Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-05-2025, 09:25 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,931
افتراضي مشاركتي على برنامج بوح الخواطر و موضوع الفقرة هو الحقد الدفين في مجلة أسرة القلم للثق

مشاركتي على برنامج بوح الخواطر و موضوع الفقرة هو الحقد الدفين في مجلة أسرة القلم للثقافة و الفنون من إعداد و تقديم الأديبة إنصاف ابو ترابي و إشراف كلّ من الدكتور عدنان الطيبي و الدكتورة مها يوسف نصر

الحقد الدفين


بقلم: فؤاد زاديكي

الحقد، ذلك الشعور المظلم، الذي ينغرس في القلب و يشوّه صفاء النفس، يُعدّ من أخطر المشاعر، التي قد تسيطر على الإنسان. فهو لا يعرف الرحمة و لا الشفقة، بل يتغذّى على الضغائن و يؤجّج الكراهية في النفوس. عندما يسيطر الحقد الدفين على شخص ما، يتحوّل إلى قوّة مدمّرة يمكن أن تضرّ به و بمن حوله بشكل لا يمكن تصوّره. إنّ الحقد ليس مجرّد شعور عابر، بل هو شعور يتراكم في داخل الشّخص على مدار الوقت، يغذّي نفسه بأفكار سلبية و مؤلمة و يعمل على تسميم العقل.

تبدأ بذرة الحقد في النّموّ عندما يتعرّض الشّخص لظلم أو خيانة أو حتّى مجرّد إحساس بالتّهديد من قبل الآخرين. ولكن ما يميّز الحقد الدفين عن أيّ مشاعر سلبية أخرى هو أنّه لا يمرّ بمرحلة الزّوال بسهولة. بل يظلّ مستمرًّا في أعماق الشخص، يتغلغل في أفكاره و يتحوّل إلى رغبة قوية في الانتقام. و المشكلة أنّ هذا الشّعور لا ينتهي بمجرّد تحقّق الانتقام، بل يتجدّد في دوّامةٍ لا تنتهي من الكراهية و المرارة.

أنواع الحقد يمكن أن تتفاوت من شخص لآخر. فهناك الحقد الاجتماعيّ، الذي يظهر عندما يشعر الفرد بالتمييز أو الظلم من قبل مجتمعه أو فئته الاجتماعية. و هناك الحقد العاطفيّ، الذي ينشأ نتيجة خيبة أمل أو خيانة من شخص عزيز. كما يوجد الحقد الشخصيّ، الذي يكون نتيجةً لمنافسة أو صراع على مكانة أو مال أو سلطة. في جميع الأحوال، يؤدي الحقد إلى تدهور العلاقات الإنسانية و يؤثُر بشكل سلبيّ على الصّحّة النفسيّة.

و على الرغم من أنّ الحقد قد يكون دافعًا للانتقام، فإنّه لا يُعيد الحق لصاحبه، بل يعمّق الجرح و يوسّع الفجوة بين الناس. الشخص، الذي يحمل الحقد في قلبه يجد نفسه في صراع داخليّ مستمرّ، حيث يقاوم أحيانًا رغبته في الانتقام، لكنّه لا يستطيع التخلّص من هذا الشعور القاتل، الذي يطوقه.

إنّ الأشخاص الذين يحملون الحقد الدفين قد يُظهرون الودّ في تعاملاتهم مع الآخرين، لكنّ داخلهم يظلّ مُشبعًا بالكراهية. و بالتّالي، ينعكس ذلك على سلوكهم بشكل غير مباشر. قد يصبحون دائمًا في حالة توتّر، يلاحقون أخطاء الآخرين و لا يستطيعون منحهم فرصة للتسامح. و يزيد هذا من العزلة الاجتماعية، التي يعيشون فيها، مما يؤدّي إلى تدنّي جودة حياتهم.

كما أنّ الحقد لا يؤذي فقط الشخص الذي يكنّه، بل يمكن أن يمتدّ ليؤذي أفرادَ عائلته و أصدقاءَه و المجتمع بشكل عام. فالشخص الحاقد لا يراعي مشاعر الآخرين، و يغذّي الأحقاد في كلّ مكان يذهب إليه. و قد يصل الأمر إلى التّفكير في أفعالٍ قاسية قد تضرُُ أكثر مما تنفع، فيغرق في الظلام دون أن يُدرك ذلك.

لذلك، يعد التخلّص من الحقد أحد أهمّ الخطوات، التي يجب أن يتّخذها الإنسان لتحقيق السلام الداخليّ. إنُ القدرة على العفو و المسامحة هي السبيل الوحيد للتخلّص من الحقد الدفين، إذ أنّ الصّفح لا يعني ضعفًا، بل هو قوّة حقيقية تعكس نبلَ الإنسان و تسامحَه مع نفسه و مع الآخرين.

في الختام، لا شكّ أنّ الحقد الدفين يظلُ من أخطر العوامل، التي تؤثّر سلبًا على حياة الإنسان. فحتُى لو كان هذا الشعور يبدو كوسيلة للدفاع عن النفس أو لتحقيق العدالة الشخصية، إلّا أنّه في الحقيقة يدمّر صاحبه و يمنعه من النموّ الروحي و العاطفي. لذلك، يجب أن نكون على وعي بخطورة الحقد و نعمل جاهدين على التخلّص منه، لنعيش حياة مليئة بالسلام الدّاخلي و الرّحمة.
__________________
fouad.hanna@online.de


التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 16-05-2025 الساعة 05:33 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:47 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke