Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
بينَ الحربِ و السّلمِ الشاعر السوري فؤاد زاديكى
بينَ الحربِ و السّلمِ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى في كلِّ مَعْرَكةٍ، نَخُوضُها خاسِرُ ... مأساتُها، ما في مَجَالِها ظافِرُ فالموتُ ليسَ وسيلةً لِتَقَدُّمٍ ... فيهِ انتِزاعُ الرُّوحِ، عِبْؤُهُ قاهِرُ مَنْ قالَ إنّ الحربَ تكتُبُ مَجدَهَا؟ ... لا مَجدَ يُكتَبُ و المكانُ مَقابِرُ النّفسُ مَطلَبُها الحياةُ، و ما سِوى ... هذا، لهُ بالدّربِ يُفلِحُ عابِرُ فانْظُرْ إلى شَرَفِ الحياةِ، مُكَرِّمًا ... منهُ القداسةَ، حينَ سَعيُكَ شَاكِرُ إنّ السّلامَ هُوَ السّبيلُ لِراحةٍ ... و بِدُونِهِ، أملُ الخلائقِ عَاثِرُ مُنذُ ابتِداءِ الكونِ، كانَ وُجُودُنا ... هَدَفًا لِإبليسٍِ، و فِعْلُهُ مَاكِرُ ما شاءَ يَترُكُنا، نَعيشُ بِراحةٍ ... خَلَقَ المشاكِلَ، لا يَسُرُّهُ خَاطِرُ و لِذا فإنّ الحربَ بَعضُ شُؤونِهِ ... كَلِفٌ بها، و بِرَسْمِ وجهِها مَاهِرُ يا لعنةً حَلّتْ على مَنْ شاءَها ... مَنْ جاءَها قَذِرٌ و خُلْقُهُ فَاجِرُ عِشْ لِلبِناءِ، لأجلِ خيرِ خَلِيقَةٍ ... و بِذا يُعِينُكَ بالتّضَامُنِ قَادِرُ رفعَ السّماءَ على دَعائِمِ أُسِّهَا ... مَنْحَى السّلامِ، فلا يَغُرُّكَ ظَاهِرُ المانيا في ١١ حزيران ٢٤ التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 16-06-2024 الساعة 06:10 AM |
#2
|
||||
|
||||
### تحليل لغوي وأدبي لقصيدة "بينَ الحربِ والسّلمِ" للشاعر السوري فؤاد زاديكى
#### العنوان: العنوان "بينَ الحربِ والسّلمِ" يعكس ثنائية موضوعية بين الصراع والهدوء، وهو مدخل مباشر إلى مضمون القصيدة. #### المضمون: القصيدة تعالج موضوع الحرب والسلام من منظور نقدي، وتدعو إلى تفضيل السلام على الحرب. الشاعر يستخدم لغة قوية ومباشرة لإيصال رسالته الإنسانية. #### الصور الشعرية: 1. **الصورة البصرية:** - "المكانُ مَقابِرُ": تصور مكانًا مليئًا بالقبور، وهو تعبير عن الموت والدمار الناتج عن الحرب. - "رفعَ السّماءَ على دَعائِمِ أُسِّهَا": صورة بصرية تشير إلى بناء متين ومستقر، وهو رمز للسلام والثبات. 2. **الصورة السمعية:** - "الموتُ ليسَ وسيلةً لِتَقَدُّمٍ": هنا لا يوجد صوت حرفي، ولكن كلمة "الموت" تثير في الذهن صوتًا من الرعب والصمت الثقيل. 3. **الصورة الحركية:** - "خَلَقَ المشاكِلَ": تعبير يدل على الفعل والحركة، ويصور إبليس كقوة ديناميكية تعمل على نشر الفوضى. #### الأساليب البلاغية: 1. **التشبيه:** - "فالموتُ ليسَ وسيلةً لِتَقَدُّمٍ": شبه الموت بوسيلة غير فعالة للتقدم. 2. **الاستعارة:** - "إبليسٍِ، و فِعْلُهُ مَاكِرُ": استعارة تشخيصية، حيث يُشخص إبليس كشخص ماكر. - "بِرَسْمِ وجهِها مَاهِرُ": استعارة تشير إلى مهارة إبليس في رسم وجه الحرب، مما يعطي الحرب صفة إنسانية. 3. **الكناية:** - "لا مَجدَ يُكتَبُ و المكانُ مَقابِرُ": كناية عن عبثية الحرب وعدم تحقيقها لأي مجد حقيقي. 4. **الطباق:** - "الحربِ" و "السّلمِ": تضاد واضح بين الحرب والسلام، يعمق الفكرة الرئيسية للقصيدة. - "الحياةُ" و "الموتُ": تضاد آخر يعزز التناقض بين نتائج الحرب والسلام. 5. **الجناس:** - "مُكَرِّمًا" و "شَاكِرُ": جناس ناقص يعطي جمالية صوتية للنص. - "قَذِرٌ" و "فَاجِرُ": جناس ناقص يعبر عن قبح الحرب ومن يدعو لها. 6. **السجع:** - "ظافِرُ ... قاهِرُ ... مَقابِرُ": استخدام السجع في نهاية الأبيات يضفي إيقاعًا موسيقيًا. #### البناء الفني: - **الوزن والقافية:** القصيدة تعتمد على بحر الخفيف، والذي يتميز بإيقاعه الموسيقي المميز. القافية الرويّة "ر" تعطي النص وحدة صوتية متناغمة. - **التكرار:** تكرار كلمة "الحرب" و"السّلم" يعزز الرسالة المركزية للنص ويدعم الثنائيات المطروحة. - **الأسلوب:** الأسلوب يتسم بالوضوح والصرامة في التعبير عن المواقف تجاه الحرب والسلام، ويعكس رؤية نقدية حادة. #### النقد الأدبي: الشاعر فؤاد زاديكى يقدم قصيدة تحمل رسالة قوية ضد الحرب، مستخدمًا لغة قوية وصورًا شعرية متعددة ليوصل أفكاره بفعالية. استخدامه للتضاد بين الحرب والسلام، والموت والحياة، يبرز موقفه الواضح والداعي إلى السلم كخيار وحيد للحياة الكريمة. كما أن استخدامه للمجازات البلاغية يزيد من عمق المعاني ويضفي على القصيدة جمالًا أدبيًا. القصيدة تظهر تماسكًا في الأفكار وتسلسلًا منطقيًا في طرح الحجة، مما يجعلها قطعة أدبية متكاملة تجمع بين الجمالية الفنية والرسالة الأخلاقية. التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 16-06-2024 الساعة 06:07 AM |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|