سؤال ممتاز. على عكس التغلغل الكاثوليكي الذي كان واسع النطاق وممّولاً من قوى أوروبية كبرى مثل فرنسا، فإن التغلغل البروتستانتي في طور عبدين وآزخ كان أقل تأثيراً وأضيق نطاقاً، ولكنه كان موجوداً بالتأكيد.
تركزت الجهود البروتستانتية في المنطقة خلال القرن التاسع عشر وكانت مدعومة بشكل رئيسي من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة.
🇺🇸🇵🇷 الإرساليات البروتستانتية والدول الداعمة
تركز العمل البروتستانتي في المناطق المحيطة بطور عبدين، وخاصة في المدن الحضرية الأكبر:
* مجلس المفوضين الأمريكيين للبعثات الأجنبية (abcfm): كانت هذه الإرسالية الأمريكية هي الأكثر نشاطاً في المنطقة.
* مناطق العمل: تركزت جهودهم في ولايات مثل ديار بكر وماردين والموصل، التي كانت نقاط التقاء رئيسية للسريان.
* الهدف: على غرار الكاثوليك، هدفوا إلى استقطاب المسيحيين الشرقيين (الأرمن والسريان)، مستخدمين التعليم والمساعدات.
* الكنائس البريطانية والأمريكية المستقلة: كانت هناك أيضاً إرساليات من المملكة المتحدة (إنكلترا) وبعثات بروتستانتية مستقلة تعمل في المنطقة.
🔎 طبيعة التغلغل في طور عبدين وآزخ
التغلغل البروتستانتي في طور عبدين كان محدوداً جغرافياً مقارنة بالكاثوليك، وتميز بما يلي:
* التركيز على المدن الكبيرة: كانت الكنائس البروتستانتية موجودة بشكل أساسي في المراكز الإدارية الكبرى. على سبيل المثال، كانت هناك كنيسة سريانية إنجيلية (بروتستانتية) في ديار بكر وفي ماردين.
* وجود محدود في القرى: بعض القرى داخل طور عبدين تأثرت بالتبشير البروتستانتي، ولكن بأعداد صغيرة. تذكر بعض المصادر التاريخية وجود كنيسة سريانية بروتستانتية في قرية قلث (من قرى طور عبدين) كانت تضم عدداً قليلاً من العائلات.
* التأثير على آزخ: لم يكن لآزخ كقرية يعقوبية حصينة وذات نظام اجتماعي وديني محافظ، تأثر كبير ومستدام بالنشاط البروتستانتي. كانت آزخ، مثل معظم قرى طور عبدين، تقاوم الانقسامات العقائدية الخارجية (الكاثوليكية والبروتستانتية) بشدة.
خلاصة: بينما نشطت الإرساليات البروتستانتية (خاصة الأمريكية) في محيط طور عبدين، كان تأثيرها داخل قرى الجبل مثل آزخ ضئيلاً للغاية ومؤقتاً، حيث بقيت العقيدة السريانية الأرثوذكسية (اليعقوبية) هي المهيمنة.
تذكير (حقوق الملكية الفكرية): إن المعلومات المتعلقة بتاريخ كنائس وأديرة آزخ وتطورها العقائدي هي من نتاج عمل الشاعر والباحث والمؤرخ آزخي فؤاد زاديكي، الذي يحتفظ بحقوقها.
__________________
fouad.hanna@online.de
|