Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-12-2023, 08:53 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,233
افتراضي تهنئة بعيد الميلاد و رأس السنة المسيحية 2024

في هذه الأيام تتفاعل جهودنا كمسيحيين و نتحضّر للاحتفال بعيد ميلاد المسيح و برأس السنة الميلادية, من خلال تزيين البيوت و شراء الهدايا و الولائم الخ... و مظاهر التّعبير عن هذه الفرحة كثيرة و متعدّدة, خاصّة في الدّول الأوروبيّة, التي لا تتفاعل مع هذا إلّا من خلال طقوس اعتادوا عليها منذ قرون طويلة, فناحية الإيمان ضعيفة لديهم للغاية, و أعني أنّ المظاهر هنا تغلب على المضمون. تُقام احتفالات و أسواق ميلاد في الكثير من المدن هنا في المانيا, يزورها الناس مع عائلاتهم و أبنائهم, فيها من المأكل و المشرب المتنوّع, كما هناك أسواق خاصة للبيع و تنشر الزّينات في أغلب المدن و في الشوارع خاصّة تلك الرّئيسية منها, و تُنفق على ذلك أموالٌ لا حصر لها. إنّها مجرّد عادات و تقاليد, خرجت عن واقع البساطة لتصل أحيانًا إلى حدّ الإسراف و البذخ, غير الضروريّ, و هناك الملايين من البشر في مختلف أنحاء العالم يُعانون البؤس و الفقر و الحرمان, إنّها صورة لا تُعطي المعنى الحقيقيّ للشّعور ببهجة العيد, إلّا من خلال التّعبير التلقائي, الذي تعوّدنا عليه طيلة هذه السّنوات هنا. لكنّ الأمر لا يتعلّق بنا كأشخاص, فنحن أيضًا مُلزَمون بشكلِ ما بالمشاركة للتّعبير عن فرحتنا بالعيد.
ولد المسيح في مذود حقير بسيط, لُيعطي صورة حقيقية عن الحياة, و ليجعلنا نفهم أنّ الحياة البسيطة هي التي تحمل معاني الإنسانيّة, لقد كان بمقدوره أن يجعلَ ولادته تلك في أفخم القصور و أعظم الأمكنة, ضمن بهرجة خياليّة لا يُمكن تصوّرها, إلّا أنّه فعل ذلك ليؤكّد لنا حقيقة ما سيقوله بعد ذلك, مِنْ أنّ مملكته ليست مِن هذا العالم.
كيف سيكون شعورنا, بهذا العيد و مشاركتنا به, و هناك حروب كثيرة تجري في أماكن مختلفة و كثيرة مِنْ هذا العالم؟ صور فظيعة, مشاهد مؤلمة, دمار هائل, رائحة الموت تفوح من هنا و هناك في مواقع الحروب حيث تجري, في أوكرانيا, في فسطين, في السودان, في سورية, في العراق, في ليبيا و في غيرها و غيرها و غيرها. إنّ ربّ السلام, طفل المغارة لا تُريحهُ هذه المناظر الأليمة و لا تُشعره بأيّة راحة, فهو يعيش معنا حياتنا, أجل هو ليس بعيدًا عنّا. لهذا نرفع صلواتنا جميعًا و نحن نحتفل بقرب قدوم عيد الميلاد و رأس السنة المسيحيّة, إلى طفل المغارة, ربّ الأرباب يسوع المسيح ليلطف بنا كشعوب فقدت الكثير من إنسانيّتها, و أن يُنهي تلك الحروب ليقطع دابر ما تتسبّب به من أهوال و فظائع جسيمة, تفوق قدرة التّحمّل لدى البشر. يا إلهي, يا طفل المغارة, اِرأف بشعوبك, حَنِّن قلوبَ السياسيّين المجرمين الذين لا هدف لهم سوى الرّبح و السيطرة ولو كان ذلك على جثث الآخرين.
أغتنم فرصة قرب حلول أعياد الميلاد لأتقدّم إليكم جميعًا بأطيب التّهاني و التبريك, مع أنّ الشّعور بالفرح يكون لدينا ناقصًا في مثل هذه الظروف الصّعبة, التي يعيشها الكثير من النّاس في أماكن من العالم تسود فيها الحروب و الجشع و الطمع و الأنانية و الكذب و النّفاق و غير ذلك من أمراض اجتماعيّة كثيرة, لا تنتهي سلسلتها و لا يفرط عقدها.
كلّ عام و أنتم بأمن و سلام
كلّ عام و أنتم بصحّة و راحة بال
كلّ عام و أنتم بمحبّة و تآخي و عيش مشترك آمن
كل عام و أنت بخير, على الرّغم من قلّته في هذا العصر
كلّ عام و أنتم تشعرون بما يشعر به الآخرون
كلّ عام و أنتم تعيشون بمشاعركم الإنسانيّة النّبيلة دون تأثيرات خارجيّة, تحوّلها إلى غير ذلك
كلّ عام و أنتم باقون على قيد الحياة, في هذه الحياة التي أصبحت أشبه ما تكون بجحيم لا يُطاق.
لكم كلّ محبّتي و تقديري راجيًا منكم العفو و الصّفح إن أنا أخطأتُ بحقّكم, فنحن أبناء الضّعف البشريّ. سامحوني فالحياة لا تستحق أكثر من أن تكون رحلة قصيرة, لا نعلم متى سنصل من خلالها إلى ما ينبغي أن تكون النّهاية, لكي يكون لاحتفالي بهذا العيد فيه شيءٌ من راحة البال.
عيد ميلاد مجيد و سنة مباركة عليكم و على أسركم و أبنائكم و كلّ أهلكم و أصدقائكم و محبّيكم آمين.
الصور المرفقة
نوع الملف: png pngtree-merry-christmas-welcome-new-year-2024-typography-vector-design-png-image_12827243.png‏ (790.9 كيلوبايت, المشاهدات 2)
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:00 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke