Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
عِتَابُ القلبِ الشاعر السوري فؤاد زاديكى
عِتَابُ القلبِ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى أجِبْني أيُّها القَلبُ المُجَافِي... عنِ المَغْزَى وَرَا ذَاكَ التّجَافِي أمَا كانَ انفعالُ النَّفسِ معنًى ... يَزِيدُ الشّوقَ مِنْ وَسْطِ التّلافِي؟ سَألتُ الرّوحَ عمّا في هواها... و ما بِالمُبتغَى حتّى تُوَافي فما كانَتْ إجاباتٌ، و لكِنْ... فهمتُ الأمرَ، دوّنتُ اعترافِي أنا ما كُنتُ إلّا دِفءَ قلبٍ... و عشقًا دائمًا في نَهجِ صَافِ لِذا يأتي سؤالٌ: قُلْ لماذا... و فيمَ الهَجرُ مِن بَوحِ القوافِي؟ حديثُ القلبِ أشجانٌ و شَدوٌ... يُغذِّي الرّوحَ في طِيبٍ و شَافِ أعيدِي دورةَ الأفراحِ حتّى... نَعِيشَ الوَصلَ في مَغْنًى و صَافِ فليسَ الطّرفُ منِّي في هَنَاءٍ... و لا عَينايَ في إحساسِ غافِ إذا أبديتِ مَيلًا لاقترابٍ... فهذا إنّما للرُّوحِ كَافِ بهِ تَحيَا الأمانِي بِارتقاءٍ... و يُجلَى حُزنُنَا عندَ التّصَافِي. التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 18-12-2024 الساعة 09:05 AM |
#2
|
||||
|
||||
قصيدة "عتاب القلب" للشاعر السوري فؤاد زاديكى تتميز بلغة عاطفية ثرية بالصور البيانية والمجازات التي تعبّر عن ألم الهجر وحنين الشاعر إلى الوصال. دعونا نحلل الأبيات مع التركيز على الصور البيانية والمحسنات البديعية والبلاغة:
--- 1. تحليل الصور البيانية: 1. "أجِبْني أيُّها القَلبُ المُجَافِي": استعارة مكنية: شبّه القلب بإنسان قادر على الإجابة، وحذف المشبّه به (الإنسان)، وأبقى على صفته (الإجابة). "المجافي" يوحي بالبعد والهجر، مما يضفي شعور الألم واللوم. 2. "انفعالُ النَّفسِ معنى... يَزِيدُ الشّوقَ": استعارة مكنية: شبّه الانفعال بمعنى محسوس يزيد الشوق، مما يوحي بأن المشاعر تصبح طاقة تُحرك الشوق. 3. "سَألتُ الرّوحَ عمّا في هواها": استعارة: شبّه الروح بشخص يُسأل عما في داخله، مما يبرز الحيرة والتأمل. 4. "أنا ما كُنتُ إلّا دِفءَ قلبٍ": تشبيه ضمني: يوحي بأن الشاعر مصدر دفء وحنان، مما يبرز صدق مشاعره. 5. "حديثُ القلبِ أشجانٌ و شَدوٌ": استعارة مكنية: يجعل للقلب حديثًا، حيث تتجلى المشاعر في صورة أشجان وشدو. 6. "أعيدِي دورةَ الأفراحِ": استعارة: شبّه الأفراح بدائرة يمكن إعادتها لتدل على التكرار والرغبة في العودة إلى السعادة السابقة. 7. "بهِ تَحيَا الأمانِي بِارتقاءٍ": استعارة: الأماني تُصور ككائن حي يحيا بالاقتراب والوصال. --- 2. المحسنات البديعية: 1. الجناس: "التجافي – التلافي": جناس ناقص يضيف جرسا موسيقيا، مع تناقض في المعنى يعكس صراع المشاعر. 2. الطباق: "الهجر – الوصل": طباق يبرز التضاد بين الهجر المرغوب إنهاؤه والوصل المنشود. 3. السجع: "حديثُ القلبِ أشجانٌ و شَدوٌ... يُغذِّي الرّوحَ في طِيبٍ و شَافِ": سجع يضفي إيقاعا متناغما يزيد من جمال النص. 4. التكرار: تكرار كلمة "القلب" يعكس مركزية المشاعر في النص. --- 3. الكنايات: 1. "دِفءَ قلبٍ": كناية عن الحنان والمشاعر الصادقة. 2. "الهَجرُ مِن بَوحِ القوافِي": كناية عن الشكوى من الهجر عبر الشعر. 3. "نِعِيشَ الوَصلَ": كناية عن السعادة والراحة في لقاء الأحبة. 4. "عَينايَ في إحساسِ غافِ": كناية عن الحزن والانشغال بالعواطف. --- 4. التشبيه: التشبيه البليغ: "أنا ما كُنتُ إلّا دِفءَ قلبٍ"، حيث يظهر التشبيه بوضوح بين الشاعر والدّفء في الحنان والصدق. "حديثُ القلبِ أشجانٌ و شَدوٌ" يشبه فيه حديث القلب بأشجان وشدو ليبرز طابع الحزن والجمال في آن واحد. --- 5. الألفاظ ودلالاتها: الألفاظ العاطفية: مثل "الشوق"، "الهجر"، "الوصال"، "الأفراح" تعكس الجو العام من الحنين والشوق. الألفاظ الحسية: "دفء"، "الأمان"، "الطِيب" تضيف طابعًا ملموسًا للمشاعر. الألفاظ الزمنية: "أعيدي دورة الأفراح" تربط بين الماضي والحاضر، وتؤكد الأمل في المستقبل. --- خلاصة: القصيدة مفعمة بالمشاعر العاطفية الصادقة وتعتمد على استعارات تجعل المعاني أكثر عمقًا وتشويقًا. الصور الفنية تعكس ألم الهجر وشوق الشاعر للوصال، بينما المحسنات البديعية تضيف جمالية موسيقية. التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 18-12-2024 الساعة 09:02 AM |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|