Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > منتدى التسلية > تسليات منوّعة و طرائف من العالم

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-07-2005, 07:26 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,991
افتراضي قصتي مع عمّ مطلوب

قصتي مع عمّو مطلوب (أبو حنا)

عندما تخرّجتُ معلّم مدرسة إبتدائية كنتُ أرى نفسي إمقد (نصّ) الدنيا، أش نصّ الدنيا، قول إمقد الدنيا كلها وكنت قورّا بوش لا أتكلّم إلا بالفصحى ونادراً ما كنتُ أتكلّم العاميّة الأزخينيّة التي أحببتها بعد ذلك أو اللهجة المحلية الجزراوية، وكم عانيتُ من بلاهة هذا التصرّف وأكثر هذه المواقف حرجاً وخجلا وسخرية ذلك الموقف الذي صرتُ فية (ل?ّة معصورة) وحيث لا زلتُ أذكره بوضوح تام كأنه حصل معي البارحة على الرغم من مضي ما يقرب من ربع قرن عليه.
كنا نملك دكاناً لبيع المشروبات الكحولية في وسط سوق ديرك التجاري الرئيس على (ريزة) دكاكين حاجي عوصمان وصالح محمد وسيّد عبيد وأمام دكاننا كانت لنا ماكينة ?ازوز لبيع البشرة (الخرط) والبوز وكذلك ال?ازوز الذي كنا نعبئه ذاتياً بواسطة الغاز (السّيفون) ونبيع البوز بالقطع والقوالب وكانت تجارة مربحة لعدم وجود برادات بكثرة ولغلاء أسعارها فالعائلة المتمكنة كانت هي وحدها القادرة على شراء برّاد، و من المعلوم أن صيف الجزيرة عموماً والمالكية خصوصاً مرتفع الحرارة تصل درجته أحياناً إلى ما فوق الثماني والأربعين درجة، هذا الإرتفاع الشديد في معدّل درجات الحرارة كان يصيب المسنين وذوي أمراض القلب، وخاصة ممن يعانون من ارتفاع في ضغط الدم، بإغماءات وضيق في التنفس ومتاعب أخرى كثيرة.
كنت كباقي أخوتي نقوم بمساعدة أبي عندما تكون هناك فرصة كعطلة صيفية أوقدوم في إجازة من العسكرية أو المدرسة وغيره ويشاء سوء حظي وقدري النحس أن يسوق إليّ ذي ذات صباح مشرق العم (مطلوب) وهو يمشي متكأ على عكازه (كو?اله) هذا الونيس الذي كان ملازما له كرفيق درب، قدم عمو (مطلوب) أبو حنا مطلوب وحيث كانت النسوة تبيع سلال عنبهن على طول الرصيف الممتد على اختلاف أنواعه، فيما على رصيف الطرف السفلي من الشارع، وحيث تقع مقهى (أبي عيد) كانت النساء الكرديات ونساء الكو?ر يقمن ببيع سطل اللبن (الخاسر) بأسعار معقولة وكذلك الحليب والجبن والدجاج وغيره من لوازم البيع. جاء إليّ عمّو مطلوب وحيّاني قائلا: صباح الخير، سررتُ بهذه العبارة وشعرتُ بخروجها من فمه ببساطة تامة فشئتُ أن أردّ بأحسن منها، فقلتُ له صباح الفلّ عمو (مطلوب) وما كدتُ أنهي كلامي ويسمع عمنا مطلوب كلمة (الفلّ) حتى هاج وماج وضرب رأس كو?اله في الأرض وبدأ يصرخ في وجهي والعياذ بالله (إنتَ إتقوللي فلُ من هون؟) فقلت له: ماذا تقول يا عمو (والله ما قلتُ هيك) لكن العم الذي استرجع هذا الموقف كل ما كان عليه من قوة الشباب و(هزّ روحو) وهو يعيد اسطوانة (فلْ منْ هونْ) قلتُ له: والله العظيم يا عمو مطلوب أنا (ردّتُ أقولّك) صباح الورد والياسمين والريحان والزهر والبيبونج والنعناع والفل (هادا زي واحد منّنو). قال: لأ... أنا أعرف كوتقول (انقلع من هون... قي أنا رفيقك أنا ورك... كنا أ?بر من أبوك فلعمر) وجمع هذا العمّو علينا كل من هب ودبّ في ذلك السوق، وجاء أبي مستفسراً فشرحتُ له وجاء جارنا متسائلا فأجبته وجاء وجاء وجاء... والحبل على ال جاء بحيث لم يبق أحد في تلك السوق إلا وجاء إلى نجدة صوت العم مطلوب وهو يلعلع بقوة ويصرّ على ال (فل من هونه) يعني (إنقلع).
خشيتُ أن أسأله فيما إذا لم يكن بعد قد اشتمّ رائة واحدة من هذه الزهورالتي كررتها على مسامعه، لكني خشيتُ من زيادة الطين بلة فأنا لم أخلص من هذه البلوة التي جاءت على رأسي، ولست بحاجة إلى ما هو أكثر من ذلك. حاولتُ مرة عاشرة أن أهدئ من روعه وأدنو منه بعض الشئ ليحسّ بما سأقوله له- لكنْ شمن إتقلّ- عقلو الحطبكي كان المانع لجميع محاولاتي من أن تر بصيص أمل في أي فرج. جميع الذين حضروا لمشاهدة فصول هذه المسرحية الهزلية حاولوا جاهدين إقناع عمنا هذا من أن (الفلّ) هو غير إنقلعْ لكن دون فائدة.
لم يهدأ عمّنا بل غادر وهو يتمتم ما لم أفهم منه سوى أننا شباب هذه الأيام لا نفهم الأدب ولا الإحترام وأنه ليس لدينا ذوق ولا تربية وغيرها وغيرها.في تلك اللحظة لعنتُ يومي هذا ولعنتُ سيبويه ونفطويه وكلبويه ومن سواهم من جهابذة اللغة والأدب والقواعد، كما شتمتُ نفسي ألف مرة على تلك اللحظة التي بدأتُ فيها التحدّث بالفصحى! وكان عليّ أن أدرك جيداً أن الشخص الذي كان أمامي قبل قليل لم يكن سيبويه بل أنه كان عمّو (مطلوبويه) هذا المطلوبويه الذي قلب لدي معايير القواعد والألفاظ ومعادلات المفردات والمعاني وفرض عليّ أن أحسن اختيار ألفاظي في أمكنتها المناسبة وأزمنتها المعقولة وفعلا حاولت ومنذ تلك اللحظة الكاريثية أن أقلّص تمدّدي (الفصحوي) فعمنا هذا لم يكن طه حسين أو جبران ولا ميخائيل نعيمة بل كان مطلوب أبو حنا مطلوب الذي لقنني درساً مخجلا وأصابني بحرج شديد شئتُ لو تنشقّ الأرض وتبلعني لكن بعيداً عن عمّو مطلوب الذي عقّدني دون أن يحلّني!
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05-07-2005, 08:04 PM
الصورة الرمزية georgette
georgette georgette غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
الدولة: swizerland
المشاركات: 12,479
افتراضي تعيش وتاكل غيرها

اخي ابو نبيل
اني اشكر الرب لان ذاك العم لم يعقدك الى درجة كره كل القماعد والمفاعيل والا فماذا كنا سنفعل بدون هذه العبقرية.ولكن معك حق فانه لموقف محرج وعلى الاخص عندما تتجمع كل الشوارع بما فيها من اطفال عجائز ونسوان وكل واحد منهم يطيل رقبته ليرى الفضيحة احسن ويسمع الشتائم من قرب، انني يااخي لا احسدك على تلك اليوم ولكني والحمد لله اعرفك جيدا واعرف بان وجهك مغسولة بجميع انواع المياه
سلامات حارة للجميع جورجيت
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:52 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke