مشاركتي على سهرة اليوم من برنامج بوح الخواطر في مجلة أسرة القلم للشعر و الأدب و موضوع الحلقة هو عن ظاهرة السحر و الشعوذة التي تسود بعض المجتمعات و أثرها على الأفراد و المجتمعات تقديم الاديبة أنصاف ابو ترابي و إشراف الدكتور عدنان الطيبي و الدكتورة مها يوسف نصر
تعتبر ظاهرة السحر و الشعوذة من الظواهر السلبية، التي تنتشر في المجتمعات المتخلفة، حيث يرتبط السحر بالجهل و الخرافات و ضعف الإيمان بالعلم و المنطق. يلجأ الناس في هذه المجتمعات إلى السحرة و الدّجالين لحل مشاكلهم الشخصية أو لتحقيق مصالح معينة، سواء في الحب أو العمل أو الشفاء من الأمراض. هذا السلوك يعكس ضعف الوعي الثقافي و العلمي لدى الأفراد، و يؤدي إلى تعطيل الطاقات البشرية و هدر الأموال.
على مستوى الأفراد، يؤدي الاعتقاد في السحر إلى انعدام الثقة بالنفس و الاعتماد على قوى خارجية زائفة بدلاً من التحلي بالعزيمة و الإرادة. كما يخلق شعوراً بالخوف و القلق لدى البعض، مما يدفعهم إلى التفكك الاجتماعي و عدم مواجهة مشاكلهم بطرق علمية أو عقلانية. أما على مستوى المجتمع، فإنُ انتشار السحر والشعوذة يعزُز من استمرار الجهل و التخلف، و يعرقل التنمية و التقدم. تصبح القيم العلمية مهملة، بينما يزداد التأثير السلبي للعوامل غير المنطقية، ممّا يؤدي إلى تخريب نسيج المجتمع.
لحل هذه المشكلة، يجب التركيز على نشر التعليم و التوعية، و تعزيز الإيمان بالعلم كوسيلة لحل المشاكل و تحقيق التقدّم. كما يجب محاربة السحرة و المشعوذين قانونياً، و تطبيق قوانين صارمة ضد ممارساتهم. إضافةً إلى ذلك، ينبغي تعزيز الثّقافة الدينية الصحيحة التي ترفض هذه الظواهر و تعتبرها محرّمة. و أخيراً، يجب تشجيع النّاس على اللجوء إلى الاستشارات النّفسية و الطبية و العلمية بدلاً من اللجوء إلى الخرافات.
المانيا في ١٩ أيلول ٢٤