Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-07-2025, 10:35 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 48,135
افتراضي مشاركتي على برنامج حديث الساعة و موضوع حلقة اليوم الحبّ العذري، معناه و واقع وجوده في

مشاركتي على برنامج حديث الساعة و موضوع حلقة اليوم الحبّ العذري، معناه و واقع وجوده في فترات تاريخية
من إعداد و تقديم الأديبة إنصاف ابو ترابي و إشراف الدكتورة عدنان الطيبي و مها يوسف نصر في أكاديمية رياض الشعر و الأدب

الحُبُّ العُذْرِيُّ فِي التُّراثِ العَرَبِيِّ وَ الْوَاقِعِ الْمُعَاصِرِ

بقلم: فؤاد زاديكى

ٱشْتَهَرَ العَرَبُ قَدِيمًا بِنَوْعٍ نَبِيلٍ مِنَ الْحُبِّ، يُسَمَّى الْحُبُّ الْعُذْرِيُّ، وَ هُوَ حُبٌّ طَاهِرٌ نَقِيٌّ، يَسْتَقِرُّ فِي الْقَلْبِ، وَ لَا يَطْمَعُ فِي لَذَّةٍ أَوْ شَهْوَةٍ، بَلْ يَكْتَفِي الْمُحِبُّ فِيهِ بِالنَّظَرِ إِلَى مَنْ يُحِبُّ، وَ الْحَدِيثِ مَعَهُ، أَوْ حَتَّى فِي بَعْضِ الْأَحْيَانِ، يَكْتَفِي بِذِكْرِ اسْمِهِ، وَ تَخْيُّلِهِ.

وَ قَدْ بَرَزَ فِي الْقُرُونِ الْأُولَى مِنَ الْإِسْلَامِ قَوْمٌ مِنْ بَنِي عُذْرَةَ كَانُوا يُعْرَفُونَ بِكَثْرَةِ الْعِشْقِ وَ الْوَفَاءِ، حَتَّى نُسِبَ إِلَيْهِمْ هَذَا النَّوْعُ مِنَ الْحُبِّ. وَ مِنْ أَشْهَرِ الْقِصَصِ فِي هَذَا السِّيَاقِ قِصَّةُ قَيْسِ بْنِ الْمُلَوَّحِ، الْمَعْرُوفِ بِـ"مَجْنُونِ لَيْلَى"، الَّذِي أَحَبَّ لَيْلَى الْعَامِرِيَّةَ حُبًّا صَادِقًا، وَ مَا تَزَوَّجَهَا، وَ عَاشَ عَلَى ذِكْرَاهَا حَتَّى مَاتَ.

وَ قَالَ قَيْسُ فِي أَحَدِ أَبْيَاتِهِ:

أَمُرُّ عَلَى الدِّيَارِ دِيَارِ لَيْلَى
أُقَبِّلُ ذَا الْجِدَارَ وَ ذَا الْجِدَارَا
وَ مَا حُبُّ الدِّيَارِ شَغَفْنَ قَلْبِي
وَ لَكِنْ حُبُّ مَنْ سَكَنَ الدِّيَارَا

فِي هَذِهِ الْأَبْيَاتِ، يُعَبِّرُ قَيْسٌ عَنْ عِشْقٍ نَقِيٍّ، يَسْكُنُ الْفُؤَادَ، بِلَا أَيِّ رَغْبَةٍ مَادِّيَّةٍ.

وَ مِنَ الْأَشْخَاصِ الَّذِينَ ٱشْتُهِرُوا بِالْحُبِّ الْعُذْرِيِّ أَيْضًا، جَمِيلُ بُثَيْنَةَ، الَّذِي قِيلَ إِنَّهُ أَحَبَّهَا طَوَالَ عُمُرِهِ، وَ لَمْ يَتَزَوَّجْ غَيْرَهَا، وَ مَا نَالَ مِنْهَا سِوَى الْكَلِمَاتِ وَ النَّظَرَاتِ.

فِي زَمَانِنَا الْمُعَاصِرِ، قَدْ يَبْدُو الْحُبُّ الْعُذْرِيُّ نَادِرًا فِي ظِلِّ سُرْعَةِ الْحَيَاةِ، وَ تَغَيُّرِ الْقِيَمِ، وَ لَكِنَّهُ ما يَزَالُ يُوجَدُ بَيْنَ بَعْضِ الشُّبَّانِ وَ الْفَتَيَاتِ، الَّذِينَ يَجِدُونَ فِي الْمَشَاعِرِ الطَّاهِرَةِ مَلَاذًا مِنْ ضَغْطِ الْعَالَمِ الْمَادِّيِّ.

وَ فِي زَمَنِ التَّوَاصُلِ الْإِلِكْتْرُونِيِّ، نَجِدُ مَنْ يَحِبُّ لِسِنِينَ طَوِيلَةٍ دُونَ لِقَاءٍ، وَ يَبْقَى عَلَى الْوَفَاءِ وَ الْإِخْلَاصِ، فَهَذَا نَوْعٌ مِنَ الْحُبِّ الْعُذْرِيِّ، وَ لَوْ بِثَوْبٍ جَدِيدٍ.

وَ فِي نِهَايَةِ الْمَطَافِ، يَبْقَى الْحُبُّ الْعُذْرِيُّ رَمْزًا لِلْوَفَاءِ، وَ الطُّهْرِ، وَ الْإِخْلَاصِ، وَ يَذْكُرُنَا بِأَنَّ الْحَبِيبَ يُحَبُّ لِذَاتِهِ، لَا لِمَا يُقَدِّمُهُ، وَ أَنَّ الْقَلْبَ إِذَا صَدَقَ، صَفَا.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:27 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke