Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الأزخيني > ازخ العراق

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-02-2011, 07:44 AM
وحيد كوريال ياقو وحيد كوريال ياقو غير متواجد حالياً
Member
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 64
افتراضي قصص مثيرة من كتاب " رحلة بنيامين الثاني " - الجزء الثالث

قصص مثيرة من كتاب " رحلة بنيامين الثاني "
ترجمة وتحقيق الاستاذ سالم عيسى تولا
( الجزء الثالث )
وحيد كوريال ياقو
كانون الثاني 2011
ذكرنا في الجزء الاول والثاني من هذا الموضوع بعض القصص المثيرة التي ذكرها المؤلف في رحلته التي كانت في اواسط القرن التاسع عشر الى الشرق الاوسط وبالتحديد الاراضي المقدسة ولبنان وسوريا وتركيا ، واما في هذا الجزء فسنتناول بعض القصص المثيرة التي اشار اليها المؤلف خلال جولته في العراق ومنها :-
القوش واحتفالات معبد النبي ناحوم :-
يقول المؤلف :-
القوش بلدة يبدو عليها القدم ، فيها قبر النبي ناحوم ، اصطحبني اليها بعض اليهود من قرية ( صندور ) لأحضر الاحتفال السنوي الذي يقام حول معبد النبي ناحوم الواقع في ساحة واسعة بالقرب من الجبل داخل بناية واسعة تحتوي على غرفة واحدة فقط ، تتسع الساحة لأكثر من الف شخص ، لا وجود لليهود في هذه المدينة ، يبدو المعبد غريبا وموحشا فيه قبر النبي ناحوم محاط بسياج ومغطى بقماش نفيس خيوطه من الذهب ، فوقه قطع نقدية منثورة ذات قيم عالية تغطي القماش تقريبا ...
يأتي اليهود لزيارة هذا المعبد من الموصل واربيل وكركوك ومدن كردستان الجبلية ومن مدن بعيدة قد يستغرق الوصول اليها اسبوعا او اسبوعين ، وعلى الزوار ان يحضروا قبل الاحتفال بأسبوع او اسبوعين للتعبد قبل بدأ الاحتفال ، سكان البلدة يؤجرون غرفا او دورا للمحتفلين بهذه المناسبة وقد يستخدم اصحاب الدور مصطباتها ، ساحاتها او سطوحها ..
الزوار يجلبون معهم كتبهم المقدسة كالتوراة وغيرها ، يضعونها فوق الضريح ، ثم تدخل النساء ليبدأن القراءة وتلاوة الصلوات المختلفة بكل احترام وجدية مقرونة بالدوران سبع مرات حول القبر ، بعدها تبدأ النسوة بترتيل صلاة خاصة موجهة الى النبي ناحوم مع اناشيد الفرح من اجل النبي في العربية والكردية ، ثم يباشرون بالرقص والغناء حول الضريح برغبة عارمة وحماس شديد يستمر لمدة ساعة او اكثر ..
في المساء الاول من هذا العيد الذي يقام في الخامس من الشهر السادس يتجمع الزوار في المعبد الذي يضاء بأكثر من الف مصباح او قنديل زيتي ، ثم يدخلون غرفة المعبد حين بدأ موعد الخدمة واداء الصلوات ، واما الباقون فيستمعون بكل وقار وجدية الى جميع هذه الصلوات والابتهالات ، بعد الانتهاء من اداء هذه الصلوات يذهبون الى غرفهم لتناول اقداح القهوة طوال الليل ..
وفي الصباح تبدأ الصلوات ويحمل الرجال التوراة وكذلك يحملون البنادق والمسدسات والخناجر وكأنهم ذاهبون الى حرب حقيقية ، يسيرون بصفوف متراصة ومنتظمة وينشدون اناشيد الحرب قاصدين الجبل ليذكرهم بنزول الوصايا العشر على جبل سيناء ، ثم يرتلون صلاة خاصة لفترة ، ثم يبدأون بالنزول قبل ان يتفرقوا قسم منهم يؤدي العابا مسلية كركوب الخيل والعاب بهلوانية وغيرها كتمثيل مشاهد الحرب وكأنهم في حالة حرب حقيقية مصحوبة بالموسيقى الحماسية الحربية واغاني البطولة والشجاعة مصحوبة بأصوات العيارات النارية الخالية من الرصاص ، وتسمع صليل السيوف والخناجر وبعض المفاجأت الغريبة مع اصوات عالية ..
