Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الديني > المنتدى المسيحي

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-10-2010, 06:02 AM
ابو يونان ابو يونان غير متواجد حالياً
Power-User
 
تاريخ التسجيل: Dec 2005
المشاركات: 162
افتراضي كتاب الحقائق الإيمانية للمهندس بشير يونان / ج 16

الجـــــــــــــــــــزء السادس عشـــــــــــــــــــــــــر
----------------------------------------------


الفصل الثامن

حقيقة القيامة



مدخل:
جدير بنا أن نقف إجلالاً و إكباراً, أمام أولئك الرجال الثقات الأطهار من علماء الكتاب المقدس ، الأفذاذ الملهمين من الروح القدس، المجاهدين، المعترفين بـ( ابن الله الحي) المسيح يسوع. الذي قام من بين الأموات، وأصبح قبره خاليا خاوياً في اليوم الثالث!. كحقيقة واضحة.. لا تقبل الريبة والجدل والتأويل!. بما قدمه أولئك الرجال الأبرار، من حجج دامغة، وأثبتوه ببراهين قاطعة ، في دراساتهم الإنجيلية ، اللاهوتية ، طبقا لما بين أيديهم من الأسفار المقدسة في العهد الجديد ؛ مستلهمين فهمهم من الهامات الروح القدس الذي أنار لهم سبل الرؤيا، حيث أرشدهم* للحقيقة الناصعة، البينة، والمعززة بالحجة والبرهان، تطابقا وتتابعا، بحسب النبؤات التي جاء بها العهد القديم..، بالإجمال والتفصيل، بالرموز وبصريح العبارة.
إن أولئك القديسين ، قد سددوا فأصابوا، تيقنوا وجاهدوا بإيمانهم فظفروا، وانتصروا. أوقدوا قناديل زيتها دماؤهم وشموع فتيلها أجسادهم!، مسترخصين الغالي والنفيس، كل ذلك من اجل محبتهم الخالصة لمخلصهم. بعد تأكدهم وتيقنهم من حقيقة كونه ((المسيا المنتظر))..و ((حمل الله)) الحامل خطايا العالم و((ذبيحة الفداء)) الذي علق على خشبة الصليب ( العار ) كي يرفع عنا عار الخطية.و((الوسيط الوحيد)) الذي أعاد النبض في شريان حياة النفس البشرية.. بالمصالحة مع خالقها!.
أجل لقد دافع هذا الكم الغفير البار من جمع القديسين والشهداء دفاعا مستميتا وعبر ألفي عام، مستبسلين في معارك، سالت خلالها و من اجل هذه المبادئ انهار من الدماء الزكية ، وكان عنوان نصرهم جميعا.. وعبر طريق العذابات والآلام هو الفوز بـ( الجعالة !)54 وإكليل الشهادة، ليس إلاّ!!.
أيكون كل هؤلاء الأبرار والعلماء المؤمنين والآباء القديسين ،وعبر كل هذه السنين مخدوعين؟! ولو كان كذلك (وحاشا أن يكون) فمن خدعهم يا ترى؟! أ لعلهم خدعوا أنفسهم؟ وعلى ماذا؟! وما الذي ارتجوه؟!



