Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الأزخيني > ازخ تركيا > شخصيات و رجالات

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-09-2019, 08:08 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,567
افتراضي مَن هو إيشوعايى؟ بقلم فؤاد زاديكى

مَن هو إيشوعايى؟


بقلم فؤاد زاديكى

إيشوعايى رجلٌ من رجالات آزخ العِظام, كان له حضورٌ لافت و تأثيرٌ كبير على المجتمع الأزخيني من خلال تديّنه و الصفة التي ميّزه الله بها و هي معرفته المسبقة لِما يأتي من الأمور و الأحداث, و كان هذا الجانب من شخصيته هو الذي أكسبه شهرة كبيرة في آزخ, إنّه جدّ ببّو الخياط (ببّي مراد) بلغ من العمر طويله كان ذا قامة طويلة وعلى محيّاه تبدو واضحةً علامات الهيبة و الوقاريعتمد على عكّازه (كوپَاله) شأنه شأن أغلب رجال ذلك العصر وكأنّ الكوبال كان دليلًا للشخصية القويّة أو السّند الذي يعتمد عليه حامله, و كان جدّي من والدتي المرحوم (يونو جمعة آدم) هو الآخر يحمل كوپَالًا ضُرب به المثل فقيل كوپَال يَونو جِمعة و شاع خبرهذا الكوپَال في جميع القرى والبلدات المجاورة لأنّه كان يزن حوالي 7 أرطال (رطولِهْ) والرّطل يعادل تقريبًا 300 غرام. كان يتمّ استخدام العكّاز (الكوپَال) لأغراض كثيرة منها الاستناد عليه و منها استخدامه في الدّفاع عن النّفس و منه استعماله في غرض ضرب الآخر اثناء شجار يقع كما يتمّ استخدامه كمعين للبحث عن حاجة ما أو استطلاع ما بين أوراق الشجر المتساقط على الأرض أو الأعشاب أو غيره للكشف عنه مِنْ حالة وقوف دون اللجوء إلى الانحناء.

عُرِف إيشوعايى بحكمته ونظرته الثاقبة لمجريات الأمور وتحليله المنطقي للأحداث الجارية بوعي وفهمٍ و معرفة منحه الله هذه الصفة التي قلّما تجدها في كثيرٍ البشر, جميع هذه الصفات الحسنة جعلته رجلًا محترمًا في آزخ وجوارها يُحسب له ألف حساب إذ كانت تتمّ استشارته والاستعانة بخبرته و معرفته عندما تتعقّد بعض الأمور و تصعب الحلول, فذاع صيته بين الرجال كرجل له ميزة يختلف بها عن غيره من أقرانه.
كان هذا الرّجل يتمتّع بما يُسمّى اليوم الحاسّة السّادسة وكان ذلك على هيئة إلهام يتحدّث عن أمور قبل حصولها وعن أحداث ستقع قبل وقوعها ومن أشهر ما رُوي عنه قوله المأثور و الذي ذهب مثلًا لا زلنا نردده لغاية هذا اليوم, لقد توقّع حصول غزوة الميركور (التي وقعت في سنة 1834 م) و إن لم يكن سمّاها بالاسم إلّا أنّه قال وهو يتحسّر على آزخ و ما ستصل إليه أحوالها ويصبح إليها مصيرها " پَپُّوكِه آزخ حَجيركِهْ تِيسيرونْ تِتُوت و حاصِلْكي تيروحْ لمَوصِلْ و عمايتْكِهْ تيصَلون لراونْدِز" وجاءت نبوءته هذه قبل حديث الشماس عن هذا الحدث بسنوات طويلة حين غزا المِيرِهْ كور (الأمير الأعمى) محمد باشا الراوندوزي (1783 - 1837م) آزخ بتشجيع من أميري البوتان في جزيرة ابن عمر (سيف الدين وأخوه بدرخان) حين زحفوا جميعًا على آزخ وغزوها بقوة السيف واستباحوا البلدة وقتلوا العشرات من آزخ و إسفس ثم أسروا الفتيات والنساء وبعض الرجال أخذوهم معهم وساقوهم كسبايا إلى راوندوز سنة 1834 م وقد دخلت هذا السّنة في سجلات تاريخ آزخ كتأريخ لهذه السّنة فقيل (سنة الراوندوز ويقصد 1834م) ويروي أجدادنا أنّ رجلًا سريانيًّا من ديار بكر يُدعى الخواجا يَوسِيف (يوسف) ذهب إلى راوندوز لمقابلة الأمير محمد باشا و كان هذا الرجل غنيًّا أحزنه ما حصل لشعب آزخ على يد الميركور طالبًا مقابلته وعرض عليه فدية ماليّة مقابل الإفراج عن بعض هلازخ الذين تمّ سبيهم إلى راوندوز بحجة أنّ بينهم من راح بيته لميرات (أي لم يعد له وريث و لا من يُبقي استمرار نسل العائلة) وكان من الذين اشتراهم الخواجا يوسف كلّا من خلف أبو يوسف نيسان ودَدَّه مليحَة أم خوري حنّا و يوسفكو بن مرادِه بَسِّهْ وذكر لي المرحوم كپران توما صليبا أنّه رأى هؤلاء بعد الإفراج عن أسرهم و عودتهم لآزخ و تحدّث معهم عن الظروف التي رافقت اعتقالهم و حياتهم هناك لغاية الإفراج عنهم, كما ذكر لي جدي المرحوم قرياقس يونو جمعه و الذي كان عسكر فرنسي (بوليس سرّي) في العراق أنّه التقى بعض النسوة على العين في الموصل و راوندز و عرف من لهجتهن أنّهن آزخيّات فسألهن من أين أنتنّ بالأصل؟ أجبنه من آزخ و روين له الحكاية فقال لهم إنّي أزخيني فسُررن غاية السرور و طلبن منه أن ينتظر قليلا لكي يأتين بأولادهن من أجل التعرّف عليه على أساس أنّه خالهم لكونه أزخيني وفعلًا رأى الشباب والتقى بهم وحكت الأمّهات عن ظروف قدومهن إلى هنا وقلن للشباب (أبنائهن) إنّ هذا الرجل هو خالكم. و في حكاية أخرى قام قام البطل الأزخيني العمنوكي إبراهيم عمنو برحلة شاقّة تخللتها مخاطر كثيرة من أجل تخليص أمه الدّادَه أوسي و أختيه من السبي وكان من جملة من تمّ أسرهم جدّة ببّو اسطيفو و دادَه مليحة أم الخوري حنّا و غيرهم. استطاع من خلال ذلك إنقاذ أمه و أختيه من أسر الراوندوز في قصة بطوليّة طويلة تحدّث عنها بالتفصيل الأستاذ (أفرام كبرو مراد) أبو غاندي في روايته (الوصيّة و السّبي الأكبر).
بالعودة إلى ما قاله إيشوعايى (وهي صفة أطلقت على اسم إيشوع للتحبّب, إذ كان اسمه إيشوع مراد) في نبوءته عن آزخ فإنّي سأقوم بشرح مفردات الكلام الذي ورد على لسانه ليصبح واضح المعنى خاليًا من الإبهام
پَپّوكِهْ: للمفرد المؤنث و پَپّوك: للمفرد المذكّر و الجميع پَپّوكين ومعناها مسكين, رَبّنو. درويش. يستحق الرّثاء وهي عبارة تحمل معنى الحزن والأسف لِما وصل إليه هذا الشخص من هذه الحالة التي يُرثى لها وكذلك الإشارة إلى الخسارة التي وقعت له.
حَجير: جمع حجرة ونحن نقول حَجَرَ في حَجرة والجمع حجار وحَجير. كومِتْ حجير
تِيسيرون: سوف يُصبحون, سيصبحون, سيتحوّلون إلى...
تِتوت: جمع لكلمة تِتّ وهو أصغر جزء من الحجرة وفي هذه الحال فإنّ الحجارة الكبيرة لآزخ سوف تتحوّل إلى شبه رماد (حجارة صغيرة أو بِغرايات) والتِتّ أيضًا گِلِّهْ وكلمة تِتّ قد نقولها كذلك عندما نريد طرد كلبٍ بمعنى أُغرُب. انقلِعْ. وهي بمعنى آخر.

حاصلكي: كلّ محصولك ونتاج غلالك ومنتوجك
تيروح الموصل: سيتم تسويقه إلى الموصل ومن المعروف أنّ نهر دجلة الذي يصله السفان بآزخ يمرّ من آزخ إلى مدينة الموصل في العراق وكانت الكَلَكَات (مفردها كلك: وهو عبارة عن وعاء من الجلد يتم نفخه بالهواء وتوضع له أرضية من الخشب كي يطفو على سطح الماء تم استخدامه قديمًا في نقل الأشخاص والبضائع عبر الأنهار) هي وسائل النقل البحري من آزخ على الموصل عبر نهر دجلة
عمايتكِي: (عميانك) المقصود بها سباياك والأسرى الذين سيتم سوقهم من آزخ إلى مدينة راوندوز عاصمة الأمير الأعمى محمد باشا الراوندوزي الكردي السّوراني.
وعُرف عن بعض رجالات آزخ حضور هذا الإلهام حيث أنّ الشمّاس اسطيفان كان هو الآخر يملك مثل هذه الموهبة الربّانيّة حيث كان يتوقّع حصول الأمر قبل وقوعه, وفي تاريخ حياته شواهد كثيرة على صحّة ما نقول. رحم الله الرجل الأمين والوفي والحكيم إيشوعايى (إيشوع) وجميع رجال آزخ الذين سطّروا بشكل أو بآخر مواقف مشهودة لهم رفعوا فيها من معنويات الشعب في آزخ ونالت آزخ بفضلهم حظوة كبيرة بين سكّان جميع قرى المنطقة والبلدات المجاورة.
بكلّ أسف لم نستطع الوقوف على تاريخ ميلاده و لا وفاته و كلّ ما قيل أنّه عاش قبل عصر الشماس اسطيفان بن بازو والذي امتدّ من 1770 – 1834 م غير أنّ حكمته التي عُرِف بها ومعرفته بالأمور وتَنَبُّأه ببعض ما سيحصل بقيت من أكثر الأمور الدالّة على وجود هذه الشخصيّة المميّزة, وربّما لولاها لَما ذُكِر اسمه ولَمَا تمّ تناقل الحديث عنه ولَما عرفناه.
__________________
fouad.hanna@online.de


التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 30-09-2019 الساعة 08:26 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:25 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke