Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الأزخيني > ازخ العراق

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-12-2010, 11:12 PM
وحيد كوريال ياقو وحيد كوريال ياقو غير متواجد حالياً
Member
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 64
افتراضي حذاري من امية المهجر التي اصابت ابناء شعبنا

حذاري من امية المهجر التي اصابت ابناء شعبنا
بداية لا اعتقد ان هناك احدا لا يعرف ما هي الامية ؟ او ماذا تعني الامية ؟
ولا اعتقد ايضا ان هناك احدا ممن يجيد كتابة اسمه يقبل ان يقال له انه امي لانه يعرف جيدا ان الامية ليست فقط عدم معرفة القراءة والكتابة وانما تعني اشياء اخرى كالجهل والتخلف وعدم المعرفة وهي ايضا سبب للفقر والمرض وما الى ذلك من الصفات التي لا تليق ولا تتناسب مع اي انسان متعلم ومتحضر ...
فهل الامية هي فعلا كذلك ؟ وهل الامية تساوي الجهل ؟ وهل انها مرادف للتخلف ؟ وهل الامية هي مجرد عدم معرفة القراءة والكتابة فقط ام انها تعني امور اخرى وتشمل اشياء اكثر ؟ .
ولكي لا نحكم على الموضوع بأنفسنا ونعطي جوابا من عندنا لكون الموضوع مهم وخطير , ولكي لا يكون الجواب على ذمتنا بل على ذمة المختصين والمهتمين به وخاصة الجهات الرسمية والمسؤولة عنه , فقد ارتأينا ان ننقر على ( كوكل ) لكي نعرف ما هو التعريف الاصح للامية وماذا تشمل الامية ؟
ومن بحث بسيط في منظومة ( كوكل ) عما كتب عن الامية في بعض المواقع الالكترونية , فقد وجدنا ان لها اكثر من تعريف وان لها اكثر من تفسير , فهي قبل كل شيء تعتبر مرض كان يعاني منه كل المجتمعات في السابق وكانت بسبب التخلف الاجتماعي والاقتصادي او كنتيجة لها , وهي ايضا تعتبر ظاهرة مأساوية ولها ابعاد خطيرة على المجتمع , وانها ايضا كارثة حقيقية ما زال يعاني منها الكثير من الشعوب , وغير ذلك من الاوصاف السوداء والظلماء المخيفة التي وجدناها في بعض المقالات التي استطعنا الاطلاع عليها ...
واما بحسب مفهوم منظمة الامم المتحدة للعلوم والثقافة والفنون ( اليونسكو ) فهي عدم القدرة على القراءة والكتابة مع فهم بسيط لشؤون الحياة اليومية , وقد يبدو هذا التعريف للوهلة الاولى هاديء او بسيط الا انه في الحقيقة معقد وواسع ومتشعب وخاصة ما جاء بعد كلمة ( بسيط ) ولهذا فقد فضلنا الاعتماد على هذا التعريف فيما نريد ان نقوله في هذا المقال , لانه بالاضافة الى انه صادر من الجهة العالمية الرسمية الوحيدة المسؤولة عن هذا الموضوع , فقد وجدناه الاعم او الاوسع او الاشمل اي الاصح , وخاصة ان منظمة الامم المتحدة هذه قد اولت اهتماما كبيرا وواسعا لهذا الموضوع وبذلت جهود جبارة من اجله واعتبرت القضاء على الامية من مهامها الاساسي او همها الرئيسي ومن اولويات عملها وان القضاء على الامية لا تكون الا بالتعليم اي نشر التعليم بواسطة تعليم القراءة والكتابة لجميع الاعمار , الصغار والكبار من الرجال والنساء ..
ونرجو ان لا يستغرب احدا اذا ما قلنا انه بحسب احصائيات الامم المتحدة نفسها ان ما يقارب من نصف سكان العالم كانوا لا يجيدون القراءة والكتابة باية لغة الى منتصف القرن العشرين , اي انهم كانوا اميين , في الوقت الذي اذا ما رجعنا الى التاريخ فان معظم الدراسات والابحاث تشير الى ان الانسان قد اهتم بالقراءة والكتابة قبل اكثر من ستة الاف سنة , وان ما يهمنا هنا اكثر او يخصنا اكثر هو ان اكثر هذه الدراسات تشير الى ان اولى الكتابات المكتشفة للمقاطع والكلمات والحروف قد ظهرت في بلاد ما بين النهرين ( اي العراق حاليا الذي كان يعيش فيه اجداد اجدادنا ) وذلك في اوائل الالف الثالث قبل الميلاد ...
وهنا لا بد من سؤال فاذا كان الانسان في ذلك الزمان مهتما بالقراءة والكتاية فلماذا بقي نصف سكان العالم ومنهم سكان بلاد ما بين النهرين طبعا ومنهم ابناء شعبنا ايضا الى منتصف القرن العشرين لا يعرفون القراءة والكتابة ؟ ولكن هذا يبقى مجرد سؤال لانه لا احد يستطيع ان يقول شيئا بحق اي احد من هؤلاء الذين لم يحالفهم الحظ في تعلم القراءة والكتابة الى ذلك التاريخ لان اسبابها كانت عامة ودواعيها كانت خارجة عن ارادة اي انسان في ذلك الوقت, ولكن هذا ما يدعونا الى القاء نظرة خاطفة الى تاريخ التعليم في بلاد ما بين النهرين خلال وبعد تلك الاحصائية , فبعد تكوين الدولة العراقية الحديثة في عشرينيات القرن العشرين نجد انه بالرغم من ان التعليم كان منتشرا في البلاد , وانه كان هناك للتعليم اهمية خاصة وللمتعلم مكانة مرموقة ولكنه كان محصورا لفئات معينة ومحدودة وفي الغالب كان مقتصرا على الاغنياء والاثرياء , واما بعد منتصف القرن العشرين اي بعد ثورة 14 تموز 1958 فقد تم تعميم التعليم والزامه وهذا ما ادى الى نشر التعليم اكثر بين كافة فئات ابناء الشعب وخاصة الطبقات الفقيرة , وبالاضافة الى هذا فقد تم انشاء صفوف لمحو الامية لتعليم الكبار من الرجال والنساء, وقد استفاد فعلا من هذا الكثير من ابناء الشعب , ولكن سرعان ما اغلقت هذه الصفوف بعد فترة قصيرة بسبب التغيرات السياسية التي حصلت في البلاد , واما ما حدث خلال الربع الاخير من القرن العشرين من فتح مدارس لمحو الامية فقد كانت مجرد حملات لها اغراض سياسية سرعان ما الغيت او اهملت لان اهدافها لم تكن اساسا لمحو الامية بل ان ما جرى بشكل عام خلال تلك الفترة قد قاد الشعب كله نحو الامية بسبب الحروب الكثيرة والمدمرة التي ادت الى تردي الاوضاع الاقتصادية وانحطاط مستوى التعليم بشكل عام , وهكذا انتشرت الامية مرة اخرى وشملت هذه المرة قطاعات واسعة واصبحت بنسب عالية وخاصة بين اصحاب الدخل المحدود وبالاخص في القرى والارياف وبشكل اخص النساء ..
في الوقت الذي كانت الامم المتحدة انذاك قد قطعت شوطا كبيرا في هذا المجال لدى شعوب اخرى واعتبرت التعليم الاساسي حقا للجميع سواء الاطفال او الشباب او الكبار من الرجال والنساء , وكانت قد سخرت لهذا الغرض جهود كبيرة وواسعة للقضاء على الامية على المستوى العالمي , وكانت قد ظهرت نتيجة لذلك دراسات كثيرة وابحاث عديدة ومصطلحات جديدة وتعاريف حديثة صنفت الامية الى اصناف وقسمتها الى انواع منها مثلا :-
+ الامية الهجائية او الامية الابجدية :- وهي ببساطة عدم معرفة القراءة والكتابة في اية لغة , وهذه الامية هي التي كان يعاني منها نصف سكان العالم الى منتصف القرن العشرين ومنهم طبعا ابناء شعبنا في وطنهم الام العراق , ونحن لا نعني هذه الامية في هذا المقال , بل نؤكد مرة اخرى انه لا يحق لاي كان ان يلوم احدا على هذه الامية لاسبابها الخارجة عن ارادة الناس في ذلك الوقت ...
+ الامية الحضارية :- وهي عدم قدرة المتعلمين ( اي الذين يجيدون القراءة والكتابة ) على فهم مقبول لشؤون الحياة اليومية ( اي ما ورد في الشطر الثاني من تعريف الامية بحسب مفهوم منظمة الامم المتحدة - اليونسكو ) .. وهذا هو بالتحديد ما نريد ان نتطرق اليه في هذا المقال , لان هذا يشير بوضوح ويؤكد بما لا يقبل الشك على عدم قدرة هؤلاء المتعلمين على مواكبة معطيات العصر الحضارية من الثقافة والفنون والعلوم والتكنولوجيا والامور الصحية وغيرها بسبب توقف التعليم , مما يؤدي الى عدم القدرة على معرفة مستجدات الحياة وعدم الامكانية على استخدام المستحدثات التقنية المعاصرة التي دخلت كافة مجالات الحياة اليومية المعاصرة منها مثلا الكومبيوتر , ولا يخفي على احد اهمية هذا الموضوع في الوقت الحاضر , فلا احد يستطيع ان ينكر ان عدم القدرة على استخدام هذه التقنيات الحديثة حاليا لا تقل اهمية عن عدم القدرة على القراءة والكتابة في السابق , ونستطيع ان نقول انها قد اصبحت هي بمثابة القراءة والكتابة في الوقت الحاضر ولكنها ليست بديلة عنها ..
وهنا لا بد من سؤال اخر يقربنا اكثر الى ما نريد ان نقوله , فاذا ما كان اجداد اجدادنا قد اوجدوا الكتابة في اوائل الالف الثالث قبل الميلاد واتقنوا الحساب ووضعوا القانون وابدعوا في علوم الفلك واخترعوا العجلة التي هي الاساس في كل ما وصلت اليه التكنولوجيا الحديثة , فلماذا هناك الكثير من ابناء شعبنا لا يعرفون كل ذلك الان ونحن في بداية الالف الثالث بعد الميلاد ؟ ..
انها فعلا لظاهرة غريبة تستوجب الوقوف امامها طويلا , ولابد من اخذها بنظر الاعتبار لمعرفة سبب تفشي هذه الظاهرة بين الكثير من ابناء شعبنا الذين اصبح مصيرهم في المهجر , هؤلاء الذين كانوا في مقدمة الساعين الى العلم والمعرفة وكانوا السباقين الى التطور والتقدم والتحضر والتواقين الى كل جديد وبالاخص الذين كانوا هم من يعلمون القراءة والكتابة ويدعون اليها ليل نهار ويعتبرونها من اوليات الحياة ويضعونها فوق كل شيء , فهل هم الان مازالوا كذلك ؟ وهل هم الان ما زالوا على نفس مواقفهم او بنفس ارائهم ؟ وهل هم الان ما زالوا يتعلمون او يدعون الى التعليم ؟ ام انهم قد تخلوا عن كل ذلك واحالوا عقولهم الى التقاعد مثلما تقاعدوا من وظائفهم ؟
ان ما يثير الدهشة والاستغراب ان الكثير من هؤلاء مع الاسف الشديد قد تخلى عن كل ذلك , وهذا ما يؤسف له حقا وهو ما دعانا الى اثارة هذا الموضوع ودعوة كل من له علاقة بالموضوع من قريب او من بعيد الى الانتباه الى هذه الظاهرة السلبية الخطيرة التي اصابت هذه الطبقة المتعلمة والمثقفة من ابناء شعبنا في المهجر , فهي كارثة لا تقل اهميتها عن الكوارث الكثيرة التي اصابت ابناء شعبنا في السابق ...
ولربما لا يتفق البعض معي على هذا , ولكني ادعوهم الى القاء نظرة تأمل الى ما هم عليه الان الكثير من ابناء شعبنا في المهجر وسيتأكدون بانفسهم ان نسبة عالية من هؤلاء المتعلمين السابقين والمثقفين المخضرمين والسياسيين المحنكين لا يجيدون القراءة والكتابة بلغة الدولة التي يعيشون فيها ولا يستطيعون حتى التحدث مع ابناء الشعوب التي يعيشون معها او التفاهم معهم , وما يؤسف له اكثر ان نسبة اعلى من هؤلاء قد اراحوا انفسهم من استخدام التقنيات الحديثة المعاصرة التي دخلت الى كل مجالات الحياة المعاصرة , وبذلك فهم قد وضعوا بقرار منهم حاجزا منيعا بينهم وبين ثقافة وحضارة تلك الشعوب , حيث فقدوا اهم وسيلة للتواصل معها واصبحوا بعيدين عن الحياة المعاصرة التي يعيشها ابناء تلك الشعوب وباتوا يعيشون مع كل الاسف على هامش تلك المجتمعات المتحضرة, وهذا بطبيعة الحال امر مرفوض ومخيب للامال ويدعونا الى التساءل مرة اخرى :-
هل يعقل ان ابناء شعب كان اجدادهم قد اوجدوا الكتابة قبل الاف السنين , يعانون الان من عدم معرفة القراءة والكتابة ؟!
وهل يعقل ان ابناء شعب كانوا في الامس القريب من اوائل الداعين الى العلم والمعرفة والتواقين الى التطور والتقدم والتحضر والسباقين الى كل جديد , يقفون الان عاجزين عن استخدام التقنيات الحديثة الجاهزة المجهزة ؟!
نتمنى ان لا تستمر هذه الحالة وان لا تسود هذه الظاهرة وكما نتمنى ان تصل هذه الرسالة الى كل من يهمه الامر والى كل من له علاقة بهذا الموضوع سواء بشكل مباشر او غير مباشر لايجاد الحلول المناسبة لهذه الظاهرة السلبية التي اصابت الكثير من ابناء شعبنا في المهجر التي نستطيع ان نقول انها امية جديدة او انها امية المهجر او سميها ما شئت ان تسميها ولكن حذاري منها ...
مع شكرنا وتقديرنا الفائق لكل من يحاول جاهدا ان يتجاوزها ...
وحيد كوريال ياقو
كانون اول 2010
مشيكن
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:26 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke