المناضل الكبير.. الراحل ..يعقوب توما أبو شوكت ..!!.؟ كلمات وشعر / وديع القس

[وديع القس]

المناضل الكبير..


الراحل ..يعقوب توما أبو شوكت ..!!.؟ كلمات وشعر / وديع القس


ونفحةٌ من بقايا المسك ِ ترتحلُ
وقامةٌ من رجال ِ الفكر ِ تنتقلُ


تعطّرُ الارضَ بالأعباق ِ راسخة ً
وتمنحُ الجيل َ عزَّ الموقف ِ المثل ُ


ناضلتَ حبّا ً بروح ِ الحقِّ تحملهُ
كشمعة ٍ دائمَ الأنوار ِ تشتعل ُ


رسمتَ عمرا ً بعمق ِ الكون ِ نعرفه ُ
ولا يُقاسُ بتاريخ ٍ ولا أجل ُ


كقائدٍ يحملُ الآلام َ مبتسما ً
قربانُ فكر ٍ على الأوجاع ِ يحتمل ُ


تبلسمُ الجّرح َ للعمّال ِ مُتّضعا ً
وترفعُ الرايةَ الحمراء َ لا وجلُ


وفي المدارس ِ ربّانا ً تواكبه ُ
أجيالُ علم ٍ معَ الأضواء ِ تتّصل ُ


نذرتَ روحا ً لدرب ِ النّور ِ تحرقها
والروح لا تعرفُ الأتعابَ والمللُ


عند الوقيعة ِ كنتَ الصّرحَ والسّندا
وفي المحافل ِ فكرُ النّور ِ يبتهلُ


الشّعبُ يخسرك َ ، والأرضُ والوطنُ
والّحنُ تعزفه ُ ، أجيالك َ الأملُ


إنَّ الحياةَ وبعد َ الموت ِ تُكتتبُ
ومن مثالك َ ما ماتوا ولا رحلوا..!!


أيها الراحل الكبير :
دائما الخطوة الأولى هي الأصعب وهي الإنطلاقة الى متابعة الخطوات ..
وخطوتك الأولى في الحياة كانت صارخة و قوية رائعة و مغسولة بدموع الأنقياء من العمال والفلاحين والبسطاء.
أجل : لقد شدّكَ النّوروأنت في ربيع العمر لتصافحهُ ملتصقا ومحترقا ، بعد أن صافحت عيناكَ أطياف الأفكار فاخترتَ منها بياض الوجدان والعلم لترهن نفسك للنضال من أجل التقدم وتحقيق العدالة الإجتماعية والإنسانية .. حتى يصمتَ الجسد وكلّ الأشياء التي تحتَ الشّمس. لترمح بروحك بعيدا ًفي عالم الجمال والحبّ الّلامحدود زارعا ً جسدك بذرة طيب ٍ عطرة طاهرة في تربة النضال المقدّس.
أجل أيها الراحل : ما أجملَ تماهي الرّوح بالجسد ..؟ وما قيمة المبادئ والمقدسات إن لم تكن كالنهر الجاري تغسلُ نفسها باستمرار..؟وهذا ما رايناه جليّا ً في ثباتك وحبك للوطن والشعب لتقدم لنا وللأجيال أسمى آيات الكرم والشهامة. بإخلاصه النادر للإنسانية و المتفاني للرفاق والأصدقاء والمحتاجين ، إنتصارا للحبّ والجمال في حربه المقدّسة ضد القبح والضغينة .
رحل ولن يرحلَ .. ذاك العطر النادر الذي يترك آثاره أبدا في الوجدان..
رحماك يا أبا شوكت ..
رحماكَ أيها العزيز وبين أحضان الرب مهللاً أبدا.

وديع القس ـ !8 . 03 . 2018