Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الديني > المنتدى المسيحي > موضوعات متنوّعة

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-12-2007, 02:28 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,767
افتراضي الحقد الدفين في تعذيب و قتل المسيحيين 8

الحقد الدفين
في تعذيب و قتل المسيحيين
8

التعميم غير منصف و غير عادل
يوجد بعض المسئولين الأتراك الذين لم يشاركوا في هذه الجرائم بل وقفوا موقفاً معارضا منها و لم يلتزموا بتنفيذ الأوامر المعطاة لهم بهذا الخصوص مثل( حيدر باش)والي الموصل الذي كان بدوره تابعاً للسلطنة العثمانية فقد رفض أوامر (خليل باشا) قائد الجيش السادس و عامل المسيحيين بالحسنى, على العكس من بعض الولاة مثل (رشيد بك) والي ديار بكر الممسوخ الذي أذاق المسيحيين الويل و الفظائع. كما أن الشيخ (فتح الله العينكافي) المعروف بدماثة الأخلاق وحسن السلوك والسيرة،فإنه حين سمع بحجز مجموعة من أطفال المسيحيين في زريبة للحيوانات ثار على مرتكبي هذا الفعل الشنيع و قام بإطلاق سراحهم و قام بتسليمهم إلى مسيحيي المدينة و كان من بين علماء المسلمين القلة الذين رفضوا إصدار فتاوى تخالف تعاليم الدين الإسلامي نذكر منهم أيضا الشيخ (نوري السردحلي) من قرية سردحلة و الأستاذ (أحمد حلمي) مفتي جزيرة ابن عمر و لعلّ هذا الموقف النبيل من هؤلاء الشيوخ و العلماء الأفاضل منع أكراد البوتان من المشاركة بأعمال الإجرام و القتل التي قامت بها غيرهم من العشائر الكردية في كثير من المناطق كما ورد و يرد في هذا البحث. و من المعروف أنّ الآغا (جميل جتو)من آغوات منطقة غرزان اقترف أبشع الجرائم بحق مسيحيالمنطقة. فيما كان أكراد مناطق البوتان مسالمين لم يتعدوا على المسيحيين المتواجدين في مناطقهم بينما سيلعن التاريخ ألف مرة أشخاصا مثل:(حلمي بك)حاكم سعرت و (أنيس بك)قائمقام المدينة(حاميبك)مديرالبلدية و (حمدي بك) قائد الشرطة و (أمين بصري)ضابط الجندرمة و(عليأفندي) ضابط و الكثير من شخصيات المدينة. كما أنّ الزعيم العشائري (نايف مصطو) أحد زعماء عشائر ميران قام بقتل غالبية أهالي فيشخا بور عام 1915. وكذلك مجازر (إسماعيل آغا) (سمكو) في منطقة اورميا. ومدينة دياربكر. كما لن تنسى جرائم الملازم (أحمد نازو) المارديني الذي فتك بالمسيحيين دون رحمة. و الملازم (بحري) في قرية (نافيان)الذي بدوره فتك بالمئات من أبناء شعبنا المسيحي دون أيّ وازع من ضمير, و كذلك قتل من أهالي بيشابور الكثير جداً بحيلة و خديعة لئيمة. و لن ننسى أفعال و جرائم (محمود مارديني) و جرائم (قدور بك) المحلّمي على أبناء شعبنا المسيحي الآمن. و من المثير للحزن أكثر من غيره أن الكثير جدا من عشائر المحلّميّة الذين يرجعون في أصولهم الأولى إلى المسيحيّة كانوا من أكثر و أشدّ الناس الذين فتكوا بالمسيحيين في مناطق تواجدهم و اعتدوا عليهم بشتّى الوسائل و الطرق و هذا ما لا يمكن فهم أيّ سببٍ له و لا مبرّر!!؟؟ و لن ننسى جرائم (علي سكفان) من هرمس في هجومه الشرس مع رجال عشيرته على دير الصليب حين باغتوا الحرّاس ليلا و قتلوا جميع من كان في الدير حيث غافلوا سكان الدير.
و يقول الكاتب و المؤرخ الكلداني (نوري إيشوع مندو) في مقالته المطولة بعنوان "رحلة حج إلى الأبرشيّات السريانيّة" التي قام مشكورا بنشرها في المنتدى السرياني من موقعنا: ويتحدثالمطران (إسرائيلأودو)في مذكراته عن الشخصيات التي ارتكبت الجرائم بحق مسيحيي ماردين وجوارها": مع بداية المذابح كان متصرف ماردين يدعى حلمي باشا، هذا الرجل الشريف رفض بشكلقاطع أوامر رشيد والي ديار بكر ورد عليه بشجاعة: لست رجلاً بلا ضمير، وليس لي ماألوم به مسيحيي ماردين، ولن أنفذ أوامرك ما حييت, وبعد أيام أقيل من منصبه وعينبديل عنه شفيق بك, وهذا أيضاً لم يقبل بالمظالم التي كانت ترتكب وعارضها بشدة،فأقيل من منصبه بعد أربعين يوماً, وعليه شكل رشيد والي ديار بكر لجنة خاضعة لهمباشرة مؤلفة من: عارف أفنديرئيس المحكمة الجنائية. توفيق بك. هارون قائد الشرطة.محمود مدير شرطة ماردين, وقد عين بدر الدين بك متصرفاً بديلعن شفيق بك، وفي عهدهمجرت هذه المظالم.
كما أن وهبت بكقائمقام صْور قرب ماردين، الذي استضاف في منزله ومزرعته قرابةمائتيمسيحيأغلبهم من النساء والأطفال، افلتوا من القوافل التي كانت تمربماردين, وقد أبدى شجاعة كبيرة للقيام بهذه المهمة الإنسانية الحميدة، في وقت كانتتسود البلاد موجة من الإرهاب والاضطهاد. وبعد هدوء العاصفة, تركهم وشأنهم، فغادروامن عنده شاكرين أريحيته وشهامته. ويقال أنمحمودمدير شرطة ماردين قام بقتلالمطران (مالويان) بيده، وهناك من يقول أنممدوحبكقد قتله بمسدسه بعد أن رفض المطران مالويان جحد إيمانه واعتناق الإسلام حسبدعوة ممدوح.
ما يحصل اليوم من تعذيب و اضطهاد جديد
ليس من العقل و لا المنطق في أيّ شيء أن يقف العالم أمام ما يجري من تحضيرات لتصفيات جديدة بحق المسيحيين في الشرق العربي و العالم الإسلامي هذه الأيام بدءاً من العراق و مروراً بمصر و باكستان و لبنان و غزة و إيران و تركيا و غيرها من البلدان التي تسعى إلى تطبيق الشريعة المحمدية في القضاء على المسيحيين, فلا يكاد يمرّ يوم دون أن نسمع جديدا من هنا و من هناك على شكل فتاوى مريضة و تصريحات خطيرة تدعو إلى القتل المباشر للمسيحيين دون خجل من أن هؤلاء الطغاة يعيشون في القرن الحادي و العشرين!
إننا لو استعرضنا ما صدر على الساحة الإسلامية من تهديدات و تصريحات و التي لا تحمل إلا الحقد و لا تعرف غير لغة الانتقام, لعرفنا كم هو حجم الخطر الذي يتهدد المسيحيين و قد يحاول البعض التعتيم على مثل هذه الأفكار السوداء في القول بأنها صادرة عن أشخاص في حين لا يجرؤ على نقدها أو التصريح بأنه لا يجوز مثل هذا!
لا توجد في العالم الإسلامي حرية دينية على الإطلاق و هي حرية مشبوهة تخدم المسلمين فقط و هي من حقهم أما الآخرون فلا حقّ لهم, و حتى لو قيل أن لهم حقوقاً فإن ذلك يظلّ حبراً على ورق ليس إلا, فهو لن يرى النور, كما لن يتساوى أبداً المسلم و المسيحي في المحاكم أمام مثل هذه القوانين الجائرة السائدة في هذه البلدان الأصولية. في مصر تقوم الشرطة بالمشاركة في التعديات على الأقباط و يتم ذلك بمعرف أكيدة من قبل السلطات الحاكمة فتغض النظر عما يجري و متى استفحلت الأمور تدخلت الشرطة و حاولت قمع الطرف القبطي و ترك حرية التصرف و التعدي للمسلمين.
إن أخطبوط فكر الإخوان المسلمين استفحل خطره و امتدّ إلى سورية و الأردن و غزّة و لبنان بشكل لم يسبق له مثيل و هو يهدد كل الكيان المسيحي في الشرق, فمقولة أن لا حلّ إلا بالإسلام لهي مقولة مريضة فكريا و معتوهة عقليا و مرفوضة أخلاقياً, و ليس الإخوان المسلمون وحدهم الخطر الأكبر على مسيحيي الشرق بل أن بعض الحكومات التي أصدرت قوانين جائرة بحق غير المسيحيين في بلادها مثل الجزائر التي قامت بإصدار و تطبيق ما يسمى" قانون ممارسة الشعائر الدينية" حيث لا يسمح هذا القانون للمسلم أن يغيّر دينه و متى غيّره فهو سيتعرض لعقوبة السجن و ربما التشجيع على القتل. أين تطبيق مقولة "لا إكراه في الدين؟" أم أنها هي الأخرى حبر على ورق و هي كالمطاط يتمّ شدّه و مدّه بحسب مصلحة الجهة التي أصدرته و لتحقيق الغاية غير المنصفة منه؟ و لولا تشديد العقوبات و لهجة الإنذار التي يمارسها الغرب و أمريكا ضد بعض الدول لكان الأمر قد ذهب إلى ما حصل في تركيا أيام الفرمان الأسود. إننا لا نزال نسمع بين الفينة و الأخرى نباح أصوات مرتفعة من هنا و هناك من الوسط الديني الحاكم و المتحكم على غرار فتاوى و تصريحات الدكتور (عمارة و القرضاوي و أبو قتادة و ابن القعقاع و أسامة بن لادن و الظواهري و كشك و الشعراوي و حاتم الرزّاق أو حتى الشيخ الهلالي صاحب دعوة (اللحم المكشوف) في أوستراليا حيث أشار إلى أن الرجال لا يستطيعون لجم عواطفهم و غرائزهم الجنسية, و كأنّ الإنسان صار حيواناً يخضع لغريزته و يترك العقل المتحكم جانباً دون عمل أو تأثير إيجابيّ فاعل, ليقوم بالهجوم على فريسته (اللحم المكشوف) و كأنّه في هذا يبرر الزنى و التعدي و الاغتصاب الذي من الممكن أن يحصل من جراء ذلك! و غيرهم من أئمة الكفر و الفساد و الإلحاد الديني و الإرهاب الفكري و الجسدي و النفسي و الإعلامي, الذين يصرون على مقولة "اسلمْ تسلمْ" و يحاولون تطبيقها بشتى الوسائل.
إن شخص المسيح مبجّل في القرآن أكثر من النبي (محمد), و قد قال عنه القرآن الشيء الجميل و نعته بأوصاف لم يحظَ بمثلها بشر كتكريم و منها:"المسيح آية للناس و رحمة منا (من الله) و كان أمراً مقضيّا" سورة النساء 171 و "تكلّم في المهد" سورة مريم من 24 لغاية 33 و سورة المائدة 110 و "مبارك أينما كان" سورة مريم 31 و "صانع المعجزات الرقيب" سورة المائدة 117 و " إنّي متوفّيك و رافعك إليّ" سورة آل عمران 55 هل يريدون أكثر من هذا؟ فلماذا لا يحترمون الشعب الذي يدين بدين المسيح؟ و ما الداعي و الدافع و الهدف من أن يدعوا هؤلاء الشيوخ و الملالي من مساجدهم في العالم الإسلامي و كذلك في تلك التي أقيمت لهم في أوروبا، إلى الحرب ضد أوروبا المسيحية, و ينادوا بالجهاد و يملئوا الجوامع و المساجد بالمتفجرات و أسلحة الفتك, و يخفوا الإرهابيين عندهم و يتستروا عليهم و يشجعوهم, بل هم يخططون لهم و يطلبون منهم القيام بأعمال إرهابية و تخريبية ضد المصالح المسيحية في البلدان التي يعيشون من خيراتها و غيرها من بلاد التحضر الفكري و التمدّن الإنساني, و هم يعيشون مرتزقة على الفتات الذي تقدمه لهم الدول الغربية "المسيحية" هاربين من بلدانهم التي ينتظر أكثرهم فيها الموت و السجن! لا أعتقد أن جميع الحق يقع على هؤلاء المجرمين بل على الغرب و صنّاع القرار فيه, عليهم أن يفيقوا من سباتهم و أن يدركوا مدى الأخطار القادمة لهم من العالم الإسلامي الذي لبس عمامة الجهل و تقلّد بسلاح الحقد ليرسم خارطة جديدة للعالم تعيدنا إلى الوراء لأكثر من 1400 عام! ثم ما بالكم لو قيل لهؤلاء الذين يعيشون في الغرب و على حساب الغرب عليكم مغادرة هذه البلدان فوراً, تاركين وراءكم كلّ شيء دون أن تأخذوا معكم حاجة؟ ماذا كان المسلمون سيقولون عن الغرب المسيحي؟ ثم لماذا نراهم جميعاً ساكتين عمّا يجري في العراق من تهديد و إرغام المسيحيين على ترك بيوتهم دون أن يأخذوا معهم أي شيء؟
إن ما يتعرّض له أقباط مصر منذ عام 1972 و لغاية هذا اليوم لهو عار في جبين كل من يدعي الإيمان في مصر المسلمة, إذ يتمّ التعدي على الفتيات و تهريبهن و اغتصابهن و إرغامهن على الدخول في الإسلام تحت تهديدات القتل و غيره من أساليب الابتزاز ثم يقال بعد ذلك أنهن دخلن في الإسلام عن رغبة ذاتية و قناعة, كما يتمّ حرق الكنائس و قتل المسيحيين و نهب محلاتهم التجارية و ممارسة جميع أشكال القهر و الغصب و التعدي بعلم و مباركة الدولة الكريمة التي لا تستطيع أن تعادي علانية الإخوان المسلمين فتضطر إلى التضحية بمصير الأقباط إرضاء للإخوان لكسب سكوتهم! علما أن أكثر من عشرة ملايين قبطي يملكون المقدرات الاقتصادية في البلد بأكثر من ثلاثين بالمائة, فيما يعيش التسعون بالمائة من بقية الشعب على مقدرات الأقباط الاقتصادية, و يأتي الإرهاب ضد الأقباط كتعبير عن "شكر حميم" من هذه الفئة الضالّة لمن يشعرها بكيانها و يوفر لها لقمة العيش, و هم الأقباط, و لو سحبت أمريكا و الدول الغربية مساعداتها التي تقدمها لمصر و كفّت عن دعمها لها, لمات الشعب المصري جوعاً و فقراً و حرماناً, و في هذه الأيام بالضبط يتمّ تقديم 415مليون دولار مساعدات اقتصادية أمريكية لمصر, غير الذي قدّم لها منذ أيّام توقيع اتّفاق (كامب ديفيد)!


كان المسيحيون في العصر العباسي يجبرون على ارتداء لباس خاص يشير إليهم لتمييزهم عن المسلمين, و يركبون المسيحيين على البغال و الحمير بحيث يكون أمامهم إلى الوراء, و كانت توضع في رقابهم أغلال و أصفاد, و كان يمنع ترميم الكنائس المهدمة أو بناء كنائس جديدة, و كان يوضع وشم الصليب على الجسم و كانت توضع صورة خشبية للشيطان على أبواب منازلهم و كان تطبق أوامر صارمة بحق الرجال و النساء و كانت تزاد عليهم الجزية بمقدار عشرة في المائة لمن يمتنع عن دفع الجزية و غيرها و غيرها و لغاية هذا اليوم يتعذر على الأقباط بناء كنائس لهم في مصر, و لا يحق لهم ترميم ما خرب و تهدم من أديرتهم و كنائسهم! يا لها من عدالة و يا لها من رحمة في الوقت الذي يتهمون إسرائيل بالعنصرية و التعصب. يقولون أننا خير أمة أخرجت للناس و أنّ لنا اليد العليا. ثم يلومون إسرائيل عندما تقول كتبها (أنهم شعب الله المختار) ما هو الفرق بين هذين الموقفين؟ أعتقد أنه يصب في نفس الخانة من العنصرية و الدعوة إلى التفوّق العرقي, و هي نظرية تم انتقاد الفكر النازي عليها و محاربة أفكاره لغاية هذا اليوم حتى في ألمانيا عقر دار النازية, فهي ممنوعة من ممارسة أي نشاط سياسي أو إعلامي, إنّ الدعوة لقيام الدولة الدينيّة فكرة عنصرية تنطوي على الحقد و الكراهية و التفوق البشري ليس بالعلم و لا بالنهضة الفكرية و لا بالتكنولوجية بل بالفكر الظلامي و الجهل و التخلف و الانطواء و كراهية الآخر و السّعي إلى القضاء عليه, و استئصال شأفته من الوجود. أليس هذا فكرا عنصريا يتطابق مع الفكر النازي؟ أم يحق لفئة أو شعب دون فئة أو شعب آخر؟ هذا بالطبع ما يحلّله المسلمون لنفسهم دائما و يحرّمونه على غيرهم, حتى في شهر الصيام (رمضان) يلزمون غير المسلمين بعدم التدخين و وجوب الانقطاع عن الأكل و الشرب بحضور المسلمين الصائمين, تضامنا مع مشاعرهم و لعدم جرح هذه المشاعر, فيما هم لا يفكرون مطلقا أنهم بهذا يتعدون على الحقوق الإنسانية و الدينية و الشخصية لغير المسلمين! بل هم لا يفكرون في صيام غيرهم و يتصرفون على حريتهم كما يحلو لهم! إنها مهازل لا نعرف إلى متى سيبقى المسلمون يتمسكون بها, و يعتبرونها من الملزمات بل و ربما من المقدسات!!؟؟

إنّ ما يجري هذه الأيام و منذ الغزو الأمريكي للعراق, و إسقاط النظام السابق فإنّ المسيحيين العراقيين يتعرضون لأشد و أشرس أنواع التعديات و الهجمات, منها تفجير الكنائس و خطف و قتل رجال الدين و خطف النساء و البنات و حرق بيوتهم و إجبار المسيحيين على ترك منازلهم بما فيها من ممتلكات أو الدخول في الإسلام إنّ هذه التعديات هي مخطط إجرامي مرسوم و مكشوفة أهدافه من أجل تفريغ العراق من المسيحيين كما جرى من قبل في عدة بلدان إسلامية أخرى. كما تمت تعديات على أقليات دينية أخرى مثل اليزيديين و الصابئة المندائيين و التركمان. كل هذا يتمّ بسبب الانتماء الديني أو العرقي أو الطائفي.
لقد رفضنا فكرة الدولة الدينية في مقال سابق لنا و جئنا بالأسباب العقلانية التي ترفض مثل هذه الدولة لأنها ستكون عنصرية بدون أدنى شك, و سوف نعيد التذكير ببعض هذه الأسباب التي طرحناها و قلنا أنه ليس من العدل أو الإنصاف أن تقوم الدولة على أساس ديني و العالم كله يتجه إلى الدولة العلمانية المتحررة من سيطرة الدين, والتي تحقق العدالة و المساواة لجميع أبنائها, و لمراقب الأحداث عليه أن يسأل: لماذا يحق للمسلمين بناء مساجد لهم في جميع الدول الأوروبية و أمريكا متى و كيفما أرادوا ذلك, و لا يحقّ للمسيحيين أن يبنوا كنيسة في السعودية؟ هل هذه هي عدالة الدولة الدينية التي يدعون لها لتحل محلّ الخلافة الإسلامية التي كانت وبالا, على الشعوب المسيحية, و حملت لهم الويلات من رحم حقدها و جهلها و تكفيرها للناس؟ و يتباهى حمقى الفكر المتعصب بقولهم: لقد اشتملت شريعتنا على الدعوة إلى القتال والجهاد, و نحن مدعوون لقتال "أهل الفساد والبغي" على حد تسميتهم للمسيحيين, أو خزعبلات دعوتهم الصريحة التي تقول: "وليعلم الخلق جميعاً أن دين الإسلام هو دين الهدى والحق، و لن يصل غير المسلم إلى الأمن والسكون، ولا ينصرف عنه الشر والضر إلا بتوحيد الله، والبعد عنالشرك، وذلك إنما يكون بالدخول في دين الإسلام، دين الأمن والسلام" تأمّل سيّدي الكريم مثل هذه العنجهية, و هذا الاستخفاف بعقول الناس, و هذه الدعوة المليئة بالوعيد و التهديد و الغصب و القهر لتكون خاتمة قوله: إنه دين الأمن و السلام! فهل هناك تعريف جديد للأمن و السلام جاء به عباقرة الأصوليين و أئمة فكرهم غير ما جاء ذكره في معاجم و قواميس اللغة المعروفة لديهم و لدينا و لدى الآخرين؟ أم أنّ لهم لغتهم الخاصة بهم أيضاً؟؟!!
يتبع....
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:50 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke