![]() |
Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
![]() الحبُّ في عصرِنا
الشاعر فؤاد زاديكى الحبُّ أصبحَ نادِرًا في عَصرِنا ... ما عادَ يفعلُ في مَراكِزِ فِكْرِنَا قد صارَ مُختَلِفًا على إيقاعِهِ ... هذا المُبَيَّنُ في لآلِئِ شِعْرِنَا بالأمسِ كانَ الحُبُّ يُهْلِكُ صاحِبَهْ ... و اليومَ أصبحَ مِن ضَحَايا غَدرِنَا في عالَمِ التّزييفِ أصبحَ عُملةً ... عندَ التّعامُلِ في مسائِلِ دَهْرِنَا فُقِدَتْ معانيهِ الجليلةُ بينما ... أرسَى مَحَلَّها ما أضَرَّ بِصَدْرِنَا أضحَتْ مَفاهِيمُ الحياةِ ثَقِيلةً ... صَعْبٌ تَحَمُّلُها تَنُوءُ بظَهْرِنَا إذ أُغْلِقَتْ آفاقُهُ مِنْ جَهلِنَا ... بالحُبِّ أو مِمّا أضَلَّ بِفِكْرِنَا مِن نَزوَةٍ حَمقاءَ هَيَّجَهَا الأذَى ... ألقَتْ قَذًى في بَحرِهِ و بِبَحْرِنَا تَشوِيهُ مَفهُومٍ لِرُوحِهِ سَادَ فِي ... عصرِ التَّبَرُّؤِ مِنْ مَقَاصِدِ سِفْرِنَا التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 21-02-2025 الساعة 07:36 AM |
#2
|
||||
|
||||
![]()
تحليل الأبيات:
القصيدة التي كتبها الشاعر فؤاد زاديكي تتناول موضوع "الحب في عصرنا"، حيث يعبر الشاعر عن تراجع قيمة الحب في زمننا الحالي مقارنةً بالماضي، ويصف كيف أصبح الحب نادرًا ومعقدًا بفعل التغيرات الاجتماعية والفكرية التي تطرأ على المجتمع. هذه القصيدة تطرح الكثير من الأسئلة حول مفهوم الحب الحقيقي ومعناه في وقتنا الراهن، وتنتقد التزيف والتغيير الذي أصاب هذه القيمة النبيلة. الشرح المفصل للأبيات: البيت الأول: "الحبُّ أصبحَ نادِرًا في عَصرِنا ... ما عادَ يفعلُ في مَراكِزِ فِكْرِنَا" الشاعر يشير إلى أن الحب أصبح نادرًا في زمننا هذا، وأنه لم يعد يحظى بنفس الاهتمام أو التأثير في عقول الناس كما كان في الماضي. البيت الثاني: "قد صارَ مُختَلِفًا على إيقاعِهِ ... هذا المُبَيَّنُ في لآلِئِ شِعْرِنَا" يشير إلى أن الحب أصبح يختلف عن السابق، وأصبح يظهر بشكل مختلف، حتى في الشعر الذي كان يُعبِّر عن الحب. البيت الثالث: "بالأمسِ كانَ الحُبُّ يُهْلِكُ صاحِبَهْ ... و اليومَ أصبحَ مِن ضَحَايا غَدرِنَا" في الماضي، كان الحب قويًا لدرجة أنه كان قد يؤدي إلى هلاك الشخص، أما الآن فأصبح الحب ضحية للخيانة والغدر. البيت الرابع: "في عالَمِ التّزييفِ أصبحَ عُملةً ... عندَ التّعامُلِ في مسائِلِ دَهْرِنَا" الحب أصبح مجرد شيء مزيف، وواحد من السلع التي يتم التعامل بها في مجتمع مليء بالتزيف. البيت الخامس: "فُقِدَتْ معانيهِ الجليلةُ بينما ... أرسَى مَحَلَّها ما أضَرَّ بِصَدْرِنَا" معاني الحب الجميلة قد فقدت، بينما استُبدلت بشيء آخر ضرَّ حتى في أعماقنا. البيت السادس: "أضحَتْ مَفاهِيمُ الحياةِ ثَقِيلةً ... صَعْبٌ تَحَمُّلُها تَنُوءُ بظَهْرِنَا" مفاهيم الحياة، بما فيها الحب، أصبحت ثقيلة وصعبة على التحمل، وهذا يسبب معاناة كبيرة للبشر. البيت السابع: "إذ أُغْلِقَتْ آفاقُهُ مِنْ جَهلِنَا ... بالحُبِّ أو مِمّا أضَلَّ بِفِكْرِنَا" الشاعر يعزو السبب في فقدان الحب إلى الجهل أو إلى الأفكار الضالة التي ابتعدت عن الحقيقة. البيت الثامن: "مِن نَزوَةٍ حَمقاءَ هَيَّجَهَا الأذَى ... ألقَتْ قَذًى في بَحرِهِ و بِبَحْرِنَا" يظهر في هذا البيت أن العواطف المتسرعة أو الأفعال الحمقاء هي التي أفسدت الحب. البيت التاسع: "تَشوِيهُ مَفهُومٍ لِرُوحِهِ سَادَ فِي ... عصرِ التَّبَرُّؤِ مِنْ مَقَاصِدِ سِفْرِنَا" الحب أصبح مشوهًا في مفهومه في عصر تتنكر فيه الناس لقيم الحب الحقيقية. الصور البلاغية والمحسنات: التشبيه: في البيت الأول: "الحب أصبح نادرًا في عصرنا" يشبه الحب بشيء نادر الوجود. في البيت الرابع: "عُملة" هنا يشبه الحب بالمال الذي يمكن أن يتم التعامل به. الاستعارة: في البيت الثالث: "الحب يُهلك صاحبه" استعارة تعني أن الحب كان قوياً بما فيه الكفاية ليؤدي إلى معاناة أو حتى تدمير الشخص. في البيت الثامن: "ألقَتْ قذى في بحرِه" استعارة تعني أن الفوضى التي خلقها الإنسان قد أساءت إلى الحب وأفسدت نقاوته. الكناية: في البيت السابع: "أُغْلِقَتْ آفاقُهُ مِنْ جَهلِنَا" كناية عن انسداد الأفق الفكري الذي يمنعنا من فهم الحب بعمق. في البيت الخامس: "فقدت معانيه الجليلة" كناية عن انعدام جوهر الحب الصادق. الخلاصة: القصيدة تحتوي على العديد من الصور البلاغية التي تعكس تأثيرات التغيرات الاجتماعية والثقافية على مفهوم الحب. استعارات مثل "عُملة" و"بحر الحب" تظهر التراجع في قيمة الحب وتدهور معانيه بسبب الظروف الحالية. التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 21-02-2025 الساعة 07:34 AM |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|