Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الديني > المنتدى المسيحي

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-09-2010, 12:50 AM
ابو يونان ابو يونان غير متواجد حالياً
Power-User
 
تاريخ التسجيل: Dec 2005
المشاركات: 162
افتراضي كتاب الحقائق الإيمانية للمهندس بشير يونان / ج 10

الجـــــــــــــــــــزء العاشـــــــــــــــــــــــــر
----------------------------------------------
رابعاً:- لماذا كتبت أسفار العهد الجديد ؟!


من أسفار العهد الجديد هناك سفرين يتزاحمان على الأولوية ، وهما، رسائل بولس الرسول ، وبشارة القديس مرقص . وان هذه البدايات كانت في غضون العقد السادس الميلادي . فلماذا ولمن وكيف كتب الإنجيليين الأطهار هذه الأسفار؟!.
لماذا هذا التفاوت الزمني ؟. لماذا كتب هؤلاء ولم يكتب أولئك ؟. ولماذا كان هذا التوثيق المهم على مدى ما يقرب من الخمسين سنة ؟!. إنها أسئلة تفرض نفسها... ولا بدّ من إجابتها.. لأننا لو تغاضينا عنها لأصبحت حجة علينا.. ولما لا والحقيقة كل الحقيقة واضحة..!.

1- قصة حدثت: ( أعمال 1:5-10 ) لقد عاشت جماعة الكنيسة المسيحية الأولى حياة الاشتراكية الحقة . اشتراكية طوعية اختيارية مبنية على المحبة المسيحية الخالصة معدومة فيها الذات الأنانية ( أعمال 32:4) . وقصة حنانيا وامرأته سفيرة ، اللذين كذبا على الروح القدس وماتا تعني لنا هنا الكثير. لقد عاهدا على الأيمان فخانا الأيمان! ..ترددا ..حين داخلهما الطمع .. فكذبا على الرسول بطرس الذي كان منقادا تماما من الروح القدس . وبالتالي فقد كذبا على الروح القدس !.
يتضح من هذا الحدث بأنه في العصر المسيحي الأول ، وبالفترة التي تلت صعود السيد المسيح إلى السماء وجلوسه عن يمين القدرة ، كانت قيادة الجماعة المسيحية الأولى قيادة مباشرة ومطلقة من الروح القدس تماما كما كان سيدنا يسوع المسيح في الجسد مع التلاميذ. حيث كانت الكنيسة يومئذٍ تحيى حياة التسليم جماعةً وأفرادا. وتعيش بإرشاد الروح القدس وقيادته .فكانت قطيعا صغيرا عاش حياةً جميلة وسعيدة مع راعيه فتطبع بطباعه وسار على وقع أنغام صوته الحنون وبذلك لم يكن محتاجا.. لدليل آخر..لأنه ما زال يسير خلف نفس الدليل لأن..الأب والابن والروح القدس هم واحد.. .


==========================================
إطار / 4

+لأنه مكتوب سأبيد حكمة الحكماء وارفض فهم الفهماء . أين ألحكيم . أين الكاتب . أين مباحث هذا الدهر . ألم يُجهِّل الله حكمة هذا العالم . لأنه إذ كان العالم في حكمة الله لم يعرف الله ، بالحكمة استحسن الله أن يخلص المؤمنين بجهالة الكرازة . لأن اليهود يسألون آيةً واليونانيين يطلبون حكمةً . ولكننا نكرز بالمسيح مصلوباً لليهود عثرة ولليونانيين جهالة

1 كورنثوس 23:19

+إني أتعجب أنكم تنتقلون هكذا سريعا عن الذي دعاكم بنعمة المسيح إلى إنجيل آخر . ليس هو آخر ، غير أنه يوجد قوم يزعجونكم ويريدون أن يحولوا إنجيل المسيح .

غلاطية 6:1-7

==========================================

2 - إن مقولة الحاخام اليهودي غمالائيل المشهورة إن كان هذا التعليم من الإنسان فهو سيسقط لا محال ، وان كان من الله فلا يحق لأحد مقاومته .( أع 34:5-39). فبعدما توسعت وكبرت الجماعة المسيحية الأولى (كنيسة المسيح) وبدأت تنتشر في أصقاع المسكونة قاطبة.. بعد انتشار التلاميذ أنفسهم . وإقبال الشعوب المتنوعة من اليهود والأمم .. في اليهودية .. وبقاع العالم الأخرى .. وتحسبا لامتزاج الفلسفات وأفكار الثقافات العالمية الأخرى بالتعاليم المسيحية .. ارتأت الحكمة الآلهية ..بتدوين وكتابة الإنجيل المقدس .. فأوحي للإنجيليين ، بالكتابة والتدوين، مسوقين من الروح القدس. وهكذا كتبت بشارة القديس متًى .. لتأتي بالحجة والبرهان ... المنطقي أن يسوع المسيح هذا ، هو بالحقيقة ألمسيّا المنتظر .. وهي بالطبع مقدمة للشعب اليهودي. وبالتأكيد ..فإن الذي ..ارتأى هذه الضرورة ، وقررها هو الروح القدس وليس التلاميذ أو مدوني الأسفار. حيث نلاحظ انتشار الكلمة بوقت وجيز واستقبالها وقبولها في مراكز الثقافة ودور العلم ، بأنحاء العالم المختلفة.وخصوصا المتحضرة آنذاك ، كالإسكندرية.. وأثينا وروما.
وكما سبق القول، حتّى لا تمتزج التعاليم والفلسفات الهيلينية الدنيوية (المعاصرة آنذاك) بالتعاليم المسيحية الجديدة وتعمل على تشويهها .. ارتأت الحكمة الآلهية ، أن تدون هذه التعاليم ، وعلى أيدي أناس ثقاة كرسوا أنفسهم للرب وسلموا كل حياتهم بين يديه!.

3ً- لو كان تدوين الأناجيل الأربعة هو من التدبيرات البشرية ، لتبارى التلاميذ فيما بينهم كل واحد مدونا إنجيله وحاملا لاسمه ، حتى لو اقتضى الأمر الاستعانة بأناس كتبة ، في حالة عدم معرفتهم للكتابة !. ولو كانت كتابة الأناجيل من تدبير بشري ، لكان من الأولى بالقديس توما الرسول .. أن يكتب له إنجيلا وهو في تلك البلاد النائية .

وعندما حاول البعض بالتجاوز على عمل الروح القدس وكتبوا ما أسموه بالأناجيل وبأسماء مختلفة رفضها الآباء القديسون الأوائل- وبوحي من الروح القدس أيضا -، واعتبروها من الكتب المنحولة وغير الشرعية.. ومن ثم غير معترف بها ؟.

ففي عام (140م) دخل الشيطان مرقيان .. حين أراد أن يزرع الزؤان في حقل الرب ، وينشر تعاليمه في شكل وأسلوب الأناجيل فارتدّ فعل الكنيسة الأولى ووقفت له بالمرصاد فخاب فأله.
وفي عام (303م) قرر دقلديانوس الظالم تدمير وإعدام جميع الكتب المقدسة للمسيحيين بهدف القضاء على المسيحية . فعزم المسيحيون يوم ذاك أن يعرفوا أي الكتب التي تستحق الذود عنها والموت من اجلها!.
وفي عام(367م) قدم القديس أثناسيوس الأسكندري أول قائمة بأسفار العهد الجديد السبعة والعشرين. والمتداولة إلى يومنا هذا . وعلى مدى أكثر من ألف وستمائة سنة خلت !. وقد أيد ذلك القديسون منهم القديس ايرونيموس. وكل هذا كان وبلا شك بتدبير من الروح القدس الذي وحده يرشد إلى جميع الحق.(يوحنا 13:16).

4ً- وربّ سائل يسأل ، إذا كانت أسفار العهد الجديد كلها مكتوبة بوحي وإرشاد الروح القدس ، فلماذا لم تكتب بكتاب واحد ؟!، ويعمم للجميع ؟ كالوصايا العشر مثلا.. التي كتبت على لوحي حجر وبإصبع الله !.

أ‌- كوننا بشر فليس لنا الإدراك الكافي لسر الحكمة الآلهية

ب‌- لو عدنا إلى ما حصل في يوم الخمسين ، عند حلول الروح القدس على الرسل الأطهار وصاروا يتكلمون بالسنة ولغات مختلفة ، لأدركنا جانبا مهما من الحقيقة ! ، ألا وهو رأفة الروح القدس ببني البشر ، حيث راح يكلمهم كلُّ باللغة التي يفهمها..وطبقا.. لمداركه وثقافته . ولهذا السبب جاءت صورة الإنجيل الواحدة والبشارة الواحدة بأربعة ألوان متطابقة متناسقة متكاملة . ليفهمها الجميع كل بحسب طبيعة مقوماته الشخصية !.

5ً- لو تفحصنا البشارة الرابعة ، وهي الإنجيل بحسب القديس يوحنا ، لتبين من خلالها أن إيمان الكنيسة الأولى وجماعة المسيحيين الأوائل لم يكونوا بحاجة إلى هذا التوثيق الذي كتب من اجل الإيمان, ولبرهان أن يسوع هو المسيح ابن الله (يوحنا31:20) وإعلان مجده (يوحنا14:1). إنما كان بمثابة نبوة لما ستأتي به الأيام المقبلة ..والعصور اللاحقة ، من بدع ، وتعاليم فاسدة ، مشككة بلاهوت السيد المسيح ، بل حتى إنكاره . كأريوس و أتباعه . والذين جاؤا من بعده !.
لأن الجماعة الأولى وبكل تأكيد كان إيمانها مبنيا على حقيقة أن الرب يسوع المسيح هو ابن الله الحي . وهذا الإيمان البديهي لا يقبل الجدل.
فلا يدانينا أدنى شك أن حكمة الروح القدس هي التي اوحت إلى القديس يوحنا الحبيب بتدوين هذا السفر المقدس . وهو بالتأكيد كتب للذين هم ضد المسيح الذين ظهروا في القرون الأولى !.

6ً- لو كتبت الأناجيل بتدبير وقرار بشري لامتازت بالتركيب .. والتقطيع ..مبتغية المجد الأرضي . متحاشية أسلوب الإدانة والتصغير.. وحتّى التبكيت لبعض الرسل !. محاولين إخراج النص بكل صور الأنفة والعظمة والكبرياء . حاذفين الاهانة والآلام التي تعرض لها رب المجد سيدنا يسوع المسيح من صالبيه !. ولماذا كتبوا ؟ أكانوا يبتغون سلطة دنيوية ، أم جاهاً قومياً ، أم مجداً أرضياً..!؟ وهم الذين كانوا باشتياق ورجاء..كي يختموا شهاداتهم بدمائهم..!! متلهفين ، مترقبين ، اليوم قبل الغد للحاق بسيدهم يسوع المسيح.. لمحبتهم الفائقة (لي اشتهاء أن انطلق وأكون مع المسيح. ذاك أفضل جداً. في23:1)!.

7ً- إننا لو لاحظنا البشائر وخصوصا ألإزائية منها وهي الأناجيل الثلاثة للقديسين ، متى ، مرقص ، ولوقا ، وما فيها من توافق منقطع النظير ، لهو الدليل الواضح على تطابقها ومطابقتها للواقع آنذاك . فإذا كان الإنجيلي متى الرسول قد عاش الأحداث أولا بأول فمن أين يأتّى للقديس لوقا ذلك التطابق الرائع مع الاثنين الآخرين ؟ 17. اللذين عاشا الأحداث سويةً, جغرافياً وتاريخياً. فإذا كان جوهر المضمون قد توافق – خصوصا في النسخ الثلاث الأنفة الذكر - وإن تباينت نوعا ما, بالأساليب التي يفهمها الجميع ، وهو بلا شك من إرشاد الروح القدس .
فأي واقع هذا لا يتطابق مع نصوص الإنجيل ؟ ، أواقع المجتمع الفقير البائس ... الذي أنهكه الاستعمار الروماني والفقر والمرض؟ ...... أم الآلام التي تألمها الرب يسوع قبيل ارتفاعه (على الصليب)؟. أم هو واقع القيامة المجيدة التي قام فيها يسوع المسيح بالجسد..حقيقةً لا وهماً و لا خيالاً؟. أم هو واقع ظهوره محسوسا ملموسا ، حيث رأته أكثر من خمسمائة شخصية بشرية حيّة, مباركة وواعية؟.!

8ً- وإن كان كتّاب البشارة الأربعة لإنجيل المسيح .. قد كتبوا من بيانات ما عندهم ومما أفرزته لهم الاختبارات الباطنية لكل واحد منهم ، تلك الاختبارات المبنية على حدث القيامة ، فهل بإمكانك عزيزي القارئ , أن تتصور ما كانت أو ستكون عليه النصوص الإنجيلية ؟. كي يكون هذا الأمر واضحا لنا ، علينا أن نتصور ما ذهب إليه بعض الإخوة, فيما تعنيه تلك الاختبارات الباطنية !.. يقولون أن [[ حدثٌ ما حدث قبل سنين ، شاهده جمع من الناس ، وبعد فترة من الزمن ، صار ذلك الحدث حديث عصره ويومه ! فأخذ كل واحد من مشاهدي هذا الحدث ، يصفه ويتكلم عنه من وجهة نظره الشخصية ، ومن عمق تأثير ذلك الحدث عليه ، وبمقدار أهمية ذلك له!؟.]] (كقصة هؤلاء الثلاثة المختلفين الذين زاروا مدينة واحدة!)
لو سلمنا جدلا .. أن الرسل الأطهار.. وبتأثير مباشر من وقع حدث القيامة!.. قد سطروا كتب البشارة .. لبطل هذا الزعم ، بطلاناً مؤكداً ، حيث كان لا بدّ لهم (كتبة الأناجيل) ، من الاختلاف بشهادتهم وشواهدهم ..حيث لا يقل عددهم عن الثمانية كما أسلفنا. في حين أننا نلاحظ هذا التوافق العجيب ، والتطابق الغريب في وصف ثمانية أشخاص لحدث واحد وصفا دقيقا ، وواحدا ، لا يشوبه شائبة أو ريبة!. خصوصا عندما اجمع الكل على رؤيتهم للرب يسوع المسيح بعد القيامة ، بجسده ، حقيقة ملموسة ، محسوسة !. فلا مناص إذاً لكل راشدٍ أمين أن يقر ويعترف بفعل " الروح القدس" مرشدا وقائدا في تحرير أسفار العهد الجديد .

9ً- لماذا كتب البشير متى بشارته ؟ .
يخبرنا أصحاب الاختصاص ، بأن إنجيل متى كتب لليهود الذين في أورشليم واليهودية كي يثبت لهم أن " يسوع المسيح " هذا إنما هو هو المسيا المنتظر من نسل داود ، من نسل إبراهيم. أجل إن القديس متّى هو الذي كتب ، أما الذي أوحى له ولقنه فهو الروح القدس. حيث بدأ بشارته بالأنساب ، لكي يبرهن للجميع ، كتبة ، فريسيين ، وصدوقيين ، أصحاء اليهود ومرضاهم !، أن يسوع هذا هو المسيّا المنتظر . هو نسل المرأة في التكوين ، وهو النور الذي جاء يوحنا المعمدان ليشهد له ! .
علماً أن اليهود كانوا يحفظون ويحتفظون بل يعتزون بأنسابهم . أليس في هذه الصورة من التدوين ، الدليل القاطع على مطابقة الواقع .

10ً- لماذا ولمن كتب القديس لوقا ؟.
إنه وكما هو معروف كتب للوجيه الغني والتاجر ألأممي المعروف في عصره ( ثاؤفيلس) ومعناه (حبيب الله). إن هذا القديس وكما مرّ بنا آنفا كان طبيباً أمميا من أنطاكية ، وكان ثاؤفيلس هذا من أصدقائه المقربين والمثقفين . الذي طلب من صديقه الطبيب لوقا – وهو القريب من الحدث ومن معرفة الرب يسوع – أن يوضح له ماهية البشارة الجديدة.
أؤكد جازما بأن هذا الطوباوي الجليل قد عمل بالأمانة و للأمانة جاهداً (وهو رجل العلم)، فشدّ الرحال حينما حانت الفرصة له متجها صوب موقع الحدث ، ليتقصى الحقيقة من منبعها وعن كثب !. كي يكون تقريره وتوثيقه الصحفي! كما يرى البعض, من ارض ألواقع . وربّ سائل يسأل .. فلماذا إذا كان الاختلاف بالأنساب بينه وبين القديس متّى ؟ إذا كان قد تقصّى الحقيقة من منابعها ؟ والحقيقة واحدة أبداً ؟! .
نؤكد القول بأنه ليس هناك تناقض جوهري يذكر في واقع الحال... ففي كلتا الحالتين إقرار بأن " يسوع المسيح " هو وارث للملك من أبيه الملك داود ، فقد أعطى الروح القدس في بشارة متى مستهلا البشارة بسلسلة النسب, والذي يثبت انتماء يسوع المسيح لشعب الله المختار, وانه من نسل إبراهيم أيضا, كدليل لليهود ، على أن يسوع المسيح هو الوريث القانوني لعرش الملك داود . وهذا الأمر كان مهما جدا بالنسبة لهم !. أما في بشارة لوقا ( ألأممي ) ، والمقدم إلى ثاؤفيلس والأمم حيث لا تعنيهم شيئا القانونية (الشرعية) الخاصة باليهود ، فقد أُعطِي الدليل على أن يسوع المسيح هو الوارث الطبيعي لعرش داود الملك . وهذا تأكيد مرة أخرى على أن ألروح ألقدس قد تكلم من خلال كل بشارة ، باللغة التي يفهمها المعنيون بالأمر . ولا ريب البتة بأن مصداقية هذا السفر ، تصل إلى الذروة إذا ما وضعنا بعين الاعتبار العلاقة الحميمة التي كانت تربط هذين الصديقين المثقفين لوقا وثاؤفيلس !. (وهما ليسا ملزمين إلاّ بالمصداقية !).

11ً- لماذا ولمن كتب القديس مرقس ؟.
أو بتعبير أدق ، من خاطب الروح القدس في هذه البشارة ؟!. لقد توجهت هذه البشارة إلى الأمم، حيث نلاحظ فيها أن الروح القدس قد تكلم عن المعجزات والأعمال الباهرة التي اجترحها الرب يسوع المسيح أكثر من المواعظ والأمثال، كما أنه ركز على الآلام ، آلام المسيح على الصليب. موضحا لتلك الأمم, ( المسيحيين الرومانيين), عملية الفداء ، يدعوهم لقبول الخلاص بالمسيح يسوع . وكما يعلمنا الدارسون الثقاة أن مار مرقس لم يعش الأحداث بتفاصيلها وبذلك نستدل أنه لو كان قد كتب بمحض إرادته أو من اختباراته الباطنية ، لوضح الخلاف بينه وبين مرادفيه، الأناجيل الإزائية. إذاً فالقديس مرقس هو الذي كتب ولكن الروح القدس كان قد أوحى و أملى.

12ً- لماذا ولمن كتب القديس يوحنا الحبيب ؟.
بعد مضي ما يقارب ستة عقود من الزمن .. على صعود رب المجد إلى السماء، دخل بعض الأغراب وبمقاصدهم السيئة إلى حظيرة الخراف ، يبدون كالحملان ، أما حقيقتهم فذئاب خاطفة . وارتأت حكمة ألروح تثبيت الكنيسة المتنامية في الإيمان بحقيقة لاهوت الرب يسوع المسيح وناسوته ، ودحض البدع المضلة التي كان فسادها آنذاك قد تسرب إلى الكنيسة ، كبدع الدوكينيين و الغنوسيين الذين زعموا أن جسد المسيح لم يكن كأجسادنا ، والكيرنثيون الذين أنكروا لاهوته . والأبيونيون الذين ادعوا أن المسيح لم يكن كائنا قبل مريم أمه. ونرى اليوم بعضٌ من ملامح صور الماضي البعيد, تلوح بطيات صفحات الفكر الجديد. (( فأنهم يرون في المسيح يسوع الإنسان العادي المحض الذي لم يكن يعرف مدى نجاحه في رسالته، ولذلك وأمام ما لاقاه من المقاومة، واجه إمكانية موته قتلاً " و أعطاه معنى" ))18 .
لأولئك في ذاك الزمن، ولليهود، والى كل المفكرين ، وعبر كل العصور، وجَّه الروح القدس بشارته وكلمته المدونة بريشة الحبيب يوحنا الرسول ! . فأية اختبارات باطنية هذه التي تراود أفكار الإخوة المعاصرين؟ ، عبر مئات السنين بل آلافها ؟!. أجل إنه إعلانٌ صريح وواضح في هذه البشارة:
"أما هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع المسيح ابن الله، لكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه، - (يوحنا 31:20-). .. ورأينا مجده مجداً، كما لوحيد من ألآب مملوءاً نعمة وحقاً (يوحنا14:1) . "

==================================
ناهيك عن الاستعارات المستهلة بلفظة أنا و أنا هو ، التي تلق نوراً ساطعاً على سر المسيح ألآلهي الذي كان منذ البدء، (يوحنا1:1 ؛ 58:8 ؛ 19:13) .
وليست لفظة أنا في العهد القديم سوى تعبير عن الذات الآلهية . أنا هو... ، الخبز (يوحنا48:6) ،
النور (يوحنا12:8) ، الراعي (يوحنا11:10-14) ، الباب (يوحنا9:10) ،
القيامة (يوحنا25:11) ، الطريق (يوحنا6:14) ، الكرمة (يوحنا5،1:15) .
==================================

فمن أين تأتت لهذا التلميذ الحبيب ، كل هذه الفلسفة والشاعرية والفن الكتابي والأدب البليغ !. عندما سأل يسوع تلاميذه عمّن يكون ؟...لم يجبه الحبيب يوحنا ! لأن ألآب لم يعلمه، بل أعلم القديس بطرس ! ، وصرح بشهادته المعروفة ، أنت هو المسيح ابن الله الحي . ولكن لمّا أُعلِمَ هذا الطوباوي ، من قبل الروح القدس ، صرح وبكل شجاعة وبكمال ثقة الإيمان ، ومن خلال سفر كامل ، أفصح وأثبت بالحجة والبرهان ، وكتب للجميع لكي يؤمنوا أن "يسوع المسيح" هو ابن الله (يوحنا31:20) .
إن هذا الطوباوي الحبيب الذي ما فارق حبيبه يسوع البتة ، حيث نراه واقفا مع المريمات عند الصليب، فانفرد بذكر المسامير في يدي يسوع المسيح المصلوب !. إنه الوحيد من التلاميذ الذي رافق سيده إلى القبر، والأول من بين التلاميذ الذي آمن بالقيامة ، حيث نراه يهرع باتجاه القبر الفارغ في بكور يوم القيامة !. إننا لو أردنا أن نعزز إيماننا فعلاً, علينا أن نستقي من منهل هذا الحبيب ونرتوي. من هذا التلميذ الذي لم يفارق السيد البتة!.
وبالرغم مما تميز به هذا الطوباوي الجليل من خصوصية العلاقة والمحبة مع الرب يسوع المسيح ، لم يكتب بشارته إلاّ في الآخر بعد أن كتبت بقية الأسفار .. الأناجيل ، ورسائل القديس بولس ، والرسائل الجامعة . حيث كان الأَولى به أن يكتب هو قبل الجميع ، - لو كانت تلكم الكتابات من معطيات الاختبارات الباطنية ، أو البشرية البحتة - ، لما تميز به من قربه من الحدث ودالته مع صانع الحدث ! .
ولو كان في الأناجيل الإزائية الثلاثة أي اثر للاختبارات الباطنية ( أو أي تشوه للصورة الإيمانية ) الشخصية ، مهما كان بسيطا ، لاتضح في إنجيل القديس يوحنا ثمة ردود فعل !. وبما أنه لم تظهر أية ردود فعل أو رفض تجاه أيٍّ من الأناجيل الثلاثة الأخرى . فهو الدليل القاطع الذي لا يقبل الجدل ، ولا يدانيه الشك ، بأن الذي أملى وأوحى بهذا الإنجيل هو "الروح القدس"!.


==========================================
إطار 5
+وهذه هي الدينونة أن النور قد جاء إلى العالم وأحب الناس الظلمة أكثر من النور ، لأن أعمالهم كانت شريرة . لأن كل من يعمل السيئات يبغض النور و لا يأتي إلى النور لئلا توبخ أعماله . وأمّا من يفعل الحق فيقبل إلى النور لكي تظهر أعماله أنها بالله معمولة. يوحنا19:3-21
+أيها الأحباء لا تصدقوا كل روح ، بل امتحنوا الأرواح هل هي من الله ، لأن أنبياء كذبة كثيرين قد خرجوا إلى العالم . بهذا تعرفون روح الله . كل روح يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد فهو من الله . و كل روح لا يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد فليس من الله . وهذا هو روح ضد المسيح الذي سمعتم أنه يأتي و الآن هو في العالم .
رسالة يوحنا الأولى 1:4-3
+لأنه قد دخل إلى العالم مضلون كثيرون لا يعترفون بيسوع المسيح آتياً بالجسد . هذا هو المضل و الضد للمسيح . انظروا إلى أنفسكم لئلا نضيع ما عملناه بل ننال أجرا تاما . كل من تعدى ولم يثبت في تعليم المسيح فليس له الله . ومن يثبت في تعليم المسيح فهذا له ألآب والابن جميعا . إن كان أحد يأتيكم ولا يجئ بهذا التعليم فلا تقبلوه في البيت ولا تقولوا له سلامٌ ، لأن من يسلم عليه يشترك في أعماله الشريرة.
رسالة يوحنا الثانية 7:1-11
==========================================

الهوامش :
-----------------------------------

17 / الذي عاش الأحداث بأدق تفاصيلها هو القديس مار بطرس أيضاً.أما مار مرقص فكان بمثابة معاونه وكاتبه.
-----------------------------------
18 / شربنتيه الدليل ص 231( مقتبس من كتاب قراءة مجددة – أ. بيوس عفاص)
-----------------------------------

الجزء السابق

الجزء التالي

=====================
__________________
أبو يونـــــــان
________
الله محبـــــــة

التعديل الأخير تم بواسطة ابو يونان ; 26-09-2010 الساعة 12:37 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:27 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke