البطريرك صبّاح لرويترز: العالم لا يهتم بالمسيحيين في فلسطين

[fouadzadieke]

البطريرك صبّاح لرويترز: العالم لا يهتم بالمسيحيين في فلسطين

القدس المحتلة ـ من اليستير ليون:
مقابلة مع رويترز

قال البطريرك ميشيل صباح بطريرك القدس للمسيحيين اللاتين ان زعماء العالم يتجاهلون تقريبا مصالح المسيحيين
الفلسطينيين الواقعين في خضم الصراع مع اسرائيل علي الرغم من جذورهم العميقة في الارض التي ولد فيها السيد المسيح. وقال صباح المولود في الناصرة التي تعد جزءا من اسرائيل الان ان الجميع يتحدثون عن المسيحيين ولكنهم اول من يتم التضحية بهم في التخطيط الدولي للمنطقة .
واردف قائلا لرويترز في البطريركية الكائنة في القدس القديمة في السياسة العالمية يتعاملون مع القوي ونحن لسنا اقوياء.ومن ثم فاننا منسيون فقط .
وزادت الضغوط علي الفلسطينيين سواء المسيحيين او المسلمين منذ اندلاع الانتفاضة في عام 2000 بعد انهيار محادثات السلام الاسرائيلية الفلسطينية التي ترعاها الولايات المتحدة . ومنذ ذلك الوقت اعادت اسرائيل احتلال اجزاء من الضفة الغربية كانت قد سلمت الي الحكم الفلسطيني بموجب اتفاقيات سلام اوسلو عام 1993 . وقامت اسرائيل بتوسيع المستوطنات اليهودية هناك في الوقت الذي ازالت فيه المستوطنات الموجودة في قطاع غزة وسحبت جنودها من هناك. واسهمت ضغوط الاحتلال وانعدام القانون والبطالة في الاراضي الفلسطينية في نزوح مطرد للمسيحيين الذين اختاروا بدء حياة جديدة في الخارج. وقال صباح البالغ من العمر 73 عاما ان المؤمنين لن يتخلوا ابدا عن مهد ديانتهم. واضاف سيكون هناك دائما اناس يؤمنون بالمسيح عيسي يعيشون حول الاماكن المقدسة .
وعادلت الهجرة النمو الطبيعي في عدد السكان المسيحيين الفلسطينيين الذي مازال ثابتا تقريبا منذ انشاء اسرائيل في عام 1948 عندما اصبح مسيحيون كثيرون لاجئين. ولكن عدد المسيحين تضاءل بشكل نسبي. ويقول المسيحيون الذين كانوا يشكلون تسعة في المئة من عدد سكان فلسطين تحت الانتداب في منتصف الاربعينات ان عددهم الان اقل من 1.5 في المئة من الفلسطينيين الذين يعيشون في القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة . وقال صباح ان المسيحيين شأنهم في ذلك شأن كل الفلسطينيين يعانون من عدم الاستقرار بوجه عام والعراقيل التي تفرضها نقاط التفتيش الاسرائيلية امام حرية التنقل وجدار الفصل الذي يمر عبر قري كثيرة في الضفة
الغربية ومازال يجري توسيعه. واضاف ان هذا الجدار الذي تقول اسرائيل انه منع تفجيرات انتحارية فلسطينية كثيرة كان يمكن ان يخدم السلام لو شيد علي طول الخط الاخضر الذي يفصل اسرائيل عن الاراضي التي احتلتها من الاردن عام 1967 . وقال صباح لكن بناءه داخل البلدات والاحياء الفلسطينية يجعله عديم الجدوي ولا يخدم السلام او الامن. ذات يوم سينهار هذا الجدار لانه غير طبيعي .
واضاف ان القيود علي الحياة اليومية ادت الي مشكلات اجتماعية وتوترات عائلية بالاضافة الي الجريمة والتشكيلات العصابية التي تعجز السلطة الفلسطينية الضعيفة عن السيطرة عليها. وقال انها لا تملك شرطة كافية ولا قوة كافية ولا جيشاً كافاً لفرض النظام العام.. ولذلك فان العامل الاساسي في المشكلات بين المسلمين والمسيحيين هو الافتقار الي السلطة .
ولم يسبب فوز حركة حماس في الانتخابات العام الماضي مشكلات للطوائف المسيحية. وقال صباح ان حماس منشغلة بمشروعها السياسي اكثر من التوجه نحو أسلمة المجتمع. وحتي الان فانهم ربما يحتاجون الينا اكثر من حاجتنا اليهم. فهم يحتاجون الينا من اجل ان تكون لهم مصداقية أكبر في المجتمع الدولي. وهم يعرفون ذلك .
وسئل صباح عما اذا كانت لديه اي رسالة للرئيس الامريكي جورج بوش فاقترح ان يقوم بزيارة خاصة للشرق الاوسط ويستمع الي الاسرائيليين والفلسطينيين العاديين . وقال دعوه يزور مخيمات اللاجئين ويري الجدار ويري الحياة اليومية للفلسطينيين ثم يفكر بعد ذلك في الشعبين كبشر يحتاجون الي مساعدة من اجل احلال السلام .
وأظهر صباح التناقض بين ذلك وبين ما وصفه بتأثير سياسة ادارة بوش حتي الان. وقال انهم يجعلون اسرائيل اكثر قوة ولكنهم يبقونها في حالة حرب يحيط بها أعداء. ولذلك اذا كانوا يريدون مساعدة اسرائيل فعليهم تحويل العداء الفلسطيني الي صداقة وهو امر ممكن اذا اعطيت للفلسطينيين كرامتهم وحريتهم وحقوقهم . (رويترز)
www.abouna.org>

Published: 2007-03-15