اطار17

قيامة المسيح علمتنا أنه لا يوجد شئ صعب أو مستحيل . فكل شئ مستطاع للمؤمن ,إن ميلاد المسيح ، و كذلك قيامته ، كانا حدثين عجيبين ، يثبتان أنه لا مستحيل ... و هكذا أيضاً كانت معجزاته
مجرد عملية التجسد ، كانت تبدو مستحيلة في نظر الناس !!! كيف يمكن أن يخلي الله ذاته ، و يأخذ شكل العبد ؟! كيف يمكن أن تحبل عذراء بغير زرع بشر ، و تلد ؟! كذلك كانت القيامة أمراً مستحيلاً . و من هنا خاف اليهود حدوثها ، و اعتبروها بالنسبة إليهم " اشر من الضلالة الأولي " !! و مع ذلك حدث التجسد ، و الميلاد من عذراء ، و القيامة الذاتية . إن الذي يستشعر الفشل ، لم يجرب النعمة بعد ، و لم يختبر عمل الله فيه ،و لا عمل الله معه ... ما أعجب قول الرب لتلاميذه في حديثه عن المعجزات : " الحق الحق أقول لكم : من يؤمن بي . فالأعمال التي أنا أعملها يعملها هو أيضا ، و يعمل أعظم منها " ( يو 14 : 12 )
والمهم في القيامة ... قيامة الجسد .
لأن الروح بطبيعتها حية لا تموت ... و الذي يموت هو الجسد بانفصاله عن الروح . و يتحول إلي تراب ، و تبقي الروح حية في مكان الانتظار . إذن القيامة هي قيامة الجسد و اتحاده بالروح مرة ثانية ... و نحن في طقس " جحد الشيطان " في المعمودية نقول : " نؤمن بقيامة الجسد " فكون التلاميذ ظنوا أنهم نظروا روحاً ، معني هذا أن فكرة قيامة الجسد كانت بعيدة عن إقناعهم وقتذاك . و كان لابد من إقناعهم بها ، ليقنعوا بها غيرهم . و هنا نذكر قول القديس بطرس السدمنتي : إن السيد المسيح قبل صلبه كان يثبت للناس لاهوته .. أما بعد قيامته فأراد أن يثبت لهم ناسوته . و الروح وحدها لا تمثل ناسوتاً كاملاً ، فلابد من إثبات أن الجسد قد قام . لهذا قال لتوما " هات أصبعك إلي هنا و أبصر يدي . و هات يدك وضعها في جنبي . و لا تكن غير مؤمن بل مؤمناً " ( يو 20 : 27 ) . و قال للتلاميذ " جسوني و أنظروا ، فإن الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي " ( لو 24 : 39 ) . كما سمح لمريم المجدلية و مريم الأخرى حينما سجدتا له بعد القيامة . أن تمسكا بقدميه ( متي 28 : 9) . كل ذلك لإثبات قيامة الجسد .
و لكن جسده في ميلاده لم يكن في مجد قيامته ... ذلك لأنه في مولده كان قد " اخلي ذاته ، آخذا صورة عبد في شبه الناس " ( في 2 : 7 ) .و عملية الإخلاء هذه انتهت بمجد القيامة و الصعود .
جسد القيامة هو نفس جسد الميلاد ... و لكن في حالة ممجدة من التجلي :
أعطانا عربوناً لها علي جبل التجلي ( مر 9 : 2 ، 3 ) و كمثال للتشبيه ، و القياس مع الفارق ، حالة الثلاثة فتية و هم في أتون النار : جسدهم هو نفس الجسد ، و لكنه وهب إلي حين لوناً من التجلي حفظه من أذية النار . فالقيامة للسيد المسيح ، و لنا نحن أيضاً ، بنفس جسد الميلاد ، و لكن بمجد أو في حالة من التجلي ، يسبغ علي نفس الجسد طبيعة ممجدة فإذا به جسد روحاني .
و لكن البعض يسأل هل جسد المسيح أخذ طبيعته الممجدة بعد القيامة مباشرة أم بعد الصعود ؟
أقول بل في القيامة ذاتها . و ما الحالات التي أثبت بها ناسوته سوي حالة استثنائية لكي يؤمن التلاميذ أن جسده قد قام ، و ينشرون هذا الإيمان عن ثقة بقولهم " الذي سمعناه الذي رأيناه بعيوننا ، الذي شاهدناه و لمسته أيدينا " ( 1 يو 1 ك 1 ) " نحن الذين أكلنا ، و شربنا معه بعد قيامته " ( أع 1 : 41 ) . و في غير تلك الحالات ،فإن جسد القيامة الممجد لا يأكل ، و لا يشرب طعاماً مادياً ، و لا يحتاج إلي ذلك ، و لا بجوع و لا بعطش . كما أنه في الممجد لا يتعب ، و لا يتألم ، و لا يكون قابلاً للموت .

