![]() |
Arabic keyboard |
|
#1
|
|||
|
|||
![]()
'أما يوحنا فلما سمع في السجن بأعمال المسيح، أرسل اثنين من تلاميذه، وقال له: أنت هو الآتي أم ننتظر آخر؟ ( مت 11: 2 ، 3)
![]() لم يتردد الكتاب المقدس عن أن يحدثنا عن سقطات أنبل شخصياته، عن إبراهيم الذي توهم أن المصريين قد يقتلونه، عن إيليا الذي ارتمى تحت رتمة طالبًا الموت لنفسه، ومن هذا نتعلم أن المادة التي خلق الله منها أعظم القديسين كانت لحمًا ودمًا مثلنا، وأنهم لم يصلوا إلى ما وصلوا إليه إلا بالنعمة الإلهية التي ظهرت فيهم بكل وضوح. نعم، لقد تزعزع إيمان المعمدان قليلاً، وبدا وكأنه سوف يهوي إلى هاوية لا قرار لها. لقد أرسل تلميذاه إلى الرب يسوع قائلاً: «أنت هو الآتي أم ننتظر آخر؟». لقد كان المعمدان ابن صحراء، كان طليقًا يتمتع بالحرية. إذا ما نام بالليل أو عمل في النهار، امتدت السماء فوقه ببساطتها، ومساحاتها اللانهائية. وعندما وجد نفسه مُكبلاً بالأغلال، محبوسًا في غرفة مظلمة، سادته الكآبة والحزن وانقباض النفس. تعطش إلى الحرية تعطش العصفور البري المحبوس، وتاقت نفسه إلى أن يتحرك دون أن يسمع صليل القيود، وأن يشرب من مياه الأردن الصافية، وأن يستنشق نسيم الصباح، وأن يتطلع إلى فضاء الطبيعة اللانهائي. وهل نجد صعوبة في أن نفهم كيف كان لقيوده رد فعل على حالته النفسية؟ وكيف كان لوهنه هذا تأثير على نفسه؟ إن تركيبنا الجسماني مُتناهِ في الدقة، ويا لها من تعزية لا حد لها أن نعرف أن الله يدرك كيف تضطرب طبيعتنا بسهولة! إنه يعزو شكوكنا ومخاوفنا إلى مصادرها الحقيقية. إنه يعرف أن القوس قد انثنى إلى درجة قريبة من الانكسار، وأن الحبل قد شُدَّ إلى أقصى درجات الاحتمال. إنه لا يوبخ خدامه عندما يرتمون تحت رتمة، طالبين لأنفسهم الموت، بل يرسل إليهم طعامًا ويمتعهم بنومٍ عميق، وعندما يرسلون من سجونهم متسائلين: «أنت هو؟»، لا تسمع كلمة توبيخ، بل كلمات تشجيع رقيقة وتعليم. ف.ب. ماير |
#2
|
||||
|
||||
![]() اقتباس:
|
#3
|
|||
|
|||
![]() اقتباس:
|
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|