![]() |
Arabic keyboard |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() ![]() الصّراحة بين الزّوجين الحلقة رقم 3 أعزاءنا الأفاضل في امبراطوريّة الإنسان الكونيّة اليوم يتجدّد موعدكم مع برنامج (من صميم الحياة) والذي نسعى من خلاله أن نطرحَ مواضيع حياتيّة تهمّ النّاس بحيث نلقي الضوء عليها ونتناول جوانبها المختلفة و المتعدّدة من خلال تناول الخبرات والتجارب لتعمّ الفائدة على الجميع. موضوع اليوم هو عن (الصّراحة بين الزّوجين) فالإنسان عمومًا يعيش في واقع تُفرَض عليه قيودٌ كثيرةٌ سواءً من المجتمع من خلال نظرته وأحكامه أو من خلال الموروث الفكري السائد والمسيطر والذي بلغَ درجة تشبه القداسة بحيث لم يعدْ جائزًا المسُّ به مهما كان. بسبب كلّ هذا يصير صراع كبير بين الإنسان من خلال ما يؤمن و يلتزم به كقناعة و بين كلّ هذه الضغوط والتي ليست سهلةً البتّة, وهناك البعض الذي يتراجع عن مواقفه وآرائه وقناعاته وحتى مبدئهِ إمّا خوفًا من أحكام النّاس الذين يمثّلون المجتمع أو تفاديًا لإشكالات قد تخلق له متاعب ومشاكل هو بغنًى عنها, وكلّ هذا يحصل بسبب سيطرة الجهل و التخلّف و لغياب الوعي والنّظرة المنطقيّة والموضوعيّة الصحيحة للأمور. عندما أصدر عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين كتابه الشهير (في الشّعر الجاهلي) الذي أربكَ الدّارسين وأثارَ جدلًا كبيرًا بين أوساط المثقّفين وهو يُعتبر من أشهر كتب القرن العشرين, اضطرّ طه حسين وتحت الكمّ الهائل من الانتقادات و الضّغوط والتّهديدات أن يسحب كتابه من الأسواق ثمّ يُصدره على نحو آخر باسم (في الأدب الجاهلي) ليأمنَ شرّ المتربّصين به وبفكره النيّر ويرضي منتقديه, و بالطّبع هم أصحاب الفكر الموروث السائد و العقليّة الجامدة غير القابلة لأيّ تطوّر أو تجديد. إنّ موضوع حلقتنا لهذا اليوم لا يقلّ أهميّةً عن كتاب طه حسين ذاك فهو موضوعٌ يمسّ حياة كلّ الأسر والعائلات والسؤال الذي يطرحُ نفسه هو إلى أيّ حدٍّ يُمكنُ أن تصلَ الصّراحة و المصارحةَ بين الزّوجين؟ فهل يجب أن تكونَ عامّةً تامّةً وقد تصل إلى درجة اللامحدود؟ دون إبقاء خفايا في الزّوايا, وهل إذا صرّح أحدهما للآخر بما يفكّر به و يرغبه يكون بذلك اخترق الممنوع المعروف في مجتمعاتنا؟ وهل يجب أن يصارح الزوجان بعضهما بعضًا بجميع الأمور الحياتية والأفكار و الآراء والرّغبات دون خجل أو خوف؟ لن ندخل في عمق الموضوع بل سنترك لكم المجال كي تفيدونا بآرائكم الغنيّة فلتصدح أفكاركم وهي تعبّر بأقلامكم عمّا ترونه من حلول وجوانب لم نأتِ على ذكرها هنا وهي تلقي بالضوء على هذه المسألة الحياتيّة بكلّ شفافيّة فهناك علاقاتٌ زوجيّةٌ لَقِيَتْ مصيرَ الفشلِ بسببِ عدمِ المصارحة. ودعوني في هذا المجال أقول هذين البيتين من الشّعر: اِلْتَزِمْ حَدَّ الصّراحَةْ ... واَجْتَنِبْ دِركَ الوَقاحَةْ فُرصةٌ صارتْ مُتاحَةْ ... لا تَقُلْ باتَتْ مُباحَةْ التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 09-08-2022 الساعة 03:45 PM |
#2
|
||||
|
||||
![]() الحلقة الرّابعة من برنامجي من صميم الحياة الفقرة فقدان عزيز أو حبيب كيف نتصرّف ما من شكّ بأنّ للحياة جانبًا إيجابيًّا يحمل معه الفرح و السّعادة و الرّاحة والشّعور بتحقيق النّجاح كما أنّ لها جانبًا آخرَ وهو سلبيّ يدفع إلى الحزن و التّعاسة و الشّعور بالمرارة و الخيبة و اليأس والألم وبضيق النّفس خاصّة عندما نفقد حبيبًا أو عزيزًا على قلوبنا وبين هاتين الصّورتين أو الجانبين من حياة البشر يوجد رابط وثيق لا يمكن تجاهله وهو التّلازم أجل وجوب وجود التّلازم بين هذين الجانبين فلو كانت الحياة على نمطٍ واحد سواء الايجابي أو السّلبيّ لما شعرنا بالجانب الآخر فمَنْ يعيش سعادة دائمة لا شكّ يفقد شعور الإحساس بالتّعاسة لأّنّه لا يكون موجودًا لديه و مثل هذا تمامًا متى كان الذي يعيشه الشّخص تعاسةً مستمرّة و إحباطًا و خيبةً فلن يخرج من هذه الدائرة للشعور بما في الطرف الآخر.
من خلال المعاناة التي يعيشها الإنسان يستطيع إدراك الواقع بوعي وهو وعيٌ يكون اكتسبه من الخبرة التي عاش ظروفها فكوّنها لتصبح لديه سلاحًا. هلمّ بنا صديقاتي و أصدقائي و من خلال برنامجكم (من صميم الحياة) أن تعبّروا عن شعوركم و أفكاركم و آرائكم وفقرة اليوم هي عن الشّعور بفقداننا لعزيز أو حبيب فكيف سنعبّر و بماذا؟ وما هو أثر ذلك علينا؟ وهل يجب الاستمرار في حالة الحزن إلى ما لا نهاية علمًا أنّ عجلة الحياة ماضية في سيرها دون توقّف؟ وما هو الضّرر النّاجم عن حالة الحزن الدائمة في مثل هذه الحال؟ الحياة سوف تستمرّ مع السّعادة والتّعاسة, مع الفرح والحزن كما مع النّجاح والإخفاق أو مع الأمل والإحباط. ندعوكم لهذه الأمسية منتظرين تفاعلكم الذي سيغني وبدونه سيكون المشروع ناقصًا. نظرًا إلى أهمّيّة الموضوع في حياتنا كبشر ومدى تأثير ارتداداته على فكرنا وسلوكنا ونمط حياتنا. راجيًا للجميع كلّ التوفيق وكما في المرّات السّابقة فإنّه سيتمّ تكريم الأعضاء المشاركين معنا في هذا الموضوع الهامّ كبشر نعيش في مجتمعاتنا من قبل مجلس إدارة الامبراطورية شاكرين لها جهودها في التّشجيع والدّعم. |
#3
|
||||
|
||||
![]() الحلقة الخامسة من برنامج (من صميم الحياة) الموضوع عن السّعادة السعادة شأنها شأن أغلب أمور الحياة والمصطلحات الشّائعة والمتعارف عليها ليست مطلقة فهي تختلف من حيث النّظرة والتّقييم من شخصٍ لآخر كما من موقفٍ أو حالٍ إلى حالٍ آخر. أما مفهوم السعادة فهو برأيي عبارة عن شعور بالاكتفاء والرّضى والقناعة والتي هي كنزٌ لا يفنى. قد يرى البعض أنّ السعادة تكمن في حصوله على المال بينما يرى آخر أنّ السعادة هي في حصوله على مَنْ يُحبّ بينما شخص آخر يرى السعادة في التوفيق بالعمل أو إتمام إنجاز فيه نجاح وتفوّق وآخر في أن تكون صحته البدنيّة على خير ما يرام الخ... قالت خبيرة السعادة (لارا كور) "السعادة من وجهة نظري هي القُدرة على تجربة أوسع نطاق من العواطف والمشاعر بطريقة صحية" وكمختصر نستطيع القول إنّ السّعادة هي شعور نابع من القلب يدفع إلى المتعة والانبساط والشعور بالرّضى واطمئنان القلب وراحة البال. هناك أغنياء يملكون ثروة كبيرة من المال لكنّهم لا يشعرون بطعم السّعادة بينما هناك فقراء ينظرون إلى الحياة ببساطة دون تعقيد فتراهم راضين بما هم عليه وهم يشعرون بالسّعادة أو ما يُسمّى بالرّاحة الفكريّة والاستقرار النّفسي إذًا فإنّ السّعادة مفهوم نسبيّ لا يمكن تعميمه بالمطلق. فما هي السّعادة برأيكم؟ وهل يمكن الحصول عليها؟ لقد ذهب الفلاسفة خلال عصور طويلة إلى محاولات تفسير مفهوم السعادة فكانت لهم بعض وجهات النّظر المتقاربة والبعض منهم وجهات نظر متباعدة متباينة وكان كلٌّ ينظر إلى مفهوم السّعادة من خلال حاجته إليها, كما من خلال معرفته وتجربته الشّخصيّة وخبرته العمليّة الاجتماعيّة والحياتيّة.
|
#4
|
||||
|
||||
![]() الحلقة السّادسة من برنامج (من صميم الحياة) مخاطرُ الفكر المنغلق بقلم/ فؤاد زاديكى يعيش الإنسان في وسط اجتماعيّ واسع, فيحتكّ بغيره من النّاس و يتفاعل معهم فكريًّا و روحيًّا و عقليًّا و بالمختصر حياتيًّا, وهذا يتطلّب منه حكمةً ودرايةً وقدرةً فاعلةً على التّواصل مع الآخرين بطريقة منطقيّة فاعلة دونَ تعقيداتٍ أو مطبّاتٍ قد تحرفه عن المسار و تعرقل صلته بالآخرين, ومن هنا ينبغي التّركيز على النّاحية الفكريّة والعوامل التي يمكن أن تؤثّر في فكر الإنسان فتخلق لديهِ توجّهًا معيّنًا. عندما ينغلقُ فكرُ الإنسان, فهو لا يعودُ قادرًا على التّفكير بطريقةٍ سليمةٍ, فكيف بالتّركيز والقدرة على التّمييز بين الخطأ و الصّواب أو الخيرِ و الشّرّ, لأنّ دواعي الفكر وبواعثه وروافده تتصلّب شرايينها بشكلٍ كثيف كأشجار الغابات المتشابكة لذا هي لا تدع أيّ مجالٍ لتنفّسٍ عميق يعبّر فيه العقلُ عن رؤيته أو يختارُ طريقَهُ. إنّ انغلاق الفكر أسوأ ما يمكن أن يُعاني منهُ الإنسان, ففيه تكمن خطورةُ أن يُسيءَ التّعامل و التّصرف فينقادُ إلى شذوذٍ يكون فيه ضررٌ كبيرٌ, بحيث لا يصيب هذا الشّخص لوحده بل ينتقل كعدوى إلى الآخرين خاصّةً أولئك الذين يخالفونه الراي أو المعتقد أو لا يتوافقون معه بالرؤية. إنّ الشّخص المنفتح الذّهن, الواعي يتمتّع بقدرة كبيرة على المناورة واتّخاذ المواقف والقرارات المناسبة في أوقاتها و أمكنتها وهي تكون على الأغلب صائبةً لأنّ فكره يبقى خارج دائرة الانغلاق, فهو منفتحٌ على النّاس والحياة كانفتاح الطّبيعة على الكون تهبّ رياحُه أنّى تشاء وكيفما تهوى, بينما الشّخص المنغلق الفكر يعيش حالة ركودٍ وجمودٍ وثباتٍ ساكن غير قابل للحركة وتبعًا لهذا فلن يكون قادرًا على خلق حالة التّطوّر أو التّجديد ولا المساهمة بها. إنّ أكثر ما يُؤسَف له و يؤلِم حقًّا هو أنّ صاحب هذا الراي تتكوّن لديه قناعة تامّة على أنّه صائب برايه وهو على الحقّ بينما الآخرون على باطل وضلال فكريّ أو جمود عقائديّ ولذا ومن خلال هذا السلوك و التوجّه يتبلور لديه مفهوم الحقد و الكراهية والرّغبة بالانتقام ممّا قد يدفعُهُ إلى الإقدام على خطوات تكون مدمّرةً ومن هنا لزم العمل, وبكلّ السّبل المتاحة والممكنة من أجل نشر نور المعرفة والوعي الثّقافي إذا كانت هناك أيّةُ أمكانيّةٍ مُتاحة لذلك مع مثل هؤلاء الأشخاص, لأنّ الأشخاص الذين يعيشون حالةَ الفكرِ الجامد لا يقبلون بالجديد مهما كانَ فهم يرفضونه ويقفون في طريق تحقيقه بكلّ الطرق ومنها طريق العنف والشّدّة فهم يرون في هذا الجديد نَسفًا لمعتقداتهم ولِما يؤمنون به من قناعات أو رؤى فكريّة أو عقائديّة. هناك فرقٌ كبيرٌ بين الفكر الحرّ المنفتح والمتفاعل مع الحياة و بها في جميع نواحيها واتّجاهاتها, وبين الفكرِ المنغلق المتشدّد الجامد غير القابل لأيّ تطويع فهو لهذا غير قابل للحياة لأنّه ضدّ إرادة الحياة الحرّة, وبهذا يكون مُصيبةً على البشريّة ووبالًا وداءً يصعبُ التخلّص منه والتّغلّب عليه, لأنّه في حالات كثيرة يتمّ ربطه بالمقدّس ممّا يعرقل أيّة خطوة قد تتحقّق في مجال التّقدم والتّطور أو حتّى التّجديد.
|
#5
|
||||
|
||||
![]() الملل في الحياة الزوجيّة بقلم/ فؤاد زاديكى العلاقات الزّوجيّة ليست زجاجًا لا يُكسَر ولا سيّارة تُعطَب, فلكونها علاقات تقوم على أساس المشاعر و الأحاسيس فهي إذًا حيّة, واستمرار الحياة فيها يجب أن يبقى طبيعيًّا دون أن تشوبَه شائبة أو تعكّرَ صفوَه مواقف و حالات تكون سببًا في قلب كلّ المعايير وتحويل الهدوء إلى بركان فائر أو الصمت و السكوت إلى انفجار لا يُتَوَقّع كيف يمكن أن تكون نهايته. إنّ البشرَ ليسوا أجهزة كهربائيّة ولا كومبيوتراتٍ يمكن التّحكم بها من خلال برمجتها, لكن بالامكان إدارة عمليّة هذه العلاقات على نحو جيّد يتمّ من خلاله تجنّب ما يمكن أن يحصل من نتائج ربّما تكون كاريثيّة, وأهمّ وأخطر ما يتهدّد العلاقة الزّوجية هو الرّوتين الذي سيقود بالنّهاية إلى الملل والذي هو موضوع حديثنا لهذا اليوم. إنّ الحياةَ الزّوجية وبفعل المؤثّرات الخارجيّة أو الهموم اليوميّة التي تحملها أعباء الحياة قد تتعرّض لهزّات وهذه الهزّات سوف تؤثّر تأثيرًا مباشرًا على روح هذه العلاقة, فالبشر عبارة عن كتلة من العواطف و المشاعر وهم يختلفون بنسب معيّنة منهم الشّديد الشعور و السّريع التفاعل و منهم القادر على الكتمان والتّحمّل والصّبر باللجوء إلى الصمت إلى والسكوت, لكنْ إلى متى يمكن أن يستمرّ مثل هذا الوضع؟ إنّ الملل بين الأزواج يعتبر من أخطر الأمور التي قد تعصف بالحياة الزوجية و تدمّرها تدميرًا كاملًا, إذ من الطبيعيّ ومن خلال الحياة اليوميّة التي تسير وفق روتين معيّن لا تغيير فيه و لا تبديل أن يتسلّل الملل كلصّ إلى البيت الزّوجي و ربّما إلى فراش الزّوجيّة, فيشعر كلٌّ منهما بفقدان الشّعور بالشّغف وانعدام الرّغبة بالميل إلى الطّرف الآخر, وعندها يصبح البيت الزّوجي على غير ما كان عليه في أيّام الزّواج الأولى, فيخفت لهيب الحبّ ويتأثّر بمواقف تنعكس سلبًا على الزّوجين, ممّا قد يؤدّي إلى انتهاء العلاقة وحصول الطّلاق, أو القبول بالواقع على مضض وحينذاك يكون الأمر أشدّ خطورةً, بحيث يعيش الاثنان أو أحد الطّرفين جحيمًا يوميًّا لا يستطيع الهروب منه, فمن أين يأتي الملل؟ كثيرٌ من الأزواج و الزّوجات يقضون أوقاتًا طويلةً مع الموبايل أو ممارسة هواية كالكتابة أو بعض الأعمال اليدويّة أو المشاهدة الطويلة للتلفاز أو النّوم لفترات طويلة أثناء يوم الإجازة أو تمضية أوقات طويلة في الزّيارات وكذلك الشّعور بعدم الرّضى من قبل أحد الطّرفين أو المرور بحالة فتور طويلة تقود إلى ما يُسمّى بالاكتئاب الخ... وبالطبع هناك أمور أخرى كثيرة تقود إلى الشّعور بالملل بين الزّوجين وتراجع الكثير من الحماس الذي كان متوقّدًا في أيّام الزّواج الأولى أو ما قبل الزّواج. يقول المثل: البيوت أسرار وراء أبواب مغلقة ولا أحد يدري بما يجري بين الأزواج تحت سقفٍ واحد, وبالطّبع فإنّنا لن نقتحمَ حرمةَ هذه الأبواب و ما وراءها لكنّ مثل هذا الوضع يمكن أن تمرّ به كلّ عائلة خاصّة عندما يكون بينها أطفال بما لهم من مسؤولية وما يأتي من مشاكل تتسبّب ببعض الخلافات بين الأزواج. أعزاءنا الأفاضل أمسيتكم سعيدة راجيًا لكم الإبحار في خضمّ هذا الموضوع ليرى كلٌّ منكم ما يمكن أن يطرحه من وجهات نظر و حلول من أجل تفادي الوقوع في فخّ الملل هذا اللصّ الخطير ليزيد معرفتنا ولم أذكر أيّة حلول هنا لأترك لكم الباب مفتوحًا فيما ترونه من حلول ممكنة وكالعادة فإنّ إدارة إمبراطورية الإنسان الكونيّة ستقوم بتشجيع و دعم جميع المشاركين بشهادات شكر و تقدير لقاء تفاعلهم و مشاركاتهم وللإدارة ولكم الشكر سلفًا. |
#6
|
||||
|
||||
![]()
المللُ في الحياة الزوجيّة
بقلم/ فؤاد زاديكى العلاقةُ الزّوجيّة ليست زجاجًا لا يُكسَر ولا سيّارة لا تُعطَب, فلكونها علاقة تقوم على أساس المشاعر و الأحاسيس فهي إذًا حيّة, واستمرار الحياة فيها يجب أن يبقى طبيعيًّا دون أن تشوبَه شائبة أو تعكّرَ صفوَه مواقف و حالات تكون سببًا في قلب كلّ المعايير وتحويل الهدوء إلى بركان فائر أو الصمت و السكوت إلى انفجار لا يُتَوَقّع كيف يمكن أن تكون نهايته. إنّ البشرَ ليسوا أجهزة كهربائيّة ولا كومبيوتراتٍ يمكن التّحكم بها من خلال برمجتها, لكن بالامكان إدارة عمليّة هذه العلاقات على نحو جيّد يتمّ من خلاله تجنّب ما يمكن أن يحصل من نتائج ربّما تكون كاريثيّة, وأهمّ وأخطر ما يتهدّد العلاقة الزّوجية هو الرّوتين الذي سيقود بالنّهاية إلى الملل وهو الردّكود والسّكون في العلاقة الزوجيّة والذي هو موضوع حديثنا لهذا اليوم. إنّ الحياةَ الزّوجية وبفعل المؤثّرات الخارجيّة أو الهموم اليوميّة التي تحملها أعباء الحياة قد تتعرّض لهزّات وهذه الهزّات سوف تؤثّر تأثيرًا مباشرًا على روح هذه العلاقة, فالبشر عبارة عن كتلة من العواطف و المشاعر وهم يختلفون بنسب معيّنة منهم الشّديد الشعور و السّريع التفاعل و منهم القادر على الكتمان والتّحمّل والصّبر باللجوء إلى الصمت إلى والسكوت, لكنْ إلى متى يمكن أن يستمرّ مثل هذا الوضع؟ إنّ الملل بين الأزواج يعتبر من أخطر الأمور التي قد تعصف بالحياة الزوجية و تدمّرها تدميرًا كاملًا, إذ من الطبيعيّ ومن خلال الحياة اليوميّة التي تسير وفق روتين معيّن لا تغيير فيه و لا تبديل أن يتسلّل الملل كلصّ إلى البيت الزّوجي و ربّما إلى فراش الزّوجيّة, فيشعر كلٌّ منهما بفقدان الشّعور بالشّغف وانعدام الرّغبة بالميل إلى الطّرف الآخر, وعندها يصبح البيت الزّوجي على غير ما كان عليه في أيّام الزّواج الأولى, فيخفت لهيب الحبّ ويتأثّر بمواقف تنعكس سلبًا على الزّوجين, ممّا قد يؤدّي إلى انتهاء العلاقة وحصول الطّلاق, أو القبول بالواقع على مضض وحينذاك يكون الأمر أشدّ خطورةً, بحيث يعيش الاثنان أو أحد الطّرفين جحيمًا يوميًّا لا يستطيع الهروب منه, فمن أين يأتي الملل؟ كثيرٌ من الأزواج و الزّوجات يقضون أوقاتًا طويلةً مع الموبايل أو ممارسة هواية كالكتابة أو بعض الأعمال اليدويّة أو المشاهدة الطويلة للتلفاز أو النّوم لفترات طويلة أثناء يوم الإجازة أو تمضية أوقات طويلة في الزّيارات وكذلك الشّعور بعدم الرّضى من قبل أحد الطّرفين أو المرور بحالة فتور طويلة تقود إلى ما يُسمّى بالاكتئاب الخ... وبالطبع هناك أمور أخرى كثيرة تقود إلى الشّعور بالملل بين الزّوجين وتراجع الكثير من الحماس الذي كان متوقّدًا في أيّام الزّواج الأولى أو ما قبل الزّواج. يقول المثل: البيوت أسرار وراء أبواب مغلقة ولا أحد يدري بما يجري بين الأزواج تحت سقفٍ واحد, وبالطّبع فإنّنا لن نقتحمَ حرمةَ هذه الأبواب و ما وراءها لكنّ مثل هذا الوضع يمكن أن تمرّ به كلّ عائلة خاصّة عندما يكون بينها أطفال بما لهم من مسؤولية وما يأتي من مشاكل تتسبّب ببعض الخلافات بين الأزواج. أعزاءنا الأفاضل أمسيتكم سعيدة راجيًا لكم الإبحار في خضمّ هذا الموضوع ليرى كلٌّ منكم ما يمكن أن يطرحه من وجهات نظر و حلول من أجل تفادي الوقوع في فخّ الملل هذا اللصّ الخطير ليزيد معرفتنا ولم أذكر أيّة حلول هنا لأترك لكم الباب مفتوحًا فيما ترونه من حلول ممكنة وكالعادة فإنّ إدارة إمبراطورية الإنسان الكونيّة ستقوم بتشجيع و دعم جميع المشاركين بشهادات شكر و تقدير لقاء تفاعلهم و مشاركاتهم وللإدارة ولكم الشكر سلفًا. |
#7
|
||||
|
||||
![]()
الحبّ على مواقع التّواصل الإجتماعي
بقلم: فؤاد زاديكى الحلقة الثّامنة من برنامج (من صميم الحياة) لكونِ الحبّ من أسمى المشاعر الإنسانيّة وأنبلها, فلا يمكن حصره بزمان و لا بمكان وكما يحصل في الحياة العاديّة العامّة كما هو جارٍ لغاية اليوم, فإنّه يُمكن أن يحصل عبر الشبكة العنكبوتيّة بما فيها من وسائل التّواصل الإجتماعيّ المتعددة و المختلفة, حتّى أنّ هناك مواقع خاصّة تمّ فتحُها من أجل التّعارف بقصد الزّواج و يتمّ التّرويج لها بقوة و بكثافة و من المُلاحظ أنّ هناك إقبالًا كبيرًا عليها, وهي تعيش حالة نشطة في هذا المجال, إذ بات المجالُ واسِعًا ومفتوحًا ومُتاحًا للجميع كي تحصل اتّصالات و تنشأ علاقات بين أيّ إثنين يرغبان بذلك. يحتاجُ الحبُّ إلى شخصين ناضجين فكريًّا و عقليًّا ومنسجمين روحيًّا ونفسيًّا واجتماعيًّا مُهيّئين لخلق علاقة من أجل حياة مشتركة, وهنا يقفُ أحدُ الطّرفين على أحد ضفّتي شاشة الكومبيوتر بينما يقف الثّاني على الضفّة الأخرى خلال التّواصل. هناكَ مَنْ يرفضُ هذا النّوعَ من العلاقة أو هذا الحبّ فيراه هرطقةً اجتماعيّة خلقتها التّقنيّات الحديثة وساهمت في التّرويج لها, فيما يراها آخرون أمرًا عاديًّا ممكن الحصول بحكم هذا التّطوّر الذي غزا حياة النّاس في كلّ مكان حتّى في البيوت. أمّا السؤالُ المَطروحُ هو: هل يمكنُ أن يكونَ مثلُ هذا الحبِّ صحيحًا أو ناجِحًا؟ وهل من المنطق أن ينتهي بالزّواج؟ نُجيبُ على ذلك بالقول نعم. أجلْ إنّه ممكن وقد يكونُ حبًّا صحيحًا لأنّه تعبيرٌ عن مشاعر مشتركة, تتبلور هذه المشاعر وتأخذ طريقَها إلى النموّ والنّضوج من خلال حدوث اللقاء المباشر وبعد ذلك قد ينتهي من لحظته لعدم توافر أسباب التّفاهم و التّقارب بالانسجام وقد يتكوّن في لحظته ليتبلور مُكوِنًا أساسًا لعلاقة تتعمّق وتستمرّ لتنتهي بالزّواج والارتباط, فهل هذه الظّاهرة صحّيّة؟ أنا برأيي وبحكم التطّوّرات الحاصلة في جميع جوانب الحياة البشريّة نعم إنّها ظاهرة صحّيّة هي من واقع الحياة المُعاشة, فما نعيشه اليوم ليس كما عاشها النّاس من قبل مئات السّنين, فللتطوّر حقّه والحياة تكون للذي يتأقلم مع الواقع الجديد و يتعايش معه بكلّ ما فيه من مستجدّات. هناك مَنْ يرى في أيّ جديد ما يُقلقهُ لأنّه يخالف ما تعوّد عليه وصار عرفًا تقليديًّا عامًّا وربّما يتناقض معه كلَّ التّناقض. لا يُستبعدُ أن يحصل كذب في هذا النّوع من العلاقة وقد يكون الصّدق, فالحب المتعارف علسيه هو الآخر يتخلله كذب, وسيكون الاختبار الحقيقيّ عند الالتقاء واللقاء المباشر وجهًا لوجه حيث المصارحة والحديث وتبادل الآراء و المواقف والتّعبير عن وجهات النّظر فيما بين الطّرفين في أمور الحياة المتعدّدة و المختلفة. إنّ طبيعةَ الرّجل الشّرقيّ قد لا تسمحُ لهُ بقبول مثل هذا الأمر ولكنْ هل هو على صواب بذلك؟ برأيي هو ليس على صواب إذ لا يُمكن إطلاق الحكم المُسبق من خلال الظاهر قبل التجربة والاختبار, فالتّواصل والعشرة هما اللتان تقودان إلى استخلاص النتيجة سواءً كانتْ سلبًا أم إيجابًا, فلا يجوز ولأيّ اعتبار رفض مثل هذا الواقع وأقول واقع لكونه حاصل فعلًا في حياة النّاس وهو شبه يوميّ. الأحكام المسبقة ستكون مجحفة وظالمة وليست عادلة. عَرَفنا بعضَ حالات الزّواج التي تمّت من خلال هكذا تعارف أي عبر وسائل التّواصل الاجتماعيّ وكانت زيجات ناجحة تكلّلت بالمحبة و بالإخلاص و الاستمراريّة وكذلك بالإنجاب حيث صارت من خلاله ولادات ممّا قوّى هذا الارتباط بين الإثنين أكثر فأكثر. لكنْ وبالمقابل يمكن أن تفشل بعض هذه العلاقات التي تمّت عبر وسائل التواصل, فالعلاقة من خلال الإنترنت مثلها مثل أي علاقة متعارف عليها يمكن أن تنجح أو تفشل, فليس بالضّرورة القول لأنّها صارت عبر الانترنت لهذا فشلت, فكثير من العلاقات الزوجية المتعارف عليها تقليديًّا فشلت وصارت حالات الطلاق لا تُحصى. هل يُمكن ان يُولدَ الحبُّ بين إثنين بهذه الطّريقة؟ أقول نعم, ثمّ هل يمكن أن يكونَ هذا الحبُّ صحيحًا وصادقًا؟ بهذا أقول: نعم و لا. إنّ هذا يتوقّف على مدى استيعاب الطّرفين و تفهّمهما لهذا الحبّ وتعاملهما معه على نحوٍ سليم بخطوات تقوده إلى تحقيق النجاح وهو الهدف الأسمى للزواج أيّ زواج. إنّ هذه الظّاهرة شأنها شأن غيرها من العلاقات الزوجية المتعارف عليها قد تلقى المؤيد لها والمدافع عنها, كما تلقى الرّافض لها والذي يراها منافية لأخلاق أو الأعراف أو متعارضةً مع الدّين وهذا ليس هو الأهمّ. ندعوكم أحباءنا إلى سهرة اليوم من برنامج (من صميم الحياة) لتفيدونا بآرائكم و مقترحاتكم حول ظاهرة الحبّ عبر وسائل التّواصل الاجتماعيّ و بمشاركاتكم تغنى أفكارنا, و نشير إلى أن مجلس إدارة إمبراطوريّة الإنسان ستقوم بتكريم المشاركين كعادتها ونحن على أمل أن تتكثّف مشاركاتكم فتأتي غنيّة بأفكارها وافرة بمعارفها. |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|