قداسة البابا شنودة الثالث
من كتاب تأملات في القيامة


لا يخفى عليك عزيزي القارئ ، أن الايدولوجيات والنظريات الوضعية، والقوانين التي سنها البشر، خصوصا فيما يتعلق بالحياة الاجتماعية والعلاقات التجارية والاقتصادية، قابلة للتغيير والإلغاء والتطوير. تبعا للمتغيرات المتعددة والمتفاوتة, كالمتغيرات الجغرافية، أو التاريخية، أو الثقافية، أو التطورات الصناعية والعلمية، وما إلى ذلك من المؤثرات المتنوعة والمتباينة بين مجتمع وآخر، وجيل وآخر. وعليه نرى مدى التغيير الحاصل في معظم النظم المدنية.. البشرية، المبنية على نظم اقتصادية متباينة، كالنظرية الاشتراكية، والرأسمالية، والرأسمالية الإصلاحية، وأخيرا العولمة. كل بحسب متطلبات الحضارة والثقافة والعصر!. فمنها ما انتعش..لحقبة من الزمن..وبمواقع متعددة..هنا وهناك..حيث حالفه النجاح ..أو أصابه الفشل!. وقد تعرضت معظم هذه النظريات للتعديل والتقويم والحذف والإضافة, لأنها محدودة ومن وضع الإنسان هذا المخلوق المحدود !!.
وهذا هو حال كل فكر يتعامل ، مع الإنسان.. عبر مفاهيم السلوكية المادية المطلقة. بخلاف الجانب الروحاني, الذي يسمو بالنفس البشرية فوق كل ما هو ملموس. ولهذا كان للذين لهم ارجحية النزعة نحو الملموس المادي, حتى لو كان ذلك بالحد الأدنى من التحسس؟, سيكون من الصعوبة عليهم بمكان من الاسترضاء بالروحانية المطلقة, واقتبال الإيمان بغير تدقيق, أو تحقيق ؟!.



اطار 18
وحدثت القيامة في فجر الأحد

و ظهر المسيح حياً لتلاميذه . و منحهم هذا الظهور قوة غير عادية للشهادة لقيامته بكل مجاهرة و بلا خوف .
كل هذا منح التلاميذ قوة عجيبة و في ذلك يقول الكتاب " بقوة عجيبة كان الرسل يؤدون الشهادة بقيامة يسوع
(كذلك كانت قيامة الجسد رمزاً للقيامة من الخطية)

و في ذلك قال القديس بطرس السدمنتي : أن السيد المسيح في فترة حياته بالجسد علي الأرض كان يثبت للناس لاهوته . أما بعد القيامة ، فأراد أن يثبت لهم ناسوته ...!

وهكذا كما سلمهم التعليم ، سلمهم التعميد أيضاً ... و التعليم و التعميد ، لم يأمر بهما الشعب كله ، إنما هو تكليف خاص بتلاميذه فقط ، انتقل منهم إلي خلفائهم الأساقفة ، الذين سلموه بدورهم إلي أناس أمناء أكفاء ، و ليس إلي عامة الشعب . إنه عمل من أعمال الكهنوت ، يقوم به رجال الإكليروس ....و هكذا قبل أن يسلمهم التعليم و التعميد ، سلمهم الكهنوت ، و مع الكهنوت سلمهم سلطان مغفرة الخطايا ...

و هكذا يشرح لنا إنجيل يوحنا ، كيف أن الرب ظهر لتلاميذه . دخل و الأبواب مغلقة ، و قال لهم " سلام لكم . كما أرسلني ألآب أرسلكم أنا . و لما قال هذا نفخ ( في وجوههم ) و قال لهم : اقبلوا الروح القدس . من غفرتم خطاياه ، تغفر له ، و من أمسكتم خطاياه ، أمسكت " ( يو 20 : 19 - 23 ) . إن منح الروح القدس لسلطان الكهنوت و مغفرة الخطايا ، غير منح الروح القدس في يوم الخمسين ، الذي منح التلاميذ موهبة التكلم بألسنة و قوة علي الكرازة و التبشير .


قداسة البابا شنودة الثالث
من كتاب تأملات في القيامة


ولنا منهم الكثير في تاريخ الكنيسة المسيحية؟.
ففي القرون الأولى للعهد الجديد ومنذ عصر الرسل الأطهار, ظهر ممن جاءوا من الأمم, الوثنيين الذين اعتنقوا المسيحية, وكذلك البعض من اليهود, حيث قبل هؤلاء الإيمان وما زالت رواسب معتقداتهم مؤثرة بدواخلهم, فحاول البعض منهم, مزج الفلسفة الفكرية للعقايد الوثنية المؤسسة على النزعات (المادية) البحتة, بالعقيدة المسيحية, كالغنوسيين, حيث أقدم البعض منهم على التلاعب بالألفاظ , فأنكروا على يسوع المسيح, أن يكون قد اتخذ جسدا مثل جسدنا, لا قبل القيامة ولا بعدها؟!. وكذلك فعل بعض من اليهود, وخصوصا الصدوقيون منهم, الذين أنكروا القيامة؟!. وقوم ثالث امتزجت بمخيلتهم الفكرتان, وهؤلاء هم الذين يزاوجون الفكر الغنوسي الوثني مع الفكر اليهودي الصدوقي!,... فيما يخص معتقدهم بخلود النفس البشرية... العقاب والثواب... وبالتالي فهم ينكرون قيامة الرب يسوع المسيح بالجسد!!55 .
وما انفك البشر, من الصراع الفكري بين الشك واليقين, وذلك بسبب فتور المحبة وضعف في الإيمان, فيتبنى الخلف أفكار السلف..وبحلل جديدة,.. وكأنهم يبحثون وبحواسهم الخمسة عن الإيمان [ المرئي والملموس,ذي الطعم والرائحة,والصوت المسموع! ] . حيث ظهرت في الآونة الأخيرة.. بعض من هذه الآراء.. . واليك عزيزي القارئ شيئاً من بنات أفكار بعضُ هؤلاء الإخوة ، وتحديدا بما يخص حقيقة قيامة الرب يسوع بالجسد! :
يقول آلان مرشدور56 " إن تأخر الإيمان بالقيامة لدى اليهود في العهد القديم عن باقي الشعوب ينم عن طرافة الوحي!, الذي هو بمثابة ( حس وكلمة لا تزال تلقي ضوءا على تاريخ بشري لا يخلو من الالتباس !. إنها نور يتقدم بخطوات بشرية وئيدة ويرافق مسيرة طويلة يسيرها شعب متأصل !), وما البون الشاسع بين لقاء الله بشعبه في سيناء والتأكيد الصريح على وجود حياة ما وراء الموت؛ سوى دليلا على: [ أن الوحي تجسد(!) في الثقافة السامية(!) حتى انه تقيد بقيودها الانثروبولوجية(!)( الموت والحياة ص9) ] . ويمضي مرشدور في براهينه المنطقية؛ بأن الإيمان بالقيامة ما هو إلاّ صراع بين مضطهد غاشم ( انطيوخوس ابيفانوس- المكابيين -) ضد الإيمان والمؤمنين الصابرين الصامدين حتى الشهادة, فكان الإيمان بالقيامة بمثابة الحل والمكافأة لهذا الموقف الشائك !! . (الموت والحياة ص39) "
أما شربنتيه, فيذهب أكثر من ذلك حيث يقول: " أن يسوع المسيح , ولو انه دخل طوعا في ألآمه, متيقناً, وبحسب المعتقد الفريسي الذي كان معتقده أيضاً!, من أن الله سيقيمه في ( آخر الأزمنة !! ) في ( اليوم الثالث) !. (الدليل ص231) ". من المؤسف حقاً, ونحن ننشد محبة المسيح, وتعزيز إيماننا به وبتعاليمه, أن يضعنا هؤلاء الأحبة من أقطاب الدراسات البيبلية, في موقف الرفض النوعي والاضطراري تجاه, الأفكار, والفلسفات المطروحة في النتائج التي توصلوا إليها؟. حين اسقطوا, دور الوحي (الروح القدس), في تدوين الكتاب المقدس وخصوصاً أسفار العهد الجديد. الذي اعتبروه, تاريخاً وبرواية مشوشة, اقرب للأسطورة (الرمزية) من الواقع الذي عاشوه57 !
حيث يتضح من استعراض أقوال هؤلاء الأخوة؛ بأن هذه الأفكار ما هي الا أصداء... للفكر الصدوقي اليهودي (الذي كان يرفض كل اجتهاد خارجا عن التوراة- كما يصفه احدهم!), متزاوجة مع الفكر الغنوسي الوثني, زواجا غير شرعي!, لما يحيط به من براهين عقيمة, بالرغم عما تكتنفه عناوينهم البراقة, وتعابيرهم الأخاذة, كالمؤلفات الرؤوية!...والاختبارات الباطنية!, والأزمنة الاواخرية!, والإعلانات الإيمانية!,والغايات الدفاعية!. وهي جميعا تعابير إيهامية! . تهدف اولا وأخرا إلى إنكار قيامة يسوع المسيح الحقيقية!! ,ومن ثم إنكار لاهوته, والذي يعني إنكار حقيقة " الله ظهر بالجسد ".