ان الغاية من هذه هي للتحضير حسب اعتقادهم لقدوم المسيح المنتظر ، حيث يعتقدون ان الحروب الطاحنة والمعارك الشرسة سوف تشب عند مجيء المسيح ، وعليه فأن جذوة الحماس يجب ان تستمر وهم متهيأون لقتال كل من يقف بوجههم او ضدهم عند دخول الارض الموعودة ، ثم يتخلصون من حكم الغرباء وينالون حريتهم واستقلالهم ، في هذه الثناء تأتي النساء مع الاتهن الموسيقية مشجعات الرجال بأغانهن ورقصهن كي يزيد من حماس الرجال ويزيد من اندفاعهم ملتحقات بالرجال في اداء هذه الحركات والاغاني ، وتشترك الاقوام الاخرى معهم في احتفالاتهم وافراحهم ..
وبعد مضي حوالي نصف النهار يعودون الى المعبد ويعيدون كتبهم الى اماكنها ويتجولون في المدينة ، وعند المساء تبدأ زيارة الضريح ثانية لتقديم الصلوات والابتهالات ، ومن بعدها يذهبون الى مكان مريح عند سفح الجبل لتناول الخمور والتسلية والاستماع الى الاحاديث المختلفة ، اما النساء فيرقصن على انغام الموسيقى التي هيأتها لهم ابناء البلدة ..
وفي اليوم الثاني وعند مغيب الشمس يسرعون الى المعبد لتقديم الصلوات قبل مغادرتهم القوش الى اماكن سكناهم ، يجزلون العطاء الى مرقد النبي ناحوم لصرفها على صيانته وتزيينه وخدمته ..
وبهذه المناسبة يجلب الزوار مرضاهم كي يوضعوا في حجرة النبي ناحوم ثم تقفل عليه الغرفة ليبقى وحيدا ، فأذا استطاع التغلب على الخوف والفزع الذي ينتابه وهو بمفرده في غرفة مظلمة مقفلة فأنهم يعتقدون بأن المرض قد زال عنه ، حيث التقاليد والمعتقدات تقول انه في منتصف الليل يتحرك نعش النبي ويشفي المريض ويقولون ايضا ان شبحا ينهض من التابوت يخاطب المريض ، ماذا تريد ؟ ما غايتك ؟ اذا اجاب المريض دون خوف فأنه سيشفى ، اما اذا خاف وارتجف وارتعدت فرائسه ربما يموت وينتهي ، ولا يسمح لغير المريض المبيت في هذه الحجرة , ولكني اردت المجازفة ودخلت الحجرة خلسة دون علم احد واتخذت الاحتياطات اللازمة فأخفيت نفسي تحت الستارة السميكة الفضفاضة المفروشة على القبر ، وبعد ان اسدل الليل سدوله واطفئت معظم القناديل وذهب الجميع الى اماكنهم ، خرجت من تحت الستارة وفتشت عما موجود في الغرفة ، فوجدت اوراقا مكتوب عليها سفر ناحوم ثم بدأت بقراءتها فلم اجد ما يثير الدهشة ، ثم شعرت بعدم الراحة فتركت القراءة وانتابتني الهواجس كأن صوتا يناديني وشعرت بحركة خفية داخل الغرفة ، ولكني في الحال استعدت شجاعتي وعدت الى القراءة الى ان انهيت الاوراق التي في متناول يدي وكذلك فصول من التوراة وعدت الى هدوئي واتزاني وشعرت بصداع خفيف بسبب ما تنفثه القناديل الزيتية من غازات سامة وروائح لم اتعود عليها ، وشعر ان افكاري قد تشتتت وتشابكت واني غير قادر على التركيز والانتباه وانا في الحقيقة راغب في ان ارى معجزة او شيء من هذا القبيل ولكن لم يحدث شيء يستحق الذكر ، وعند انتصاف الليل بدأت دقات قلبي تسرع وجسمي يرتجف كذلك شعرت بتعب شديد ثم غلبني النعاس ولم استيقظ اِلا في الصباح الباكر عندما فتح الباب هؤلاء الرجال المتمسكين بحرفية الدين والمغالين في التدين لأقامة صلوات الصباح ، فوجئوا جميعا عندما رأوني عند قبر النبي ، فتجمعوا حولي وسألوني يعصبية واستفزاز عن سبب وجودي في هذا المكان في مثل هذا الوقت ، ثم امطروني بالأسئلة الكثيرة والمحرجة عما رأيت وكيف قضيت الليلة وغير ذلك من الاسئلة العديدة التي لم اشأ الاجابة عنها لكي لا اغير ما في عقولهم ومعتقداتهم التي ورثوها عن ابائهم واجدادهم ..
ان هذه الحادثة انتشرت بين الناس كأنتشار النار في الهشيم وكل يصوغها بالشكل الذي يعجبه ويرتأيه مع الاضافات التي ما انزل بها الله من سلطان ، فتركتهم يقولون ما يشاؤون ..
( رحلة بنيامين الثاني – صفحة 118 )
النساطرة هم يهود من بقايا الاسباط العشرة المفقودة !!! :-
انه مجرد رأي لا اكثر ولا اقل ..
ولكن سبب ذكري لهذا الرأي هو انني تذكرت ما كنت قد سمعته قبل ما يقارب العشرين عاما ، ففي تسعينيات القرن الماضي عندما كان يتجمع في محل عملي في بغداد مساء كل يوم بعض المتقاعدين وكبار السن المثقفين حيث كان ملتقاهم هناك ، ويتحاورون في مواضيع مختلفة من تجاربهم في الحياة وكل بحسب خبرته وما تعلمه من عمله وخلاصة ما خرج به من علمه ومعرفته ، ومن المواضيع التي كانت تثار دائما كان موضوع التسميات العديدة لأبناء شعبنا واصولهم ..
وكان احدهم يصر على اننا من بقايا اليهود المسبيين المعتنقين للمسيحية ، وكانت حججه التقارب الكبير بين المسيحيين واليهود في العراق والتشابه في عاداتهم وتقاليدهم وممارساتهم اليومية ، ويذكر لنا امثلة كثيرة من مشاهداته من خلال معايشته لليهود خلال منتصف القرن العشرين وما سمعه عن ذلك من قبل ، ولست ادري ان كان رأيه هذا مبنيا على مصدر ما او كتاب قرأه ام لا ، ولكني متأكد انه لم يكن قد اطلع على هذا الكتاب الذي نحن بصدده والذي يقول مؤلفه في هذا الخصوص مستفسرا :-
من اين جاء يهود ونساطرة كردستان ؟
اذا سئل اي من اليهود والنساطرة عن موطنه الاصلي قبل مجيئه الى هنا ، يجيب انهم طردوا من فلسطين وجيء بهم كأسرى واسكنوا هذه المناطق قبل هدم الهيكل الاول ، وكما يذكر ( بنيامين التطيلي ) ان الاسباط العشرة يعيشون في الجبال المظلمة بعد طردهم من فلسطين قبل هدم الهيكل من قبل الملوك الاشوريين ، يؤكد اليهود ان اجدادهم جيء بهم كأسرى الى هذه الاماكن ، وكما نجد اشارة اخرى من قبل الملوك الشوريين ، ان الملك الشوري تغلات بلاصر استولى على شعب اسرائيل وحملهم بعيدا كأسرى الى بلاد اشور واقليم كردستان هو جزء منها ، والى الان هو تابع الى باشوية الموصل التي لا تزال عاصمته تحمل الاسم القديم نينوى ..
ولكن المبشر الامريكي ( كرانت ) الذي درس المنطقة وسكانها قال ان مجموعة من المسيحيين النساطرة الذين يعيشون في كردستان هم بقايا الاسباط العشرة التي اسرت واسكنت في كردستان ، واعتنقوا المسيحية فيما بعد واستطيع التأكد من ذلك للاسباب التالية :-
- ان اكثرية النساطرة يقولون انهم من اصل اليهود الذين طردوا من فلسطين ولكنهم لا يعلمون متى ولا يعرفون من اي سبط انحدروا ، مستندون على ما ورثوه شفاها عن الاباء والاجداد ..
- النساطرة يتعاملون مع اليهود بكل حب وصداقة في الوقت الذي يتجنبون التعامل مع الكرد الذين يمتازون بالخشونة والبداوة ..
- كان النساطرة ينادون اليهود بالقريب ونفس الشيء بالنسبة لليهود .
- النساطرة واليهود مضطهدون من قبل الكرد المسلمين ...
- النساطرة يتجمعون في مجتمعات خاصة لأداء فرائضهم الدينية كما يفعل اليهود في تجمعاتهم ..
- ليس لديهم رموز دينية كالصلبان والنواقيس ويقدسون يوم السبت وفي هذه الحالة يقتربون من اليهود المسبيين الذين لم يحتفظوا بكتبهم لقلة ثقافتهم الدينية فأعتنق عدد منهم الديانة الجديدة وهي المسيحية ...
( يعلق المترجم ان هذا الكلام غير دقيق حيث ان النساطرة يقدسون الصليب وكنائسهم لا تخلو من النواقيس ويقدسون يوم الاحد وليس السبت ) .
ولكن مهما يكن انه مجرد رأي ...
( رحلة بنيامين الثاني – صفحة 155 ) .
يهود كردستان والضرائب ومهر الزواج :-
كان اليهود موزعون في كردستان هنا وهناك ، ويعتبرون ملك خاص لرئيس عشيرة كردي يؤدون له الضرائب ، ويعملون له عدة مواسم من السنة في الحقول للحراثة والزراعة وجني المحصول بالمجان او ما يسمى السخرة ، وكان الاغا الكردي ذا سلطة مطلقة على جميع عبيده ...
ومن التقاليد المتوارثة عند الاغوات الكرد والشيوخ السائدة في المنطقة ، انه اذا اراد شاب من اليهود او النساطرة ان يتزوج من فتاة ، عليه ان يدفع مهرها الى الشيخ او الاغا بحجة ان زواجها سوف يخسر الاغا ما يستلم من ضريبتها السنوية ، بالاضافة الى ذلك على العروس قبل ان تنتقل الى بيت زوجها ان تمكث في بيت الاغا ، وتعرض نفسها عليه ، وله الحق في ممارسة الجنس معها قبل زوجها ...
ولكن في السنوات الاخيرة انحسرت هذه العادة السيئة واستعيض عنها بدفع مبلغ من المال ، حصل هذا نتيجة حصول حادثة اريقت فيها الدماء ، وهي ان عروسا رفضت طلب الاغا ولكنه اصر على طلبه بكل وقاحة وقوة وجبروت ، فأضطرت الى قتله ..
وعلى اثر ذلك تركت هذه العادة القذرة واستعيض عنها بدفع المال ...
( رحلة بنيامين الثاني – صفحة 160 ) .
بعض التقاليد والممارسات الغريبة :-
يقول المؤلف :- ان اليهود الذين يقطنون مناطق مجاورة لكردستان هم شبه اميين في الدين والشريعة ، ويمارسون عادات وتقاليد غريبة منها :-
+ عندما يزور حاخام اورشليم يهود كردستان :-
فعندما يزور الحاخام المقيم في اورشليم هذه المناطق وهذا نادر جدا ، يذهب الجميع لاستقباله باجلاء واحترام ، يقبلون اكتافه ولحيته وحتى اقدامه ، ثم يحملونه بأحتفال مهيب الى دار رجل الدين ( ناسي ) ثم ينزعون احذيته ويغسلون ارجله ، والماء الذي يستعمل لهذا الغرض يجمع ليشربونه .. وان اول من يشرب هذا الماء هو اعلى درجة منهم ، والباقي من الماء يقسم بين النساء والاطفال والاغرب ان هذا الماء القذر والوسخ يحتفظ به لشفاء جميع الامراض ...
+ في موسم قطف الاثمار والاعناب والحصاد :-
عندما يجمع الحاصل في موسم قطف الاثمار والاعناب والحصاد ، يترك جزء منه للارامل واليتامى وكذلك للطيور ، ويسمح لهم بأخذ الحزم الساقطة على الارض ، تؤكل بعد غليها في الماء في نفس الحقل ، ولا يحق لهن اخذها الى بيوتهن ، وكذلك بالنسبة للعنب من حقهن ان يأكلن كفايتهن وهي في الكرم ولا يحق لهن بأخذ العنب او الاثمار الى البيت ، واما باكورة الحاصلات واجودها فتقدم كهدايا الى المعلم او القاضي ..
+ فدية جريمة القتل :-
اذا وجدت جثة شخص ما مرمية في مكان ما ، فالسلطات تذهب الى نفس المكان وتأخذ القياسات لمعرفة المسافة بين الجثة واقرب مدينة او قرية منها ، وذلك لأخذ ( الفدية ) ضريبة الدم من سكان تلك القرية او المدينة ودفعها الى اهل المتوفي ...
+ احترام الفارس الكردي :-
اذا صادف فارس كردي يهوديا او نسطوريا يسير في الطريق ، فعلى اليهودي او النسطوري الركض بأقصى سرعته دون توقف كي يفتح له باب الاسطبل ...
+ تقديس المعابد :-
من العادات المتبعة هي نزع الاحذية عند الدخول الى المعابد لأنها كما يعتقدون هي بيوت الله ...
( رحلة بنيامين الثاني – صفحة 161 ) .
يهود بغداد :-
قد لا تكون هذه قصة مثيرة او قد لا تكون قصة اساسا ، الا انني اردت ان اشير اليها لأكثر من سبب :-
اولها انني فعلا اندهشت لحالة اليهود الذين كانوا يعيشون في بغداد في تلك الفترة كما وصفها المؤلف ، بالرغم من انني قد اطلعت على بعض ما هو متوفر عن هذا الموضوع مما ورد في تاريخ العراق الحديث وما قد سمعته مما هو منقول شفاها من بعض كبار السن الذين عايشوا يهود بغداد في منتصف القرن العشرين وما كان لديهم من شأن كبير وثقل ملموس في كافة مجالات الحياة ، وايضا ما شاهدته بنفسي بعد ذلك مما تركوه في بغداد من بيوت كبيرة وبنايات فخمة وقصص كثيرة عن اعمالهم وشركاتهم ، الا انني مع ذلك استغربت كثيرا عندما قرأت ما ذكره المؤلف عن حالة اليهود في بغداد في منتصف القرن التاسع عشر ...
والسبب الثاني هو سؤال لطالما سمعته من الكثيرين وخاصة كبار السن الذين عايشوا اليهود وهو :- الم يكن خطأ كبيرا التفريط بهذه الشريحة المهمة من نسيج المجتمع العراقي عندما هجروا قسرا في اواسط القرن العشرين ؟ الم يكن ذلك خسارة كبيرة للعراق ؟ ...
واما السبب الاخر فهو الاهم والاحدث ، وهو المقارنة بين حالة اليهود وما كان لليهود في تلك الفترة مع حالة المكونات العراقية الاصيلة الموجودة الان في بغداد ومنهم ابناء شعبنا المسيحيين وما يتعرضون اليه وما يعانونه من الظلم والاضطهاد والقتل والتهجير وما الى ذلك ، فهل هذا هو تحقيق لما كان يقوله هؤلاء اليهود من ان ( الاحد يأتي بعد السبت ) ؟ ام انه استكمال لمخطط كبير وقديم ؟ ...
لنعود الى الموضوع حيث يصف المؤلف بغداد في ذلك الوقت فيقول :-
بغداد مدينة مقسمة الى قسمين غير متساويين بواسطة نهر دجلة (الكرخ والرصافة) القسم الكبير هو مدينة بغداد وهي محاطة بسور تعلوه القلاع والابراج يتم الدخول اليها من باب الموصل ، والقسم الثاني من المدينة يستقبل القوافل الكثيرة القادمة من اماكن بعيدة ، الجسر الذي يربط الجانبين هو في حالة سيئة يصعب استعماله ، فيلتجيء الناس الى استعمال القف والقوارب الطويلة للعبور ..
يتألف سكان بغداد من العرب وهم الاكثرية واليهود والمسيحيون ثم الفرس وكذلك الهنود ، واللغة المستعملة هي العربية والتركية والفارسية واليطالية ..
التجارة في بغداد نشطة جدا وواسعة ومعروفة لدى العالم بقوافلها الكبيرة التي تتجاوز احيانا الفي جمل ...
تصميم الدار البغدادية هو باحة في الوسط تحيط بها غرف ، وفي اكثر الاحيان تتكون الدار من طابقين ...
واما عن حالة اليهود في بغداد فيقول :-
عندما وصلت الى بغداد استقبلت على احسن ما يرام وبكل حفاوة من قبل يهود بغداد ، ويضيف :- لم اجد في حياتي ومن خلال جولاتي يهودا اغنياء وسعداء في حياتهم اليومية مثل يهود بغداد ، وهم متنورون لا يؤمنون بالخرافات والتقاليد البالية القديمة ، ان افكار وثقافة يهود بغداد احسن بكثير من يهود الاقطار الشرقية الاخرى ، يرحبون بالضيوف ويمارسون العادات الجيدة ويمتازون بثقافة عامة ، يحبون عمل الخير ، يوزعون الصدقات للايتام والارامل والفقراء والمعوزين وخاصة عند بداية نهار السبت بكل فرح وسرور وكما يقيمون الولائم للفقراء ، يتعاملون بأسلوب حضاري لا يقل كثيرا عن الاوربيين ، بينهم العلماء والصناعيون والاغنياء وكبار التجار او تجار من الدرجة الاولى ...
رؤساء الدين عندهم يمتازون بالثقافة والعلم ، لبعضهم صلاحيا الحاكم ( ديامين اي الديان ) لتطبيق العدالة ، ولبعضهم صلاحية اصدار القرارات ، حاخامهم يتم تعيينه من قبل الباب العالي في اسطنبول وينوب عنهم عند السلطان وله مساعدين معروفين برجاحة العقل والنزاهة ، واما الراباي فيمتاز بالجدية وتبدو عليه مظاهر النبل والشهامة ، علاقته مع الباشا جيدة جدا ، له اربعة حراس وجندرمة وخمسة خدم ، يخرج من داره راكبا فرسه وامامه ثلة من الجنود ليعطي له هيبة وتقدير ليشبه الامير في تصرفاته ، له خدم وحشم ، يتمتع بالصلاحيات والامتيازات في الحكومة العثمانبة ، سلطته مستمدة من الباشا نفسه وارتباطه معه مباشرة ...
لليهود في بغداد مدرسة لتخريج رجال الدين ، ولهم تسعة معابد ، وبالرغم من انهم يعيشون في محلة خاصة بهم ولكن بأمكانهم العيش اينما يشاؤون مع المسلمين ...
تتوقف الاعمال عندهم مساء يوم الجمعة وتغلق جميع البيوت المالية ، ويذهب كل شخص الى داره يرتدي احسن ملابسه ويذهب الى المعبد حيث تبدأ الخدمة المسائية والصلوات التي تنتهي قبل مغيب الشمس ، فيعود الجميع الى عوائلهم وينشدون الاناشيد الدينية ويتناولون البراندي المطعم بالانسون ، وبعد مغيب الشمس يؤدون صلاة ( كريات سكيما ) ثم يتناولون العشاء ...
واما نهار السبت فيذهبون الى المعبد لتأدية صلاة الصبح ثم يعودون لتناول الفطور وقراءة الاسفار بصورة جدية ، يخرجون الى الهواء الطلق ويؤدون الاناشيد والصلوات بصورة جماعية ..
الاغنياء منهم لهم بساتين النخيل على نهر دجلة فيها بيوت صيفية يعيشون فيها بفرح وسرور ومشاعر جياشة ..
يمارسون تعاليم الدين ويتمسكون بالقيم الاخلاقية العالية ، يعيشون حياة راضية هانئة سعيدة بعيدا عن الاضطهاد والتمييز الديني ..
الى ان يقول :- ان هذا ما جعلني اطير فرحا واعتبرها كواحات غناء في صحراء الزمن الرديء الموحش ، ولكن اجد نفسي في حالة يأس وقنوط عندما اقارن حالهم مع حالة اليهود الاخرين ...
( رحلة بنيامين الثاني – صفحة 177 ) .
والى الجزء الرابع الذي سيشمل بعض القصص المثيرة من الهند وافغانستان وايران

التعديل الأخير تم بواسطة وحيد كوريال ياقو ; 03-02-2011 الساعة 07:55 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07-02-2011, 08:36 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 46,152
افتراضي

إن المؤلف يعرض لمشاهداته و يسجل انطباعاته الشخصية على هذه الشعوب و في تلك الأيام, لا شك أن هذا الكتاب سيكون وثيقة هامة تتحدث عن مرحلة من مراحل هذه المنطقة و عن عادات و تقاليد و تاريخ بعض شعوبها. شكرا للمؤلف و للمترجم و شكرا كثيرا لك يا استاذ وحيد على نشرك لفصول هذا الكتاب القيم الذي يستمتع القارئ به كثيرا.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:00 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke