10-03-2013, 09:10 AM
|
|
Administrator
|
|
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,026
|
|
إلى متى؟ و إلى أين؟ بقلم: فؤاد زاديكه
إلى متى؟ و إلى أين؟
بقلم: فؤاد زاديكه
منذ أيام يتمّ تداول فيديو على اليوتوب يظهر فيه الشيخ موسى الغنّامي و هو كاتب و باحث شرعي من منطقة الشرقية – الدمام, يعرض مكافأة مالية قدرها مائة الف ريال لمن يذبح أو يقتل الشبيح الذي قام بنتف لحية الشيخ السوري. و لاحظت حماسا منقطع النظير لدى ناشري هذا الفيديو ليصير إلى أكبر عدد من المشاهدين. و هنا يقف المرء عاجزاً عن التعبير للرد على مثل هذه السلوكيات و الفتاوى المريضة و التي تخالف جميع القوانين و الشرائع البشرية لأسباب كثيرة منها:أولا: أنها لا تدع مجالا للقانون ليأخذ مجراه و لو بعد حين.ثانيا نتف لحية رجل دين مسيحي أو مسلم لا تكون عقوبتها قتل الشخص الذي قام بالفعل لأن الدين الإسلامي يقول: "العين بالعين و السنّ بالسنّ و البادي أظلم" إذاً فإن قتل هذا الشخص المسيء هو خلاف لأوامر الدين بحد ذاتها.ثالثا: إن المسلمين يأخذون بكلام الشيوخ أكثر من أخذهم بكلام القرآن و الأحاديث و السيرة و هنا سوف تتسبب الناحية المزاجية (كما تسببت و لا تزال تتسبب) بمجازر كثيرة و بمآسي كثيرة و كان آخرها قتل المعارض التونسي شكري بالعيد الذي تمت تصفيته بسبب فتاوى من شيوخ مسلمين لأنه عبّر عن رأي حر و فكر غير متشدد.رابعا: مثل هذه الفتوى هل سيقوم بتنفيذها شخص ما بداعي الغيرة على الدين؟ فلو كانت لهذا السبب فما الداعي للمكافأة المالية؟ و إذا قام بتنفيذ الفعل (و هو بالطبع عمل إجرامي و إرهابي بامتياز) فهو سيفعله من أجل الحصول على المكافأة المالية.خامسا: هذه الفتاوى و غيرها تتعارض مع حريات الناس بالمطلق فهي لا تجيز قول أو فعل أي أمر لا يوافق عليه شيوخ المسلمين, و متى قام أحد ما بخرق هذه الحالة فإن سيف الفتوى جاهز للقضاء على حياته و ما أكثر المسلمين البسطاء الذين تنطلي عليهم مثل هذه الحيل, لأنهم مغسولو الأدمغة ينقادون كالأغنام بدون إرادة و بدون وعي و بدون عقل.في نهاية الأمر نقول بكل تأكيد سيشتمنا البعض كالعادة و قد تعوّنا على أساليبهم الغوغائية و يتهموننا بأننا نسبّ الإسلام و نتهجّم عليه, لكن كل هذه الجعجعة لن أكترث بها لأن من واجبي كشخص حر و عاقل أن أشير إلى مواطن الخلل فيما أراه و أصوّبه و إلاّ فما هي الغاية من وجود العقل؟ هل هو مخلوق كي نضعه على الرفّ خوفاً من هذه الفتوى أو هذا التهديد؟ لن أتوانى لحظة واحدة, كما لن أحيد قيد أنملة عن مبدئي في الحياة و هو القائل بعدم قبول غير المنطق و عدم الموافقة على كلّ شيء دون تمحيص و تدقيق و تقييم و دراسة و نقد.كلمة أخيرة إن هذا لهو أسلوب قرصنة و إرهاب علني و دعوة واضحة فاضحة و لئيمة إلى القتل و تشريع القتل كقانون كيفي باسم الدين و الشرع لا يترك أي مجال لتطبيق القانون. و هي فكرة هوجاء و تشجيع على أعمال القتل ليس هنا من منطلق الشعور الوطني بل للحصول على المكافأة المالية و هناك المئات بل الآلاف من المسلمين الجهلاء و البسطاء و المغرر بهم سيفعلون هذا من أجل المال. حسبي الله و نعم الوكيل فيك يا شيخ و فيك يا من تنشر مثل هذه الفيديوات. إنّ الله رحمة و ليس نقمة. إنّ الله تسامح و ليس انتقاما متى ستعودون إلى رشدكم؟ من حقنا كمثقفين أن نشير إلى موضع الخلل الذي هو يصبّ في مثل هذه الخانة و نحاربه لأنه ضد قانون الحياة و ضد إرادة الله. ليس من حق أحد قتل النفس البشرية أو دعوته لقتل أي أحد, مهما كانت الأسباب.
[IMG]file:///C:/Users/Fouad/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image002.jpg[/IMG]
رأس الشخص المفترض
__________________
fouad.hanna@online.de
التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 10-03-2013 الساعة 09:15 AM
|