Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
توضيح بقلم فؤاد زاديكى
توضيح بقلم فؤاد زاديكى كثيرون يقولون لي: لماذا تحاول الدّخول إلى مستنقع السياسة القذر؟ أو تبدو في أكثر الأحيان صريحًا و جريئًا في ما تطرحه من مواضيع أو ما تقوم به من ردود؟ إنّك شاعر و كاتب ستفقد بهذا الكثير من المتابعين و الأصدقاء، بينما المفروض أن تكسبهم لا أن تخسرهم، فما تفعله سيؤلّب عليك فئة من البشر و بهذا تكون أنت الخاسر من كلّ هذا. لكي أكون صادقًا مع كلّ مَن يتابعني و أمينًا بالرّدّ على مثل هذه الأقوال بكلّ محبّة و تقدير و احترام لمشاعرهم التي يعبّرون عنها سواءً أكانت فعلًا تحمل المعنى الإيجابي لها أو تلك التي قد تحمل المعنى السلبي المبطّن في غمز كمن يقول أنت تستحقّ ما يجري لك من قلّة المتابعة بالقياس إلى آخرين، فإنّي أقول التّالي: _ لطالما فكرة إرضاء النّاس هي واقع عملي و حياتي فأنا مؤمن به و أعمل على أساسه، مهما تكنِ النتائج، فما من أحدٍ و لغاية اليوم استطاع أن يحصل على رضى جميع النّاس، لسبب أنّهم مختلفون بأفكارهم و مشاعرهم و رؤاهم و تطلّعاتهم و طرق تفكيرهم و نظرتهم لأمور الحياة، لهذا لا يهمّني هذا الأمر فلن يكون بمقدوري إرضاء الجميع، لأنّها غاية لم يُدركها أحدٌ و لن أستطيع بدوري إدراكها مهما فعلت. _ لا أستطيع التّصرّف بتناقض مواقف في حياتي، أي أن أعلن عن إطار فكري و قناعتي و مبدئي و من ثمّ أتصرّف بما هو خلاف ذلك أو مُناقض له، فمثل هذا السلوك يُفقد المرء مصداقيته، و أعتقد أنّني شخص صادق مع نفسي و مع كلّ ما أنشره على وسائل التّواصل الاجتماعي. _ التّفاعل مع ما يجري في الحياة و الواقع لا نستطيع الهروب منه، و لا غضّ الطّرف عنه، فنحن متأثّرون به إن شئنا هذا أو أبينا، لأنّنا نعيش ضمن هذه الدائرة و الوسط بكلّ تأثيراته، التي تمسّ حياتنا بشكلٍ مباشر أو غير مباشر، لهذا يلزم أن يكون الإنسان ملتزمًا بهذا، خاصّة عندما تكون لديه مسؤولية الكتابة أو ممارسة أيّ جانب من جوانب الفن، فالالتزام يعني التّفاعل الفكري و الشعوري و ليس الهروب. _ مِن أهمّ صفات الإنسان عمومًا، و الذي لديه رسالة إنسانية خصوصًا كالشّعر و المسرح و الغناء و التّمثيل و الكتابة و الرّسم الخ... يتوجّب عليه أن يكون صادقًا مع ذاته دون أن يقع تحت تأثير كيلو متراج التّذبذبات في المواقف بالثُبات على موقف واضح صريح لا لبس فيه و لا تمليق أو زيف بنهج الأساليب الانتهازية و الوصولية و كلّ ما يدور في فلكهما من صفات التملّق و المديح الزائف و التّزلّف و غير ذلك. _ أنا كشخص أهتمّ كثيرًا بالقضايا السياسية التي تحصل في كلِ مكان من العالم، ربّما يكون سبب ذلك كوني مارست الحياة السياسة في وقت ما فكانت لي عقيدة ماركسية، أتابع ما يجري و أتفاعل مع الوقائع و الأحداث وجدانيًا و فكريًا و إنسانيًا، لهذا أراني ملزمًا بالاستمرار في هذا النّهج و عليه، و الذي قد يراه البعض هنا غير صحيح، فأنا احترم وجهات نظرهم لكنّي لا أحبّ أن يفرض أيّ أحدٍ من هؤلاء أو سواهم وجهة نظره عليّ ليلزمني بها أو ينتقدني لماذا لا اوافقه عليها، فكلّ إنسان حرّ بفكره و رأيه و بالتّعبير عن نفسه دون فرض ذلك على الغير. _ لكلّ إنسان وجهة نظر في هذه الحياة، من مختلف القضايا و الشؤون و الأمور _ على الاقلّ غالبية من هؤلاء هي على هذا النّحو _ لهم بهذا آراؤهم و تحليلاتهم و المنظار، الذي من خلاله يُقيّمون ما يجري، و لأنّي منهم و لدي قناعتي و رؤيتي الخاصّة، فإنّي لا أستطيع أن أوافق على ما أراه مخالفًا لرؤيتي و قناعتي إلّا إذا ثَبُتَ أنّ ما أنا عليه خاطئ بالدّليل و البرهان القاطعين، أو وجهة نظري هذه ليست سليمة بالكامل، و من هذا المنطلق أقول: ليس باستطاعتي القول إنّ الحقَّ باطلٌ و لا قولَ إنّ الباطلَ حقٌّ، لذا تراني أُعارض الفكرة التي لا تتماشى مع المنطق و الموضوعية أو هي تُناقض حقائق الأمور و موضوعيتها. إنّ العقلَ هو للإدراك و للتّفكير و للمقارنة و للتّقييم و للفهم و للحكم على الأمور و المواقف و المطروح من الأفكار، لست ممّن يُخضعون عقلهم لخوفٍ أو لما لا يُعقل، فكلّ ما يرفضه العقل لا أقبل به، خاصّةً عندما يتجاوز حدود المنطق العقلاني المستنير. |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|