Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-11-2021, 02:56 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,026
افتراضي الإنسان ابن ثقافته بقلم/ فؤاد زاديكى

الإنسان ابن ثقافته

بقلم/ فؤاد زاديكى


عندما تكونُ المطالعةُ منبعًا ثَرًّا للثقافة و مصدرًا لتحصيل المعرفة, فليس من شكّ بأنّ لها تأثيرًا كبيرًا و فعّالًا على المتلقّي و المتابع و القارئ, إنّ ولعي الشّديد بالمطالعة و حبّ قراءة الكتب و المجلات و الجرائد, التي كانت تصدر في أواسط الخمسينيّات من القرن الماضي, حتّى الفنيّة منها (عن المطربين و المطربات أمثال الموعد و المصوّر وسعيد فريحة وغيرهما) كأنّي أرى بها عشقًا كتبه الله على مصيري, فمتابعة القراءة و مطالعة الكتب بمختلف أنواعها, كانت نافذةً واسعةً وفضاءً رحبَ الأرجاء, فهي تنوّعتْ و تعدّدتْ واختلفت في مصادرها و أحيانًا كثيرة كانت متناقضةً, وهذا ما أكسبني المزيد و المزيد, فعليك أن تقرأ كلّ ما يمكن دون خوفٍ أو محاولات مَنع لأيّ سببٍ كان و إلّا, فإنّ ثقافتك ستبقى محصورةً ضمنَ إطار معيّن و محدّد, فلنْ تخرج عنه.
لقد اختلفتْ توجّهات قراءتي واهتمامات مطالعاتي, بمراحل العمر المختلفة, ففي البداية, و التي كانت أثناء المرحلة الابتدائيّة, انصّب اهتمامي على قراءة القصص الشّعبية (سيف ابن ذي يزن. حمزة البهلوان فارس العرب و الحجاز. عنتر ابن شدّاد. فيروزشاه ابن الملك ضاراب. رستم ابن زال. سيرة بني هلال. تغريبة بني هلال. قصة الزّير سالم. مجراوية الزير. ألف ليلة و ليلة وغيرها) تبع ذلك في مرحلة لاحقة إضافة كتب عن (طرزان. مؤلفات أجاثا كريستي. أرسين لوبين) ثمّ بعض كتب السّحر و التنويم المغناطيسي (شمس المعارف الكبرى. شمس المعارف الصغرى. مؤلفات الطوخي الفلكي المصري) وقد راسلت الطوخي الفلكي لأكثر من سنة, لتعلّم التنويم المغناطيسي عن طريق المراسلة.
بعد اعتناقي الماركسية – اللينينية, زاد اهتمامي بقراءة الفلسفة و السياسة والدّين, فقرأت (هيجل. ماركس. فورباخ. كانت. سبينوزا. لينين. ماو تسي تونغ وغيرهم) كما قرأت الفلسفة الوجودية و غيرها ممّا ظهر في ذلك الوقت أمثال (جان بول سارتر. ألبير كامو. سيمون دي بوفوار وآخرون) و في مجال الأدب أغلب ما جاء عن الكتّاب الروس (تورجنيف. غوركي. تولستوي. دوستويفسكي و غيرهم) كما ظهر لي ولع بمقارنة الأديان فقرأت ل( زرادشت. لاوتسي. طاو. كونفوشيوس. بوذا) وفي المرحلة الإعدادية وبداية مرحلة الدراسة في دار المعلّمين وخلالها تمّ التّركيز على كتب الأدب والشّعر فقرأت أمّهات الكتب العربيّة والمراجع و المعاجم (الأغاني للأصفهاني. معجم البلدان ياقوت الحموي. وفيات الأعيان لابن خلّكان. الطبري. المسعودي. البلاذري. ابن حوقل و آخرون) إلى جانب كلّ ما جاء في الشّعر الجاهلي و العبّاسي و الأموي والأندلسي و شعر المهجر و شعراء النهضة وكنت شديد الاهتمام و الشّغف بقراءة الشوقيات لأحمد شوقي حتّى أنّي حفظت الكثيرَ من أشعاره التي تمّ غناؤها من قبل موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب و أسمهان وغيرهما من المطربين, وكذلك أشعار (أحمد رامي) كما قرأت كثيرًا و بعمق عن (حمّادى الراوية) و(خلف الأحمر) اللذين إليهما يُنسب الكثير من الأشعار المنحولة, التي بين أيدينا اليوم. كما قرأت الكثير من كتب النقد الأدبي واللغة (طه حسين (في الشّعر الجاهلي). شوقي ضيف (الفنّ ومذاهبه في الشّعر العربي). ابن قتيبة الدينوري (الشّعر و الشّعراء). الجاحظ (البيان و التّبيين). قدامة ابن جعفر (نقد الشّعراء). القاضي الجرجاني (أسرار البلاغة). القيرواني (النّوادر والزّيادات). محمد ابن سلام الجمحي (طبقات الشّعراء) وآخرون) طالعتُ بولع مقامات كلّ من بديع الزمان الهمذاني و الحريري). أمّا دواوين الشّعر فأظنّ أنّي قرأتُ معظمها كما كتب الأدب (إبراهيم طوقان. حافظ إبراهيم. خليل مطران. نجيب محفوظ. يوسف السباعي. ميخائيل نعيمة. جبران خليل جبران. بولس سلامة. مصطفى لطفي المنفلوطي. جميل صدقي الزّهاوي. محمد مهدي الجواهري. عبد القادر المازني. عباس محمود العقّاد. عمر فاخوري. مارون عبود. توفيق الحكيم و آخرون كُثُر لا يَسعُ المجال لذكرهم)
بعد الانتهاء من الدراسة في دار المعلمين, صار لدي اهتمام كبير للغاية بقراءة التاريخ ومقارنة الأديان وحضارات الشعوب المختلفة و الكتاب الذي معي بالصورة هو ( معجم الحضارات السّاميّة لهنري عبّودي) وهو كتاب قيّم للغاية و برأيي فإنّ المعرفة لا تأتي من فراغ, بل هي محصّلة منطقيّة و طبيعيّة لجهد و مثابرة وتواصل مع كلّ ما يستجدّ في الحياة و الواقع من أفكار و روى و نظريات, لهذا يمكنني القول إنّ الإنسان هو ابنُ الثّقافة, التي يكتسبها, طوال مشوار حياته من خلال البحث و التقصّي و التحقيق و الدّراسة, فكلُّ كتاب هو عالَم مُستقِلٌّ بذاته, يحوي معارف و قيمًا و أفكارًا و تعاليمَ نحن بحاجةٍ ماسّة إليها, لتعلّمها و الاستفادة منها في مشوار حياتنا الطويل, واستخدامها عند اللزوم.
قد لا نشعر بنتائج فوريّة لمجمل هذه العملية المتفاعلة, من خلال المطالعة, لكنْ و من المؤكّد أنّنا نلمس ذلك بوضوح فيما يلي من الزمن, سواءً طالَ أم قَصُر, فالإنسان ومن واقع تفاعله مع الحياة و المجتمع و النّاس, و تعاطيه مع المستجدّ من الأمور, هو يكتسب أفكارًا جديدةً و معارفَ غنيّة و مفاهيم و آراء تجعل مهمّته في مواجهة الظروف و المواقف أسهل. إنّ بحر المعرفة, كلّما أخذتَ منهُ, يُزادُ عليه, فهو لا ينقُص البتّة.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:29 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke