحة الأولى تمثل "استشهاد مارت شموني". إنه موضوع تقدم متكرراً في التقليد السرياني والأرمني(2). في هذه اللوحة يشهد الملك الحاكم الذي يأمر بقتل ولد، أمام الأم مع أولادها الستة. لكن تفاصيل الملك والجلاد والولد المذبوح تختلف تماماً عن طريقة تقديمهم في اللوحات العراقية. هل ترجع هذه اللوحة إلى ريشة "التلكيفي"؟ يظهر في هؤلاء الأشخاص يد مصلح غير ماهرة، وهي ليست يد الرسام الأصلي. في لوحة ثانية، تمثل "مار قرياقوس"، يظهر نفس الملك جالساً على نفس العرش ومع نفس الجلاد، لكن هنا يحكم على يوليطة أم الطفل قرياقوس. لكن في لوحة "مار قرياقوس" رسم شكل الأشخاص في طريقة أكثر طبيعية. من هذه المقارنة يمكننا أن ننتج ونقول: إن مصلح لوحة "مارت شموني" نقل أشخاص الملك والجلادين من لوحة "مار قرياقوس"، لكن بطريقة غير ناجحة، بحيث لم يظهر بعد اليد الأصلية الأولى، في حين أن يده تتبين أكثر في جهة اليمنى من لوحة "مارت شموني"، في تقديم شخص مارت شموني وسط الأولاد. مع ذلك يمكننا القول إن اللوحتين، لوحة استشهاد مار قرياقوس ومارت شموني هما ترجعان إلى رسام واحد. لكن هل هو نفس الرجل من تلكيف؟
أما اللوحة التالية الموجودة في الكنيسة الكلدانية، فتمثل مار قرياقوس(3). إن مار قرياقوس الطفل وأمه يوليطة من الشهداء المشهورين في الكنيسة الشرقية. أما اللوحة فقماشها بحالة جيدة، ورسم الطفل الكبير وسط مشاهد صغيرة عن مراحل الاستشهاد، تحمل سمات الفنان الأصلي. وهناك أمثلة بيزنطية وأرمنية حيث مشاهد من حياة القديس تشكل الإطار حول صورة البطل. لكن اتجاه المشاهد الخمسة الصغيرة تدلّ إلى نموذج غربي نقله الرسام. الجسد العاري للجلاد وللقديسة يشير أيضاً إلى هذا الأصل. من المحتمل أن الملك الحاكم الغريب يرجع أيضاً إلى مثل هذا المصدر. لكن يد "رسامنا" تظهر واضحاً في رسم الطفل ورؤوس الملائكة وخصوصاً في تقديم نفس الثالوث الأقدس كما لاحظناه في أيقونة تللسقف. نتيجة هذه الاقتراحات يمكننا القول إن لوحة مار قرياقوس تعود إلى يد الفنان "التلكيفي" وإن لوحة "مارت شموني" بالأصل أيضاً من يده، مع أن تقديم الملك الحاكم والجلاد العريان يرجعان إلى نموذج غربي.


كنيسة الشهداء الأربعين
ومار بهنام للسريان الأرثوذكس / ماردين
في اللوحة الثالثة المحفوظة في كنيسة الكلدان تظهر يد الفنان نفسه. تمثل اللوحة "استشهاد الجنود الأربعين"(4). يظهر في هذا القماش الكبير، أن الرسام كان يعرف طريقة التصوير التقليدي لهذا المشهد لكنه لا ينقله بل يرسم مشهداً جديداً غير معروف. إنه يشدد على الجندي الحارس الذي يخلع بزته العسكرية للانضمام إلى الشهداء في البركة المتجمدة. في هذا العمل يظهر الجندي من الجانب وفي حركة وجوه متوجه نحو السماء وكأنه يتكلم مع الملائكة الصغار، الذين يعدون له تاج الانتصار وثوب المجد، عوضاً عن الرداء العسكري. حتى تفاصيل الحذاء والأسلحة المتروكة رسمها بشكل جيد. ولا بد من التركيز على رؤوس الجنود الشهداء في الماء وخصوصاً واحد منهم، وهو الجندي الضعيف الصغير الذي يسنده الآخرون.
إن هذه المجموعة من اللوحات في الكنيسة الكلدانية هي من نفس الرسام، ويظهر فنه وشخصيته أكثر في اللوحات عن الشهداء من اللوحات عن حياة المسيح. فقد عمل في العشرينيات من القرن التاسع عشر، ولمجتمع كلداني متدين.

في ماردين تقع مدرسة الكلدان وهي حالياً تحت إشراف السريان الأرثوذكس، وتحفظ فيها بعض اللوحات وراء الزجاج، وأكثريتها من الحجم العادي (1 م x 0،5 م) ورسمت بنفس النمط كما رسم فناننا، لكنها أكثر حداثة، على سبيل المثال: لوحة "إيليا في العربة النارية" (المؤرخة سنة 1931)، و"عماد المسيح" (المؤرخة سنة 1931). لكن اللوحة الأكثر إثارة للإعجاب هو قماش كبيرة (حوالي 1.5 م × 2.5)، وتمثل ثلاث شخصيات بكامل طولها، مع بعض المشاهد الصغيرة على الجانب الأيمن منها. وتم الاحتفاظ بها وراء الزجاج، ومعلقة في الزاوية العليا للغرفة. ولكن لمسة الرسام تظهر واضحة في رسم الوجوه والأيدي واللباس. الأول على اليسار هو رجل عجوز يرتدي مثل الأسقف، حاملاً عود الصليب في يده اليمنى، والشخص الثاني هو شاب، مع الصولجان في يده اليمنى، لابساً غطاء الرأس العربي، ومزين بشوارب تركية. ثم الشخصية الثالثة هي فتاة شابة، يداها مطويتان على صدرها، مثل "أم الأحزان" أو "مارت شموتي" في اللوحة لكنيستها في ماردين. ساعدتنا المشاهد الصغيرة الجانبية لتفسير الشخصيات الرئيسية: في الأعلى: صورة صغيرة تمثل فارس شاب، وفي الأسفل صورة شابة جالسة في نوع من جرن العماد. فمن ثم الأشخاص الثلاثة هم مار متي الشيخ ومار بهنام الأمير والقديسة سارة أخته. إنه مشهد رائع وأصلي أصيل، يمثل هؤلاء القديسين الشهيرين عند السريان. لكن كيف وصلوا في هذه المدرسة الكلدانية الصغيرة؟ من المحتمل أنها نقلت إليها من مكان آخر (كنيسة مار ميخائيل؟) حمايةً في وقت الاضطهاد.
أهم كنيسة في ماردين هي في الواقع الكنيسة "الشهداء الأربعين" للسوريان الأرثوذكس، والتي سُميت أيضاً بـ"كنيسة مار بهنام" وهي كنيسة قديمة، وبما يخص الهندسة فهي من نوع الكنائس السريانية الديرية، على مثال الكنائس في طور عبدين. وقد تم ترميمها مرات عديدة، آخرها في عام 2010. أما كاهن هذه الكنيسة فهو علامة ومؤلف كتب عديدة باللغة التركية، بما يخص تقاليد طور عبدين. مع ذلك، لم يكن بإمكانه أن يقدم أي تفسير حول اللوحات التي تزين كنيسته. وتحتوي هذه الكنيسة على حوالي عشرة لوحات جميلة مرممة. وقد تم ترميمها في ورشة سريانية في اسطنبول. وعند دخول الكنيسة تبينت مباشرةً لمسة الرسام في لوحات معلقة على جوانب الأبواب الملكية، تمثل رجم مار أسطيفانوس، مع الملك الجالس على عرش الحاكم والجلادين الراجمين، بنفس الطريقة مثل تصويرهم في لوحة تلكيف. ومن بين اللوحات الأخرى التي من المحتمل انها تعود إلى يده هي: لوحة "عماد المسيح" (المؤرخة سنة 1822)، و"الصلب"، و"مريم العذراء مع الطفل" (المؤرخة سنة 1824)، وقماش كبير يمثل "الشهداء الأربعين". ويفتخر الأرثوذكس بهذه اللوحات ويعتبروها من ميراثهم الثقافي، لأنها تعبّر عن إيمانهم القوي.
إن لوحة "رجم أسطيفانوس" قريبة جداً من اللوحة العراقية بما يخص الترتيب العام والتفاصيل في ملابس الجلادين وصورة الملك الحاكم كأنه استُنسخ من النموذج العراقي. فيظهر أسطيفانوس راكعاً مع يديه ممدودتين على شكل صليب، حاملاً الهورار الشماسي. ولكن العنصر الذي يشير إلى لمسة الفنان العبقري هو حضور الملك الحاكم، وهو غير مذكور في أعمال الرسل، لكن الرسام نقله من مشهد مارت شموني أو مار قرياقوس إلى هنا. وهو أصبح عنصراً ثابتاً لمشاهد الشهداء. الأشكال البيضوية الصغيرة الحمراء والزرقاء التي تظهر على رداء الملك وعلى عرشه. وقد أُرخت اللوحة عام 1850، وحتى ذلك التاريخ كان الرسام يعمل في ماردين. لكن ربما بعد فترة قصيرة من ذلك هاجر الى منطقة الموصل. وما زلنا نسأل عن السبب الذي جعل الفنان يرسم مار أسطيفانوس في كنيسة "الشهداء الأربعين" للسريان؟ ويمكننا أن نجد نوعاً من الجواب في لوحة "الصلب" المعلقة في الجهة اليسرى من الكنيسة. إن لوحة "صلب المسيح" هي من أجمل اللوحات التي صدرت من يد هذا الفنان. ففي هذا المشهد أيضاً اكتُشفت لمحة عن هويته، إذ تحفظ بعض الأحرف بكتابة أرمنية قديمة في اللوحة مع العنوان المختصر: "يسوع الناصري ملك اليهود". كذلك على طرفي خشبة الصليب تُقرأ بعض الحروف بالأرمنية الكلاسيكية. فعلاً، تشبه النقش على أيقونة تللسقف. ويحتوي هذا المشهد على رموز لاهوتية ومشاعر معبّرة. ففي السماء تتبين السحابة على شكل نصف دائرة، وحتى وجود الأشجار الصغيرة. وهناك مشهد آخر للصلب، من يد الرسام نفسه موضوع في الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية في ماردين، وهو مؤرخ عام 1821. ومن الواضح أنه أنجز هذا العمل في وقت مبكر من حياته، كما يتبين من المشاعر المبالغ فيها. في حين أن لوحة "الصلب" في كنيسة الشهداء الأربعين هو عمل أكثر نضجاً، وغنىً في العمق الروحي. ومن المحتمل أن المرمم أيضاً ساعد على تحقيق هذه اللوحة الرائعة. ولكن الأهم من ذلك كله، أن هذه اللوحة تحمل نوعاً من التوقيع، وهو مختفي في رموز من الأحرف الأرمنية. فعلاً، ففي الجزء السفلي من الصورة، بجوار الجمجمة رُسمت أربعة حروف أرمنية مندمجة وهي ممكن أن تكون معنى مختصر لاسم "أستاذ أسطيفانوس". وهذا قد يفسر لماذا كان يحب رسم مشهد "رجم مار اسطيفانوس" معلقاً بجانب الأبواب الملكية في الكنائس.
أما لوحة "عماد المسيح" المؤرخ سنة 1822، فرُسمت خلال سنوات الشبيبة، لأن التشريح ما زال بدائياً، وخصوصاً في تقديم يوحنا المعمدان على التوالي في ثوبه القصير. مع ذلك ينزل الروح مباشرة من السحابة السماوية على رأس المسيح، رغم اسفنجة المعمدان. لقد ذكرنا مشهداً آخر يمثل "العماد"، في مدرسة الكلدان (لسنة 1931)، وهناك لوحة "العماد" الثانية للفنان، التي حُفظت في الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية في ماردين، مع كتابة عربية والتاريخ.
لوحة "العذراء مع الطفل" المعلقة عند باب الخروج، تحمل تاريخ التصنيع، مع كتابة باللغة العربية لكن مع حروف سريانية. حيث تحمل العذراء في يدها زهرة، وربما هي "الوردة غير القابلة للفساد"، والتي تظهر أيضاً على بعض الأيقونات المعاصرة من مناطق سوريا.
اللوحة الأكثر شهرة في ماردين هي بالتأكيد اللوحة العظيمة "للشهداء الأربعين"، وهي معلقة فوق باب المدخل في الكنيسة نفسها. وتنقسم اللوحة الواحدة إلى قسمين، لأن الرسام حاول أن يربط بين اسمي الكنيسة. فعلى الجانب الأيسر يشاهد فارس كبير الحجم، راكباً الحصان وتركب وراءه بنت صغير، وهو يتجه نحو مغارة في الجبل حيث الشيخ مار متي ينتظره، وتحت أرجل الحصان يركب 40 فارساً صغير الحجم، ثم في الجانب اليمين يسبح 40 جندياً في البحيرة المثلجة، وفوق يطير 40 إكليلاً للشهداء. وعندما يترك واحد منهم ويتوجه نحو الحمام، يأخذ الحارس مكانه. وبجانب البحيرة أيضاً يلاحظ حارسان آخران، وشكلهما يشبه شكل الحارسين في لوحة "مار قرياقوس" عند الكلدان. كما أن رأس حصان مار بهنام يشبه الرأس في لوحة دير مار كيوركيس. وخصوصاً رأس الجندي الشاب الضعيف الذي يسنده أصدقائه وسط المياه الباردة، فهو يشبه رأس الجندي الشهيد نفسه الذي رُسم في لوحة "الشهداء الأربعين" المحفوظة في كنيسة الكلدان في ماردين. وقد نُقل هذا المشهد عدة مرات على الستائر من قبل أسرة الهندي. وهناك المزيد من اللوحات المحفوظة في كنيسة "الشهداء الأربعين" في ماردين، من صور شخصيات البطاركة، وصور تمثل أسرار حياة المسيح، كما تلاحظ البعض منها في الرسومات على الستائر.
في كنيسة "مريمانة" للسريان الأرثوذكس في دياربكر حُفظت لوحات تم ترميمها في نفس الورشه حيث أُصلحت لوحات كنيسة "الشهداء الأربعين". إنها كنيسة قديمة حيث تمتد قبة مركزية على مسافتها كلها (على مثال كنيسة مار هرمزد للكلدان)، مع العديد من الذكريات التاريخية، حيث يشرف على بقايا مار ديونيسيوس بر صليبي، وقبر يعقوب السروج في مصلى جانبي في اليسار. تحفظ في هذه الكنيسة الجليلة بعض الأيقونات الحقيقية (تمثل "رقاد مريم العذراء"، و"الملاكين جبرائيل وميخائيل"، وأيقونة الحاج حيث تشهد "الأماكن المقدسة" في القدس مع تصوير قصة خشب الصليب)(5). وتحتوي الكنيسة أيضاً على نحو عشرة لوحات. ومن المحتمل أن البعض منها ترجع إلى يد نفس الفنان. فمن اليسار إلى اليمين علّقت أولاً لوحة "مار بهنام"، راكباً الحصان، و"استشهاد مار يعقوب"، و"أعجوبة مار برصوما"، وحياة "مار إيليا النبي"، و"مار افرام"، ثم صورة "مريم العذراء"، و"يوحنا المعمدان مع الحمل"، و"الرسولان بطرس وبولس"، و"ذبيحة إسحق". وفي المصلى الجانبي علّقت أيضاً صورة مريم العذراء، وصورة "الطفل يسوع مع القرص العالمي".


كنيسة مريمانة للسريان الأرثوذكس / دياربكر
أكبر لوحة تمثل مار بهنام بملابس الفارس، مع الصولجان، ولكن طريقة رسم رأس الحصان وجسمه تشبه بوضوح تلك الموجودة في منطقة الموصل. ويعقب عليه أحد عشر فارساً، مع أخته سارة في مقدمتهم. وفي جانب المشهد ينتظر مار متي الذي يحمل رمحاً للحفاظ على التنين في العالم السفلى. إن اللوحة مليئة بالحياة والقوة. تشبه إلى حد كبير تلك الموجودة في كنيسة الشهداء الأربعين. هذه اللوحة تحتوي على نفس الرمز للحروف الأرمنية الأربعة، التي تشير إلى اسم الفنان.

كنيسة القديس يوسف للأرمن الكاثوليك/ ماردين

لوحة "الطفل يسوع الذي يحمل القرص العالمي"، تحت شعاع الروح والسحابة مع الآب الجالس. موضوع أمام الطفل الكتاب المقدس المفتوح، مع رموز الآلام المخيفة خلفه. والملائكة الصغار يحلّقون. أما لوحة "استشهاد مار يعقوب" فتقدم رأسه المقطوع أمام مريم ويوحنا الإنجيلي، وهما يبكيان على الشهيد. وفي أعلى الصورة نلاحظ بعض المشاهد التي تمثل مراحل الإعدام، مع نص سرياني "هذا هو مار يعقوب أخو الرب". وإلى اليسار امرأة تقف بجوار عمود الإعدام، ويحمل اثنين من الملائكة بقايا الشهيد. ولكن من هو الشخص الضخم الواقف خلف مريم، هل هو الملك هيرودس الذي أمر بقطع رأس أسقف أورشليم، أم رجل نبيل يشرف على الدفن؟ أما الكتابة بالأحرف السريانية تشبه تلك التي تشرح مشهد "مارت شموني" في المخطوطة السريانية المذكورة لسنة 1851، ومع ذلك، فإن هذه اللوحة تحمل أيضاً نفس الرمز لإسم رسامنا.
أما لوحة "مار برصوما"، من المحتمل أنها تمثل قديس سرياني معروف من منطقة الموصل (375-457). وتوجد في مديات كنيسة على اسمه مع صورته. وقد ختمت اللوحة برمز إسم الفنان نفسه.
لوحة "النبي إيليا": رُسم النبي كأنه يحمل مفتاحين مع سيف، وحوله إطار من تسعة مشاهد عن حياته والمعجزات المعروفة من العهد القديم. وفي هذه اللوحة لم تظهر لمسة رسامنا الأصلي إلا من خلال رأس إيليا ورمز الاسم. أما النص السرياني التفسيري فهو غامض إلى الغاية.
لوحة "مار أفرام": تقدم القديس مرتدياً هورار الشماس السرياني، ويحمل كتاباً ومبخرة طقسية. مع وجود نص بالإسطرنجيلي وهو: "القديس أفرام للكنيسة السريانية". وقد كُتب فوق على النص السرياني الغربي. وفي المشاهد الجانبية الصغيرة الأحد عشر، سُجلت بعض الأحداث الأسطورية من حياة مار أفرام، من الفترة النصيبينية والرهاوية. ولا يمكن اكتشاف يد الرسام في هذه اللوحة.
لوحة سيدتنا "مريم العذراء الجالسة بين أسقفين" وهي تحمل طفلاً ضخماً. وعلى جنبها اليمين يقوم القديس غريغوريوس المنور (؟)، باللباس الليتورجي الأرمني المزيّن بأشكال بيضوية حمراء وزرقاء، وهي مؤرخة سنة 1844.
لوحة "يوحنا المعمدان". على الرغم من العنوان الرسمي الذي يُقرأ "يسوع مع الحمل"، فمن الواضح أن الشخص المصور هو يوحنا المعمدان. كما يظهر من ملابسه المصنوعة من شعر الإبل، تحت الرداء الأحمر للشهيد. ثم يجلس بين شجرة مع الفأس وبين برج السجن. فالرسم يحمل بوضوح يد الفنان. لوحة "الرسولين بطرس وبولس". إنها ليست ملهمة للغاية، ما عدا بالنسبة للبيئة المعمارية.
لوحة "ذبيحة إسحاق". هو لوحة لاهوتية عميقة. تحمل الكثير من الرموز، مثل الحمل والصليب، والنار. لكن لم تظهر فيها لمسة رسامنا. وحتى في اللوحات الأخرى من هذه الكنيسة لم تتبيّن فيها لمسة الفنان بوضوح، إلا في لوحة مار بهنام، التي رُسمت بنفس اليد التي أنجزت اللوحة الكبيرة في كنيسة "الشهداء الأربعين" في ماردين. وحتى لوحات مار كيوركيس في أطراف الموصل. من المحتمل أن نفس المرمم الذي عمل في كنيسة الشهداء قام بتصليح اللوحات في كنيسة مريمانة أيضاً، لكن لم يظهر بعد هل هو مجرد مرمم أو هو الرسام الأصلي نفسه؟
الكنيسة الأخيرة حيث تُحفظ مجموعة من لوحات نفس الرسام هي مار يوسف للأرمن الكاثوليك في ماردين. وهي كنيسة عالية جداً، مثل الحصن، مع جدران ضخمة ونوافذ صغيرة. بُنيت عام 1894 عندما بدأ التهديد للمسيحيين في جنوب تركيا. وهي خالية حالياً، ولم يُفتح الباب الرئيسي منذ عام 1965. وتحتوي الكنيسة على مجموعة من اللوحات المختلفة، معلقة بالقرب من السقف العالي وتتدلى سلسلة من 15 اللوحة، بحالتها الأصلية دون أن تمر عليها أية ترميمات، والتي رُسمت بنفس الأسلوب وبنفس الطريقة وباستعمال نفس المواد التي استعملها رسامنا المعروف. ومن المحتمل أنها تعود إلى وقت مبكر من شبابه لأنها مؤرخة في العشرينيات. ولكن على الفور هنا مشكلة: لأن الكنيسة بُنيت في عام 1894، واللوحات تعود إلى ما بين سنة 1820-1825. يظن البعض أن اللوحات كانت تنتمي الى الكنيسة الأرمنية الارثوذكسية، ونُقلت هنا خلال وقت الاضطهاد أو بعده (مجزرة سنة 1895 أو بعد 1915). لقد شاهدنا أن هذا الفنان الشاب الأرمني، عرف التقاليد الأرمنية الأرثوذكسية، كما تبين من لوحات القرن 18 و19. ولكن عندما زاد النفوذ الكاثوليكي في ماردين من الممكن أنه اقترب من الكاثوليكية. ومع ذلك، يجب أن نتذكر أنه في تلك اللحظة من تاريخ ماردين، نجح المبشرون الأجانب (الكبوشيون، والدومنيكان واليسوعيون) بجذب الكثير إلى الكثلكة. مهما كانت الأسباب التي أدت إلى نقل اللوحات، فإنها حالياً معلقة هناك، بانتظار استعادة لائقة قبلما تختفي بصورة نهائية. وهنا جدول اللوحات التي ترجع إلى يده، كما هي معلقة في الكنيسة من اليمين إلى اليسار: (1) مار يوسف (إنها نسخة لصورة غربية غير ناجحة)، (2) إيليا في مركبته النارية مع إليشع الذي يرفع يديه. في أسفل الصورة تتبين كتابة تفسيرية مع التاريخ. فمن الممكن أن اللوحة التي في مدرسة الكلدان، نُقلت واستُنسخت عن هذه اللوحة. (3) سجود الرعاة الذين يقتربون مع الهدايا إلى الطفل النائم بين مريم ويوسف. ففي السماء تظهر السحابة على نصف دائرة، مع رؤوس ثلاثة ملائكة صغار. إن اللوحة في حالة سيئة للغاية، ولا يمكن تحليلها بوضوح. (4) مريم العذراء مع الطفل الذي يحمل صليباً خشبياً بيده. حيث تمسك مريم بيدها اليسرى تفاحة. ربما تكون اللوحة نقلاً عن صورة غربية تمثل نفس الموضوع. (5) مرقس الإنجيلي مع الأسد. مثل صور الإنجيليين الأخرى المحفوظة في هذه الكنيسة، يقدّم الإنجيلي، وهو يكتب الإنجيل باللغة الأرمنية. ونلاحظ الفرق كبير بين رسم الإنجيليين في مخطوطة دير الزعفران المذكورة (لسنة 1851) والأيقونات السريانية المعروفة من هذا الوقت، وبين لوحات هذه الكنيسة، إذ يرسم الإنجيليين بطريقة حيوية، في حوار مع روح الإلهام، المشخّص في الحيوانات. (6) يوحنا الإنجيلي الذي رُسم كشاب جميل، وكأنه يسمع صوت النسر، الذي يحمل القلم في منقاره. (7) الإنجيلي لوقا مع الثور، والذي يركّز على كتاباته أكثر من الآخرين. (9) قصة "النبي يونان". يجمع في الصورة مشاهد مختلفة من حياة يونان بطريقة ساذجة، مع مدينة نينوى في الخلفية. ويونان الذي أُلقي من السفينة في البحر حيث ينتظره الحوت، وأخيراً يونان النائم تحت الشجرة. إن المشاهد معروفة منذ زمن الدياميس، ومن المحتمل أن هذه اللوحة كانت مستعملة في ميدان التعليم المسيحي للبسطاء. (10) أهم لوحة، معلقة إلى جانب الأبواب الملكية، تمثل "رجم القديس اسطفانوس". إنها اللوحة الأولى حول هذا الموضوع، والتي قدمها نفس الفنان وهو شاب. ويظهر فيها نفس الجلادين الذين شاهدناهم في لوحة تلكيف، ونفس الثالوث الأقدس الجالس في نصف سحابة دائرية، تماماً كما رأيناه في أيقونة تللسقف، وفي لوحات الشهداء في كنيسة مار هرمزد (ماردين)، ومار اسطيفانوس، مع إشارت الشماس: الهورار وحلق شعره على طريقة الدومنيكان، وهو يمدّ يديه بحركة التسليم، كما هو الحال في كنيسة "الشهداء الأربعين" (ماردين). ولكن في هذه اللوحة يرافق المشهد الرئيسي إثنين من المشاهد الصغيرة، على اليمين: القديس بولس الذي يراقب الأثواب، وعلى اليسار دفن اسطيفانوس. ونلاحظ غياب القاضي الملك الجالس على العرش، والاختلاف بين تقديم ملابس الجلادين وأربطة أحذيتهم. (11) لوحة "مريم العذراء مع الطفل وهي جالسة بين إثنين من القديسين"، وهما مار بطرس مع مفتاح واحد ومار بولس مع السيف. يعود ويكرر رأس مار بطرس في لوحة مار إيليا المحفوظة في كنيسة "مريمانة" في دياربكر. ربما كان هذا هو السبب الذي جعل الرسام يمثل النبي إيليا هناك مع مفتاحين. ويبدو أن مريم تحمل وردة، وهي "الزهرة التي لا تفسد"، المعروفة من الأيقونات السريانية. ويقدّم التاج الملكي على رأسها من قبل ملاكين. إن اللوحة تحققت بشكل جيد مع الألوان الدافئة ووجوه القديسين التي رُسمت بكمال. قد تكون اللوحة نسخة من نموذج أرمني أو سوري من القرن الثامن عشر. (12) "الإنجيلي متى"، مع الملاك، الذي هو الملهم له. لوحة "سجود المجوس" التي تم الإشارة إليها سابقاً، والتي لا تعود إلى يد الفنان بصورة أكيدة. (13) لوحة "معمودية المسيح" مع كتابة تفسيرية وتاريخ. ويبدو انها قد ألهمت للموضوع نفسه في اللوحة التي وضعت في مدرسة الكلدان في ماردين. (14) لوحة "النفوس في المطهر" والتي انقذت مريم العذراء وهي مرتدية الملابس الكرملية. لكن يتردد الشاهد من أن ينسب هذا العمل إلى رسامنا. ويعبّر هذا المشهد عن موضوع خاص بالعقيدة الكاثوليكية الغربية من ذلك الوقت، كما قدمه المبشرون الغربيون للأرمن الكاثوليك. وفي ما يتعلق باللوحة، يمكن اكتشاف شيء متشابه بين رسم النفوس في لهيب المطهر وبين الجنود في البحيرة الجليدية في اللوحات من ماردين. (15) لوحة "الرب يسوع المسيح بين الرسل الإثني عشر". إذ يحمل الرب الكرة الأرضية بيده إشارةً إلى إرسال الرسل إلى إنحاء العالم كله. وهو يقوم تحت سحابة على شكل نصف دائرة، حيث يرشد الروح القدس الرسل. ويشبه وجه المسيح وجه مار بهنام في لوحات ماردين ودياربكر. في الزوايا رُسمت رموز الإنجيليين الأربعة. وفي أسفل المشهد تُقرأ كتابة لبعض الكلمات الإنجيلية: "مَن هو عطشان، فليأت أليَّ... اذهب بسلام، مع نعمة الروح القدس والرب يكون معكم". (16) لوحة "الصلب"، مع الاختصارات الأرمنية على اللوحة المعلقة فوق رأس المصلوب، بحسب إنجيل يوحنا. وتكرار نفس الأحرف في لوحة الصلب في كنيسة "الشهداء الأربعين". وكذلك السحابة على شكل نصف دائرة، من خلف الصليب. ولكن مشهد "الصلب" في كنيسة الأرمن هو أكثر عاطفي ومثير. حيث تبكي مريم العذراء بصفتها "أم الأحزان"، إلى جانب المجدلية التي تقبل رجلي المصلوب. وقد أُقيم الصليب على مكان الجمجمة، حيث قبر آدم، الذي حصل على الخلاص بفضل دم رجلي المسيح الذي ينزل عليه. ويرجع تاريخ اللوحة إلى 1823. في الأسفل حُفظت كتابة عربية تقول: "أنت الذي يمر من هذا الطريق، وتأمل وأنظر إذا كان هناك ألم مثل ألمي". وقد زيّنت الزوايا الفوقانية برمزَي الشمس والقمر، وتشبه طريقة ركوع المجدلية، الطريقة التي يركع فيها مار اسطيفانوس في لوحات الرجم.
ختاماً: بعض الملاحظات العامة
1) في ما يخص الرسام، هويته وطريقة عمله. ربما كان الرسام شماساً في الكنيسة الأرمنية، كما يستنتج من رسوماته عن مار اسطيفانوس الذي كان يفضل تقديمه، وخصوصاً إذا كان تحليل رمز الاسم هو صحيحاً. ومن المحتمل أنه اكتشف في هذا الشهيد شيئاً يشير إلى مسيرة شعبه وإلى حياته الشخصية. لا بد أنه اختبر المصاعب كما مثّلها في وجوه الجلادين، وفي وقت لاحق، من إضافة الملك القاسي على عرش الحاكم.
إنه رسام موهوب، يعرف أمثلة نموذجية من التقليد الأرمني الأرثوذكسي، وعندما ينقل البعض منها، يقدمها دائماً بطريقة شخصية أصيلة. لكن لا يظهر أنه درس الفن التشكيلي بطريقة مدرسية بحسب التدريب الأكاديمي المناسب، لأنه لم يسيطر على تقنية رسم التشريح الدقيق بصورة كاملة. كما أنه لم يعرف فن رسم الأيقونات الذي ازدهر في وقته في سوريا ومصر، خصوصاً بما يخص مدرسة القدس. لكن على جانب آخر كان يستخدم نسخ صور غربية مستعملة في المحيط الكاثوليكي تكريماً للقديسين والشهداء. ومن المحتمل انه كان يمتلك ورشة بسيطة في ماردين، على الأقل لفترة معينة، لأنه استخدم المواد المتوفرة في البلاد الفقيرة، ويرسم على قماش رقيق، يتردى بسهولة. وربما أنه بدأ الرسم في بيئة أرمنية الأرثوذكسية، ولكن عندما أصبح معروفاً، طلبت منه طوائف أخرى بعض الأعمال الفنية لكنائسهم. فمن العجيب أن لوحاته الهشة قد نجت من كوارث 1895 و 1915. وأحياناً يحب أن يُظهر أنه أرمني، وذلك بإضافة بعض الحروف أو النصوص باللغة الأرمنية، رغم أنه يكتب معظم الكتابات بالعربية، وأحياناً بأحرف سريانية.
2) في ما يخص المحيط الثقافي الديني للفترة التي سبقت المجزرة الأولى لسنة 1895. فلا يمكن الحصول على فكرة صحيحة عن وضع المسيحية قبل ويلات 1895 - 1915. إذ تم القضاء على العديد من بقايا الآثار ولكن بمعجزة، حُفظت هذه اللوحات الضعيفة، مثل شهود صامتة تحمل لمسة من هوية المسيحية في هذه المناطق من اللحظة قبل التدمير الشامل.
قد اكتشفنا وراء هذه الأعمال الفنية العديدة، شخصاً واحداً على أساس استخدام نفس الطرق والأساليب، مع أنه يمكن الحديث عن "المدرسة"، أو يمكن القول بسهولة أن هذه اللوحات هي من أيدي فنانين مختلفين، الأول هو كلداني والثاني هو أرمني والثالث هو سرياني إلخ. وما زالت الأسئلة بدون إجابة ومفتوحة حتى الآن، لأن المطلوب هو القيام بالبحوث الميدانية من أجل اكتشافات جديدة. إن القصد من هذه المقالة هو جذب الانتباه إلى الأعمال الفنية المهملة والمحتقرة التي هي بالفعل في حالة تدهور واختفاء. ولحسن الحظ ، بذل السريان الأرثوذكس والكلدان من ماردين جهداً كبيراً للحفاظ على ميراثهم.
خلال هذه السنوات (1820-1890) عبر هذا الفنان الذي هو من تقليد أرمني عن نوع من الاتفاق والتفاهم بين الكنائس المسيحية في مناطق ماردين - الموصل، إذ إنه قدم رسوماته لكل الطوائف، وبحسب الذهنية الخاصة بها. وفي هذه اللوحات البسيطة يمكننا اكتشاف شخص كان بإمكانه أن يربط بين الكنائس بدون عنصرية أو تفرقة. فقد رسم نفس مار اسطيفانوس في كنيسة الأرمن والسريان والكلدان. كما أنه استعمل اللغات المختلفة، وتعجبنا من لوحة مار بهنام البارزة، وهو قديس خاص للسريان، في مدرسة الكلدان، ولوحة "الشهداء الأربعين" الخاصة بالبيزنطيين والسريان، في كنيسة الكلدان ...الخ. وفي لوحاته من العشرينيات برزت صور الإنجيليين، لكن فيما بعد أخذ يرسم القديسين المتعلقين بأسماء الكنائس، أو بالتقوى الشعبية لطائفة معينة. ثم المشاهد الكتابية (العهد الجديد: الصلب، مشاهد الطفولة، يوحنا المعمدان، المسيح مع الرسل، أو العهد القديم: ابراهيم، إيليا، يونان)، لكن عندما اقترب الخطر والتحدي، لم يرسم إلا الشهداء، لأنه من خلال مشاهد استشهادهم القاسية، حاول أن يشجع الشعب لتحمل الشدائد المعاصرة. وما زالت هذه اللوحات حتى الآن، شاهدة على الأمل رغم التدمير المخيف الذي حاول مسح المسيحية من هذه الأراضي المقدسة.
الهوامش
(1) استشهد هرمزد وفثيون في المنتصف الأول من القرن الخامس في أطراف كركوك. راجع كتاب أدي شير أسقف سعرد: سيرة أشهر شهداء المشرق، الموصل 1906، 2: 295-297. تحفظ أعمال هرمزد أحد نبلاء الفرس، بالأرمنية، كما ورد اسمه أيضاً عند ثيودوريطس القورشي، في التاريخ الكنسي 5: 39. لم نجد لوحات لهذا الرسام في كنيسة الكلدان في دياربكر، بدلاً من ذلك معظم اللوحات المحفوظة هناك هي من تقليد سرياني أو لاتيني
(2) في كنيسة "مارت شموني للسريان الأرثوذكس في ماردين، تحفظ لوحات عديدة، وبينها لوحة "أو الأحزان" التي ترجع إلى يد رسامنا، وكذلك لوحتان أو أكثر تمثل "مارت شموني"، أحدهما ربما تعود إلى فناننا، والأخرى هي من يد رسام معروف اسمه اسحق شماس هندي لسنة 1922، هناك أيضاً منمنمة قريبة من لوحات رسامنا، وهو رسم في مخطوطة سريانية لسنة 1851، والمحفوظة في خزانة دير الزعفران قرب ماردين. والجدير بالذكر أن الرسامين من عائلة هندي عديدين ومعروفين، وقد عملوا في المنطقة. وأسلوبهم أكثر حداثة ويختلف تماماً عن الطريقة القديمة (القرن 19). ابنة أخرى من هذه العائلة لا تزال على قيد الحياة، واسمها نصرت هندي. مثل شقيقيها وعمها، ترسم في الغالب على الستائر التي تغطي الأبواب التي تفصل بين هيكل الكنائس ومقدسها. هذه الستائر هي توضيح بصور عن الأسرار العظيمة التي تجري وراءه
(3) بحسب الأسطورة استشهد قرياقوس وهو طفل من عمر 3 سنين، مع أمه يوليطة (جوليت) في طرسوس عهد الإمبراطور ديوقليسيانوس، وعندما رفض الطفل اقتراب الحاكم إسكندر، قتله مع الأم. من المحتمل أن القصة تنسب إلى قرياقوس أسقف أنطاكيا (؟). يظهر أن في طور عبدين 4 كنائس مكرسة لمار قرياقوس، وكذلك في شمال العراق، مثل دير مار قرياقوس قرب قره قوش.
(4) سنة 320 منع الإمبراطور لوسينيوس المسيحية، و40 جندي في معسكر قرب مدينة سبَسطية الأرمنية (حاليا سيفاس في تركيا) رفضوا أن تركوا الإيمان وحُكم عليهم بالموت من خلال طرحهم في بركة مثلجة، واستشهدوا بمثل هذه الطريقة، ما عدا واحد منهم، لكن الحارس أخذ مكانه. يظهر الرقم 40 أيضاً في أعمال مار بهنام مع 40 رفيقا، وكذلك يُعرف 40 شهيدا فارسيا عهد اضطهاد شابور الثاني، راجع بيجان، الشهداء 2: 325-346. من المحتمل أن، في كنيسة الكلدان، اختلط بين شهداء الفرس وشهداء سبسطية المعروفين من الصور.
(5) تزيّن أيقونة مثلها كنيسة مارت شموني في ماردين، وكنيسة مار أشعيا في الموصل، ومطرانية الملكيين في بيروث إلخ. ومن المحتمل أن بعض المشاهد الصغيرة من هذه الأيقونة أثرت على فناننا، كما يتبين من لوحات "مار اسطيفانوس"، و"ذبيحة إبراهيم"، و"يونان مع الحوت"، و"مار إيليا".
__________________
fouad.hanna@online.de


التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 02-02-2015 الساعة 03:25 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-02-2015, 03:23 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,583
افتراضي



(1) بقايا لوحة مار كوركيس من الدير

(2) يوحنا المعمدان/ كنيسة قلب يسوع/ تلكيف (2) تفصيل من لوحة يوحنا المعمدان

(3) مار اسطيفانوس/ كنيسة القلب الاقدس/ تلكيف

(4) لوحة مار كوركيس/ كنيسة مار كوركيس/ الموصل

(5) استشهاد القديسة بربارة/ كنيسة القديسة بربارة/ كرمليس

(6) ايقونة مريم العذراء بين الشهيدين/ كنيسة مار يعقوب/ تللسقف
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02-02-2015, 03:23 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,583
افتراضي



(7) القديسان الشهيدان مار هرمزد ومار بثيون/ كنيسة مار هرمزد للكلدان/ ماردين

(12) مار قرياقوس/ كنيسة مار هرمزد للكلدان/ ماردين

(13) الشهداء الاربعون/ كنيسة مار هرمزد للكلدان/ ماردين

(14) مار بهنام بين سارة والشيخ متي/ مدرسة الكلدان/ ماردين


(15) رجم اسطيفانوس/ كنيسة الشهداء الاربعين للسريان الارثوذكس/ ماردين

(17) الصلب/ كنيسة الشهداء الاربعين للسريان الارثوذكس/ ماردين

(17) الصلب (تفصيل)/ كنيسة الشهداء الاربعين للسريان الارثوذكس/ ماردين

(17) الصلب (تفصيل)/ كنيسة الشهداء الاربعين للسريان الارثوذكس/ ماردين
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 02-02-2015, 03:24 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,583
افتراضي



(19) الشهداء الاربعون ومار بهنام/ كنيسة الشهداء الاربعين للسريان الارثوذكس/ ماردين

ستار مار بهنام والشهداء الاربعين للفنانة نصرت هندي/ ماردين

(20) مار بهنام/ كنيسة مريمانة للسريان الارثوذكس/ ديار بكر

(21) استشهاد مار يعقوب/ كنيسة مريمانة للسريان الارثوذكس/ ديار بكر

(25) مار افرام/ كنيسة مريمانة للسريان الارثوذكس/ ديار بكر

(30) مريم العذراء بين اسقفين/ كنيسة مريمانة للسريان الارثوذكس/ ديار بكر
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 02-02-2015, 03:24 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,583
افتراضي



(33) مرقس الانجيلي/ كنيسة مار يوسف للارمن الكاثوليك/ ماردين

(34) يوحنا الانجيلي/ كنيسة مار يوسف للارمن الكاثوليك/ ماردين

(41) رجم اسطيفانوس/ كنيسة مار يوسف للارمن الكاثوليك/ ماردين

(47) مريم العذراء بين بطرس ومار بولس/ كنيسة مار يوسف للارمن الكاثوليك/ ماردين

(47) الرب يسوع مع الكرة الارضية/ كنيسة مار يوسف للارمن الكاثوليك/ ماردين

(48) الصلب/ كنيسة مار يوسف للارمن الكاثوليك/ ماردين

(48) الصلب (تفصيل)/ كنيسة مار يوسف للارمن الكاثوليك/ ماردين
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:13 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke