![]() |
Arabic keyboard |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() مشاركتي قبل قليل على برنامج حديث الساعة و موضوع الفشل أساس النّجاح في أكاديمية رياض الشعر و الأدب تقديم الأديبة إنصاف أبو ترابي بإشراف الدكتور عدنان الطيبي المدير العام و الدكتورة مها يوسف نصر رئيس مجلس الإدارة
الفَشَلُ حالَةٌ مُؤَقَّتَةٌ لا يَجِبُ الاِسْتِسْلَامُ لَهَا بقلم: فؤاد زاديكى الفَشَلُ تَجْرِبَةٌ يَمُرُّ بِهَا كُلُّ إِنْسَانٍ فِي مَرَاحِلِ حَيَاتِهِ المُخْتَلِفَةِ. قَدْ يَبْدُو الفَشَلُ لِلْبَعْضِ نِهَايَةَ الطَّرِيقِ، بَيْنَمَا يَرَاهُ آخَرُونَ فُرْصَةً لِلنُّمُوِّ وَ التَّعَلُّمِ. وَ بَيْنَ هَذَيْنِ المَوْقِفَيْنِ يَكْمُنُ الفَارِقُ بَيْنَ مَنْ يَنْهَضُ بَعْدَ سُقُوطِهِ، وَ مَنْ يَتَوَقَّفُ عِنْدَ العَثْرَةِ الأُولَى. الفَشَلُ لَيْسَ سِوَى مَحَطَّةٍ مِنْ مَحَطَّاتِ الحَيَاةِ، وَ هُوَ لَيْسَ مُرَادِفًا لِلنِّهَايَةِ. كُلُّ فَرْدٍ وَاجَهَ صُعُوبَاتٍ أَوْ تَحَدِّيَاتٍ فِي حَيَاتِهِ يَعْرِفُ كَيْفَ يُمْكِنُ لِتَجْرِبَةِ الفَشَلِ أَنْ تَكُونَ ثَقِيلَةَ الوَطْأَةِ عَلَى النَّفْسِ. قَدْ يَشْعُرُ الشَّخْصُ بِالحُزْنِ، وَ الإِحْبَاطِ، وَ رُبَّمَا الشَّكِّ فِي قُدُرَاتِهِ وَ إِمْكَانَاتِهِ. وَ لَكِنَّ مَا يُمَيِّزُ النَّاجِحِينَ هُوَ عَدَمُ اِسْتِسْلَامِهِمْ لِهَذِهِ المَشَاعِرِ. يُدْرِكُونَ أَنَّ الفَشَلَ أَمْرٌ طَبِيعِيٌّ، وَ أَنَّهُ جُزْءٌ مِنَ الطَّرِيقِ نَحْوَ النَّجَاحِ. لَوْ عُدْنَا إِلَى قِصَصِ العُظَمَاءِ فِي التَّارِيخِ، لَوَجَدْنَا أَنَّ مُعْظَمَهُمْ مَرُّوا بِفَتَرَاتٍ مِنَ الفَشَلِ الشَّدِيدِ. تُومَاسُ إِدِيسُونَ، عَلَى سَبِيلِ المِثَالِ، فَشِلَ آلَافَ المَرَّاتِ قَبْلَ أَنْ يَنْجَحَ فِي اِخْتِرَاعِ المِصْبَاحِ الكَهْرَبَائِيِّ. حِينَ سُئِلَ عَنْ هَذَا العَدَدِ الكَبِيرِ مِنَ الإِخْفَاقَاتِ، قَالَ بِبَسَاطَةٍ: "لَمْ أَفْشَلْ، بَلِ اكْتَشَفْتُ آلَافَ الطُّرُقِ الَّتِي لَا تَعْمَلُ". هَذَا التَّصَوُّرُ الإِيجَابِيُّ لِلْفَشَلِ يَجْعَلُ مِنْهُ دَافِعًا لِلتَّعَلُّمِ بَدَلًا مِنْ عَقَبَةٍ تُوقِفُ المَسِيرَ. الفَشَلُ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ مُعَلِّمًا قَوِيًّا إِذَا أَحْسَنَ الشَّخْصُ الاِسْتِفَادَةَ مِنْهُ. عِنْدَمَا يَفْشَلُ المَرْءُ، فَإِنَّهُ يَكْتَشِفُ نِقَاطَ ضَعْفِهِ، وَ يَتَعَرَّفُ عَلَى الأَخْطَاءِ الَّتِي اِرْتَكَبَهَا، مِمَّا يُسَاعِدُهُ عَلَى تَجَنُّبِهَا فِي المُسْتَقْبَلِ. كَمَا أَنَّ الفَشَلَ يُعَلِّمُ الإِنسَانَ الصَّبْرَ وَ التَّحَمُّلَ، وَ يَجْعَلُهُ أَقْوَى أَمَامَ التَّحَدِّيَاتِ القَادِمَةِ. وَ لَكِنْ مَاذَا يَحْدُثُ إِذَا اِعْتَبَرْنَا الفَشَلَ نِهَايَةَ المَطَافِ؟ حِينَئِذٍ يَتَحَوَّلُ الفَشَلُ إِلَى سِجْنٍ نَفْسِيٍّ يُقَيِّدُ صَاحِبَهُ، وَ يَمْنَعُهُ مِنَ المُضِيِّ قُدُمًا. قَدْ يَشْعُرُ الشَّخْصُ بِالخَوْفِ مِنَ المُحَاوَلَةِ مَرَّةً أُخْرَى، فَيَفْقِدُ الحَافِزَ لِلْعَمَلِ وَ التَّطْوِيرِ. لِذَا، لَا يَنْبَغِي لِلإِنسَانِ أَنْ يَجْعَلَ الفَشَلَ يُعَرِّفُهُ أَوْ يُحَدِّدُ قِيمَتَهُ، لِأَنَّ قِيمَتَنَا الحَقِيقِيَّةَ تُقَاسُ بِمَا نَتَعَلَّمُهُ مِنْ تَجَارِبِنَا، وَ كَيْفَ نُحَوِّلُ المِحَنَ إِلَى فُرَصٍ. الفَشَلُ إِذًا لَيْسَ سِوَى بِدَايَةٍ جَدِيدَةٍ. عِنْدَمَا نَفْشَلُ، نُمنَحُ فُرْصَةً لِإِعَادَةِ تَقْيِيمِ أَهْدَافِنَا، وَ لِإِعَادَةِ المُحَاوَلَةِ بِأُسْلُوبٍ مُخْتَلِفٍ. وَ كَمَا يُقَالُ: "بَعْدَ كُلِّ سُقُوطٍ هُنَاكَ نُهُوضٌ، وَ بَعْدَ كُلِّ لَيْلٍ هُنَاكَ فَجْرٌ". عَلَى الإِنسَانِ أَنْ يُؤْمِنَ بِقُدُرَاتِهِ، وَ أَنْ يُدْرِكَ أَنَّ الفَشَلَ لَا يُقَلِّلُ مِنْ قِيمَتِهِ، بَلْ يُضِيفُ إِلَى تَجْرِبَتِهِ وَ خِبْرَتِهِ. فِي النِّهَايَةِ، الفَشَلُ حَالَةٌ مُؤَقَّتَةٌ، وَ لَا يَجِبُ أَبَدًا أَنْ نَسْتَسْلِمَ لَهُ. الحَيَاةُ مَلِيئَةٌ بِالتَّحَدِّيَاتِ، وَ لَكِنْ مَعَ الإِصْرَارِ وَ التَّفَاؤُلِ، يُمْكِنُنَا تَجَاوُزُهَا وَ الوُصُولُ إِلَى مَا نَصْبُو إِلَيْهِ. المانيا في ٢١ نوفمبر ٢٤ التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 26-11-2024 الساعة 10:47 PM |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|