Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
نِداءُ محبَّةٍ بقلم: فؤاد زاديكى
نِداءُ محبَّةٍ بقلم: فؤاد زاديكى سؤالٌ يُراودُني بين الفينةِ و الأخرى, و قد يبدو غريبًا و ربّما مُسْتَهجَنًا, لطالما هناك مَنْ يَرَى أنّ مِنْ حقِّهِ أنْ يقولَ و ينشرَ ما يشاءُ, حتّى لو جاءَ هذا مُثيرًا لمشاعر الآخرين لِما فيهِ تَعَدٍّ أو تَجاوُزٌ قد لا يَراهُ, لأنّ هذا البعضَ لا يرى غيرَ ذاتِه, و الفكرَ الذي يسيطرُ على كامِلِ دِماغِه, وبهذا يكونُ أغلقَ جميعَ المنافذِ التي يمكن أن يرى مِنْ خلالِها الآخرين, أو يتفاعلَ معهم بما يهمُّ أمورَ الحياةِ بشكلٍ عامٍّ, لهذا أقول و بدافعِ المحبّةِ و السّعيِ لإقامة أفضل علاقة مع ذاك الآخر, الذي قد يُخالِفني في أمور و مواقف و قضايا و رؤى مختلفة و هذا أمرٌ طبيعيٌّ يراهُ كلُّ شخصٍ سَوِيِّ العقلِ و الفكرِ, كُنْ مُحْتَرمًا في ردّك دون شَخْصنةٍ للمنشور, و دون استخفافٍ بعقولِ النّاس, و بعيدًا عن أسلوبِ المُهاترةِ, و النّكديّةِ, و الهمجيّةِ و التّعالي, و العنجهيّةِ الفارغةِ, و التّطاولِ على الشّخص مِنْ خلالِ تهجّمٍ بكلماتٍ سوقيّةٍ أو سَوقِ اتّهاماتٍ لا صلةَ لها بالموضوع و لا الواقع. عندما أطرحُ, أو يطرحُ أيُّ شخصٍ موضوعًا, يمكن أن تكونَ له أكثرُ من وجهة نظرٍ أو رؤية, بحسب قناعاتِ النّاس و ميولِهم و أفكارهم و معتقداتِهم و دياناتهم و قوميّاتهم إلخ... عندما لا تكونُ رؤيتُكَ متطابقةً مع أيّ منشورٍ مِنْ هذه المنشوراتِ لأيٍّ سبب كان, فلديك خياران لا ثالث لهما, إذا رغبت في المنحى السّليم و القرارِ الصّائب, الأوّل: عندما تتعارضُ فكرتُكَ مع مضمونِ هذا المنشور, فلكَ أنْ تُشارِكَ عليه, أو أنْ تتجنّبَ المشاركةَ عليه, وهذا ما يقرُّهُ المنطقُ السّليمُ, فإذا أحبَبْتَ المشاركةَ فعليكَ واجبٌ أخلاقيٌّ و أدبيٌّ في أنْ تلتَزِمَ ِحدودِ المنطق و المعقول و المقبول, فتُبدي اعتراضَكَ بأسلُوبٍ محتَرَم, و هذا من حقِّك, تأتي بما لديكَ مِنْ أدِلَّةٍ و براهين و دعائم تراها لازمةً لإقناع صاحبِ هذا المنشورِ بوجهةِ نظرِكَ, ويكون هذا هو الطّريقُ الأفضلُ أمّا متى شاركتَ بأسلوبٍ غير أدبيّ و بعيدٍ عن احترامِ الشّخصِ فقد يكونُ لذلك الشّخص ردُّ فعلٍ يتناسبُ مع شدّةِ ردّك و حماقته و اسلوبك غير السّليم او المقبول, فإذا كان به استفزازٌ, أو تعرّضٌ لشخصِ النّاشر,أو لسمعته أو أو أو فلا تستغربْ مِنْ أن تُقابَلَ بالمثلِ أو بأشدّ من ذلك. عندما تَرى أنّ مِنْ حقّك إبداء الرّأي, فليَكُنْ هذا الحقّ ضمنَ حدود احترام الذّات. لاحظتُ و مِنْ خلال مواقف كثيرة أنّ البعضَ يحاول و بشكلٍ مَقصودٍ أن يطعنَ في ما تنشرُهُ, و هو يريد منكَ ألّا تَرُدَّ عليه بل أن تمرّ مرور الكرامِ على ردِّه, و هذا بالطّبعِ غيرُ ممكنٍ ولا مقبول, فأنت عندما تُسايرُ هذا و تسعى لمراضاتِه, تَجنُّبًا لردود فعلِهِ أو ما في نحوِ ذلك, فأنتَ بهذا تُقِرُّ ضمنًا بصحةِ و صوابيّةِ ردِّه, لهذا عليك أن تُدافِعَ عن مضمُونِ منشورِكَ, بما يلزمُ, فإذا كان المعارضُ لوجهةِ نظرِكَ في حدودِ المعرفةِ و العلمِ و الفَهم, فلا عليك لأنّ اختلافَ وجهاتِ النّظرِ بين البشرِ أمرٌ طبيعيٌّ و لا يجبُ أن يقودَ ذلك إلى خلافٍ, هذا عندَ العقلاءِ, أمّا عندَ الجَهَلَةِ, فكلُّ شيءٍ مُمْكِنٌ و مُباحٌ. البارحة شاركتُ منشورًا لمجنّدة إسرائيليّة مسلمة وصلت إلى رتبة رائد في جيشِ الدّفاعِ الإسرائيليّ, تتحدّث عن مسيرتها العسكريّة, و عن سلوكها من خلال محبّتها لجميع النّاس على اختلافِ آرائهم و مواقفهم, ولكون المنشور عقلانيّ و إنسانيّ في مضمونِه, قمتُ كما أسلفتُ بمشاركتِه على بروفيلي، ليأتي بعد ذلك أحدُ المتغطرسين الحمقى ليردّ عليّ بأسلوبٍ تهديدي و تخويني و تهكّمي و استفزازي, مُطلِقًا صفّاراتِ الإنذار القومجيّة العربيّة, التي لم تنفع الشعوب العربيّة في شيء, و هو يحاولُ تِبيانَ أنّ اليهود و الصّهاينة خطرٌ و هم أعداءٌ يجبُ القضاءُ عليهم و على كلّ مَن يدعمُهم و يروّجُ لهم, بالطّبع أمثال هذا الشّخص, و غيره من أصحابِ فكرةِ المؤامرة و المُروّجين لها, فشلوا فشلًا ذريعًا في التأثيرِ على النّاس, فقد ثَبُتَ أنّ دودَ الخلِّ منهُ و فيهِ, و ما كلّ ما مرّ به العرب و المسلمون من خيباتٍ وفشل و إخفاقاتٍ و ما هم عليهِ مِنْ بؤسٍ و فقرٍ و جهلٍ و تخلّفٍ, سوى نتيجة هذا الذي يتّهمون الغيرَ به, وهم عليهِ، هروبًا من الحقيقة, و كان ردّي على هذا الشّخص الغوغائي, البليد, المتظاهر بالعلمِ و المعرفة فقلتُ لهُ أمرين اثنين و كان لي أن أقول له أكثر من هذين الأمرين, لكنّي اكتفيتُ بهما, فلو فَهِمهما, يكون وفّر عليّ و على نفسِهِ الكثيرَ أوّلًا: إنّ الصّهيونيّة عملتْ وما تزال تعمل لصالح الشّعب اليهودي أينما كان, بينما القومجيّة العربيّة خلقت شروخًا بين العرب, و أقامت حروبًا و أذلّت شعوبَها, وهي تستغلّها أسوأ استغلال بداعي العداء لإسرائيل, فإسرائيل دولة ديمقراطيّة, بينما كلّ الدّول العربية غير ديمقراطية لا توجد فيها قوانين و لا أنظمة و الحاكم و أزلامه هم فوق القانون. رأينا كيف قامت احتجاجات و مظاهرات لأسابيع طويلة في إسرائيل ضد خطوات رئيس الوزراء الإسرائيلي (نتينياهو) في ما يخصّ التعديلات القضائية التي يريد فرضها, دون أن تتصدّى حكومته للشّعب فتقتل منه شخصًا واحدًا كما فعلت الأنظمة الشموليّة في جميع البلاد العربية ففي سورية قُتِل ما يزيد عن 500 ألف من المعارضين لنظام بشّار البوليسي القمعي, الذي يُكابر و يدّعي كغيرِه من الأنظمة العربية أنّه يُعادي إسرائيل, و هو وغيره بالطبع يكذبونَ على شعوبِهم, كي يبقُوا على كراسيهم. و الأمرُ الثاني: هل يقرأ المسلم قرآنَه؟ و إذا قرأهُ فهل يفهمُ مضمونَهُ؟ و إذا فَهِمَ مَضمونَهُ فهل يحترم هذا المضمونَ و يعملُ بهِ؟ أم أنّهُ يؤمن على حسبِ هواه باجتزاز نصوص و رفضِ نصوص أخرى من هذا القرآن؟ فإذا قرأ القرآن سيرى أنّ القرآن يؤكد أن شعب إسرائيل هو صاحب الأرض و ليس الفلسطينيون, الذين هم أصلًا غير عربٍ, فالشعب الفلسطيني الأوّل جاء من بحرِ إيجا إلى بلاد إسرائيل لكي يحتلّها من أصحاب الأرض الشّرعيّين و لهذا قامت حروب بين داؤود اليهودي و جوليات الفلسطيني, التاريخ يجب أن يُقرأ بأمانة. أمّا فلسطينو اليوم الساكنون في أرض إسرائيل, فهم جاؤوا من شبه جزيرة العرب و غيرها من البلاد عندما احتلّ عمر بن الخطّاب بلاد الشام و ما يُسمّى فلسطين, جاؤوا إلى إسرائيل غُزاة مُحتلّين و ليسوا من الفلسطينيين الأوائل, الذين كانوا يونانًا و ليسوا عربًا, فلم تكنْ لغتهم أبدًا العربيّة, بل اليونانيّة القديمة. أمّا بخصوص تأكيد القرآن على أنّ هذه البلاد هي لشعب إسرائيل فهذه هي الشّواهد لمن يحاول التّحذلق و التّفلسف و قول الكلام الإنشائي الفارغ الذي لا يقدّم و لا يؤخّر و إنْ لم يقبلْ بذلك فهو يناقض قرآنَه و يرفضُ ما جاءَ به, ممّا يعني بحكم الإسلام أنّه مُرتدٌّ و الحكمُ عليه سيكون القتل, فحكم المرتدّ يقول الإسلام هو القتل. "حتى "القرآن" اعترف بيهودية أرض اسرائيل "الاستيطان" او "بناء المستوطنات" عبارات تجتاح الوسائل الاعلامية العربية، للتعبير عن سخطهم لقيام الشعب اليهودي ببناء تجمعات سكنية على أرضه التاريخية. محاولة دعائية وبروبغندا استعمارية لم يفتأ العرب عن استخدامها لتحويل شعب إسرائيل شعبًا غريبًا عن هذه الارض. الاستيطان هو التَّوطُّن في أرض محتلَّة، والمعروف تاريخيا أنّ أرض إسرائيل هي يهودية الهوية منذ 3000 سنة، ولم تعرف للعرب وجودًا إلّا في زمن الاحتلال العربي والغزو الاسلامي حيث جاؤوا هذه الأرض فارضين عليها سيطرتهم واستيطانهم . اذًا " العرب" في أرض إسرائيل هم المستوطنون وهم الغرباء عن الأرض وليس بالشعب اليهودي، هذا ما نصّت عليه التوراة وهذا ما سجّله التاريخ من آثار وذكريات، وهذا ما ذكره القرآن مرجع المسلمين الأول والأخير، حيث جاءت بعض آياته خير تعبير عن يهودية أرض إسرائيل، نذكر منها : سورة المائدة (5) الآية 20: " وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ الآية 21: " يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ ومن النصوص القرآنية الاُخرى التي تقول أن الإله أورث بني إسرائيل الأرض . "وأورثنا القوم الذين كانوا يُستضعفون مشارقَ الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وتمّت كلمة ربك الحُسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمّرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون (الأعراف 137) ونريد أن نمنّ على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمةً ونجعلهم الوارثين (5) ونمكن لهم في الأرض (القصص) فأخرجناهم من جنات وعيون (57) وكنوز ومقام كريم (58) كذلك وأورثناها بني إسرائيل (59) (الشعراء) ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحُكم والنبوةَ ورزقناهم من الطيباتِ وفضلناهم على العالمين (الجاثية 16) وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً" وكما نلاحظ، لم يكن هناك أيُّ ذكرٍ لشعب فلسطين، لأنّ "فلسطين" لم يَكُنْ لها وجودٌ بل كانت "أرض إسرائيل"" و هذا ما لا يريد العرب و المسلمون فهمَهُ و قبوله. إذًا، لسنا مَنْ يقولُ هذا ، إنّما التاريخ والكتب السماوية قد قالت … فهل أحدٌ يمكنه أنْ ينكر يهوديّة أرض إسرائيل مِنَ المسلمين إلّا إذا نكرَ ما جاءَ في كتابِه, و لم يعترفْ بهِ؟. التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 15-09-2023 الساعة 09:01 AM |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|