عندما تفعل إرادة الحياة بنا ما تريده، و تلعب يد القدر دورها لتكون لها صولة و جولة، تأخذنا معها إلى حيث تشاء. خبر قرأته اليوم هزُ كياني و أوجعني كلّ الوجع، علمًا أنّها مشيئة الرب التي لا مهرب منها، و هي قدرنا المحتوم الذي لا مناص منه و لا خلاص. انتقل الى الاخبار السماوية صهرنا الغالي المهندس جوزيف آدم. الإنسان الشّهم و الطيّب و الأصيل. مهما وصفناه فهو أكثر من ذلك. كان المرحوم إنسانًا محبًّا نبيلًا، خدومًا معطاءً، شريفًا نزيهًا، كسب محبّة كلّ الذين عرفوه عن قرب و تعاملوا معه، عرفته حين كنّا في ديريك و قبل زواجه من الغالية هالة كبرو شرفو بنت خالي، حيث كان يسكن قريبًا من حارتنا في ديريك، كان المرحوم يدفعك لان تحبّه مرغمًا، لقد كان طيٍب اللسان، نظيف الكفّ عفيف النّفس على خلقٍ عال من الرقيّ. تزوّج و أنشأ عائلة مباركة ربّاها مع زوجته الفاضلة هالة على مخافة الله و على محبة الناس بقلوب مؤمنة منفتحة فكانت نعم الأسرة المباركة، عانى من رحلة المرض الخبيث لسنوات طويلة، و حاول بكلّ ما استطاع و ما توفّر له أن يقهر ذلك الداء الخبيث الذي لم يرحمه ففتك به و أنهكه و افقد جسمه كلّ مناعة فلم يكن له أيّ أمل في السيطرة و التغلّب على هذا المرض القاتل، كلّ مساعد الأطباء في سورية و في المانيا لم تتمكّن من إدخال الفرح إلى قلب الأسرة التي عانت ما عانته في جميع مراحل رحلة هذا المرض الفتّاك، البارحة يوم الخميس المصادف ٢٢ كانون الثاني أسلم الغالي الروح ليد أمينة ستاخذه إلى حيث يستحقّ مع الأبرار و القديسين في ملكوت أبيه السماوي. باسمي و اسم عائلتي سميرة زاديكى و كل آل زاديكى اتقدّم بأحرّ التعازي القلبية للغالية هالة و التي كانت معنا قبل قليل على الهاتف و هي تحكي لنا رحلة المرحوم مع المرض بكلُ معاناتها وتفاصيلها و مراحلها و محطّاتها و حتى آخر لحظة من لحظات حياته قبل الرحيل و كذلك لأسرتها الصغيرة المنكوبة بنتيها و ابنها و لأسرتها الكبيرة راجين لها الصبر و القوة و السلوان. الف رحمة لروحك الطاهرة الغالي جوزيف لقد غادرتنا و تركت أثرًا عميقًا في نفوسنا.