Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الديني > أخبار ومتفرقات منوعة أخرى

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-04-2007, 09:30 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 46,153
افتراضي كنائس بلا صلبان: تأملات من بحيرة فان - 2/2 بقلم جهاد الزين

كنائس بلا صلبان: تأملات من بحيرة فان - 2/2

بقلم جهاد الزين - النهار

اسطنبول
بينما كنا نحضر احتفال افتتاح "المتحف - الكنيسة" على الجزيرة التي يسميها الاتراك "اكدامار" والارمن "اختامار"، لم نكن نعلم ان مدينة فان المشاطئة للبحيرة التي تحمل اسمها على بعد 55 كيلومتراً من مكان وجودنا، كانت تشهد تظاهرة لمجموعات من "الوطنيين الاتراك المتطرفين" ضد الاحتفال بترميم الكنيسة ولو من دون صليب وجرس!
التظاهرة نفسها هي احد التعبيرات السياسية لثقافة "الدولة - الامة" المغروسة في المجتمع التركي، ولهذا فإن موضوع نوع علاقة الدولة التركية بالمسألة الارمنية هو احد الامتحانات "الثقافية" الرئيسية لمدى قدرة هذه "الدولة - الامة" المعتبرة من الاكثر تشدداً كـ"دولة - امة" في العالم، على التكيّف والتغيّر نحو مفاهيم جديدة في مسار خيارها التحديثي.
"الامتحان" الثاني الآخر على المستوى السياسي - الامني هو الموضوع الكردي. فالمسألة الارمنية لا تطرح تحديات امنية - سياسية الآن على الدولة التركية باعتبارها باتت تتعلق، بعد استقلال ارمينيا عن الاتحاد السوفياتي وانتهاء الإفرازات الامنية للحركة الوطنية الارمنية مع تلاشي "الجيش الارمني الثوري"،... باتت تتعلق فقط بمسألة "ثقافية" ذات بعد سياسي هي تحديد طبيعة مسؤولية الدولة التركية عام 1915 عن المجازر التي تعرض لها الارمن.
إذن "الدولة - الامة" التركية عبر الموضوع الارمني "ثقافياً" والكردي سياسياً - امنياً تواجه امتحانين داخليين كبيرين. لقد اصبح هذان الموضوعان، وبمعزل عما يمثلان لدولة ارمينيا والدياسبور الارمنية من جهة، وللاكراد من جهة اخرى، معيارين لطاقة الصيغة السياسية للدولة التركية على المزيد من التكيّف والتطوّر التحديثيين. ولهذا فإن اهم ما شهدته السنوات الاخيرة هو انتقال المناقشة حول الموضوعين الى سجال داخل النخبة السياسية - الثقافية التركية نفسها، اي الى سجال تركي - تركي لا فقط تركي - ارمني او تركي - كردي. وهذا تقدم مهم جداً. فلقد اظهرت ردود الفعل على اغتيال الصحافي الارمني التركي هرانت دينك ان الموضوع الارمني اصبح شأناً تركياً داخلياً عميقاً. فلا تقدم في التحديث الديموقراطي التركي بدون تفاعلات على هذا الصعيد، كانت الانتقادات التي تعرضت لها الاجهزة الامنية بعد الاغتيال ومن قبل معلقين ومثقفين اتراك اقسى بكثير مما كان يمكن سماعه "سابقاً" من وجوه ارمنية في "الدياسبور" او في يريفان.
"كان هرانت ضد اي سلطة سواء الدولة او الكنيسة... ولكن الكشف عن المسؤولين الفعليين عن اغتياله، ولا اعني القتلة المباشرين، فهؤلاء اقل اهمية من المحرضين السياسيين، هو امر اساسي لكي تكون هذه الدولة (التركية) دولة ديموقراطية، دولة قانون". هذا ما قاله لنا بطريرك الارمن "مسروب الثاني" في مقره في اسطنبول، المقر الموجود على الطرف الآخر من الشارع الذي توجد فيه المدرسة الارمنية التي درس فيها الزميل الشهيد هرانت دينك.
البطريرك انتقد ما اسماه "محاولة التوظيف السياسي لمسألة المجازر الارمنية"، معتبراً ان الهدف من ذلك "ليس انصاف الأرمن ولكن ايذاء تركيا كما يحصل عبر المشروع المقدم الى الكونغرس الاميركي". (هو يقول انه يسمي ما حدث للارمن عام 1915 "مذابح" وليس "إبادة"؟).
قلت له: علمت، يا غبطة البطريرك، انك قضيت ثلاث سنوات في الكنيسة الارمنية في القدس (وهي احدى اربع بطريركيات الاولى رتبة في يريفان والاخرى الى القدس في لبنان واسطنبول) وقد درج البعض على مقارنة مجازر الارمن بمجازر اليهود في العهد النازي الالماني، فماذا برأيك عن "الإبادة" المعاصرة التي ترتكبها اسرائيل ضد الفلسطينيين؟
اجابني البطريرك: انا قضيت هذه المدة في القدس واصبح لي الكثير من الاصدقاء العرب الذين تعاطفت مع قضيتهم. ولكني ضد استخدام العنف للوصول الى الحقوق. انا مع النضال السلمي وليس مع العنف.
عندما انتقلنا الى مكاتب صحيفة "آغوس" التي اسسها هرانت دينك، شاهدت في احدى الغرف الجانبية خلال عبوري الى مكتب رئيس التحرير الجديد اتيان مسوبيان، امرأة شابة تبكي... قلت لرئيس التحرير: هل لا تزال هذه السيدة تبكي هرانت دينك بعد مرور اكثر من شهرين على مقتله ام حدث شيء آخر استوجب بكاءها؟ قال بسرعة: انها بالضبط لا تزال تبكيه.
كانت صحيفة "آغوس" تبدو في داخلها ممتلئة بالمحررين في الغرف الضيقة التي يتألف منها الطابق الاول الذي تشغله في احدى بنايات شارع معروف في المنطقة التجارية من الجزء الاوروبي من اسطنبول، قريباً من ساحة "تقسيم" السياحية والفنادق الكبرى. لقد اصبحت "اغوس" اكثر من مجرد صحيفة ارمنية تصدر لتخاطب "جالية" ارمنية لا يتجاوز عددها في كل تركيا المائة الف نسمة. انها الآن - لا سيما بعد اغتيال هرانت - احدى المجلات المحورية في الحياة الثقافية التركية، وبصورة خاصة المثقفين الآتين من "اصول" يسارية. وهي اصلاً تصدر اسبوعياً باللغتين الارمنية والتركية، والادق الذكر ان معظم صفحاتها باللغة التركية مع ثلاث صفحات فقط بالارمنية. كان معدل توزيعها حوالى سبعة آلاف نسخة ايام هرانت دينك، بلغ في اسبوع مقتله الـ25 ألف نسخة.
المشهد السياسي الآن في تركيا معقّد ومتغيّر (وحيوي) الى درجة ان رئيس تحرير "آغوس" الجديد وهو مثقف من "يسار الوسط" يعتبر بدون تردد ان "حزب العدالة والتنمية" بزعامة طيب رجب اردوغان هو الرمز القيادي حالياً لمشروع التحديث التركي السياسي والاقتصادي!
أنقره
النائب عن "حزب العدالة والتنمية" ايجيمين باغيش، وأحد المستشارين المقربين من رئيس الوزراء اردوغان يقول في جلسة عمل تلاها غداء مع بعض الصحافيين الاجانب، كنت احدهم، انه "بكل صراحة لا تعنيني مسألة هل حدثت عام 1915 "إبادة" ام لا... بالنسبة إليّ - ويجب ان يكون لنا جميعاً - المهم هو ان لا تحدث مجازر في المستقبل".
هذا النمط من التفكير يمثله باغيش، الشاب الآتي بعد سنوات طويلة من العيش في نيويورك ليلتحق كعضو في "حزب العدالة والتنمية" ويفوز على لائحته في الانتخابات المنصرمة عام 2002.
في نظر النائب باغيش، على الولايات المتحدة ان تقيس بنفسها مكاسب وخسائر السير في مشروع القانون حول مجازر الارمن. فتركيا، بالنسبة إليه، اصبحت ضرورة لا غنى عنها في المنطقة، لا سيما في الشرق الاوسط.
• ألا تبالغ في تقدير عناصر قوة تركيا...؟ سألته.
- لنُعد تسمية اي دائرة من دوائر الازمات في المنطقة... ولنرَ اذا كان بالامكان الاستغناء عن دور تركيا. في العراق؟ ام مع ايران؟ ام في الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي؟ في سوريا؟ ام في لبنان؟ من له مصلحة في اميركا بأن يستغني في هذه الظروف عن دور قاعدة "انجرليك" الجوية في تركيا... فعبر هذه القاعدة، يتم توصيل 85 بالماية من مواد التموين الى القوات الاميركية وبينها 65 بالماية مواد تركية...
هذا الجيل "البراغماتي" فعلاً من "إسلاميي" تركيا المهيَّئين ربما لفوز جديد في الانتخابات يقف حتى الآن عاجزاً عن تحقيق تطبيع في العلاقات بين دولتي تركيا وارمينيا... بسبب ضغوط المتطرفين على جانبي الحدود المقفلة... فلقد كان الوفد الارمني الذي اتى من ارمينيا للمشاركة في احتفال ترميم الكنيسة هو الوفد الوحيد الذي لم يصل بالطائرة الى "فان"... لقد اتى بالسيارات والباصات (برئاسة نائب وزير الثقافة) عابراً من جمهورية جورجيا... الى تركيا بسبب استمرار اقفال المعابر مع تركيا... رغم ان العاصمة يريفان لا تبعد سوى كيلومترات عن الحدود.
لقد اقترح السياسي التركي توركيش الب ارسلان الذي كان وطنياً متطرفاً وانتهى في سنواته الاخيرة الى خط معتدل في الموضوع الارمني... اقترح اقامة تمثال على الحدود بين البلدين مكتوب عليه من الجهة التركية كلمة "نأسف" بالارمنية وعلى الجهة الارمنية الكلمة نفسها بالتركية...




Published: 2007-04-04
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:58 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke