خاطرة
بقلم/ فؤاد زاديكى
عندما نكون في مرحلة الشباب, نشعر بكلّ الحيوية و النّشاط و الرّغبة بالانطلاق دون أيّة محاذير أو خوف, لاعتقادنا بأنّ هذه الحال التي نحن عليها اليوم ستبقى إلى الأبد. وعندما يبدأ حكمُ العمر بتسجيل نقاط ضعفه فتتراجع حركتنا و يقف عنفواننا عند حدٍّ لا نشعر من خلاله بسوى الخوف و الترقّب و الشعور بالقلق, فشتاء الشّيخوخة, الذي يقترب موعدُه تدريجيًّا, يجعل تفكيرنا منحصرًا ضمن إطار ما سيأتي من حالات عسيرة كالمرض و ضعف الرؤية و تقلّص عضلات الجسم و ارتخاء فيها و من أمراض السكري و ارتفاع ضغط الدّم و غيره من الأمراض التي ترافق شيخوخة العمر. في هذه الأثناء علينا أن نفكّر بشكلٍ جيّد و أكثر واقعيّة فما كنّا عليه من الحيوية و الحركة لم يعد موجودًا, وعلينا بقدر المستطاع ألا نتّكل كلَّ الاتّكال على الآخرين من أجل مساعدتنا في تدبير أمور حياتنا الخاصّة, بل أن نتعلّم كيف يمكن لنا أن نسير لوحدنا دون أن نصبح عبئًا على غيرنا.