ومما يجدر بالإشارة والملاحظة, بأنه قد ظهرت بالآونة الأخيرة, بعض الطبعات العربية الحديثة لكتاب العهد الجديد..فيها تغيير جذري.. فقد حذفت عبارة " الله ظهر في الجسد " من نص الآية الأصلية (وبالإجماع عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد تبرر في الروح تراءى لملائكة كرز به بين الأمم أُومن به في العالم رفع في المجد. -1تيماثاوس16:3)
حيث جاء هذا النص بالطبعات الجديدة ( ولا خلاف أن سر التقوى عظيم. الذي ظهر بالجسد... ... ورفعه الله بالمجد)! . وشتان بين ما تعنيه ظهور سر التقوى؟ بالجسد؟ , وظهور الله بالجسد.
وبالتالي فإن لم يكن المصلوب هو عينه ( الله الذي ظهر بالجسد ) , فهذا يعني إنكارا لعملية الفداء, وخلاص الجنس البشري, وإتمام المصالحة بين الله والإنسان ؛ وبطلان الكرازة الإنجيلية!.( رومية 4:10)
إن تعاطف الطبيعة البشرية مع الحس المادي الملموس, تحيزا وانحيازا مرجحة الكفة المادية.. في مجال القبول والاسترضاء بالحقائق الإيمانية وعلى مبدأ : " أعلمُ وأفهمُ أولاً " ثم "أؤمن" هي التي حدت بهذا الإنسان المعاصر, لبناء قناعاته الذاتية على أساس الملموس قبل المحسوس, والمعرفة قبل الإيمان.
ولهذا السبب بالذات فقدت الإنسانية (المعولمة ) معاني المحبة السامية .لان المحبة لا تُلمس ولا يمكن تصويرها بآلة تصوير !؟ . فبردت محبة الكثيرين !.
يقول شربنتيه عن التلاميذ والرسل الأطهار, أن كلامهم عن القيامة:
" أنهم لا يدعون أن يسوع يتجلى بصورة منظورة يمكن التقاطها بآلة تصوير ! . وإنما يشددون على مبادرة يسوع, ويتركون الباب مفتوحا أمام أن تكون هذه الترائيات اختبارا باطنيا أولاً .(الدليل ص151)58 "
أسألُ بمحبة الأب شربنتيه وكل من يصدقه القول, هل كنت يا أخي حينها مع التلاميذ بالعلية؟.. ورأيت ما رآه التلاميذ الأطهار والخمسمائة الآخرون؟.., وتحققت من أن يسوع هذا الذي ظهر لكم , لم تتمكنوا من توثيق ظهوره بآلة التصوير التي كانت معكم؟.. وخرجتم محبطين بترائياتكم الباطنية!
وأنكم أعدتم الكرة في المرة الثانية للتأكد والتأكيد ومددتم أصبعكم مع القديس توما الرسول لتتحسسوا جراحات يسوع ( وبالملموس ! هذه المرة ؟ ) وتبين لكم وهما..وتخيلات وهمية ؟ !.( يوحنا19:20-29) أم أن أحدكم كان مدعوا, مع الشهود السبعة من التلاميذ الأبرار, على ضفاف بحيرة طبرية, فأكل من السمك المشوي الذي شواه يسوع لهم!, ولم تعلق شوكة في سقف حلقه , فاعد ذلك وهما. أم انه قد أحس بالجوع لتوه, فحسب ذلك هوساً أو حلما !. (يوحنا1:20-23)..(أطار9) أيتستر سبعة رجال شهود, و أكثر من خمسمائة أخ ,مشهودٌ لهم بالبر والإيمان على (كذبة!) ؟ . حاشا أن يكون لهم ذلك.., ولماذا؟ وعلى ماذا؟ ومن اجل ماذا؟ .
أيبتغون إيهامنا بقبول واسترضاء مؤلفاتهم عن حقيقة حدثت قبل أكثر من ألفي عام؟! , ونتنكر لمصداقية وشهادة شهود العيان أولئك الذين ختموا وثيقة اعترافاتهم, بحقيقة وصحة ذاك الحدث, بدمائهم الزكية الطاهرة.ومن له أذن للسمع فليسمع ومن له رشد في العقل فَليَعقَل.
عندما يسرد لنا الإنجيلي القديس يوحنا الحبيب قصة ظهور الرب يسوع هذه وهي للمرة الثالثة, بعد قيامته . يكون هذا الحضور من الصباح حتى الظهيرة. ويتناول هؤلاء التلاميذ, الشهود السبعة, وجبة الغداء من السمك المشوي !, الذي شواه يسوع بنفسه ! , وينتهي ذلك اللقاء الذي دام أكثر من ست ساعات. يتسلم القديس سمعان بطرس عصا الرعوية في هذا اللقاء بعد المحاورة التي جرت بينه وبين الرب يسوع...!! .
وا عجبي أيكون كل هذا من قبيل الترائيات؟,والاختبارات الباطنية؟؟ .., أم حقيقة واقعة تأكدت لسبعة رجال اجمعوا على أنهم راؤا الرب يسوع بالجسد حقاً, وتحادثوا حقيقةً, وأكلوا معه الغداء الذي أعده لهم, واستلموا عصا الرعاية والتخويل والوكالة .
فأية رؤية هذه أقدم عليها هؤلاء الإخوة؟, أيتآمر سبعة من التلاميذ الأطهار ( حاشا لهم ونستميحهم مغفرة وعذراً) على جماهير الشعب يومئذٍ, وعلى الشعوب التي عاشت كل هذه العصور التي خلت؟. ومن اجل ماذا؟ من اجل ما يدعى بالدفاع الإيماني ! . حتى صدقوا أنفسهم بما هم يدعّون وتقدموا للعذابات المريرة, وتسابقوا للموت وهم صاغرون! . وا عجبي !!.


إطار19

فألزماه قائلين امكث معنا لأنه نحو المساء, وقد مال النهار. فدخل ليمكث معهما. فلما اتكأ معهما اخذ خبزاً وبارك وكسر وناولهما. فانفتحت أعينهما وعرفاه ثم اختفى عنهما. لوقا29:24-31
بعد هذا أظهر أيضا يسوع نفسه للتلاميذ على بحيرة طبرية.( يوحنا 1:21) ولما كان الصبح
وقف يسوع على الشاطئ. ولكن التلاميذ لم يكن يعلمون انه يسوع. فقال لهم يسوع يا غلمان ألعلَّ عندكم أداما. أجابوه لا. فقال لهم القوا الشبكة إلى جانب السفينة الأيمن فتجدوا. فالقوا ولم يعودوا يقدرون أن يجذبوها من كثرة السمك. فقال ذلك التلميذ الذي كان يسوع يحبه لبطرس هو الرب. فلما سمع سمعان بطرس أنه الرب أِتزر بثوب لأنه كان عريانا وألقى نفسه في البحر. وأما التلاميذ الآخرون فجاؤا بالسفينة لأنهم لم يكونوا بعيدين عن الأرض إلاّ نحو مائتي ذراع وهم يجرون شبكة السمك. فلما خرجوا إلى الأرض نظروا جمرا موضوعا وسمكا موضوعا عليه وخبزا.( يوحنا 4:21-9) قال لهم يسوع هلمّوا تغدّوا. ولم يجسر احد من التلاميذ أن يسأله من أنت. إذ كانوا يعلمون انه الرب. ثم جاء يسوع وأخذ الخبز وأعطاهم وكذلك السمك . هذه مرة ثالثة ظهر يسوع لتلاميذه بعدما قام من الأموات.( يوحنا 13:21-14)
هذا أقامه الله في اليوم الثالث وأُعطيَ أن يصير ظاهراً . ليس لجميع الشعب بل لشهودٍ سبق الله فانتخبهم . لنا نحن الذين أكلنا وشربنا معه بعد قيامته من الأموات . (أع 41:10-42)
وظهر أياما كثيرة للذين صعدوا معه من الجليل إلى أورشليم الذين هم شهوده عند الشعب. (أع 31:13)


=============================
الفصل التاسع

من هو هذا الشخص المدعو
يسوع المسيح؟





مدخل
لا مناص من القول بأن شخصية السيد المسيح, شخصية حقيقية قد ظهرت, وتفاعلت, وصنعت الحدث بالفعل قبل ألفي عام خلت. وقد أثرت هذه الشخصية الفذة تأثيرا بيناً في تاريخ البشرية العام. وكان تأثيرها جذرياً وانعطافاً تاريخياً حاسماً. لم يغير المسار التاريخي وحسب, بل تغيرت بواسطته الديموغرافيا, وعبر كل هذه الحقب من السنين. نشأت فلسفات وحضارات ومتغيرات اجتماعية جديدة, ترنو وتنشد الحياة الأفضل من بيانات المحبة والوصية الجديدة. وحول هذه الشخصية, تباينت البشرية في فهم ماهيتها!.
ومهما حاولنا من إعطاء الوصف الدقيق لهذه الشخصية, فإننا لا نحصل على تعبير أكثر توافقاً, ومعنى أوضح لفهم هذه الشخصية سوى عبارة " الوحيد الجنس " .

مولود غير مخلوق
لقد اُعتبر السيد يسوع المسيح, لا مثيل له في الوجود البشري لأنه لا مثيل " لجنسه " . إذاً فهو " الوحيد الجنس " . حيث أن أبانا الأول آدم, قد خلق من جبلة طين (تك7:2), وأمنا حواء من ضلع آدم (تك22:2) وبأمر الكينونة الإلهي. كانا لأنه الخالق القدير, وله طلاقة القدرة.
كذلك يخبرنا الكتاب المقدس عن نساء شخن وهن عاقرات, وأنجبن بعد يأس أكيد!. كسارة أم أسحق, وحنّة أم صموئيل, وأليصابات أم يوحنا المعمدان!. وهذه الولادات هي بلا ريب من إعجاز القدير لأنها تجاوزت, القوانين البيولوجية والطبيعية عند بني البشر, التي يدخل فيها فعل العامل الزمني لعمر الإنجاب عند المرأة. ولا بدّ من الإشارة هنا بأن كل تلك الولادات, كانت ضمن منطق الحس المادي للعقل البشري, فيها إمكانية القبول والتصديق النسبي, لأنها نتيجة (ثمرة) لزرع بشري من رجل وامرأة. وهذه حالة يرضاها البشر, لأنها توافق الفسيولوجية الجسدية, والحس الفكري للأرضيين!.
أما ولادة ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح, فهي فريدة بل "وحيدة" من نوعها, ولذلك فقد أطلق على يسوع المسيح " الوحيد الجنس ". فهي ولادة إعجازية بل تفوق قدرتنا الإدراكية وحتى اختباراتنا الباطنية!. لأن "يسوع" هو حقاً " مولود غير مخلوق ". فهو ليس من جبلة من طين, ولا من ضلع رجل, ولا من أبوين مسنين وأم عاقر, ولا من زرع بشر!. إنه مولود من أم عذراء, ودائمةً بتوليتها!, فهو إذاً مولود غير مخلوق.
لا يمكننا معرفة من هو السيد المسيح إلاّ من خلال المصادر التي أوصلت لنا أخباره. وليس لنا أصدق وأوثق من الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد في تقصي الخبر. حتى لو اعتبر البعض, الكتاب المقدس كمصدر تاريخي بحت!!. فهلم عزيزي القارئ نتابع تاريخ ومسيرة هذه الشخصية التاريخية عبر الكتاب المقدس بعهديه.



===========================

الجزء السابق

الجزء التالي

===========================




الهوامش :
----------------------------------
54 / 1كو24:9 و في14:3 وكولوسي18:2
والجعالة هي سمة (تأشيرة) الدخول المجانية إلى الفردوس!. والمعطاة من الرب يسوع.

-------------------------------------------
55 / ستيفان اولارد - ما وراء الموت – ملفات الكتاب المقدس –ايلول1994
النص منقول من كتاب, قراءة مجددة في العهد الجديد/أ.بيوس عفاص

-------------------------------------------
56 / النص منقول من كتاب, قراءة مجددة في العهد الجديد/أ.بيوس عفاص
-------------------------------------------
57 / نفس المصدر السابق اطار4ص26 – وكانت الخطوة الحاسمة في السنوات 1955-1970 ,حين توصل الباحثون عبر "تاريخ التأليف" إلى الاستنتاج بأن الإنجيليين لم يكونوا "جامعي نصوص", وإنما هم مؤلفون تركوا في كتاباتهم بصمات رؤيتهم الإيمانية. كما أصبح بإمكاننا أن نرتقي, إلى حد ما, من "مسيح الإيمان" الذي عرفته الجماعات المسيحية بعد الفصح إلى "يسوع التاريخ" كما عاش في جماعته قبل الفصح.
-------------------------------------------
58 / النص منقول من كتاب, قراءة مجددة في العهد الجديد/أ.بيوس عفاص
-------------------------------------------
__________________
أبو يونـــــــان
________
الله محبـــــــة

التعديل الأخير تم بواسطة ابو يونان ; 02-10-2010 الساعة 08:50 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:28 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke