Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الديني > المنتدى المسيحي

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-09-2010, 01:43 AM
ابو يونان ابو يونان غير متواجد حالياً
Power-User
 
تاريخ التسجيل: Dec 2005
المشاركات: 162
افتراضي كتاب الحقائق الإيمانية للمهندس بشير يونان / ج 8

الجـــــــــــــــــــزء الثامــــــــــــــــــــــــــــــــــن
----------------------------------------------
الفصل الثالث

شاهدان مهمان من الخندق
المضاد
يلجآن إلى الرب يسوع


مدخل

إذا كان التلاميذ الأطهار قد تأثروا عاطفيا بشكل أو آخر, كما يشيع البعض, وبفعل المحبة العارمة ليسوع المسيح التي أثارت فيهم الاختبارات الباطنية, فنسجوا بمنوال العاطفة ما نسجوا, كما يدعون!. فما تفسير أولئك الإخوة, عن هؤلاء الأقطاب الذين جاءوا من خندق الأعداء, ذي الجبروت والأنفة والكبرياء, ليموتوا من أجل تبعيتهم لذلك المصلوب (الذي بدا وكأنه ضعيف ومغلوب على الصليب!).. وهم يتسابقون للحاق بقافلة الشهداء!.
إن هذا الانسلاخ الجذري الذي قام به هؤلاء الأقطاب خصوصا بعد صلب السيد يسوع المسيح وموته, كقائد المائة الذي آمن عند أقدام يسوع وهو على الصليب, وبعد القيامة, كما حصل مع شاول الطرسوسي ويعقوب أخي الرب وكثيرين آخرين. ما هو إلاّ الشهادة الدامغة, على مصداقية البشارة, ومصداقية الإيمان!.


أولاً: القديس العظيم مار بولس الرسول


رسول يسوع المسيح إلى الأمم
+ كان اسمه العبري "شاول" (المنذور, او المطلوب من الله).
+ مولده في طرسوس, كيليكية, من أعمال الإمبراطورية الرومانية, عاش طفولته, وحصل على الرعوية الرومانية (أع25:22-29) .
+ كان ينتسب لعائلة من أشراف القوم. غنية وصاحبة نفوذ, بدليل أن ابن أخته نقل إليه خبر المؤامرة التي حيكت ضده. كذلك نستدل على شرف محتده, ما نال من نفوذ ووجاهة في السنهدريم, وبين القادة اليهود (أع1:9-2 و5:22 وفيليبي4:3-7).
+ كان أبوه فريسياً من سبط بنيامين, وقد رباه على الناموس الضيق (أع6:23).
+ كانت طرسوس مركزاً من مراكز العلم عصرئذٍ. وكانت مركزاً للفلسفة الرواقية. وقد درس إلى جانب تلك الفلسفة, الكتاب المقدس وتاريخه. وتاريخ شعبه اليهودي, وتقاليدهم. وبعدما ارتشف من مناهل العلم آنذاك في طرسوس, ما أمكن له أن يطاله, أَرسِلَ إلى أورشليم, عاصمة اليهودية, ليتبحر في الناموس. وقد تتلمذ على يد غمالائيل (أع3:23), الذي كان من أشهر معلمي الناموس ومفسريه في عصره 9.
هذا هو شاول الذي كان قطباً من أقطاب الدين اليهودي, وحجة عصره بالفلسفة واللاهوت. وعلم من أعلام الناموس والشريعة الموسوية, وممتلئً غيرةً وقّادة لعقيدته!. صال وجال اليهودية كلَّها. وكلَّ بلدٍ سمع فيه من يتبع الناصري!. كان يتابعهم بسياط الاضطهاد, حيثما طالتهم يداه. مصدِّراً أحكامه, بالسجن والإعدام, لكل من يبوح بذلك الإيمان. حيث انه كان وجها ووجيها, عند بني قومه. و عند السلطات.
كانت الدنيا تظلمُّ بعينيه غضباً, كلما سمع بذلك المصلوب!. وعقله الباطن يرفض بشدة, احتمالية كونه المسيّا المنتظر!. وكان اعتقاده مطلقاً, بأن تابعي يسوع الناصري, يشكلون خطرا دينيا وسياسياً.
وبضمير مستريح كان يقوم بنصيب وفير في محاولة إرجاع هؤلاء, أو قطع دابرهم ! 10 . قام بهذا الاضطهاد بقسوة شخص يثيره حقدٌ مضلل !. فلم يكتفِ بمهاجمة أتباع المصلوب في أورشليم وحسب !. وكلُّه ظِنٌّ أكيد, أنه يؤدي خدمة لله وللناموس !. ولذلك نراه يتبعهم حتى إلى دمشق.

وفي الطريق إلى دمشق ؟!:
إنه لأمر رهيب حقاً, وموقف ترتعد فيه الفرائص ذعراً, ولم يكن بالحسبان أبداً. ماذا حدث؟ بل ماذا رأى؟ هذا الخصم العنيد للمصلوب, ليتحول إلى عبدٍ مطيعٍ خَضوع, للرب يسوع. مبشرا باسمه, ورسولاً له لا يضاهيه أحد في أتعابه ومحبته, في هذا السبيل!.

عزيزي القارئ, كما مر بك في الفصل السابق, حيث سلطنا الضوء, على شخصيات الرسل تلاميذ السيد المسيح, بغض النظر عن حجم هذه المعلومات, وتبين لنا مدى بساطتهم ودعتهم. ولا يمكن ان يكون ثمة مقايسة أو مقارنة, (وخصوصا على المستوى الثقافي والعلمي,في الفلسفة والعلوم الدينية, وأسفار التوراة, والتلمود والمدراش) , بين أولئك الأبرار, و(شاول) القديس بولس الرسول!.الذي كان علماً من الأعلام في عصره.
إن ما حدث في طريق دمشق والذي تأكد بقوة في أسفار العهد الجديد. يؤكد لنا أن الرب يسوع المسيح, لم يكلم شاول وحسب, بل ظهر له بنوره البهي, الساطع أكثر من الشمس!.
هذا النور الذي سحب خبث كل الغل الممتلئ به شاول, وجعله قشورا على عينيه, والتي سقطت عندما اغتسل وتجدد بماء المعمودية, حينئذٍ أبصر الحق وحياة النور! .
ورآه مرأى العين. ولم يكن شاول تحت أي تأثير ومن أي نوع كان, لم يكن سكراناً, لأنه كان في وضح النهار. ولم يكن مصاباً بالهستيريا, لأنه كان قائد مجموعة ومستشار!. ولم يكن بغيبوبة ولا بحلم يقظة, ولا باختبار!. بل كان بكامل وعيه, سمع الصوت بإذنه فعلاً, وامتلأ ثقة بالإبصار. ومن هذه الثقة تحقق أن الذي كلمه بالنور الساطع هو, ابن الله الحي, فادي البشرية (أع19:26). "فللوقت وقع من عينيه شيءٌ كأنّه قشورٌ فأبصر في الحال وقام واعتمد (أع18:9)." فعاش كل حياته الباقية بعد هذا الحدث, وهو يردد بأعلى صوته! ويوضح, إيمانه, واقتناعه, بأن هذا الذي يبشر به, هو هو المسيح ابن الله الحي, المصلوب من أجل مغفرة خطايانا, والمنتصر على الموت بقيامته. وأن يسوع هذا هو بالحقيقة؛ المسيّا المنتظر!.
وقد قاسى ما قاسى من أجل ذلك برضا وصبر. ومن أجل الظفر بالجعالة ! 11. (1كور 24:9وكولوسي18:2). علماً أن هذا القديس قد تتلمذ ليسوع المسيح في حدود سنة (36) للميلاد!.


=============================
فما الذي حدا بهذا القطب العملاق, المتجلد حماساً للعقيدة والناموس الموسوي,
لينقلب على نفسه مقتلعاً جذوره بيده, ليغرسها في حقل الرب طوعاً وحباً,
ويعلن بكل فرح وبهجة عبوديته للرب يسوع المسيح, وكله فخرٌ واعتزاز بالصليب؟!.

=============================

ثانياً: القديس الجليل مار يعقوب أخو الرب

أسقف
أورشليم الأول


إنه بحق يعتبر البابا أو البطريرك الأول, الذي يجلس على أول كرسي رسولي في التاريخ الكنسي!. فمن هو هذا القديس والأسقف الأول الجليل؟.
+ إنه يعقوب ابن يوسف, (الذي كانت العذراء القديسة مريم مخطوبةً له)12 , الذي عاش يسوع في كنفه, طيلة فترة طفولته على الأرض. ولذلك كُنِّيَ أخو الرب.
+ كان هذا الرجل ضد المسيح, عند بدء الرب يسوع كرازته بالعهد الجديد!. بل ظل في خندق الكتبة والفريسيين. متعصباً للناموس الموسوي. ولم يعر أية أهمية للتعليم الجديد!. بل على العكس كان يسوع بالنسبة له إنساناً غير سوي ولذلك تنكر له!. ولم يؤمن به كبقية إخوته13 . ولشدة غيرته على شريعة موسى, كان يلقب بالبار!.
+ لا يُعلَمُ بالضبط متى وكيف اهتدى, وصار "عبداً للمسيح"(أع14:1 و يع1:1) . ولكن على الأرجح, أنه اقتيد إلى الأيمان, بظهورٍ خاص للسيد المسيح له بعد القيامة!. وبعد ذلك ظهر ليعقوب ثم للرسل أجمعين (1كو17:15). وهذا يعني أن دعوته للإيمان كان بنفس الأسلوب الذي دُعِيَ فيه القديس بولس.
+ كانت له مكانته المرموقة في أورشليم. يتبين ذلك عند زيارة القديس بولس, بعد اهتدائه سنة(37), فذُكِرَ مع القديس بطرس (غلا19:1) .
+ ترأس أول مؤتمر مسيحي, (المجمع ألرسولي), المنعقد في أورشليم. الذي عالج مشكلة الخلاف الحاصل بشأن المتنصرين, اليهود والأمميين14 .
+ لقد عايش هذا القديس البار, العهدين القديم والجديد, وصار له رجاء, بإدخال الأمّة اليهودية بأسرها إلى حظيرة الرب يسوع المسيح. ولكن المتطرفين اليهود حكموا عليه, وقتلوه رجماً ! 15 . وبهذه الميتة الشنيعة, ختم هذا البار حياته, شاهداً صادقاً ليسوع المسيح. بعد أن كان خصما عنيداً له. وكان استشهاده بحدود سنة(62) مسيحية.
+ وقد عده الرسول بولس, بمنزلة, الرسولين, بطرس ويوحنا (غلا 19:1 و9:2). ذاكراً إيّاه أول الثلاثة. وله رسالته الجامعة.

لقد اهتدى هذان القديسان الشهيدان!, بدعوة خاصة جداً من لدن الرب يسوع, وكما قال لكل واحد من الأثني عشر, هلم واتبعني , هكذا تراءى لهذين البارين, بعد صلبه وموته وقيامته وصعوده, بما لا يقل عن الخمس سنوات!. وبحسب تقدير ذوي الاختصاص, كان بحدود سنة (34-37) مسيحية.


=============================
إنها بحق انتقاله إعجازية من خندق العدوان والاضطهاد ضد المسيحية,
إلى كنيسة الإيمان بالرب يسوع, وشهادة لكلمة الحق التي كان لها صداها,
ووزنها لكافة الأوساط والأزمان. مختومة بدمائهما الزكية!.

=============================

هوامش :
------------------------------------
9 / غمالائيل, معناه مكافأة الله, وهو حاخام يهودي, عضو مجمع السنهدريم, ورئيسه حسب ما أورده التلموذ. فريسي, وأحد اللاهوتيين اليهود المعروفين جداً في القرن الأول الميلادي. وهو الذي قد طالب برفع القيود عن رسل المسيح والكف عن اضطهادهم. وحجته أن عمل الرسل إن كان إنسانياً فهو يسقط بطبيعة الحال ويفشل. وإذا كان من الله فمن حق الرسل أن ينشروه لأن مقاومة الله شر. أع 34:5-39
------------------------------------
10/ أعمال: 3:8و4:12و1:26-11و1كو9:15وغل13:1وفي6:3و1تي13:1
-----------------------------------
11/ الجعالة سمة الدخول المجانية المقدمة من الرب يسوع إلى ملكوت الله!.
-----------------------------------
12/ قد تضاربت الآراء في حقيقة هذه الأخوّة؟. قال البعض أنه أحد أبناء يوسف, وآخرون قالوا أنه أحد أبناء أخت مريم, أو أولاد أخ يوسف. وجميع هؤلاء في أعراف المجتمع اليهودي وفي لغتهم يحسبون إخوة.
----------------------------------
13/ متى46:12-50 و مرقس31:3-35 و لوقا19:8-21 و يوحنا3:7-5
----------------------------------
14/ أعمال-اصحاح15- و غلاطية-اصحاح3-
----------------------------------
15/ جاء في المورد العذب- ص38- أنه ضرب بمطرقة قصار على رأسه, واستشهد معه كثير من المؤمنين
---------------------------------
الجزء السابق

الجزء التالي
=====================
__________________
أبو يونـــــــان
________
الله محبـــــــة

التعديل الأخير تم بواسطة ابو يونان ; 24-09-2010 الساعة 02:53 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 23-09-2010, 07:17 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,567
افتراضي

تشكر يا أستاذ أبو يونان. على نشرك لفصول هذا الكتاب و سيكون وثيقة محفوظة في المنتديات.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 24-09-2010, 03:01 AM
ابو يونان ابو يونان غير متواجد حالياً
Power-User
 
تاريخ التسجيل: Dec 2005
المشاركات: 162
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fouadzadieke مشاهدة المشاركة
تشكر يا أستاذ أبو يونان. على نشرك لفصول هذا الكتاب و سيكون وثيقة محفوظة في المنتديات.
أخي الحبيب وأستاذي الغالي فؤاد الموقر
أشكر مروركم الكريم وهذا شرف لنا أن يكون هذا الكتاب في مكتبتكم العامرة
حفظكم الرب ورعاكم أنتم والعائلة داعين من رب المجد أن يكللك باكليل الصحة والعافية
أخوكم الصغير
أبو يونان
__________________
أبو يونـــــــان
________
الله محبـــــــة
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:08 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke