Arabic keyboard |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
أفرام شاهين 1922 -؟ (أفرام) أفريم شاهين هو ابن القس يوسف شاهين (1895 – 1944) م قس ك
أفرام شاهين (أفرام) أفريم شاهين هو ابن القس يوسف شاهين (1895 – 1944) م قس كنيسة آزخ, من مواليد 1922 في آزخ و هو شقيق (القس ميخائيل شاهين المولود في آزخ سنة 1919 و الذي كان غادر آزخ سنة 1940 إلى سورية, ثم هاجر إلى السويد سنة 1987 م و الذي انتقل إلى الأخدار السماوية في مدينة نورشوبينغ بالسويد سنة 2013 م). جدّته سيدى ابنة القس توما هندو. والدته ايلي إبراهيم حبيب.1922 -2013 عاش ملفونو أفرام شاهين في كنف أسرة سريانية متكثلكة, و كان والده القس يوسف شاهين ذا علمٍ و معرفةٍ و صاحب قلم ذكي بارع, استطاع و هو الذي عاش أحداث آزخ أن يُربّي ابنه تربية صالحةً, فعلّمه السريانيّة (له مخطوط حول أحداث آزخ) و ترعرع الفتى حتى بلغ من العمر أحدَ عشرَ عامًا, و كانت هذه الفترة كافيةً لأنْ تُنمّي في هذا الطفل الروح الوثّابة و الغيرة على مصالح عشيرته و بلدته, فكانَ غيورًا بكلّ ما تحمله الكلمة من معنى, أمينًا على كلّ ما كان بين يديه من تراث شعب و أصالة بلدة, هذه البلدة التي أحبّها و عشقها إلى حدّ كبير, إنّها بلدته (آزخ), و بهذا يكون تلقّى تعلّم العربية و السريانية على يدي والده القس يوسف شاهين و أثناء إقامته في سوريا تابع الدراسة الحرة فحصل على الشهادة الابتدائية والإعدادية والثانوية واثناء فترة إقامته في لبنان درس اللغة الإنكليزية. طرأ تغيّر مفاجئ و جوهري على حياة هذا الطفل الشابّ خصوصًا و حياة بلدته عمومًا, و كان ذلك في بداية الأربعينات من القرن العشرين و تماما في حدود سنة 1940 م حين ظهرَ في بلدية آزخ رجلٌ يُدعى علي شاويش, كان هذا الرجل أرهب أهل آزخ و نغّص عليهم عيشهم, و أرّق أجفانهم لمعاملته السيئة القاسية لأهل البلدة, هذه المعاملة التي لم يكن فيها شيءٌ من العدل و الإنصاف و لا الرحمة و المسالمة, من جهة و من جهة أخرى كان على طباع سيئة دون استقامة, حيث انحطاط في الخلق و سوءٌ في التربية, إذ كان يتعاطى المسكرات و يخرج إلى أحياء البلدة و شوارعها, للتحرّش بفتيات آزخ و نسوتها. إنّ تلك الفترة كانت بداية عصر التتريك في تركيا ومنها تغيير أسماء العائلات ولهذا نرى أنّ كل العائلات التي بقيت في آزخ ولم تغادر صارت لها أسماء تركية مثل (صاغ) لعائلة يوسفكو و (طونغور) لعائلة غريب و (بايندر) لبيت عيسكو و (بايرو) لعائلة حردو و (قنالكا) لبيت ببّو اسطيفو و (قاير) لبيت مرادو و (بايراق) لبيت شمّاسِى و (دغموش) لبيت قريو الخ.. و هذه السياسة كانت تهدف إلى إذابة جميع المؤثرات الثقافية و الموروثات لدى الشعوب غير التركية, من أجل تطويع كلّ ذلك لهذه السياسة الجديدة, و بالتالي إلى إزالتها بالقوّة, إذا اقتضى الأمر و تطلّبت الضرورة. كان علي شاويش في مخفر البلدة, و هو الحاكم و الآمر النّاهي, و نظرًا لتسلّطه العنيف و طبعه الشرس و خلقه المنحرف, لم يكن بمقدور أهل آزخ تحمّله أكثر من ذلك, فبدأوا يتذمّرون من تصرفاته و يشكون من معاملته في مجالسهم و لقاءاتهم و في المناسبات المختلفة, فليس من المقبول أن يقبلوا بهذا مُكرهين عليه, لأنّ طبيعة الشعب الأزخيني لا تستسيغ مثل هذه المواقف, و الأزخيني لا يستطيع أن يحترم هكذا أشخاص لا يراعون حرمة الناس و لا كرامتهم. و كم من مواقف معروفة في تاريخ آزخ دفعت لرفض قبول المذلة و الهوان و كذلك محاولات التطويع القسري, فالشعب الأزخيني أبيّ و عزيز الجانب, لا يستطيع أيّ أحد الدّوس على طرفٍ لهُ, كما يقول المثل العامّي. كان هذا الرجل المستبدّ مدمنًا على شرب الخمر لدرجة الثمالة, بحيث يصبح كالحيوان, يبطل لديه كلّ مفعول للعقل و المنطق, لهذا فهو كان أمر أن يتمّ تحضير الطعام له و تقديمه إليه في مكان إقامته من قبل أهل آزخ, و كان في كلّ يوم يقع الدور على أسرة من الأسر الأزخينيّة لتأتي له بالطعام, و كانت إقامته في (قصر دِگدِ گ) و هناك مَنْ يقول في اللزج و هناك قول آخر أنّه كان يسكن في بيت أُعِدَّ له مِنْ قِبَلِ البلدية. كان يروق له هذا الفعل بكل خسّة ودناءة, و مع أنّه كان متزوّجا من اثنتين و له عدد من الأبناء, إلّا أنّ هذا ما كان إلّا ليزيده لؤمًا و شراسة وقاحة, و كان أن تعرّض في أحد تلك الأيام لامرأة أزخينيّة, و هي في طريقها إلى بيتها, فتصدّت له و شتمته و وبّخته, و عندما تمادى معها أكثر, صرخت في وجهه و ابتعدت عنه و هي تقول: ألم يبقَ رجال في آزخ ليضعوا لك حدًّا لهذا اللئيم؟ و تشاء الصدفة أن يتواجد في تلك الأثناء أفرام شاهين, فسمعَ ما حصل بين علي شاويش و المرأة الأزخينيّة, فارتسمت تلك الصورة في ذهنه, و أثّرت به تأثيرًا كبيرًا, و قرّر في قرارة نفسه أن يفعل شيئًا, و أن يحاول وضع حدّ لتسلّط و غطرسة و حماقة هذا الرجل غير السويّ, و غير المحترم, و عندما لم يرَ نفسه قادرًا لوحده في الوقوف بوجهه و مواجهته و محاسبته على فعلته هذه, و مجمل أفعاله الشريرة, فإنّه بدأ يفكّر و هو في طريقه إلى البيت بطريقة ما, تكون ناجعة في مواجهة علي شاويش, و كان أنْ انقطع (أفرام) عن مواصلة دروسه, و لم يكن ذلك من عادته و هو الطالب النشيط و المجد, الراغب في تَحصيل العلم و المعرفة بكلّ عزيمة و رغبة و اجتهاد. كان في دار أبيه قامةُ خنجر (مدية) أصابها الصدأ, فاهتمّ بتحديدها , لتصير حادّة قاطعةً, و ظلّ في عمله هذا ليومين متتالين, و حين لاحظ والده القس يوسف شاهين أنّ وضع ابنه غير عادي, سأله ماذا تفعل يا بني؟ فأجابه أفرام دعني وشأني يا أبي! وأعطني إجازة لمدة أسبوع أرتاح فيها من عناء الدروس. بعدما انتهى الشابّ (أفريم) من عمله, و أتمّ تهيئة الآلة, فصارت قاطعة ذهب إلى شمعون الحلّاق, فحلق رأسه (گَلعوط) أي على الزيرو أو الصفر كما نقول. أخبر كلّا من صديقيه گَورية ببّو اسطيفو و يوسف مراد حنّوش بالأمر و بما يعتزم القيام به, فأبديا استعدادهما لمشاركته هذا العمل, فهو عمل مشرّف من أجل شرف آزخ و سمعتها. ذهب الثلاثة إلى قصر د گد گ حيث كان يقيم علي شاويش مع زوجتيه وأولاده, و كان ينام في ذلك الوقت فوق السطح لأنّ الوقت صيفٌ و الطقس حارّ, و كان دور جلب الطعام في ذلك اليوم على بيت (سَفَركو) و لدى وصولهم إلى المكان قال أفرام الملثّم: يا شاويش, فذُعر علي شاويش و صرخ: مَنْ هذا؟ أجابه أفرام: إنّي أتيت لك بالطعام و الخمر من بيت (سَفَركو) فردّ عليه علي شاويش بالقول: أعرف أنّ الدور عليكم لهذا اليوم, ثم أكمل قائلًا: لماذا تأخرتم في جلب الطعام لغاية هذا الوقت؟ إنّي سوف أسومكم غدًا العذاب المرّ وأُريكم كيف يكون انتقام علي شاويش. مَدّ (أفرام) يده بحجة أنّه يريد تقديم صرّة الطعام, فمدّ علي شاويش رأسه و حينئذ تحسّس أفرام قامة خنجره, التي كان أخفاها تحت ثوبه, فأمسكها بيده و سحبها, ثمّ طعنَ بها علي شاويش فشقّ رأسه و بدأت الدماء تنزف بغزارة, ارتبك الشاب أفرام و احتار ماذا يفعل و كيف يتخلّص منه هربًا, و إلّا فهو سوف يُمسك به, خاصةً و أنّ زوجتيه و أولاده صرخوا بأصوات مرتفعة طالبين النجدة و هم يولولون لهول ما شاهدوه. رمى الشاب الجريء و الشجاع نفسه من فوق السطح, و الاثنان الآخران ينتظرانه تحت, قائلًا في نفسه يا عذرا (و فعلًا كانت العذرا في عون أهل آزخ تعينهم في المصائب و الشدائد و المحن) ثمّ بدأوا بالهرب, في هذه الأثناء شاهدتهم امرأة أزخينيّة فقالت لأفرام و هو يجري ما بك يا ولدي؟ إلى أين أنت ذاهب في هذا المساء؟ فردّ عليها, لقد ضاعت بقرتنا و إنّي ذاهب للبحث عنها. تابع أفرام هروبه حتى جاء إلى ديريك و في صباح اليوم التالي استنفر الجنود الأتراك و جاؤوا برجال آزخ للتحقيق معهم, لأنّ علي شاويش كان قال في الشكوى التي قدّمها بأنّ الذي ضربه تكلّم العربية معه, و هذا يعني أنّه من أهالي آزخ, و بعد محاولات كثيرة يائسة لم يستطيعوا تثبيت التهمة على أحد من رجال آزخ, و على إثر هذه الحادثة تمّ نقل علي شاويش من البلدة, و نُسيَ الموضوع, و علم القس يوسف شاهين و من خلال ربط الأحداث ببعضها و غياب ابنه, بأنّ ابنه أفرام هو الفاعل, فأرسل إليه يخبره بالأمر و يطلب منه العودة إلى آزخ, فعاد و هو معزّز مكرّم, بعدما أنقذ أهالي آزخ من تلك المصيبة التي اسمها (علي شاويش). إنّ البداية الطيّبة لدى هذا الشابّ كانت دافعًا لأن يبدأ في العطاء من أجل بلدته, انتقل بعد ذلك إلى المالكية (ديريك) و صارت له أملاك كثيرة, ثم عاش بحدود السنة في قرية بره بيت كمختار لها, و هناك أبدى لشعبها رغبته في أن يقوموا بزراعة شجر الحور في القرية, فهي ستكون تجارة مربحة, لكنّ أهالي بره بيت سخروا منه و اتّهموه بالجنون, قائلين له (طَرَّبوي) أي لا عقل له, لكنّه و بعد جهدٍ استطاع و بمجهود متواضع ان يزرع مَظربًا (مضربًا) و كان سبب إقامته في بره بيت أنّه كان يحبّ قريبتي( وديعة) بنت شمعون حنو, و التي تزوجها فيما بعد ذلك (أوسو) يوسف بن حَنو لحدو گارسي. أثّر عدم تحقيق رغبته بالزواج من وديعة عليه كثيرًا, و أصيب بصدمة عاطفية, و بعض الاضطرابات النفسية, توظّف بعد ذلك في محطة القطار في القامشلي لعدّة سنوات, ثمّ قدّم استقالته, و ذهب إلى لبنان و التحق هناك بدير الشرفة و درس اللاهوت في المدرسة الإكليريكية في البلمند فلبس ثوب الرهبنة دون أنْ يترهّب و بقي شمّاسًا, لكنّه كسرياني أرثوكسي ظلّ أمينًا على مبادئه و عقيدته, فحزن لِما كان يُنشر يومها من بذور التشويش و التشويه بحق العقيدة الأرثوذكسيّة, هذه السموم التي كان ينفثها بعض منظّري الفاتيكان لتعميق الخلاف بين الكنيستين و لم تقف الكنيسة الأرثوذكسية هي الأخرى مكتوفة الأيدي فقد أشعل الطرفان نارًا مذهبية و كان كلّ طرفٍ في ذلك الوقت ينظر إلى الطرف الآخر على أنّه كافر و منحرف, و نشكر الربّ على أنّ جميع تلك الغيوم انقشعت بعد ذلك و عاد الوئام و التعاون بين الكنيستين و هذا أمر محبوب و مطلوب. (الشماس أفرام شاهين في المدرسة الإكليركية للسريان الطاثوليك في لبنان يبدو واقفًا إلى يسار الصورة) أثناء وجود ملفونو أفرام في دير الشرفة, أبدى معارضته لبعض الأفكار التي كانت تسود هناك و كان يجادلهم و يناقشهم, لكنّه رأى و في النهاية بأنّه غير قادر على إجراء أي تغيير في الخطّ العام و النهج الذي يتبعه القائمون على دير الشرفة, لذا فهو لا يستطيع الاستمرار في هذا الجو المشحون بالفكر اليهودي (على حد قوله) من خلال المطبوعات و في غمرة أحداث لبنان عاش هناك مخلصًا لشعبه, و ملّته السريانيّة أينما وجد أبناؤها, و عندما قُتل (اسحق مرادِى) الأزخيني في سدّ البوشريّة, تحرّك بعض الشباب الأزخيني في بيروت سد البوشرية, و هم يظنّون بأنّ الفاعل شخصٌ غريب, فجهّز أفرام شاهين سيّارة مسلّحة, و ذهب إلى دار المغدور به لتقديم يد العون. إنّ أفرام شاهين هو بحقّ شعلة ذكاء متّقدة ومتوقّدة, فهو ينظم الشعر السرياني المُتقن و الرقيق, إضافةً إلى كونه يترجم من السريانيّة إلى العربيّة و قد وضع في سنة 1976 م كرّاسًا عن سيرة حياة القديس مار دودو و القديس مار باسوس و القديسة مار شموني, و من مخطوطاته عدّة قصائد باللغة السريانية التي كان يتقنها بشكل ممتاز. درس دراسة حرّة فحصل على الابتدائية و البكالوريا الفرع العلمي, ثمّ سجّل في جامعة دمشق, إنّه بالفعل عبقري كما أكّد لي محدّثي (كبرو سليمان وردِى) و هو صاحب قلم سيّال و روح نبيلة مترفّعة. لكنّ الاضطرابات النفسية التي أثّرت عليه, لظروف المعيشة و لوحدانيته و لدوام عزوبيته دون الزواج, جعلت لديه بعض الاضطرابات أيضًا و لا نقول هذا من باب إيلامه أو النيل من مكانته فحاشى أن نفعل هذا مع رجل شجاع و محبّ لأمته و لشعبه, فهناك أشخاص كثر أصابتهم الظروف بنكسات كانت لها ترددات عصيبة و مؤثرة في حياتهم. قام بمجهود خاص و ذكي في شرح بعض الآيات من القرآن و هي البدايات المطلسمة لبعض السور القرآنية مثل (حمعسق) و (كهيعص) و (المر) وغيرها, بالاعتماد على تسقيط الحروف بالأرقام الأبجدية السريانيّة باعتماد حساب الجمّل الصغير و يكون حساب الجمل الصغير بترتيب حروف أبجد هوز كل حرف يقابله رقم من واحد إلى ثمان وعشرين، فإن أردت الأعداد الكبيرة فإنك تكرّر حروفا معينة وهذا تجده عند أصحاب الطلاسم والتنجيم يكررون بعض الحروف ليصلوا إلى رقم معين.... وهنا صورة أخرى لحساب الجمل الصغير وتجد أن بعض الحروف قد أخذت أرقامًا كانت تحملها حروف أخرى وهذا لأنّ بعض العبارات يناسبها الرقم ولا يناسبها الحرف فله عوض و قد حصل من خلال ذلك على نتائج مذهلة أثبتت صحتها فيما بعد, و لسنا هنا في مجال ذكرها. بالرغم من نشأته في أسرة كاثوليكيّة, فهو اعتنق المذهب الأرثوذكسي, و دافع عنه و جاهد من أجله, لقناعة تامّة منه بصحته و بسلامته, و بقي مدافعًا صلبًا عن هذه العقيدة الأرثوذكسيّة. كان من الأبطال الذين ساهموا في حرق قضاء رجب أيام محاولات الاعتداء على مسيحيي ديرك من قبل بعض الكرد الحاقدين, لكنّ وجوده في ديريك أساء إليه كثيرًا, فهو كان يعلّم أطفال الطائفة اللغة السريانية و يحرص كل الحرص على خدمة الطائفة و تقديم كل خبرته و ما لديه من قدرة و جهد من التوجيه و التعليم و التثقيف و إلى ما هنالك, و رأى المجلس الملّي يومها في ديريك, و بشخص رجل الدين كممثل عن هذا المجلس الملّي و الذي يستطيع الإنسان أنْ يُسمّيه مجلس عِلّة و ليس مجلس مِلَة, كان يتقاضى مبلغًا رمزيًا و هو مقدار (150) ليرة سورية كمن يقول (قُوتْ لا تموتْ) فقام البعض من المقتدرين في مجلس الملّة بالاحتجاج على هذا الراتب, بالقول إنّ ملفونو أفرام لا يستحق هذا الراتب, و صار التحريض, و بدأ العمل غير المسؤول تجاه هذا الرجل المضحّي بوقته و راحته من أجل خدمة أبناء طائفته, الذين أحبّهم. كان لهذا الموقف أثرٌ كبير على معنوياته و سمعته و موقفه, فهو لا يستحق من المقيمين على الشأن الكنسي في ديريك مثل هذه المعاملة الفظة و القاسية و التي تدلّ على جشعٍ تغلغل في عروق البعض كدمٍ فاسد, و لهذا يقول لي الصديق (كبرو سليمان وردِى) بأنّ المطران برنابا (مطران أبريشتي حمص و حماه و توابعهما في تلك الأيام) طلب منه أن يتوسّط من طرفه لدى أفرام شاهين ليقوم بإقناع هذا الأخير للذهاب إلى حمص و يعيش هناك مع المطران برنابا, فيقيم معه على الرحب و السعة, فهو سيخصّص له راتبًا مقداره ألف ليرة سورية, لكنّ صاحب النفس العزيزة, و الورعة و المتسامية عن مال الدنيا, ظلّ يعمل بمقولة والده القس يوسف شاهين و التي كان يقولها له على الدوام:" يا بني أخدم طائفتك أينما كنت...ضحِّ من أجل شعبك بلا مقابل" هذه الكلمات الجوهريّة الثمينة و الخالدة كانت على الدوام الحافز أمام أفرام شاهين كي يسلك طريق إرضاء الرب و ليس الناس. سوف يبقى سجلّ هذا الرجل السرياني الوفي و المخلص والأمين, حافلًا بكلّ الفخر و الشرف و العزَة, و سيظلّ موضع تقدير لكلّ من له ضمير حيّ و عقل سليم من أبناء شعبنا في ديريك و غيرها, لقد عُرض عليه المال الكثير, لكنه رضي بالقليل, هذا القليل الذي رآه البعض عليه كثيرًا. نعم عُرِضت عليه مبالغ كثيرة كي يبقى في لبنان لكنّه أبى ذلك, و قرّر أن يعود من أجل أبناء شعبه و عليه ينطبق قول الرب: " إلى خاصّتي جئتُ و خاصّتي لم تقبلني" ذهب في سنة 1979 م إلى النمسا و لم نعد نسمع عنه شيئًا, و لست متأكدًا من صحة الخبر القائل بأنّه قد تمّت رسامته قسًّا في النمسا, و هناك من قال إنّ قراءته لكتب السحر التي كانت بحوزة أبيه, ساهمت هي الأخرى في تأزيم حالته النفسية و العقلية, و لنا حديث آخر عنه, عندما نأتي على ذكر شخصية (شمّاسة أخت القس يوسف عبد النور في كتابنا شخصيات أزخينيّة). و سمعت أنّه صار إلى حالة اكتئاب و انعزال عن الناس و المحيط فغلب عليه الشعور بالوحدة, ربّما يكون سبب ذلك انتقال أخيه القس ميخائيل شاهين إلى الأخدار السماوية لما كان يجمعهما من محبة و تفاهم و تعاون دام طويلًا.و علمت مؤخرًا بأنه انتقل إلى الأخدار السماوية قبل حوالي خمسة أعوام في النمسا تاركًا خلفه أثرًا طيًّبًا في النفوس لروحه الرحمة و لا أنسى هنا أن أتقدّم بكل الشكر لخالي (شكري يونو) الذي جاهد من أجل الحصول على صورة الشماس أفرام القس يوسف شاهين. التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 12-11-2020 الساعة 08:27 AM |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|