في الدين والحضارة

[اولغا]

ربما احاول من خلال هذا الموضوع ان امارس فعل الشغب من خلال البحث في طابو هو الدين ،قبل ان ابدا موضوعي احب الا يراني احد لا كالكافر ولا كالمؤمن, لكن بشكل حيادي ،كانسان يحاول معرفة حفيفة الكون ،يقارب بين الحضارات والديانات ،او ما يدعى بالدراسة المقاربة للاديان، لن اقول انني اول من يدخل هذه المغامرة، لن امارس فعل الكذب بالتظاهر بذلك، لكني احاول فقط ان اطرح عدة تساؤلات ربما شغلت الالاف من قبلي، وتشغلني، ما زلت احتل موقع الباحث البسيط الذي يدرك ان ليس للمسافر طريق، وان الطريق تبدا بالمشي وكلما زحفت الى الامام اكتشفت ان الطريق ابعد او ربما توصل الى الجنون ،وان لا حقيقة مطلقة او ربما تكون ونحن ببحثنا نذهب في الطريق الغلط ،لا احد يدري لكن تبقى المحاولة كرما وفضيلة .

[اولغا]

لن يتعدى شغبي حدود تسمح بها الأعراف واحترام الدين .

ما أبقى وفية لفوضويتي على مستوى التفكير، لكن مع ذلك سأقوم أو ساحاول بخيانتها. لتكن البداية من الأسطورة وأهميتها في النسق الديني، أنا لن أتحدث بالضرورة عن الديانات الثلاث الكبرى،
الاسلام والمسيحية و اليهودية.
لكنني سأحاول أن أعود بعمق التاريخ إلى بعد أقدم، ربما لأني أعرف أن عمق التاريخ هناك ما بين الرافدين.
,منذ أول تاصيل للكتابة بسومر ،لم سومر؟ ولم بابل؟ لأننا ندرك أن الحضارة الانسانية ومعظم الأساطير التي سادت في الشرق والغرب ،أخذت عمقها من سومر لن نتحدث عن قطيعة على مستوى الحضارات.
ربما يتعلق الأمر بظاهر القطيعة لكن الشمس لا يحجبها الغربال سترى سومر تأتي في كل الأساطير في الشرق والغرب .لم سومر؟ ولم الفرات؟ ولم ما بين الرافدين لأن المسالة تأخذ بعدين لدي، بعد انتماء وبعد بحث أكون كاذبة إن ادعيت أنني اتي به بسبق بل فقط أحاول أن أمشي على مسار من تبنيت تصورهم ،ربما عن خطأ أو عن صواب لكنها تبقى وجهة نظر،أراها وأتبناها ربما ستختلف لدي،وربما ستشيخ معي يبقى الباب مفتوحا على كل الاحتمالات،
سنبدأمن سومر من بابل ومن البوابة الأولى فكرةفرضت نفسها على الكون ،فاض مداد المفكرين علماء الدين والفلاسفة بخصوصها أسطروة الخلق لتكن البداية من بابل

[اولغا]

في البداية كان العماء ،و كان السكون هكذا تستهل الاسطورة البابلية حكيه،ا ربما احتراما للمنهج العلمي علي أن أقوم بمقاربة أتى بها احسن من كتب عن الأسطورة وهو فراس السواح في مغامرة العقل الاولى ، فيجب التفريق بين الأسطورة والملحمة .
الأسطورة التي تحكى عن الٌالهة كشخصيات رئيسية ،وبين الملحمة التي تحكي عن أبطال من البشر أو انصاق آلهة حيث تحتل الآلهة مكانا ثانويا يجب تحديد مفهوم الأسطورة، وهنا اعود إلى فراس السواح، حيث يعطي الأسطورة عدة أبعاد انطلاقا من العديد من المدارس، كل واحدة دلت بدلوها انطلاقا من منطلقها الخاص، ومن اعتبار الأسطورة نمطا فنيا وأدبا للحكمة وهنا أدرج نصا تخاطب به أينانا جلجامش ،تظهر فيه قمة الجمال على مستوى الإبداع الأدبي



بكت
كيف بكت أينانا
ومع ذلك لم يتركوا شجرتها أوتو
أوتو المحارب الباسل لم يساعد شقيقته أينانا
عند مجيء الفجر الثاني بدأت الطيور تغني
أينانا نادت شقيقها جلجامش
قالت
أو جلجامش
في سنوات التكوين الأولى القديمة
عندما طغى الفيضان في سومر عندما أخذ رب السماء ورب الهواء و الأرض
عندما حملت أرشكيجال إلى العالم السفلي هالك الرذيلة غنيمة
أبحر رب الحكمة
أبحر انكي
أبحر الى العالم السفلي
أبحر الى عالم الرذيلة
اْنهمرتعلى الملك الحجارة الصغيرة
اْنهمرت على أنكي الحجارة الكبيرة
انذاك
شجرة منفردة هولوبو
المغروسة على ضفة نهر الفرات
ارتوت ونمت من ماء الفرات
عندما برزت رساح الجنوب الدائمة الهوجاء
سحيت جذورها و شققت فروعها
حتى جرفتها مياه الفرات
سحبت الشجرة من النهر و غرستها في حديقتي المقدسة
وانتظرت ان تصبح الشجرة عرشا مثمرا اجلس عليه
انتظرت ان تصبح الشجرة سريرا مريحا اضطجع عليه
لكن الثعبان المسحور شق جذع الشجرة
بنى له عشا في جذور شجرة الهولوبو
الفتاة المظلمة الشيطانة اسست بيتها في الجذع
و الطير انزو القوي سكن في اغصان الشجرة
الفتاة الشيطانة الظالمة اسست بيتها في الجذع
الفتاة التي ارادت ان تكون سعيدة
بكت

وهنا أحاول أن أستغل هذا النص ،للتطرق لشخصيتن أساسيتين وهما أينانا وأرشكيجال.
أينانا و رمز الزهرة الْالهة الأنثى الجميلة العاشقة والمعشوقة من نزلت العالم السفلي تعرت من كل جمال الدنيا عرشها، من السنابل ومن خضار المروج، ونزلت إلى العالم السفلي حيث شقها الاْخر شقيقتها المخطوفة للعالم السفلي أرشكيجال ،تحولت لملكة للعالم السفلي باتت عارية من كل شيء أينانا لتخلص الراعي دموزي، وهنا نجد توازيا يعطي بأول وهلة انطباع القطيعة ويخفي في الحقيقة استمرارية، فحين نرى أسطورة أينانا او عشتار نجد الأنثى المخلصة أو الأم المخلصة لدموزي الراعي القتيل ،أو تموز مقابل الابن المخلص مسيح الزيت أو بعل في طرح يبدو في اول وهلة متناقضا لكنه يخفي في الحقيقة ذات الاسطورة فقط بعد تحول على المستوى الاجتماعي ،تحول أتى ضمن تطور المجتمع الانساني من المجتمع الأميسي نحو مجتمع ذي علائق ذات طابع بطريركي

[اولغا]

وأنا أتطرق هنا لموضوع الأسطورة سأقوم بخيانتها ،وخيانة المفهوم الذي أتبناه .
وسأحاول ان استعين بنماذج من الملاحم مع العلم بالفرق بين الملحمة والأسطورة .

وهنا أحاول أن أضع مقاربة بسيطة بين الاسطورة وبعدها النفسي ،كما لا ننسى مساهمتها في تطوير وإعطاء الأمثولة في التحليل النفسي الحديث، وهنا استعمل نموذجا كتابات أروع من كتب الملاحم لسوفوكليس من:إلكترا ،الملك أوديب و أنتغونا .
بينما حملت هاته النصوص الثلاث بعدا مهما جدا على مستوى التطور النفسي ،وهنا ربما نتجاوز تصور فرويد الذي يتحدث عن علم النفس الفردي لنمر الى اعتبار الأسطورة أمثولة على مستوى علم النفس الجماعي أو الإجتماعي ،ربما ترادف الحلم عند فرويد وعند الكثير من أصحاب مدرسة التحليل النفسي ، فقد مثلت متنفسا لمجموعة من المكبوتات ووسيلة لخلق التوازن النفسي طالما استعملها الهو لتصريف ممنوعاته ،فهل تكون الأسطورة تصريفا لهذا الممنوع ؟أم تتحول الى مأسسة لمنعه؟

[fouadzadieke]

أشكرك أخت أولغا على هذا المدخل الغني بالمعرفة و لكل شخص الحق في أن يفكر حرّاً, و أن يعبّر عن رأيه و أفكاره. نحن نقرأ التاريخ و الأساطير و الملاحم لكي نأخذ منها ما يفيد حياتنا كبشر و نسعى من خلال ذلك إلى النهوض بحياتنا على أساس ما نتعلمه من كل شيء يدور حولنا أو كان في عمق التاريخ لأنه عصارة فكر بشر و نتاج معاناة إنسانية فلهذا ستكون لنا فيه فائدة. سلمت يداك و أتمنى أن تستمري في بحثك لكي نزداد غنى فكريا و معرفياً.

[SamiraZadieke]

أولغا يا أولغا غيابك كان طويلا علينا بأهلا بك وبما يفكر عقلك النير وماتكتبينه فلسفة جميلة
ريشتك الغنية تسحرني
سلمت يداك ياغالية
ورائع هو حضورك
...